شركة ألمانية "تتحايل" على قرار وقف تصدير السلاح للسعودية
٤ ديسمبر ٢٠١٨
بعد عملية القتل الوحشي للصحفي السعودي جمال خاشقجي قررت برلين حظر تصدير السلاح للسعودية. غير أن إحدى الشركات الألمانية لم تلتزم بهذا الحظر، وتصدر للسعودية أكثر من مائة مليون يورو، حسبما كشف تقريراستقصائي مؤخراً.
إعلان
كشفت وسائل إعلام ألمانية أن إحدى شركات السلاح في ألمانيا تواصل صادراتها للسعودية؛ رغم قرار حكومة برلين وقف تصدير الأسلحة للرياض، بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وقال تقرير لمجلة "شتيرن" الشهيرة والمجلة التلفزيونية "تقرير ميونيخ" بالقناة الألمانية الأولى "ايه ار دي" اليوم الثلاثاء (الرابع 4من ديسمبر/ كانون الأول 2018) إن شركة "راينميتال" الألمانية ومقرها الرئيسي في دوسلدورف، تقوم بإمداد السعودية بالذخيرة عبر شركات تابعة لها في إيطاليا وجنوب إفريقيا.
وكان هيلموت ميرش العضو بمجلس إدارة "راينميتال" قد ذكر في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت أن هذه الصادرات لا ينطبق عليها الحظر الألماني المفروض على تصدير السلاح للسعودية. ويقدر ميرش حجم صادرات الذخيرة إلى السعودية بأكثر من مائة مليون يورو سنويا.
وبناء على بحث استقصائي لشتيرن و"تقرير ميونيخ"، فإن مؤسسة مشتركة تقوم بإدارة أعمال "راينميتال" في جنوب إفريقيا، تبث دعايات لبعض المنتجات، التي لها قدرة "فتك غير عادي"، حسب ما تقوله حرفيا إحدى الدعايات.
ويذكر البحث الاستقصائي أن الشركة السعودية للصناعات العسكرية، المعروفة اختصارا باسم "سامي"، تحاول الآن الحصول على حصص من أسهم الشريك الجنوب أفريقي للشركة الألمانية راينميتال.
ويدير شركة "سامي"، بناء على التقرير، شخص كان يعمل في مجلس إدارة "راينميتال"، ومعه على الأقل ثلاثة آخرون كانوا مديرين بالشركة الألمانية، ويضيف البحث أنه في هذا المجال يجري الحديث عن اثني عشر ألمانياً.
وبناء على ذلك البحث الاستقصائي فإن رئيس شركة "سامي" السعودية كان حتى عام 2017 يعمل متطوعا كعازف أرغن لدى إبريشية كاثوليكية في منطقة "بودنزى" بجنوب غرب ألمانيا.
يذكر أن المستشارة أنغيلا ميركل أعلنت في أكتوبر/ تشرين الأول وقف صادرات السلاح الألماني للسعودية على خلفية ملابسات واقعة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي على يد "فريق" سعودي، في قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول.
ص.ش/ح.ز (أ ف ب)
أبرز صفقات السلاح التي أبرمها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان
شهدت فترة محمد بن سلمان منذ توليه منصب وزير الدفاع في السعودية عام 2015 ارتفاعاً ملحوظاً في صادرات الأسلحة إلى المملكة، حيث تتصدر السعودية قائمة مستوردي السلاح في المنطقة، حسبما أعلن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
صورة من: imago/Pacific Press Agency/A. Lohr-Jones
السلاح الأمريكي في الصدارة
بلغ حجم صادرات السلاح الأمريكي إلى المملكة العربية السعودية خلال فترة 2015 - 2017 أكثر من 43 مليار دولار. وشملت معدات وأسلحة عسكرية ومروحيات وسفن حربية ودبابات آبراهامز إضافة إلى طائرات حربية. ووقعت السعودية كذلك صفقة مع الولايات المتحدة لتوريد كميات مختلفة من المنظومات الصاروخية الدفاعية ومعدات لها.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/E. Vucci
3 مليار دولار في بداية عام 2018!
واصلت المملكة مضاعفة حجم ترسانتها من السلاح والذخيرة العسكرية خلال هذا العام، وذلك حسب موقع وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابع للبنتاغون، إذ بلغ حجم صفقات السلاح من الولايات المتحدة خلال الأشهر الأولى من 2018 قرابة 3 مليارات دولار. وشملت الصفقة توريد مدافع ذاتية الحركة وطائرات عسكرية ومنظومات مضادة للدبابات، إضافة إلى دبابات وذخائر ومعدات عسكرية.
صورة من: Reuters/I. Kalnins
أكبر مشتري للسلاح البريطاني
العربية السعودية أكبر مشتري للسلاح البريطاني، بحسب ما ذكر في موقع "منظمة ضد تجارة الأسلحة" المتواجد في المملكة المتحدة. وفاق حجم الصفات العسكرية خلال فترة 2015 - 2017 الـ13 مليار جنيه أسترليني. وشملت معظم الصفقات أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية. ولم يتمكن الأمير محمد خلال زيارته الأخيرة إلى بريطانيا قبل شهر من إنجاز توقيع صفقة سلاح لشراء 48 مقاتلة تايفون، لكن شهدت المفاوضات تقدما ملحوظا في مسار الصفقة.
صورة من: Reuters/Saudi Royal Court/B. Algaloud
الزيارة التاريخية إلى روسيا
شهدت الزيارة التاريخية التي أجراءها ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز في آواخر العام الماضي إلى موسكو توقيع صفقات سلاح شملت تزويد المملكة على منظومة الصواريخ الروسية الشهيرة إس 400 "تريومف"، إضافة إلى فتح مصنع لإنتاج بنادق كلاشنيكوف في المملكة. وبلغ تكلفة الصفقات قرابة 3 مليارات دولار.
صورة من: picture-alliance/dpa/V. Sharifulin
مد وجزر
يمكن وصف صفقات السلاح بين المملكة الخليجية وألمانيا بالمد والجزر! إذ رفضت ألمانيا توريد 800 دبابة بقيمة 18 مليار يورو للسعودية، وذلك بسبب "انتهاك الرياض لحقوق الإنسان". إلا أن برلين وافقت في عام 2016 على تسليم 48 زورقاً من زوارق الدوريات لخفر السواحل التابع للمملكة. وعلى خلفية حرب اليمن، قررت الحكومة الألمانية وقف تصدير الأسلحة للدول المشاركة في هذه حرب.
صورة من: Ralph Orlowski/Getty Images
السعودية والسلاح الفرنسي
زار محمد بن سلمان بعد توليه منصب وزارة الدفاع "عاصمة الأنوار" والتقى بالرئيس الفرنسي حينها فرانسوا أولاند. وشهدت الزيارة التوقيع على عدة صفقات عسكرية شملت مدرعات وصواريخ مضادة للدروع وزوارق خفر السواحل وطائرات ومروحيات بقيمة مليارات اليوروهات. وأبدت السعودية كذلك اهتماما كبيرا بدبابات لوكليرك الفرنسية، التي تميزت أثناء مشاركتها في صفوف الجيش الإماراتي في حرب اليمن ضمن التحالف العربي.
صورة من: picture-äalliance/AA/Saudi Royal Council/B. Algaloud