شرق ألمانيا على وقع المخاوف من جماعات اليمين المتطرف
١٣ أكتوبر ٢٠١٩
جريمة مدينة هاله تظهر إلى أي مدى قد ذهب اليمين المتطرف في ولاية ساكسونيا - أنهالت. مراقبون يرون أن ظهور اليمين المتطرف بشكل مسلح له دلالات خطيرة، رغم تأكيد سياسيين أن مثل هذه الهجمات ليس لها مكان في المجتمع الألماني.
إعلان
اليمين المتطرف في هاله له بيت قائم، يقع وسط المدينة وهو مشروع سكن لحركة الهوية اليمينية. هناك يلتقي إيديولوجيون يمينيون مع متكبرين شباب ونازيين جدد. هدفهم نقل العنصرية ومعاداة الإسلام إلى وسط المجتمع. وتحذر هيئة حماية الدستور (المخابرات الداخلية) من أن "أيديولوجيتهم تهدف إلى تغيير المجتمع بشكل دائم". وفي مدينة هاله تغير الكثير في السنوات الماضية، حتى لو أن رئيس وزراء ولاية ساكسونيا - أنهالت، راينر هازلهوف يؤكد أن الهجمات اليمينية المتطرفة مثل ما حصل الآن في هاله ليس لها مكان داخل المجتمع.
شهود عيان لم يتدخلوا
سباستيان شارمير يرى الأمر بشكل مختلف، ويقول:" الوسط اليميني المتطرف في ساكسونيا أنهالت كبير. وما أشعر به مزعجا هو أنه مندمج جيدا في بنية مدنية". وشارمير يمثل كمحامي الكثير من ضحايا العنف اليميني، على سبيل المثال عائلة من بلدة أيسليبن التي لا تبعد كثيرا عن هاله. العائلة تم الهجوم عليها من طرف ثلاثة نازيين جدد. المرأة تنحدر من سوريا. وأحد الجناة كان قد صرخ:" الأجانب ارحلوا". ويحكي شارمير بأن "الناس الذين شاهدوا الهجوم لم يتدخلوا. وأن يجرؤ الجناة على تنفيد هذه الهجمات، فهذا يكشف الكثير عن الوسط".
وبالطبع يوجد الكثير من المواطنين الذين ينشطون ضد الكراهية. لكن حتى رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، يوزيف شوستر يلاحظ تحولا في موضع الخطوط الحمراء: "فما تم فقط التفكير فيه سابقا يمكن قوله من جديد. والكلمات تتبعها أفعال".
كراهية المجتمع المتعدد الثقافات
العنصريون ومعادو السامية لهم الكثير من مراكز الالتقاء في ساكسونيا - أنهالت. فهناك مجلس مدني تابع لحزب البديل من أجل ألمانيا الذي يدعم امرأة تنفي حصول المحرقة اليهودية. ثم هناك ما يسمون "مواطنو الرايخ" المعروفون بكراهيتهم للمجتمع المتعدد الثقافات، إضافة إلى عدد من المجموعات اليمينية المتطرفة الصغيرة التي توسعت في ساكسونيا - أنهالت مثل "مجموعة النوع" الشعبية التي تمجد النظام النازي.
وحسب جهاز الاستخبارات الداخلية فهي " متحدث مهم بالنسبة إلى الوسط فيما يرتبط بالحياة الثقافية داخل الحركة القومية وتعرض بأنشطتها لاسيما للنازيين الجدد إطارا أيديولوجيا لربط العائلات والأطفال بالوسط اليميني ونشر القناعات العنصرية. وفي هذا السياق يتم نشر بعض المثل على غرار "النوع الذاتي" و"العنصر".
تحريض يميني على يوتوب
إلى حد الآن لا توجد تقارير حول ارتباط المشتبه به شتيفان ب. بالوسط اليميني في المنطقة، الذي ألقي القبض عليه يوم الأربعاء الماضي بعدما أطلق النار على سيدة (40 عاما) فقتلها أمام كنيس يهودي في حي باولوس بمدينة هاله. ثم قام بإطلاق النار داخل محل للشاورما التركية (دونر) يقع بالقرب من الكنيس فقتل شابا عمره 20 عاما.
لكن ربط الاتصال في الزمن الرقمي سهل كذلك انطلاقا من طاولة المكتب، مثلا مع سفين ليبش الذي يسكن في هاله وينظم ما يُسمى "مظاهرات الاثنين". وأنصاره يتواصل معهم في الأساس عبر قناته عبر يوتوب. ويفيد أخصائيون بأن ليبش " أحد الدعاة الذين لهم صدى بنظريات المؤامرة". فهو يحرض ضد اللاجئين واليهود وضد سياسيين. وعشرات الآلاف يشاهدون التحريض.
وتحدث سفين ليبش في يوم الجناية في هاله على يوتوب، وقال:" أيها الناس مازلت على قيد الحياة ولم أعايش رحلة مطاردة وأريد ببساطة القول بأنه ليس لي علاقة بالاعتداء على الكنيس ولا محل الوجبات السريعة".
وليبش يضحك أمام الكاميرا. فالكراهية القاتلة ليست إلا لعبة بالنسبة إليه.
