شركات تتجسس على موظفيها الذين يعملون من المنزل بسبب كورونا
٣ أبريل ٢٠٢٠
بات "العمل من المنزل" نهجاً تتبعه كثير من المؤسسات عبر العالم مع انتشار جائحة كورونا، وهي تجربة جديدة لكثير من الموظفين، الذين ربما باتوا يستغلونها لإتمام أشغال شخصية، فيما يراقبهم رؤساؤهم وقد يفصل المخالفون عن العمل.
إعلان
وصلت رسالة عبر البريد الإلكتروني من رئيس العمل. وكان فحوى الرسالة التي تلقاها موظفو شركة "اكسوس فاينانشيال انكوبوريشن" القابضة بولاية كاليفورنيا، الأمريكية، الذين يعملون من المنزل (Home Office)، هو: "نحن نراقبك! نلتقط نقراتك على لوحة المفاتيح الخاصة بك. ندخل على جميع المواقع التي تزورها. نأخذ لقطة للشاشة (سكرين شوت) كل 10 دقائق أو نحو ذلك، "إذن، قم بعملك، وإلا نالك العقاب".
وجاء في الرسالة التي كتبها غريغوري جارابرانتس، الرئيس التنفيذي لـ "اكسوس فاينانشيال انكوبوريشن"، التي تمتلك مصرف "اكسوس بنك"، يوم 16 آذار/مارس الجاري، والتي اطلعت عليها وكالة بلومبرغ للأنباء: "رأينا أفرادا يستغلون بدون وجه حق المرونة في تدابير العمل، بشكل أساسي عبر الخروج في عطلات. وإذا لم يتم انجاز الأعمال اليومية، سيتعرض (الموظفون) لإجراءات تأديبية قد تصل إلى الفصل من العمل."
وقد يحق للشركات أن تضع عيناً لا تغمض على موظفيها ما دامت تكشف لهم علنا عن أنها تفعل ذلك. وبالطبع، كان يجرى استخدام سبل المراقبة الرقمية من خلال أجهزة الكمبيوتر الشخصي داخل المكتب، ولكن الأمر يبدو انتهاكاً للخصوصية لكثير من الموظفين عندما يطلب منهم وضع برامج بعينها على أجهزتهم لمراقبة كل تحرك لهم وهم في منازلهم. وأعرب الموظفون في عدة شركات مختلفة عن شكواهم بسبب حدوث تجاوزات، ولكن كثيرين منهم لا يتمتعون بالخبرة اللازمة في مجال العمل عن بعد (العمل من المنزل) وما يقدم هذا من إغراءات، مثل أخذ غفوة في منتصف النهار، أو الذهاب لإحضار الأطفال من المدرسة.
ويبرر أرباب العمل تجسسهم بالقول إنّ أعمال المراقبة التي يقومون بها تحد من حدوث أي تجاوزات أمنية، والتي قد تكون تكلفتها باهظة، كما أنها تساعد على استمرار دوران عجلة العمل.
وبسبب ممارسة الكثيرين في أنحاء العالم للعمل من المنزل في ظل تفشي فيروس كورونا القاتل، ارتفعت بقوة معدلات استخدام برمجيات المراقبة. وتضاعف عدد الطلبات الواردة لشركة "اكتيف تراك" بثلاثة أمثال خلال الأسابيع الأخيرة، بحسب وكالة بلومبرغ نقلاً عن الرئيسة التنفيذية للشركة، ريتا سيلفاجي.
ويمكن لبرامج المراقبة أن تشكل طريقة يضمن من خلالها أصحاب الأعمال المزيد من المرونة بالنسبة لموظفيهم في إحداث موائمة بين عملهم وجوانب أخرى من حياتهم. كما أنها قد تسمح للمدراء بتحديد القطاعات التي تعاني من الاكتظاظ بالموظفين، أو تلك التي تعاني نقصاً وتحتاج المزيد منهم.
وتقول اليسون غرين، مؤسس موقع "اسأل المدير" الذي يقدم نصائح خاصة بأماكن العمل: "استمعت إلى العديد من الأشخاص الذين طلب منهم رؤساؤهم في العمل الاستمرار داخل محادثة عبر الفيديو على مدار اليوم أثناء القيام بعملهم"، وتضيف: "في بعض الحالات، يتم إخطارهم أن هذا ما يتم حتى يستطيعون الحديث على مدار اليوم إذا ما ظهرت أمامهم أي استفسارات. ولكن في حالات أخرى، ليست هناك أي مداراة على أن الأمر بالفعل من أجل مراقبة العاملين لضمان قيامهم بعملهم."
وتوضح غرين أن مدراء آخرين يتبنون نهجاً بسيطاً من ناحية التكنولوجيا، حيث يصرون على أن يخطرهم مرؤوسهم بكل جديد، وتضيف: "إن كيفية تمكن هؤلاء المدراء أنفسهم انجاز أي عمل في خضم تلقي هذه التحديثات من مرؤوسيهم هو أمر آخر محل تساؤل."
وفي النهاية، فإن ما يشعر به أصحاب الأعمال من قلق إزاء جميع تحركات موظفيهم قد يشير إلى قضية أكبر بكثير.
