شرطة مقديشو: حصيلة تفجير السيارة 100 قتيل وعشرات الجرحى
٢٨ ديسمبر ٢٠١٩
أدانت دول عربية وإسلامية التفجير الذي وقع صباح السبت في العاصمة الصومالية وتقدر الشرطة الصومالية عدد ضحاياه بحوالي 100 قتيل إلى جانب عشرات المصابين، توزعوا على مستشفيات مختلفة في المدينة.
إعلان
ذكرت الشرطة الصومالية أن مئة شخص تقريبا قتلوا في انفجار السيارة المفخخة الذي وقع بمقديشو صباح اليوم السبت (28 كانون الأول/ ديسمبر 2019). وقال ضابط الشرطة أحمد بشاني: "قتل حتى الآن نحو مئة شخص في هذا الهجوم المروع".
وأكد ظاهر علمي، وهو مسؤول بمستشفى "شافي" بمقديشو، وفاة ثمانية أشخاص وإصابة المزيد. وكان مستشفى آخر يسمى "المدينة" أبلغ عن وفاة 73 شخصا بالفعل. وقال بشاني إن هناك مستشفيات أخرى استقبلت قتلى ومصابين.
وكانت السيارة المفخخة انفجرت في تقاطع طرق مزدحم في الجانب الجنوبي الغربي من مقديشو.
من جهتها، ذكرت منظمة دولية تعمل في الصومال، طلبت عدم ذكر اسمها، أن ما لا يقل عن 90 شخصا قُتلوا كما أصيب العشرات في انفجار شاحنة ملغومة عند نقطة تفتيش بالعاصمة مقديشو اليوم السبت، في أحد أسوأ الهجمات التي يشهدها هذا البلد في الآونة الأخيرة. وقال وزير الخارجية الصومالي أحمد عوض إن القتلى بينهم العديد من الطلبة ومواطنان تركيان. وقال ثلاثة شهود لرويترز إن فريقا صغيرا من المهندسين الأتراك كان عند نقطة تفتيش إكس- كنترول وقت وقوع الانفجار، حيث كان المهندسون يعملون في تشييد طريق من نقطة التفتيش إلى المدينة. وأكدت وزارة الخارجية التركية مقتل اثنين من مواطنيها.
وقال عضو في البرلمان الصومالي على تويتر إنه أُبلغ بأن عدد القتلى تجاوز الآن 90 شخصا منهم 17 من أفراد الشرطة. وقال عبد القادر عبد الرحمن حاج ادن مؤسس خدمة آمن للإسعاف لرويترز إن عشرات الأشخاص أصيبوا.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار.
في غضون ذلك، أدانت دول عربية وإسلامية الهجوم واعتبرته مشينا وجبانا. وأعرب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، عن تعازيه في ضحايا الهجوم الإرهابي بمقديشو، وبينهم مواطنان تركيان، وعن تضامنه مع "الصومال الشقيق". وأضاف في تغريدة عبر حسابه على "تويتر": سوف تستمر معركتنا بحزم ضد الإرهاب" .
وأعرب مشعل السلمي رئيس البرلمان العربي في بيان السبت عن التضامن مع الصومال في جهودها لمحاربة الإرهاب وفرض سياسة الدولة.
وفى القاهرة، حذر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية من تصاعد وتيرة الأعمال الإرهابية في العاصمة الصومالية مقديشيو، واستهداف الأسواق التجارية والمناطق المزدحمة خاصة قبيل العام الميلادي الجديد.
كما أدانت دول خليجية الاعتداء وأعلنت عن استنكارها للهجوم الذي وصفته بالإجرامي.
ح.ع.ح/ ص.ش (د.ب.أ/رويترز)
الصومال ـ بين الإرهاب والعودة إلى الحياة الطبيعية
بعدما تمكنت قوات الاتحاد الإفريقي في الصومال من طرد ميليشيات حركة الشباب المتطرفة من مقديشو وباقي معاقلها في المدن الرئيسية الأخرى، بدأت الحياة الطبيعية تعود ببطء إلى هذا البلد الإفريقي، رغم استمرار النكسات الأمنية.
صورة من: STUART PRICE/AFP/Getty Images
عودة الأمور إلى طبيعتها؟
تعتبر الصومال أكثر البلدان الإفريقية تضرراً من الحروب في منطقة القرن الإفريقي. فبعد انتهاء الحرب الأهلية الطاحنة التي انتهت بالإطاحة بنظام الرئيس محمد زياد بري عام 1991، أصبح هذا البلد الفقير ملاذاً للقراصنة والجماعات الإسلامية المسلحة. في الصورة يظهر طفل صومالي يلعب كرة القدم مع قوات بعثة الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام في الصومال (AMISOM)، بعد ما كانت ميلشيات حركة الشباب قد منعت ذلك في وقت سابق.
