1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"شرطة الأخلاق" بإيران..ما دورها وهل قرار حلّها جدي أم دعاية؟

٥ ديسمبر ٢٠٢٢

أفادت أنباء بأن إيران تعتزم حل ما تُعرف بـ "شرطة الأخلاق" بعد شهور من الاحتجاجات عقب وفاة الشابة جينا مهسا أميني بسبب ملابسها. فما هي "شرطة الأخلاق" المثيرة للجدل؟ وهل قرار حلها جدي أم مجرد دعاية من النظام الإيراني؟

يُفرض على الإيرانيات ارتداء "ملابس محتشمة" في الأماكن العامة
يُفرض على الإيرانيات ارتداء "ملابس محتشمة" في الأماكن العامةصورة من: Morteza Nikoubazl/NurPhoto/picture alliance

في منتصف أغسطس / آب الماضي، اعتقلت عناصر ما تُعرف بـ "شرطة الأخلاق" في إيران الشابة الكردية مهسا أميني بسبب ارتدائها ما اُعتبر بـ "لباس غير محتشم" لتدخل في غيبوبة خلال احتجازها.

وبعد ثلاثة أيام وتحديدا في 16 من أغسطس / آب ، تلقى مهسا حتفها في المستشفى فيما أثار موتها موجة غضب كبيرة في إيران واندلاع احتجاجات مناهضة للحكومة في الكثير من المدن الإيرانية.

وفي غضون ذلك دعا نشطاء إيرانيون إلى الدخول في موجة جديدة من الاحتجاجات تبدأ الاثنين(5 ديسمبر كانون أول 2022) عبر الامتناع عن التسوق خلال الأيام الثلاثة المقبلة بهدف منع تداول الأموال في النظام المصرفي الإيراني. وقال ناشطون إن أكبر عدد ممكن من المحلات، خاصة في المراكز الاقتصادية 
مثل البازارات في المدن الكبرى، يجب أن تظل مغلقة حتى يوم الأربعاء المقبل. 

وأمس الأحد، خرج نائب إيراني ليقول إن الحكومة الإيرانية "قد انتبهت للمطالب الحقيقية للشعب" في تصريحات جاءت بعد يوم من اقتراح مسؤول حل "شرطة الأخلاق". وتثار أسئلة وشكوك عديدة حول جدية قرار حل "شرطة الأخلاق" وعما إذا كان حلا فعليا لهذا الجهاز الذي يقوم بأدوار خطيرة لصالح النظام السياسي في المجتمع الإيراني، أم أن إعلان القرار مجرد دعاية سياسية بهدف إمتصاص الغضب والإحتجاجات المتواصلة في البلاد.

فما هي "شرطة الأخلاق" وماذا تقوم به؟

ماذا تفعل "شرطة الأخلاق"؟

يُطلق على "شرطة الأخلاق" في إيران اسم "غشتي إرشاد" أو "دوريات التوجيه" وهي وحدة تابعة للشرطة الإيرانية منوط بها فرض قوانين اللباس الإسلامي على النساء والفتيات في الأماكن العامة وتأسست خلال حقبة الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد.

عند احتجازها من قبل "شرطة الأخلاق، كانت مهسا أميني ترتدي فستانا طويلا ذا لون أسود وغطاء للرأسصورة من: Social Networks/ZUMAPRESS/picture alliance

ويشار إلى أن ارتداء الحجاب أصبح إلزاميا في إيران عام 1983، لكن في عام 2006 بدات وحدات "شرطة الأخلاق" في تسيير دوريات في الشوارع حيث اُنيط بها مراقبة مدى الامتثال بقوانين ارتداء "الزي الإسلامي" في الأماكن العامة.

ووفقا للقواعد، فإنه يتعين على النساء والفتيات في إيران ارتداء الحجاب وملابس فضفاضة تعرف بـ "الشادور" في الأماكن العامة لكن دون تحديد السن القانوني الذي يُلزم على الإيرانيات تغطية الرأس.

وتضطر الفتيات إلى ارتداء الحجاب بداية من سن السابعة، بيد أن هذا لا يعني ضرورة تغطية الرأس في الأماكن العامة الأخرى.

وتستند قواعد عمل "شرطة الأخلاق" إلى تفسير النظام الإيراني للشريعة الإسلامية، ما يعني في نهاية المطاف ضرورة ارتداء الرجال والنساء "ملابس محتشمة"، لكن الواقع يشير إلى أن عناصر هذه الشرطة تستهدف النساء في المقام الأول.

واللافت للأنظار هو أنه لا توجد إرشادات محددة بشكل مفصل حيال وصف وتحديد ماهية "اللباس المحتشم" ما يترك مجالا كبيرا للتفسير الشخصي من قبل عناصر "شرطة الأخلاق"، وسط اتهامات ضدها باحتجاز النساء والفتيات في إيران بشكل تعسفي.

