بعد ظهر السبت (27 مارس/آذار 2010) شهدت ستة ملاعب ألمانية بزوارها المائتين وستين ألفا ست مباريات من مباريات الجولة الثامنة والعشرين في الموسم الحالي لبطولة دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم / البونديسليغا. وتُعد هذه الجولة خامس الجولات الحاسمة في موسم البطولة؛ كما تعد، حسب تعبير مدرب بايرن ميونيخ لويس فان خال، أولى "جولات الحقيقة"، أي أولى الجولات السبع الأخيرة التي ستكون نتائجها مصيرية بالنسبة لفرق النوادي المشاركة في البطولة.

هيرتا برلين يحرج بوروسيا دورتموند

وضمن هذه المباريات الست شهد الاستاد الأوليمبي في برلين المباراة بين فريق بوروسيا دورتموند ومضيفه فريق هيرتا برلين الذي خاض لاعبوه المباراة، أمام حوالي ستين ألف متفرج، بمعنويات فوزهم الكبير 5 / 1 أمام المدافع عن لقب البطولة فريق فولفسبورغ في الجولة السابعة والعشرين، وبالتصميم على أن يكرروا هذا الفوز ولو بأهداف أقل، ليبقى الفريق من دعائم البونديسليغا. وظهر أثر ذلك في التنسيق بين صفوفهم دفاعا وهجوما وباللعب الهجومي السريع، والضغط على مرمى دورتموند، ما جعلهم يشكلون ندية قوية للاعبيه، وخطورة شديدة على مرماه. ولولا يقظة مدافعيه وحارس مرماه فايدينفيلر لتقدم هيرتا برلين بهدفين نظيفين على الأقل في الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي.

وفي الشوط الثاني واصل لاعبو برلين هجماتهم المتتالية على مرمى دورتموند الذي عاد لاعبوه إلى المباراة، وأخذوا في تنظيم اللعب الهجومي السريع في اتجاه مرمى هيرتا برلين، لتتحول المباراة إلى سجال مثير بين الفريقين استمر إلى نهايتها بالتعادل السلبي، ليرتفع رصيد هيرتا برلين إلى تسع عشرة نقطة يظل بها في ذيل ترتيب البطولة، بينما انتزع دورتموند نقطة رفع بها رصيده إلى تسع وأربعين نقطة حافظ بها على المركز الرابع بفارق نقطة عن فيردر بريمن الذي قدم أداء جيدا في مباراته التي خاضها، في موازاة لهذه المباراة، أمام نورنبرغ وحسمها لصالحه بنتيجة 4 / 2 ، رافعا رصيده إلى ثمان وأربعين نقطة يظل بها في المركز الخامس.، بينما يظل نورنبرغ بخمس وعشرين نقطة في المركز الخامس عشر.

أما صاحب المركز السادس عشر بعد الجولة السابعة والعشرين، فريق هانوفر، فقد استضاف فريق كولونيا الذي قدم لاعبو أداء تميز بالتنسيق بين صفوف الفريق، وبالانتشار الجيد في الملعب، والتمريرات المتقنة في هجوم على مرمى هانوفر الذي أمطروه أمام حوالي ثلاثة وأربعين ألف متفرج بأربعة أهداف مقابل هدف واحد لهانوفر. وبذلك يظل هانوفر بثلاث وعشرين نقطة في المركز السادس عشر، بينما يرتفع رصيد كولونيا رصيده إلى إحدى وثلاثين نقطة، ينتقل بها من المركز الثالث عشر إلى الثاني عشر مؤقتا، أي إلى ظهور نتيجة مباراة مونشينغلادباخ أمام هامبورغ بعد ظهر الأحد (28 مارس/آذار) أمام هامبورغ. وعلى ستاد ماينتس وأمام حوالي عشرين ألف متفرج لعب فريق ماينتس أمام فريق فولفسبورغ الذي تمكن مهاجمه جيكو من إحراز هدفين في الدقيقة الثالثة والثمانين، والدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني فاز بهما الفريق، ليصبح رصيده أربعين نقطة ينتقل بها من المركز العاشرإلى التاسع، يبينما يتلقى ماينتس الخسارة الثانية على التوالي ويتراجع بسبع وثلاثين نقطة من المركز التاسع إلى العاشر.

