رغم علامات الذهل والإرهاق التي بدت على ملامح المهندسين الألمانيين رينيه بروينليش وتوماس نيتشكه في شريط الفيديو الأخير الذي هدد فيه خاطفوهما بقتلهما، إلا أن هذا التهديد أعاد الأمل لدى السلطات الألمانية المختصة بإنقاذ حياتهما بعد أكثر من ستين يوما على إختطافهما. وهدد خاطفو الرهينتين الألمانيين في الشريط الذي نشر على شبكة الإنترنت بقتلهما من دون أن يحددوا مهلة في حال لم يطلق سراح المعتقلين في السجون الاميركية في العراق وما لم توقف ألمانيا مساعدتها لكل من واشنطن وبغداد.

وجاء في البيان الذي حمل توقيع "سرايا المجاهدين-كتيبة أنصار التوحيد والسنة" أن هذا البيان هو "النداء الأخير للعميلين الألمانيين". وأضاف البيان "اعلموا انه إن لم تنفذ مطالبنا بإطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات في سجون الاحتلال وإيقاف كل عون ومساعدة للاميركيين وأعوانهم من الصفويين والمجوس فان حكم القصاص العادل سينفذ عاجلا بهما". وخاطب البيان "ذوي وحكومة الألمانيين" وحمل تاريخ اليوم التاسع من نيسان/ابريل في حين حمل شريط الفيديو تاريخ 28 آذار/مارس. وورد فيه بلهجة تهديدية:"اعلموا يا من تقدمون العون ويد المساعدة للمحتلين والكافرين والصفويين اعلموا أنكم ورعاياكم لن تفلتوا من قبضة أيدي أصحاب الحق والجهاد". وتبلغ مدة شريط الفيديو الذي رافق البيان 24 ثانية. ويظهر على الشريط اسم المجموعة والرهينتان. ويتكلم احدهما الألمانية لثوان قليلة. وذكرت محطة "ان.تي.في" الإخبارية الألمانية أن الأمر يتعلق بالرهينتين الألمانيتين رينيه براونليتش (32 عاما) وتوماس نيتشكيه (28 عاما). وفي هذا السياق ذكرت وكالة الأنباء الألمانية (دي. بي. أه) أن نيتشكيه يقول "نحن معتقلان منذ ستين يوما. أعصابنا مشدودة كليا. ساعدونا من فضلكم. لن نصمد طويلا. ساعدونا من فضلكم".

يذكر أن المهندسين الألمانيين قد خطفا في 24 كانون الثاني/يناير في شمال العراق على أيدي مسلحين يعتقد أنهم ينتمون الى مجموعة "أنصار التوحيد والسنة". وكانت وزارة الخارجية الألمانية أعلنت اليوم الأحد أنها تلقت شريط فيديو جديدا يظهر فيه على ما يبدو الرهينتان الالمانيان المحتجزان في العراق منذ نهاية كانون الثاني/يناير. وأوضح ناطق باسم الوزارة لوكالة فرانس برس "نعم لدينا شريط فيديو". لكنه أضاف "لا نزال نحتاج إلى تحليله" بالكامل. ويعود آخر خبر بخصوصهما إلى 13 شباط/فبراير حين وجه الخاطفون إنذارا عبر شريط فيديو بثته قناة "العربية" وهددوا فيه بقتل الرهينتين إذا لم تتجاوب الحكومة الالمانية مع مطالبهم لا سيما وقف أي اتصال مع السلطات العراقية.

نداء حار من مسلمي ألمانيا

وفضلاً عن ذلك كان كبار ممثلي مسلمي ألمانيا قد وجهو في منتصف شهر فبراير/ شباط نداءا حاراً من اجل الإفراج عن الرهينتين الألمانيين المحتجزين في العراق منذ أكثر من ستين يوما. وفي هذا النداء وجه رئيس المجلس الإسلامي في ألمانيا علي كيزلكايا رسالة إلى الخاطفين قائلاً فيها: "أفرجوا عن الرهينتين فورا. من المؤسف ان يستهان بالدين مرة جديدة وان يساء الى الإسلام برمته على هذا النحو". كما رأى الرئيس السابق للمجلس المركزي لمسلمي ألمانيا نديم الياس في تصريح أنه لا شيء "في العالم يبرر عملية خطف". وقال إن "الشعب الألماني تربطه صداقة بالشعب العراقي والجمهورية الفدرالية هي التي عارضت الحرب على العراق". وانضم مصطفى ينر اوغلو نائب الأمين العام للمجموعة الإسلامية "ميلي غوروس" الى هذا الموقف موضحا ان خطف "رجلين ساعدا العراق اقتصاديا بعملهما يظهر عبثية هذا العمل".