هانس بفايفر/ م.أ.م
في صور.. الهجمات على الكنس اليهودية في ألمانيا
محاولة الهجوم الأخيرة على كنيس يهودي في هاله بشرق البلاد ليست الأولى من نوعها في ألمانيا. إذ حتى بعد أهوال الحقبة النازية، مايزال الأفراد والنصب التذكارية وأماكن العبادة اليهودية هدفاً لهجمات معادية للسامية.
صورة من: Imago Images/S. Schellhorn
كولونيا، 1959: الصليب المعقوف وخطاب الكراهية
في أيلول/سبتمبر 1959، قام رجلان من الحزب النازي الألماني، برسم الصليب المعقوف وكتابة شعار "الألمان يطالبون بخروج اليهود"، على جدران الكنيس في كولونيا. انتشر بعد ذلك عبر ألمانيا رسومات وشعارات جدارية ضد السامية، تمكنت الشرطة من اعتقال الجناة، وقام البرلمان بتمرير قانون ضد "تحريض الناس"، والذي لازال حبراً على ورق.
صورة من: picture-alliance/Arco Images/Joko
لوبيك 1994: أول حريق متعمد على معبد منذ عقود
أصيب العالم بالصدمة بعد إحراق كنيس يهودي شمال لوبيك في آذار/مارس 1994، في هجوم يعتبر الأول من نوعه منذ عقود. تم في النهاية إدانة أربعة أشخاص من اليمين المتطرف. في اليوم التالي للحريق، تجمع 4000 شخص في الشارع، حاملين شعارات "لوبيك تحبس أنفاسها"، ولكن في العام 1995 تعرض ذات الكنيس إلى هجوم آخر.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Büttner
إيسن 2000: إلقاء حجارة داخل كنيس قديم
قام أكثر من 100 فلسطيني من لبنان، بإلقاء الحجارة على كنيس قديم في إيسن بغرب ألمانيا في تشرين الأول/أكتوبر 2000. جاء الحادث بعد مظاهرة ضد "العنف في الشرق الأوسط". أصيب خلال الهجوم شرطي ألماني، فيما نفى نائب رئيس الوفد العام لفلسطين في ألمانيا(الممثلية الفلسطينية) محمود علاء الدين تورطه.
صورة من: picture-alliance/B. Boensch
دوسلدورف 2000: حريق متعمد وحجارة
قام شاب فلسطيني، 19 عاماً، وآخر مغربي، 20 عاماً، بتخريب كنيس يهودي جديد في دوسلدورف باستخدام الحجارة ومواد حارقة في تشرين الأول/أكتوبر 2000، "انتقاماً" من اليهود وإسرائيل. وصرح المستشار الألماني، آنذاك، جيرهارد شرودير :"يجب أن يثور الناس ضد معاداة السامية". وعلى إثر الحادث قامت السلطات الفيدرالية وعدة مؤسسات غير ربحية بإطلاق حملات ضد التطرف.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ماينز 2010: هجوم بقنبلة مولوتوف بعد وقت قصير من افتتاح كنيس
بعد وقت قصير من افتتاح كنيس في ماينز، قام متطرفون بإحراق الكنيس الجديد في 30 تشرين الأول/أكتوبر 2010. المبنى المدهش، من تصميم المعماري مانويل هيرز، أنشئ فوق كنيس قديم تم إحراقه على يد النازيين عام 1938.
صورة من: picture-alliance/akg/Bildarchiv Steffens
فوبرتال 2014: مواد حارقة
في يوليو 2014، ألقى ثلاثة شبان فلسطينيين مواد حارقة بالقرب من الباب الأمامي لكنيس في فوبرتال. إلا أن المحكمة أقرت بعدم وجود "دليل قاطع" على معاداة السامية. أثار القرار الجدل بشكل واسع، وتسبب بموجة غضب وسط الجالية اليهودية في ألمانيا ووسائل الإعلام الأجنبية. وعليه أعلن رئيس الجالية اليهودية فوبرتال أن الحكم "دعوة لمزيد من الجرائم".
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Seidel
برلين 2019: مهاجم وسكين
تسلق رجل وفي حوزته سكينًا حاجزًا يقع في المعبد اليهودي الجديد في برلين مساء يوم السبت 4 تشرين الأول/أكتوبر 2019، وذلك خلال الفترة المقدسة بين عطلتي "رأس السنة" ويوم كيبور. استطاع رجال الأمن السيطرة على المهاجم، الذي ظلت دوافعه غير واضحة. وقامت الشرطة لاحقاً بإطلاق سراحه، وهو قرار وصفه زعماء يهود بأنه "فشل" في تحقيق العدالة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Avers
هاله 2019: إطلاق نار في يوم الغفران
تجمع حوالي 80 شخصًا في الكنيس بعد ظهر الأربعاء للمشاركة في مراسم يوم الغفران، والذي يعتبر أقدس يوم في التقويم اليهودي. وبحسب ما ورد، حاول المهاجم المزعوم إطلاق النار على المعبد، ولكن لم يتمكن من المرور عبر باب الأمان. قتل اثنين من المارة وأصيب آخرين بإطلاق النار. وقد تمكنت الشرطة من إلقاء القبض على الفاعل، ليثبت لاحقاً أن لديه سجلا من الخطاب اليميني المتطرف ومعاداة السامية وكراهية النساء.