صرحت عدة شركات بأنها قد تتخلى عن فيسبوك أو تتوقف بشكل مؤقت عن استخدامه. غير أن فيسبوك قالت إنها لم تلاحظ استعداداً كبيراً من المشتركين للتخلي عن حساباتهم وتلبية نداء الحملة التي دعت لحذف الفيسبوك بعد فضيحة سرقة البيانات.
إعلان
قامت بعض الشركات الكبيرة بإيقاف حساباتها أو التوقف عن الإعلانات على موقع "فيسبوك" كرد فعل على فضيحة (كامبريدج أناليتيكا)،التي تتعلق بحماية بيانات المستخدمين. وفيما يلي لمحة خاطفة عن بعض هذه الشركات:
شركة بلاي بوي: قالت شركة بلاي بوي إنها ستغلق صفحاتها على موقع "فيسبوك" إثر تفاقم الفضيحة التي لحقت بموقع التواصل الاجتماعي. وأضافت أن فضيحة الخصوصية كانت القشة الأخيرة بعد فترة طويلة من الصعوبة في نشرها على الموقع بسبب قواعد "فيسبوك" الصارمة بإبقاء العري بعيداً عن المنصة. ومن الجدير بالذكر أن هناك حوالي 25 مليون مشترك على صفحات بلاي بوي في "فيسبوك".
كيف تحمي خصوصيتك في فيسبوك؟
01:13
سبيس إكس وتيسلا : كتب إيلون ماسك، رجل الأعمال والملياردير صاحب شركة "تيسلا" لتصنيع السيارات الكهربائية، وشركة "سبيس إكس" التجارية للفضاء، على "تويتر" أنه سيحذف حسابات "فيسبوك" الخاصة بالشركتين. القرار بدا عفوياً، خاصة بعد أن كتب ماسك أنه "لم يدرك" حتى وجود حساب فيسبوك لـ"سبيس إكس". يذكر أنه كان لدى كل من الشركتين حوالي 2.6 مليون متابع قبل حذف الحسابات.
موزيلا : قالت الشركة، التي تقف وراء متصفح الويب الشهير (فايرفوكس) في بيان إنها "تضيق مؤقتاً" على إعلاناتها على "فيسبوك". غير أنها قد أعلنت عن عدم رغبتها حذف حسابها على "فيسبوك"، وعوضاً عن ذلك، ستتوقف الشركة عن نشر تحديثات منتظمة على الحساب. وقال: "عندما يتخذ الفيسبوك موقفاً أقوى حول كيفية مشاركة بيانات العملاء ... سنعيد النظر في العودة".
كوميرتس بانك: قال مصرف "كوميرتس بانك" الألماني إنه قد توقف مؤقتاً عن الإعلان على "فيسبوك". وقال رئيس إدارة العلامة التجارية للمصرف لصحيفة الأعمال الألمانية (هاندلزبلات): "إننا نأخذ استراحة من إعلاناتنا على فيسبوك. فحماية البيانات والحفاظ على العلامة التجارية الجيدة من الأمور الهامة بالنسبة لنا". وأضاف أن الشركة ستنتظر قليلاً قبل اتخاذ أي قرارات أخرى.
شركة (Dr. Oetker's) : سمحت شركة الأغذية الألمانية لمتابعيها في"تويتر" بالتصويت على ما إذا كان عليها حذف حساب "فيسبوك" الخاص بها. وكتبت في 21 آذار/ مارس: "سنحذف صفحتنا على فيسبوك مقابل ألف إعادة تغريد". وسرعان ما تم إعادة تغريد أكثر من ألف مرة، مما دفع الشركة إلى إيقاف تنشيط صفحتها على "فيسبوك". غير أنها قد أعادته في اليوم التالي، وكتبت على تويتر أنه: "لا يمكن الاستغناء عن فيسبوك".
