تبدو الشرطية الألمانية الشابة ساندرا بعضلاتها البارزة كإحدى بطلات أفلام تعرض معارك القرون الوسطى. لكن كيف شقت ساندرا، التي يخاف منها الجميع، طريقها حتى الفوز بلقب "أقوى امرأة في ألمانيا" و"ثالث أقوى امرأة في العالم"؟
إعلان
من ينظر إلى ساندرا برادلي (30 عاماً) لا يخطئ: إنها أقوى شرطية في ألمانيا. وحازت ساندرا مطلع الأسبوع على لقب "أقوى امرأة في ألمانيا" مجدداً بعد تحقيقها الرقم القياسي في رفع الأثقال، إذ تمكنت من رفع 240 كلغ. وبلغت مكافأة الفوز باللقب في المسابقة التي نظمها أحد البرامج التلفزيونية، 25 ألف يورو.
عن ذلك تقول ساندرا لصحيفة "بيلد" الألمانية: "من الصعب الفوز علي بقوة العضلات". وتنحدر ساندرا من جنوب ألمانيا ولكن من هي المرأة الخارقة من جنوب ألمانيا ، حيث يرتجف الأشرار خوفهاً منها وهي الممثلة للقانون.
تتركز المهام التي تضطلع بها الشابة الألمانية داخل سلك الشرطة الألمانية في تدريب قوات مكافحة الشغب بمدينة نورنبيرغ الألمانية. ورغم عملها المرهق، إلا أنها تستغل عطلات نهاية الأسبوع لخوض المنافسات القوية. وحول طبيعة تعامل متدربيها في أكاديمية الشرطة تقول ساندرا للصحيفة الألمانية: "لم يرغب أي شخص بمقارنة قوة عضلاتي بعضلاته. يتجنب متدربيّ مواجهتي، لكن ردود أفعالهم إيجابية في الغالب على تماريني الرياضية. فيقصدوني للحصول على النصائح التدريبية".
ومن أجل البقاء على عضلاتها قوية في المنافسات الرياضية فإن الشرطية الألمانية تتمرن إلى 25 ساعة أسبوعياً. وكانت ساندرا قد فازت عام 2018 في بطولة "أرنولد سبورت فيستفال" بأوهايو الأمريكية بلقب ثالث أقوى امرأة في العالم وأقوى امرأة في ألمانيا.
لكن هدفها "يبقى تحقيق لقب أقوى امرأة في العالم"، كما تقول للصحيفة الألمانية. وهو ما تعكف على تحقيقه من خلال الكثير من التمارين وخوض غمار المنافسات، فقد تمكنت من سحب شاحنة بوزن 18 طناً لمسافة 20 متراً، كما نجحت في رفع صخوراً يبلغ وزنها نحو 140 كلغ.
بيد أن طريقها نحو النجومية وتحقيق الألقاب المتوالية لم يكن سهلاً، فقد كان محفوفاً بالتعب والعرق والمصاعب، فقد عانت في ربيعها السادس عشر من اضطراب غذائي وفقدان الشهية العصبي. تتذكر ساندرا هذه الأيام وتقول للصحيفة الألمانية: "قبل نحو 13 عاماً بدأت التمرين للنجاح في اختبارات القبول في صفوف الشرطة الألمانية. كان من الرائع الشعور بأن جسمي يزداد قوة من يوم إلى آخر".
وتضيف الشرطية الألمانية بالقول: "بمحض الصدفة دُعيت إلى مسابقة لاستعراض القوة البدنية التي طالما كنت معجبة بها وأنا أشاهدها طفلة في التلفاز. فطغت عليّ الرغبة في أن أصبح قوية مثلهم".
لكن على الصعيد المهني فإن قوة ساندرا البدنية وعضلاتها تساعدها في تطبيق القانون، وتقول عن ذلك: "لم يسبق لأي شخص مهاجمتي أو التعرض لي، إذ يمكن للمرء أن يرى بسهولة أن جسمي ليس بالضئيل".
ع.غ.ع.ج.م
ألمان يحمون بأجسادهم غابة من العصر الجليدي
تحولت غابة هامباخ الواقعة بغرب ألمانيا إلى رمز مقاومة عمليات تدمير البيئة من خلال قطاع استخراج الفحم. ورغم مقاومة عشرات الشباب، بدأت الشرطة الخميس بتفكيك مخيم الشباب الذين بنوا بيوتا فوق أشجار الغابة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Meissner
حان وقت الجد!