لكن كيف يسير عمل "شرطة الأخلاق"؟

كانت ترتدي عناصر "شرطة الأخلاق" في الماضي ملابس خضراء بالنسبة للرجال فيما ترتدي العناصر النسائية بها ملابس سوداء "الشادور" الذي يغطي الرأس والجزء العلوي من الجسم.

تقوم عناصر "شرطة الأخلاق" بإخطار الفتيات أو النساء اللاتي جرى اعتقالهن أو في بعض الحالات يُجرى نقلهم إلى ما يُعرف بـ "مراكز التعليم والإرشاد" وفي بعض الأحيان "مراكز الشرطة"، إذ يُطلب منهن حضور دروس إلزامية حول الحجاب والقيم الإسلامية.

وبعد ذلك، يتعين عليهن الاتصال بأحد أقاربهن لإحضار "ملابس محتشمة" لتمهيد الطريق أمام إطلاق سراحهن.

ما تأثير "شرطة الأخلاق"؟

ولا يتوقف الأمر على قمع النساء والفتيات اللاتي لا ترتدين الحجاب، وإنما تقوم الحكومة الإيرانية بترويج وتطبيق تفسيرها الخاص بالزي الإسلامي سواء في المدارس ووسائل الإعلام وحتى المناسبات والفعاليات العامة.

ورغم ذلك، فقد وجدت العديد من الإيرانيات سبلا وطرقا لتحدي قواعد اللباس شديدة التحفظ، سواء بارتداء ملابس ضيقة وحجاب ملون والكشف عن الكثير من الشعر خاصة وأنه لا توجد قواعد صارمة حيال مسألة مقدار الشعر الذي قد يظهر من الحجاب.

وقد كشف استطلاع للرأي نشره البرلمان الإيراني عام 2018 عن أن ما بين 60% إلى 70٪ من الإيرانيات لا يطبقن "قواعد اللباس الإسلامي" بالشكل الصارم في الأماكن العامة، فيما دشنت ناشطات حملات ضد الحجاب الإلزامي منذ عقود، ما أسفر عن اعتقال العديد منهن.

ومنذ تولي الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي زمام الأمور في إيران، قامت "شرطة الأخلاق" بتكثيف تواجدها في المدن الكبرى.

مظاهرات تشهدها مدن إيرانية احتجاجا على مقتل مهسا أميني في منتصف أغسطس /آب الماضي.صورة من: UCG

وعلى وقع ذلك، بدأت آلاف النساء في الخروج إلى الشوارع بدون ارتداء الحجاب بل قمن بتوثيق ذلك في مقاطع مصورة لنشرها على منصات التواصل الاجتماعي لتشجيع أقرانهن.

وقد تزايدت الدعوات لحل "شرطة الأخلاق" في إيران عقب انتشار مقطع مصور يُظهر أُمّا إيرانية تناشد عنصر من "شرطة الأخلاق" إطلاق سراح ابنتها المريضة في يوليو / تموز الماضي.

وعلى إثر ذلك، شرعت إيرانيات محافظات، في خطوة غير مسبوقة، في انتقاد الحجاب الإلزامي عبر الإنترنت فيما قامت نائبات محافظات في البرلمان بالتحدث ضد قانون "شرطة الأخلاق" وعمل عناصرها على أساس أن هذا يؤثر سلبا على الرأي العام حيال قضية الحجاب والدين بشكل عام.

ومنذ عقود، ناضلت ناشطات في إيران ضد "الحجاب الإلزامي" ما أسفر عن اعتقال العديد منهن خاصة خلال موجة التظاهرات الأخيرة.

وقد أفادت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية (IHR) غير الحكومية ومقرها أوسلو الخميس الماضي بمقتل ما لا يقل عن 448 شخصا "على أيدي قوات الأمن خلال المظاهرات الجارية في كافة أنحاء البلاد".

وجرى اعتقال الآلاف من بينهم مشاهير سواء من الرجال والنساء كان من بينهن ممثلات ولاعبات كرة قدم.

وكانت الممثلة المشهورة هنغامه غازياني قد نشرت مقطعا مصورا عبر تطبيق انستغرام وهي تخلع الحجاب ما أدى إلى اعتقالها، لكن أٌطلق سراحها لاحقا بكفالة، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية.

وفيما يتعلق بالأنباء عن اعتزام الحكومة حل "شرطة الأخلاق"، لم ترد الكثير من التفاصيل إذ ما زال الأمر يكتنفه الكثير من الغموض.

منير غيدي / م ع

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW