شحن كامل ترسانة ليبيا من الأسلحة الكيماوية إلى ألمانيا
٣٠ أغسطس ٢٠١٦
تخلصت ليبيا من ترسانتها الكيماوية، وسلمت المتبقي بحوزتها، إلى سفينة دنماركية، لتقوم بنقلها إلى ألمانيا، وتخشى ليبيا من سقوط الأسلحة بيد داعش، وصرحت مصادر ألمانية أن الشحنة عبارة عن 500 طن سيتم تدميرها في مدينة مونستر.
إعلان
قامت ليبيا بشحن كامل مخزونها المتبقي من الأسلحة الكيماوية إلى خارج أراضيها لتضمن بذلك عدم إمكانية سقوطه بأيدي جماعات متطرفة ناشطة في هذا البلد الغارق في الفوضى والعنف. وغادرت سفينة دنماركية تحت إشراف الأمم المتحدة ميناء مدينة مصراتة الواقعة على بعد مائتي كيلومتر إلى شرق طرابلس ناقلة مخزون الأسلحة الكيماوية إلى ألمانيا، حسب ما أعلن مسؤولون الثلاثاء (30 آب/ أغسطس 2016).
ويأتي ذلك في إطار عملية بدأتها حكومة الوفاق الوطني بمؤازرة المجتمع الدولي. وكانت الحكومة طلبت المساعدة الدولية للتخلص من الخطر الذي يشكله وجود مثل هذه الأسلحة الموروثة من نظام معمر ألقذافي. وتخشى حكومة الوفاق الوطني أن تسقط هذه الأسلحة بأيدي تنظيم "الدولة الإسلامية" الناشط في هذا البلد منذ 2015.
وأكد نائب رئيس حكومة الوفاق الوطني في طرابلس موسى الكوني لوكالة الأنباء الفرنسية أنه "تم نقل كامل مخزون ليبيا من المواد الكيماوية الخاصة بتصنيع الأسلحة إلى الخارج. من جهته، أوضح مسؤول أمني رفيع المستوى في مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) أن "الأسلحة الكيماوية الليبية التي ورثت عن النظام السابق شحنت بالكامل إلى ألمانيا يوم السبت على متن سفينة دنماركية من ميناء مصراتة في عملية أمنية خاصة تحت إشراف الأمم المتحدة".
وأشار المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته إلى أنه "تم شحن 23 خزانا من المواد الكيماوية" التي كان قد جرى تخزينها في منطقة الجفرة على بعد نحو 200 كلم جنوب مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) حيث تخوض القوات الحكومية معارك مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وتابع المسؤول الأمني "تخلصت ليبيا من ترسانتها الكيماوية وأصبحت بلدا خاليا من الأسلحة الكيماوية. نحن في ليبيا لم نكن نريد هذه الأسلحة خاصة في ظل الأوضاع الأمنية الحالية ووجود داعش في المنطقة".
من جهته أوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية "أن الآمر يتعلق بنحو 500 طن من المواد الكيماوية السامة التي سيتم تدميرها في مونستر بألمانيا" من قبل شركة سبق وأتلفت مخزونات النظام السوري. وأضاف إن هذه المواد الكيماوية التي "يمكن استخدامها لإنتاج غازات سامة (...) ستصل إلى ألمانيا في الأسابيع المقبلة".
وقد عرضت الحكومة الدنماركية منتصف آب/أغسطس خدماتها لنقل هذه الترسانة بالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة لحظر الأسلحة الكيماوية بغية إتلافها في بلد أخر تخوفا من أن تسقط بأيدي متطرفين. لكن متحدثا باسم وزارة الخارجية الدنماركية قال إن الحكومة "لا يمكنها (في الوقت الحاضر) تأكيد أو نفي" المعلومات الليبية.
وكان مجلس الأمن الدولي اعتمد في 22 تموز/يوليو قرارا لمساعدة حكومة الوفاق الوطني في ليبيا على التخلص من هذا الخطر الكيماوي. وتقول منظمة حظر الأسلحة الكيماوية انه تم التخلص من 55 بالمائة من مخزونات ليبيا من غاز الخردل، كما تم التخلص أيضا من الذخائر التي يمكن حشوها.
ع.أ.ج / أ.ح (أ ف ب)
يوميات المعارك ضد داعش لاستعادة سرت الليبية
تكافح القوات الليبية منذ أشهر لاسترجاع مدينة سرت من مقاتلي "الدولة الإسلامية". مصورDW عربية كارلوس سوروتوسا قضى وقتا مع القوات الموالية للحكومة وصور لنا جزءا من معارك استعادة السيطرة.