انتظرت السلطات القضائية والتنفيذية طويلا، وحان الوقت يوم الخميس: الشرطة بدأت بتفكيك بيوت الأشجار في غابة هامباخ. وتم إخراج حماة البيئة الذين عاشوا في الغابة فترة طويلة في بيوتهم فوق الأشجار إجباريا، حيث كانت عملية الإخراج أحيانا عنيفة. لكن معظم المحتجين كانوا سلميين. أما التبرير الرسمي للإخلاء فكانت الإخلال بتعليمات الوقاية من الحريق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Meissner
العيش في بيت على شجرة
منذ ست سنوات يعيش ما بين 100 إلى 200 شاب وشابة في غابة هامباخ أو فيما تبقى منها. بنوا قرى تتألف من بيوت مبنية فوق الأشجار. هدف الشباب كان حماية الغابة من عمليات تقطيع الأشجار. وتقدم الشباب يوم الخميس بعشرات الطلبات المستعجلة للمحاكم الإدارية لمنع الإجلاء.
صورة من: DW/G. Rueter
سكان المخيم دون مساعدة من السماء
حتى يوم الأربعاء المنصرم كان الأمل مازال كبيراً لحماية الغابة، حيث أقيم قداس فيها في إطار برنامج كنسي لحماية البيئة تحت عنوان "العدالة في التعامل مع البيئة"، حيث ألقت الراهبة مارتيج ميشيلس عظة في الهواء الطلق في الغابة. لكن الصلوات لم تمنع عمليات تفكيك المخيم.
صورة من: DW/G. Rueters
استخراج الفحم في مواجهة حماية البيئة
سبب الاحتجاج يتعلق بحدود عمل أكبر منجم لاستخراج الفحم البني في أوروبا. فشركة "ار. في. إي" للطاقة تسعى لتدمير آخر قطعة من غابة هامباخ والتي تم تقطيع 90% من أشجارها خلال السنوات الأخيرة. وتنظر المحكمة الإدارية العليا في مدينة مونستر في القضية ومن المقرر أن تنطق بحكمها حول شرعية تقطيع أشجار ما تبقى من الغابة في شهر أكتوبر/ تشرين أول المقبل. الجبهات واضحة إذن: صناعة الفحم في مواجهة حماية البيئة.
صورة من: Michael Goergens
نداءات مستمرة لمنع قطع الأشجار
في آب/ أغسطس 2018: عادت شركة "ار.في.إي" للطاقة لعمليات قطع أشجار الغابة، ما أثار غضب كل المعارضين فأطلقوا بدورهم نشاطات واسعة ضد قرار الشركة. نشطاء البيئة وسكان القرى المجاورة للغابة ومؤسسات البيئة وسياسيون طالبوا الشركة بالتحفظ على تنفيذ القرار حتى نهاية العام الجاري بانتظار نتائج دراسة للجنة الفحم الحكومية حول الموضوع.
صورة من: DW/G. Rueter
جولات كل يوم أحد في الغابة
ميشائيل زوبل، تربوي يتحدث الى سكان الغابة موضحاً للزوار المهتمين قضية الاحتجاج كل يوم أحد لحماية طبيعة الغابة وخصوصيتها، حيث هناك أشجار تصل أعمارها إلى أكثر من 300 عام. إلى ذلك هناك بعض الأنواع من الحيوانات المهددة بالإنقراض تعيش فيها. والحقيقة أنّ أهمية الغابة لم تكن معروفة لدى كثير من سكان المنطقة أنفسهم.
صورة من: DW/G. Rueter
هل كان المحتجون يميلون إلى العنف؟
الشرطة ذكرت أنها تعرضت لهجمات بالحجارة في الأسابيع الماضية من قبل أشخاص ملثمين، لكنّ معظم سكان المخيم يعرضون سلمية احتجاجهم، كما يظهر ذلك هذان الناشطان الشابان مع قنينة أطفاء الحرائق. الشرطة من جانبها تعتبر مثل هذه الأجسام قنابل مزيفة وتقوم بتفجيرها من قبيل الاحتياط.
صورة من: DW/G. Rueter
شرعية الوضع غير واضحة
إبان ذلك، وضح خبير الفحم البني في منظمة "بوند" لحماية البيئة، ديرك يانزن أمام لجنة الفحم الحكومية الوضع في الغابة. فشركة "ار.في.إي" ابلغت المحكمة الإدارية العليا في مونستر أنها ستنتظر قرار المحكمة بشأن شرعية قطع الأشجار قبل أن تبدأ عملها. وكانت محكمة ابتدائية قد اقرت شرعية قطع الأشجار، لكنّ الشركة أوضحت أيضا بأنها لن تنتظر ابعد من 14 من تشرين أول/ أكتوبر المقبل فيما يخص عمليات قطع الأشجار.