في وقت أعلنت فيه شركة الاتصالات الألمانية "دويتشه تيليكوم" عن انخفاض أرباحها في الأسواق الألمانية، قالت الشركة العملاقة إنها في المقابل تمكنت من رفع أرباحها في الأسواق الأجنبية. وبينما امتلأت الصحف الألمانية في الأيام القليلة الماضية بإشاعات عن احتمال تخلي مدير الشركة كاي ـ أوفي ريكه عن منصبة بسبب الخسائر التي منيت بها الشركة في الأسواق الألمانية، أعرب المدير عن نية الشركة في اتخاذ خطوات حاسمة تستطيع من خلالها التصدي للمشاكل التي تواجه الشركة في الأسواق الألمانية. ولم تقتصر الأخبار السيئة التي تناقلتها وسائل الإعلام الألمانية على الكشف عن الخسائر، بل تعدتها إلى نشر أخبار عن أن أسهم الشركة تعاني من ضغوطات في أسواق العملات، وذلك رغم الوعود التي قدمها المدير للمساهمين بضمان أرباح بقيمة 72 سنتا للسهم الواحد في نهاية العام.

تراجع بنسبة 4 بالمائة

ووفقا لمصادر الشركة، فإن أحجام مبيعات فرعها المختص في تأمين الخطوط الأرضية "تي كوم" (T Com) وكذلك الشركة المختصة في تقديم الخدمات للشركات "تي سيستم" (T Systems) قد تراجعت في النصف الأول من السنة بنسبة 4 بالمائة لينخفض حجم المبيعات بقيمة 16 مليار يورو. وفي المقابل، قالت الشركة إن أحجام مبيعاتها في الأسواق الأجنبية ارتفعت بنسبة 13 بالمائة لتزيد إيراداتها بقيمة 13 مليار يورو. وعزا المراقبون تراجع نمو أعمال الشركة في الأسواق الداخلية الألمانية إلى استراتيجيها التي اعتمدت لغاية الآن على ارتفاع تكاليف التسويق.

سياسة خفض الأسعار

ومن أجل تعويض الخسائر التي تكبدتها الشركة في الأسواق الداخلية، تنوي "تيليكوم" خفض أسعارها وتعزيز قدراتها على المنافسة. ومن خلال منتجات جديدة وتحسين قطاع الخدمات، تريد الشركة المحافظة على زبائنها وكسب زبائن جدد. ولكن هناك حقيقة تبقى ماثلة وهي أن أكبر شركة اتصالات في أوروبا تفقد شهريا 150 ألف من زبائنها المستخدمين للهواتف الأرضية. وستلجأ الشركة كذلك إلى سياسة تسريح العمال بغرض خفض التكاليف. وقالت الشركة في هذا الخصوص إنها ستسرح لغاية عام 2009 نحو 30 ألف موظف. إلى ذلك، أعلنت "تيليكوم" أنها ستخفض في العام الجاري تكاليف الاستثمار من 10 إلى 9 مليار يورو.

ارتفاع الأرباح في أمريكا

هذا ولم تخلُ الأرقام التي قدمتها الشركة من الأخبار السارة. فقد قالت "تيليكوم" إن فرعها المختص في بيع وتقديم خدمات الهواتف المحمولة "تي موبايل" استطاع في النصف الأول من العام الجاري رفع حجم معاملاته بنسبة 11 بالمائة وكسب 3.6 مليون زبون جديد. وإذا ألقينا نظرة متمعنة في هذه الأرقام، فإننا نلاحظ أن هذه الأخبار السارة لا تأتي من الأسواق الألمانية للشركة، بل من الأسواق الخارجية وخاصة من الأسواق الأمريكية. ويقول المدير إن الشركة ستعتمد في المستقبل على قطاع الهواتف المحمولة، وذلك رغم أن توسع هذا القطاع يأتي على حساب قطاع الخطوط الأرضية. كما أعلن المدير عن أن الشركة ستعتمد على خفض الأسعار وكسب زبائن جدد.