م.م/ع.ج.م (د ب أ)
الكمامة.. سلاح الناس حول العالم للوقاية من كورونا
في البداية كان خبراء يقولون إنها غير فعالة في مواجهة كورونا. لكن الكمامات الواقية عادت بقوة لصدارة المشهد بعد إتجاه بعض الدول لجعلها إلزامية. في هذه الجولة المصورة نٌلقي نظرة على الكمامة الواقية حول العالم.
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hartd
وقاية إلزامية؟
هل ستفرض ألمانيا الكمامة الطبية على مواطنيها؟ بعد تعميم الأمر في آسيا، نصح معهد روبرت كوخ الألماني بارتداء الكمامة في ألمانيا كإجراء وقائي ضد فيروس كورونا. تُعد مدينة يينا في ولاية تورنغن الواقعة في وسط ألمانيا أول مدينة ألمانية تفرض استعمال الكمامة عند التسوق وركوب وسائل المواصلات بدءاً من السادس من شهر إبريل/ نيسان. كما تتقبل المدينة الأوشحة كبديل للكمامة.
صورة من: Imago Images/Sven Simon/F. Hoermann
الحاجة أم الإختراع
أدى التهافت على شراء الكمامات في بداية الأزمة إلى نفاذها في الأسواق، وهو ما أطلق العنان لخيال المبتكرين على شبكة الإنترنت لإيجاد حلول أخرى. فعلى موقع تويتر استعمل المغردون وسم "maskeauf" أو "ضع الكمامة" لمشاركة طرق مبتكرة وبسيطة لصنع الكمامات. أحد هؤلاء كانت مصممة الأزياء كرستين بوشو من مسرح مدينة كوتبوس الألمانية التي قامت بتفصيل عدد من الكمامات لفرق الإسعاف والصليب الأحمر الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
الضحك أفضل دواء
لا يعني وضع الكمامة الواقية بالضرورة ألا يبتسم الشخص إذ يمكن الجمع بينهما، كما فعلت مانشا فريدريش من مدينة هانوفر الألمانية. إذ قامت الفنانة الألمانية بصنع كمامات على أشكال وجوه ضاحكة وحيوانات أليفة لمواجهة كورونا بطريقة طريفة، كما راعت أن يكون القماش الداخلي للكمامة قابلاً للتبديل.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
وقاية على أحدث صيحات الموضة
لفتت رئيسة سلوفاكيا سوزانا كابوتوفا الأنظار بكمامتها الواقية التي تناغم لونها مع لون فستانها. وكانت جمهورية التشيك وسلوفاكيا في مقدمة الدول التي فرضت الكمامات الواقية في منتصف آذار/ مارس عند التواجد في الأماكن العامة أو الذهاب للتسوق، وتبعتهما النمسا في فرض الكمامة عند الذهاب للأسواق.
صورة من: Reuters/M. Svitok
وللرومانسية كماماتها!
كانت الصين من مقدمة الدول التي فرضت وضع الكمامات الواقية. لكن هذه الإجراءات الحكومية المشددة لم تمنع هذا الثنائي من التمتع بالرقص في الأجواء الربيعية بمدينة شينيانغ الصينية.
صورة من: AFP
لا تساهل في إجراءات الوقاية
في إسرائيل أيضاً فُرضت إجراءات وقائية صارمة لمواجهة فيروس كورونا. فرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أمر بفرض حظر تجوال بإشراف الشرطة والجيش. يجب على الجميع الالتزام بالتعليمات، ففي الصورة يطالب شرطي يرتدي الكمامة بمدينة القدس أحد اليهود المتدينين بالعودة لمنزله.
صورة من: picture-lliance/dpa/I. Yefimovich
كمامات فنية
أما في قطاع غزة فيحاول الفنانون تشجيع المواطنين على وضع الكمامات، حيث قاموا برسم الأشكال الفنية المبهجة عليها. فرضت حكومة القطاع على السكان منع التجمعات وتقييد للخروج من المنزل، وأدى ذلك إلى إلغاء "مسيرات العودة" خوفاً من انتشار العدوى.
صورة من: Imago Images/ZUMA Wire/A. Hasaballah
ظهور "الرجل الأخضر" في كولومبيا
اختارت الشرطة الكولومبية تصميمات مثيرة للجدل على الكمامات الواقية. تُظهر الصورة شرطي يرتدي كمامة مرسوم عليها وجه "الرجل الأخضر" المعروف باسم "هولك"، وهو شخصية خيالية ابتكرها الفنانين الأمريكيين ستان لي وجون كيربي وظهرت في مجلات الأبطال الخارقين في 1962 وفي العديد من الأفلام والمسلسلات. ويُعد هولك أحد أقوى الأبطال الخارقين، مما يطرح التساؤل عن سبب اختيار هذا الشرطي له.
صورة من: AFP/L. Robayo
مشاكل في فرنسا بسبب الكمامات
قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة أحد مصانع تصنيع الكمامات والملابس الواقية في سانت بارتيليمي دانجو بغرب فرنسا. أدى نقص الملابس والمعدات الوقائية إلى رفع مئات الأطباء لدعوى قضائية ضد الحكومة لعدم توفيرها لهم في هذا الوقت الحرج. إلا أن العديد من الأطباء مازالوا يقومون بأداء واجبهم رغم النقص. إعداد: أستريد بانغه دي أوليفيرا/ س.ح