افتتح الرئيس الأفغاني حامد كرزاي اليوم الثلاثاء مؤتمرا دوليا يهدف إلى وضع خطط للمجالات التي سيتم إنفاق المليارات من المساعدات الإنمائية لبلاده عليها على مدار السنوات القليلة المقبلة. ووصف كرزاي المؤتمر بأنه "يشكل مرحلة جديدة من تعميق وتوسيع شراكتنا الدولية". وطالب الرئيس الأفغاني المؤتمر الدولي/ الذت يشارك فيه ممثلون عن سبعين دولة ومنظمة دولية، بضخ مساعدات مالية من خلال حكومته لتمويل البرامج الوطنية التي من شأنها أن تغير حياة الشعب الأفغاني.

ومن المتوقع أن يتعهد المانحون المشاركون بالمزيد من المساعدات المالية ونقل المزيد من المسؤولية إلى الإدارة الأفغانية في مقابل التزام كابول بالتعامل مع الفساد المستشري في الإدارة. كما طالب كرزاي المؤتمر بدعم خطة السلام التي وضعتها حكومته بهدف إقناع المتمردين بوضع سلاحهم

نقل المسؤليات الأمنية كاملة حتى عام 2014

جاء في نسخة من الإعلان الختامي للمؤتمر الدولي في أفغانستان، اطلعت عليها رويترز، أنه من المنتظر الاتفاق اليوم الثلاثاء على ضرورة أن تبدأ القوات الأفغانية في تولي مسؤولية الأمن في بعض المناطق بنهاية العام الحالي وأن تقود العمليات الأمنية في كل الأقاليم بنهاية عام 2014.

وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في مستهل المؤتمر إن "المرحلة الانتقالية في أفغانستان لا يمكن إرجاؤها إلى ما لانهاية"، مؤكدة على استمرار التزام بلادها نحو أفغانستان بعد تموز/يوليو 2011. وأضافت "ليس لدينا أي نية في التخلي عن مهمتنا الطويلة الأمد الرامية إلى قيام أفغانستان مستقرة، آمنة وسلمية". وقالت كلينتون إن الولايات المتحدة "تعتزم مواصلة مساعدتها للتنمية الاقتصادية ودعمها لتدريب وتجهيز ومساعدة القوات الأمنية الأفغانية". وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أعلن في كانون الأول/ديسمبر موعد تموز/يوليو 2011 لبدء انسحاب القوات الأميركية.

خطة لشراء مسلحي طالبان

على صعيد آخر، أفادت ورقة حكومية، اطلعت عليها وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) قبل انطلاق المؤتمر بأنه من المقرر أن يقدم الرئيس الأفغاني حامد كرزاي خطة تهدف إلى إقناع نحو 36 ألف من طالبان بإلقاء أسلحتهم. وجاء في الوثيقة أن الأمر يتطلب نحو 784 مليون دولار لتمويل المشروع، الذي يستغرق تنفيذه خمسة أعوام. وأوضحت الوثيقة أن الخطة "مخصصة لإعادة دمج حوالي 36 ألفا من المحاربين السابقين والوصول إلى أربعة آلاف تجمع في 220 مقاطعة في 22 إقليما في أفغانستان". وجاء في الوثيقة، المكونة من 48 صفحة، أنه على المستويين التكتيكي والعملي فإن "مجلس سلام أعلى"، سيشكله كرزاي، سيقدم أموالا لمسلحين "قابلين للمصالحة".

وأعلنت طالبان، التي تشن عمليات مسلحة ضد الحكومة الأفغانية والقوات الدولية في أفغانستان بقيادة حلف الناتو على مدى تسعة أعوام تقريبا، مرار رفضها لمقترحات قدمها كرزاي لإجراء محادثات سلام. وقال قادة الحركة إنهم لن يجلسوا على مائدة التفاوض حتى تسحب الولايات المتحدة ومنظمة الناتو جميع قواتها المنتشرة في البلاد، التي يزيد قوامها عن 140 ألف جندي من البلاد.

(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)

مراجعة: عبده المخلافي