وكان أحد مؤسسي تطبيق "واتس آب"للمحادثة قد دعا الجميع لحذف تطبيق "فيسبوك" من على هواتفهم الذكية وأجهزتهم. وكتب المؤسس المشارك لخدمة "واتس آب"، بريان أكتون، في 20 آذار/ مارس بوست على تويتر: "لقد حان الوقت لحذف فيسبوك: #deletefacebook". وكان أكتون قد أصبح مليارديراً بعد بيع "واتس آب" لفيسبوك عام 2014. وقد استثمر مؤخراً في تطبيق دردشة آخر ومنافس يدعى (Signal)، بعد أن ترك "واتس آب" عام 2017.
أما بالنسبة لفيسبوك، فجاء الرد على قرار بعض الشركات بالتخلي عنها في بيان، إذ قالت: "معظم الشركات التي تحدثنا معها هذا الأسبوع مسرورة بالخطوات التي رسمناها لحماية بيانات المستخدمين بشكل أفضل، ولديهم ثقة بأننا سوف نستجيب لهذه التحديات ونصبح شريكاً وشركة أفضل نتيجة لذلك".
ر.ض/ ي.أ (DW)
فيسبوك - من أيادي الطلبة إلى أداة للأنظمة
جعل العالم "قرية صغيرة" لم يعد هدف "فيسبوك" الوحيد. فمع السنين، صار الموقع الأشهر سلاحاً ذا حدين؛ يسمح بحرية التعبير، ولكنه يثير مخاوف خاصة فيما يخص البيانات الشخصية التي بات اختراقها ممكناً وتحويلها إلى أداة قمع وارداً.
صورة من: picture alliance/NurPhoto/J. Arriens
البداية من هارفارد
لم تكن نية مارك زوكربرغ ورفاقه في أول الأمر سوى إطلاق شبكة اجتماعية خاصة بتبادل المعلومات والصور والآراء بين طلاب جامعتهم هارفارد. أطلقوا على تلك الشبكة اسم: فيسبوك. وفي الرابع من فبراير/ شباط 2004 تم تأسيس الشبكة رسمياً، ليتوافد عليها طلبة من جامعات أخرى وتلقى رواجاً ونجاحاً مهمين. هذا النجاح دفع مؤسسي "فيسبوك" إلى فتح باب العضوية للجميع ابتداءً من نهاية عام 2006.
صورة من: Reuters/B. Snyder
إقبال متزايد
كان لـ"فيسبوك" قدرة خارقة على اختصار المسافات والربط بين أطراف العالم بضغطة زر، حيث زاد المقبلون على استخدامه إلى الملايين منذ إنشائه. وقد تجاوز مستخدموه الآن ربع سكان العالم، كان مارك زوكربرغ قد كتب في تدوينة له السنة الماضية (2017) على "فيسبوك" أن عدد المشتركين وصل إلى ملياري شخص، في حين كان عددهم مليون شخص عام تأسيسه (2004).
صورة من: Reuters/D. Ruvic
كوكب مواز
اختراق "فيسبوك" للعالم وحيازته لمساحة مهمة من حياة الناس لم يكن بمحض الصدفة. فقد أتاح لمستخدميه فرصة التواصل مع العالم الخارجي والتعارف كما التعرف على أشخاص وأماكن جديدة، بالإضافة إلى الانفتاح وتبادل المعلومات والإدلاء بالآراء والمواقف الشخصية، سواءً عن طريق نشر تدوينات أو صور أو حتى مقاطع فيديو. هذه الميزات والتقدم الذي عرفه الموقع جعل كثيرين يطلقون عليه "الكوكب الموازي".
صورة من: picture-alliance/dpa/J.W.Alker
"استحواذ" وشراكات
استطاع "فيسبوك" أن يكتسب شهرة عالمية ويعقد بذلك شراكات مع مؤسسات معروفة. كما مكنته الأموال التي حصل عليها عن طريق الإعلانات من "الاستحواذ" على برامج أخرى. وتعتبر شركة "مايكروسوفت" من بين الذين قدموا عرضاً لشراء "فيسبوك" عام 2007 بشراء حوالي خمسة في المائة من أسهم "فيسبوك". أما بالنسبة للمواقع التي ضمها إليه، فقد كان تطبيق "إنستغرام" أولها عام 2012، تلاها "واتساب" عام 2014.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Becker
"نافذة للرقابة والقمع"
اعترفت بعض المحاكم بـ"فيسبوك" منذ 2008. كما عوقب كثيرون بسبب نشرهم لمحتوى "لم يرق" لدولهم أو جهات أخرى. وكانت وزارة الداخلية المصرية عام 2014، مثلاً، قد ألقت القبض على سبعة أشخاص يستخدمون موقع "فيسبوك" "للتحريض" ضد قوات الأمن، حسب ما نقلت رويترز آنذاك. كما حُظر الموقع في بعض الدول كسوريا وإيران. لكن سرعان ما رُفع هذا الحظر. المنع لا يخص الدول، بل يشمل بعض الإدارات التي منعت موظفيها من استعماله.