شتوتجارت يمهد لانفراد شالكه بصدارة البونديسليغا

وشهد ستاد أليانتس أرينا في ميونيخ بزواره التسعة والستين ألفا المباراة بين بايرن ميونيخ وضيفه شتوتجارت. وجرت المباراة في شوطها الأول متوسطة المستوي، وكان فريق شتوتجارت هو الأفضل في معظم فترات هذا الشوط بسرعة انقضاض لاعبيه في الكرات المشتركة للاستحواذ على الكرة، وتنظيم اللعب في هجوم وضغط على مرمى الفريق البافاري. وأدى ذلك إلى حدوث ارتباك في صفوف بايرن ميونيخ، فلم يقدم لاعبوه الأداء المتوقع من فريق يسعى إلى الفوز بلقب البونديسليغا، ما جعل المباراة في هذا الشوط تجري خالية من المتعة الكروية، رغم أن الشوط شهد تعادل الفريقين بهدف لكل منهما، أحرز هدف الفريق البافاري مهاجمه أوليتش في الدقيقة الثانية والثلاثين، وتعادل شتوتجارت في الدقيقة الحادية والأربعين بالهدف الذي أحرزه مهاجمه تريش.

وفي الشوط الثاني أشرك مدرب بايرن ميونيخ، لويس فان خال، لاعبي خط الوسط روبين وريبيري، ما جعل أداء الفريق يتحول من اللعب المتوتر إلى هجومي منظم وسريع. غير أن ذلك زاد أيضا من التحسن في أداء فريق شتوتجارات، واستمرار لاعبيه في الضغط على مرمى الفريق البافاري. وفي الدقيقة التاسعة والأربعين نفذ لاعب خط وسط شتوتجارت،هليب، ضربة ركنية بإرسال الكرة عرضية أمام المرمى، ونتيجة لارتباك دفاع بايرن ميونيخ في إبعادها وصلت الكرة خارج منطقة المرمى يمينا إلى زميله في خط الهجوم كاكاو الذي انطلق بها في اتجاه خط المرمى، وعند الخط أرسلها عرضية في اتجاه منطقة المرمى. وفي الوقت الذي بدا فيه أن الكرة اتجهت خارج المرمى تصل أمام القائم الأيسر للمرمى على رأس مهاجم شتوتجارت، ماريكا، الذي أودعها بسهولة في المرمى مسجلا الهدف الثاني لشتوتجارت.

وبعد هذا الهدف شهدت المباراة أداء قويا من الفريقين حفل بالهجمات المتبادلة على المرمى إلى أن أعلن حكم المباراة نهايتها بفوز شتوتجارت بنتيجة 2 / 1 ، وارتفاع رصيده إلى إحدي وأربعين نقطة يظل بها في المركز السابع قوي الأمل في الصعود إلى أحد المراكز المؤهلة للاشتراك في المنافسات الأوروبية، بينما يتلقى الفريق البافاري الخسارة الثانية له على التوالي، ويتجمد رصيده عند ست وخمسين نقطة. وفي ختام المباريات الست استغل ذلك المنافس المباشر للفريق البافاري على الصدارة، فريق شالكه، الذي تألق لاعبوه وبذلوا أقصى جهدهم لتقديم أداء فني رائع على مدى مباراتهم أمام لاعبي المنافس الثالث على الصدارة، فريق باير ليفركوزن، وقازوا رغم ندية لاعبيه، بهدفين نظيفين أحرزهما المهاجم، كوراني، في الدقيقتين الحادية عشرة والسابعة والعشرين، ليرتفع رصيدهم إلى ثمان وخمسين نقطة ينفردون بها بصدارة البونديسليغا لأول مرة منذ أربع سنوات، تاركين المركز الثاني للفريق البافاري بست وخمسن نقطة، بينما يظل باير ليفركوزن بثلاث وخمسين نقطة في المركز الثالث.

الكاتب: محمد الحشاش

مراجعة: هيثم عبد العظيم