صورة من: DW/K. Zurutuza
بدأ هجوم القوات الحكومية لاسترجاع مدينة سرت من مقاتلي تنظيم داعش في 12 مايو/أيار الماضي، وهي المدينة التي تحولت إلى معقل للتنظيم الإرهابي في ليبيا. عملية "البنيان المرصوص" تشنها حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة بدعم من الضربات الجوية الأمريكية.
صورة من: DW/K. Zurutuza
بعد سيطرة القوات الليبية على مواقع محيطة بالمدينة الساحلية، تحولت الاشتباكات مع التنظيم إلى حرب شوارع. مقاتلو داعش محاصرون حاليا في منطقتين وسط سرت، تُستهدفان أيضا من قبل البحرية الليبية. ونفى مسؤولون هناك أن يكون بين المقاتلين أجانب. "الليبيون فقط يقاتلون على الأرض". يقول محمد الغسري ل DW، وهو متحث باسم الجيش.
صورة من: DW/K. Zurutuza
في الوقت الذي تلعب فيه الضربات الجوية الأمريكية دورا رئيسيا في الهجوم ضد داعش، تحولت هذه الدبابات الروسية الصنع إلى سلاح لا غنى عنه في استهداف مواقع القناصة والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة.
صورة من: DW/K. Zurutuza
يقول المقاتلون الليبيون إنه من المستحيل اعتقال مقاتلي داعش، لأن الكثير منهم يرتدي أحزمة ناسفة ويفضلون الموت خلال القتال على أن يتم إلقاء القبض عليهم أحياء. وقتل أكثر من 400 مقاتل ليبي منذ بدء عملية "البنيان المرصوص" في شهر مايو/أيار الماضي، بينما لم يعلن داعش عن خسائره.
صورة من: DW/K. Zurutuza
رغم أن معظم القوات الليبية المنتشرة في سرت تنحدر من مصراتة، إلا أن هناك مقاتلين من مناطق ليبية أخرى. تنامي نفوذ داعش يثير المخاوف في بلد تحكمه ثلاث حكومات: واحدة في الشرق وأخرى في الغرب، بالإضافة إلى السلطة التنفيذية المدعومة من الأمم المتحدة. وكل طرف من هؤلاء له قوات مسلحة على الأرض.
صورة من: DW/K. Zurutuza
الأطباء في سرت يعملون كمتطوعين في دوامات مرهقة من أجل استيعاب التدفق الكبير من المقاتلين الجرحى. سيارات الإسعاف والمشافي الميدانية، كهذا المشفى الظاهر في الصورة تستهدف أيضا من تنظيم داعش.
صورة من: DW/K. Zurutuza
يقول الأطباء الذين يشتغلون على أرض المعارك إنهم عاينوا حالات لمقاتلين أصيبوا في الحنجرة أو الصدر أو حتى الرأس، فعلى ما يبدو يستهدف قناصة داعش هذه الأعضاء حتى يصاب المقاتلون بالشلل الرباعي إن بقوا على قيد الحياة، وبالتالي لن يكونوا قادرين على القتال مجددا. كما يقول الدكتور مصطفى شرفو من المستشفى الرئيسي في سرت لـDW.
صورة من: DW/K. Zurutuza
معظم الحالات الحرجة يتم نقلها بشكل يومي عبر الجو إلى مصراتة. وقال مسؤولون رفيعو المستوى لDW إن معظم المعارك في سرت تم تعليقها هذا الأسبوع بسبب العدد الكبير من الجرحى الذين يتلقون العلاج في مستشفى مصراتة. وتتسبب الألغام التي يزرعها تنظيم داعش، في المناطق الخاضعة له، في خسائر كبيرة في صفوف المقاتلين الليبيين.
صورة من: DW/K. Zurutuza
لا توجد شبكة هاتف في مدينة سرت حتى خلال الفترات التي يتوقف فيها القتال وهو ما يحدث نادرا. وبينما يختار المقاتلون القادمون من مصراتة الذهاب إلى منازلهم لزيارة عائلاتهم، يعيش من يتوجب عليهم البقاء في سرت في ظل غياب أبسط مرافق الراحة وسط أنقاض المعارك.
صورة من: DW/K. Zurutuza
المقاتلون الليبيون في سرت على قناعة بأنهم سوف يستعيدون السيطرة على المدينة. "نعقتد أنه لا يوجد أكثر من 50 مقاتل من داعش داخل المناطق الخاضعة للتنظيم، ما يعني أننا قد نستعيد السيطرة على المدينة في غضون الأيام المقبلة". يقول عمر زيداني وهو مقاتل من مصراتة لـDW.