صورة من: picture-alliance/empics/D. Lipinski
أفيون الثورات؟
شكل "فيسبوك" مساحة للإدلاء بوجهات النظر دون أي قيد قد يواجه المستخدم على أرض الواقع. الثورة في مصر عرفت طريقها نحو الواقع من "فيسبوك"، الذي لعب دوراً مهماً في تحويل قضية الشاب خالد سعيد إلى شرارة لإطلاق ثورة 25 يناير/ كانون الثاني، وهو ما أشار إليه الناشط المصري وائل غانم في كتابه "ثورة 2.0". لكن الحرية بدأت تتراجع حين اعترفت المحاكم بالموقع وصارت الجرائم الإلكترونية ضمن ما تعاقب عليه هناك.
صورة من: picture alliance/AP Photo/M. Deghati
منصة للجيوش الإلكترونية
خلق "فيسبوك" أرضاً خصبة لمجموعة من الأنظمة التي سخرته لخدمة مصالحها السياسية. وكان الجيش السوري الإلكتروني، الذي ظهر إبان الثورة السورية (2011-2012) واحداً من أبرز هؤلاء، حسب ما ذكر بعض المراقبين. فقد شن انطلاقاً من الموقع حرباً إلكترونية، وذلك باختراقات أو إغراق الصفحات بتعليقات مؤيدة لنظام الأسد أو اتهامات بالخيانة للمعارضين. بالإضافة إلى إرسال بلاغات لـ"فيسبوك" بإغلاق حسابات لمعارضين.
صورة من: Vernon Manlapaz
انتقادات متكررة!
"انتهاكات خصوصية المستخدمين، تسريب البيانات وإمكانية استغلالها من طرف الاستخبارات، فضلاً عن نشر مواد تدعو إلى العنف والكراهية والتمييز..." كلها انتقادات وجهت لـ"فيسبوك". لكن كريس هيوز، المتحدث الرسمي باسم الشركة سابقاً، رد على هذه الانتقادات بقوله: "لم نقم من قبل مطلقاً بتزويد أطراف آخرين بالبيانات الخاصة بمستخدمي الموقع، ولا نعتزم القيام بذلك على الإطلاق"، حسب ما تناقلته عدة مواقع إلكترونية.
صورة من: picture alliance/dpa/epa/R. Khan
دعاوى قضائية متعددة
رفعت العديد من الدعاوى القضائية ضد "فيسبوك"، كما رفع هو الآخر ضد مستخدمين. كان أول الدعاوى ضد الشبكة عام 2004، إذ اتهمت شركة "كونكت يو" مارك زوكربرغ بسرقة الأفكار التي وضعوها حول الموقع واستخدام الكود الرئيسي الخاص بهم. كما رفع الموقع هو الآخر دعوة ضد ضد آدم جوربوز، وحصل على تعويض قيمته 873 مليون دولار.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Reinhardt
"إخفاق كارثي"
مسألة الحصول على بيانات المستخدمين جعلت "فيسبوك" محط محاسبة في مرات كثيرة؛ آخرها يوم 20 مارس/ آذار 2018. فقد دعت لجنة من المشرعين البريطانيين من مختلف الأحزاب رئيس "فيسبوك" إلى تقديم تفسير بخصوص "إخفاق شركته الكارثي" في حفظ البيانات الشخصية. كما قررت السلطات البريطانية التحقيق بشأن شركة "كامبريدج أناليتيكا" البريطانية، التي اتهمت بحيازة غير قانونية لمعطيات مستخدمي الشبكة. إعداد: مريم مرغيش