صورة من: STUART PRICE/AFP/Getty Images
برلمان جديد في الصومال
تمكنت قوات بعثة الاتحاد الأوروبي لحفظ السلام في الصومال، إلى جانب قوات الجيشين الصومالي والإثيوبي، من إخراج ميلشيات حركة الشباب من العاصمة الصومالية مقديشو وبعض المدن الرئيسية الأخرى. وفي أغسطس/ آب 2012 أدى نواب البرلمان الصومالي الجديد اليمين الدستورية لأول مرة بعد ثماني سنوات، سيرت فيها حكومة انتقالية شؤون البلاد. وقد تم أداء اليمين في مطار العاصمة بدل مبنى البرلمان لدواعي أمنية.
صورة من: Mohamed Abdiwahab/AFP/GettyImages
محاولة اغتيال الرئيس الجديد
انتخب البرلمان الصومالي، ولأول مرة منذ عشرين عاما، حسن شيخ محمود رئيسا جديدا للبلاد في سبتمبر/ أيلول 2012. و نجا شيخ محمود من محاولة اغتيال بعد يومين فقط من انتخابه رئيسا، حيث فجر شخصين نفسيهما أمام مقر إقامته المؤقتة. و بقي الرئيس الصومالي، البالغ من العمر 56 عاما، في وقت لاحق هدفا لهجمات أخرى.
صورة من: ABDURASHID ABDULLE ABIKAR/AFP/GettyImages
تحرير المدن الساحلية
تابع الصيادون في مدينة ماركا الساحلية، التي تبعد بحوالي 100 كلم عن العاصمة مقديشو، وصول قوات الاتحاد الإفريقي في سبتمبر/ أيلول 2012. هذه المدينة كانت تعتبر لوقت طويل معقلاً لميليشيات حركة الشباب الصومالية المتطرفة. وفي نهاية نفس الشهر، تم طرد هذه الميليشيات من مدينتي ماركا وكيسمايو الساحليتين بعد معارك ضارية دارت بينها وبين قوات كينية تابعة للقوات الإفريقية.
صورة من: SIMON MAINA/AFP/GettyImages
مجاعة ويأس وخوف
بسبب الخوف من ميليشيات حركة الشباب الإسلامية المتطرفة، هرب كثير من المدنيين من المناطق التي كانت تسيطر عليها هذه الميليشيات. هذه العائلة حملت أمتعتها على هذه الشاحنة، فيما اضطرت عائلات أخرى إلى حمل أمتعتها على عربات تجرها الدواب. ويعاني كثير من الصوماليين من تبعات الجفاف والمجاعة والحرب. وبحسب أرقام الأمم المتحدة، فقد توفي حوالي 260 ألف شخص بسبب المجاعة في الفترة بين عامي 2010 و2012.
صورة من: Mohamed Abdiwahab/AFP/GettyImages
توفير الحماية للسكان
تواجد قوات الاتحاد الإفريقي في الصومال أصبح من الأمور الطبيعية في هذا البلد. أولى طلائع هذه القوات وصلت عام 2007 بعد قرار لمجلس أمن الاتحاد الإفريقي، حيث كانت مهمتهم آنذاك دعم الحكومة الانتقالية. هذه القوات توفر الحماية الآن لسكان مدينة أفكوي الواقعة في غرب العاصمة مقديشو. بالإضافة إلى حماية الفارين من بطش مليشيات حركة الشباب.
صورة من: STUART PRICE/AFP/GettyImages
استرجاع المناطق الريفية
في ديسمبر/ كانون الأول، تمكنت وحدات قوات الاتحاد الإفريقي التي تبلغ قوامها 17 ألف جندي من ملاحقة عناصر ميلشيات حركة الشباب المتطرفة القريبة من تنظيم القاعدة واسترجاع كثير من معاقلها في المناطق الريفية. ورغم نجاح قوات الاتحاد الإفريقي في استرجاع هذه المناطق تدريجيا وفي تحسين الوضع الأمني في البلاد عموماً، إلا أن عناصر ميليشيات حركة الشباب الإسلامية المتطرفة لازالت تقوم بتفجيرات في العاصمة مقديشو
صورة من: STUART PRICE/AFP/Getty Images
قنابل وإطلاق نار في مقديشو
بعدما بدأت الحياة الطبيعية تعود شيئا فشيئاً إلى العاصمة مقديشو، استيقظت المدينة على دوي سلسلة من الانفجارات في أحد أيام شهر أبريل/ نيسان 2013. إذ انفجرت سيارتان مفخختان أمام مبنى المحكمة. وقد تسبب هذا الانفجار في وفاة 16 شخصا. وبعدها بأسبوعين تم اغتيال موظف كبير في وزارة العدل الصومالية وصحفي بعد إطلاق النار عليهما في الشارع العام.
صورة من: Mohamed Abdiwahab/AFP/Getty Images
العودة إلى الحياة الطبيعية تدريجياً
رغم الصعوبات الأمنية، هناك كثير من الإشارات التي تدل على أن الصومال سائرة في الطريق الصحيح. ومن بين هذه الإشارات، بدء عودة الصوماليين المنفيين إلى بلادهم منذ بداية هذا العام. إضافة إلى قرار بريطانيا بإعادة فتح أبواب سفارتها في مقديشو بعدما ظلت مغلقة مدة 22 عاما. علاوة على قرار الأمم المتحدة إرسال خبرائها المدنيين إلى الصومال منذ بداية مايو/ أيار 2013. وتراجع هجمات القراصنة في القرن الإفريقي.