بيّنت نتائج استطلاع قامت به المجلة الألمانية الاقتصادية المتخصصة "فيرتشافت فوخه" (أسبوع الاقتصاد) أن غالبية الشركات الألمانية بدأت تتخذ إجراءات وقائية تحسبا لتوسع نطاق مرض أنفلونزا الطيور. وشملت الدراسة ثلاثين شركة ألمانية عملاقة مسجلة في مؤشر الأسهم الألمانية "داكس." وانطلاقا من أهمية الدراسة، أجرى موقعنا DW-World لقاء مع فولفغانغ فيلب المحرر المسؤول عن إجراء الدراسة تطرق فيه إلى اهتمام الشركات الألمانية بتفادي تبعات المرض. وقال فيلب إن" 18 شركة من الشركات التي شملها الاستطلاع اتخذت رزمة من التدابير الخاصة لمواجهة المرض في حال تحول إلى وباء حقيقي." ووفقا لرأي الزميل، فإن هذه الإجراءات "شملت تشكيل فرق عمل من جميع فروعها تختص في تنظيم اجتماعات وندوات لتدارس أخطار المرض وسبل التصدي له." ولخص فيلب هذه الإجراءات بالقول إن الفرق المتخصصة "ستتولى مهام الاتصال بالسلطات الألمانية المختصة للتحدث معها عن طرق الوقاية من المرض."

الإنترنت كوسيلة وقائية

واستطردت الدراسة قائلة إن 12 شركة أطلعت موظفيها عبر الإنترنت ومن خلال رسائل بريدية على المخاطر التي قد تحدق بهم في حال وصول المرض إلى الأراضي الألمانية. ولم يتوقف الأمر على تقديم معلومات مفيدة عن مخاطر المرض، إذ أن الدراسة أكدت أن سبع شركات "بادرت رسميا بشراء كميات كبيرة من مضاد "تاميفلو" وخزنته استعدادا لقدوم المرض وأن شركات أخرى تنوي القيام بالمثل. وفي هذا الخصوص قال فيلب إن الشركات " لم ترغب في تقديم معلومات دقيقة عن الإجراءات الوقائية لأنها لا تريد تعريض موظفيها للخوف أو الارتباك." في الوقت ذاته، أكد فيلب أن هذا الموضوع ستتخذه غالبية الشركات الألمانية مأخذ الجد في الأشهر القليلة المقبلة. وحسب الاستطلاع، فإن شركة صناعة البرمجيات "SAP" فكرت حتى في عزل الفرع الرئيسي للشركة في حال تفشي المرض. على هذا الصعيد، قال فيلب إن الخطط الوقائية التي اتخذتها العملاقة الألمانية "تنص على إغلاق الفرع الرئيسي للشركة فور الإعلان عن حالة الإصابة الأولى في الشركة وإنها ستفتح المجال أمام موظفيها لأداء عملهم من بيوتهم."

الاستطلاع لا يريد نشر الرعب

وفي حين حذّرت الدراسة في عواقب وصول المرض إلى ألمانيا وتحوله إلى وباء فتّاتك، حاول القائمون عليه الابتعاد عن نشر المخاوف بين موظفيها. وحسب رأي فيلب، فإن الشركات "تحضر نفسها لتفادي ظاهرة جديدة تكمن خطورتها مقارنة مع هجمات إرهابية في تعريض الناس مباشرة للخطر، وليس البنية التحتية لأماكن عملهم. وضرب فيلب مثال شركة صناعة السيارات الألمانية "بي إم دبيلو" قائلا إنها تزوّد موظفيها المتوجهين إلى الدول الآسيوية بمضاد "تاميفلو" وإن جميع الشركات تضع على قمة أولوياتها المحافظة على صحة موظفيها، عازيا ذلك بالقول إنهم يشكلون رأس المال الأساسي لها."

دويتشه فيله