1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شرودر في مذكراته: "تدين بوش يتعارض مع مبادئ الديمقراطية والعلمانية"

دويتشه فيله (م.ش.)٢٤ أكتوبر ٢٠٠٦

استحوذت المذكرات السياسية للمستشار الألماني السابق شرودر على اهتمام الساحة السياسية والإعلامية الألمانية. شرودر يوجه في كتابه الجديد سهام نقده للائتلاف الحاكم برئاسة المستشارة ميركل ولتدين جورج بوش.

مذكرات شرودر "قرارات :تجربتي مع السياسة"

أثارت مذكرات المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر، التي تحمل عنوان "قرارات: تجربتي مع السياسة"، اهتماما كبيرا مصحوبا بالنقد اللاذع لدى النخبة السياسية ووسائل الإعلام الألمانية وذلك قبل صدورها رسميا. وتتناول هذه المذكرات تجربة شرودر السياسية في الفترة التي تولى فيها منصب المستشار بين 1998 و 2005. وفي هذه المذكرات يوجه شرودر انتقادات لاذعة لسياسة الحزب المسيحي الديمقراطي وإلى رئيسته، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وإضافة إلى ذلك يتطرق شرودر إلى علاقته الشائكة مع الرئيس الأمريكي جورج بوش ويعبر عن شكوكه في خلفيات ودوافع السياسة الأمريكية. ويذكر أن المجلة الإخبارية واسعة الانتشار "در شبيجل" وصحيفة "بيلد تسايتونج" الشعبية انفردتا بنشر فقرات من هذه المذكرات، التي من المقرر عرضها رسميا يوم الخميس القادم في مقر الحزب الاشتراكي الديمقراطي في العاصمة برلين. كما ينوي شرودر أن يقوم بجولة يعرض فيها كتابه تشمل أكثر من عشرين مدينة في ألمانيا.

شرودر: "تدين بوش يتعارض مع الديمقراطية والعلمانية"

جيرهارد شرودر والرئيس الأمريكي جورج بوشصورة من: AP

ينظر شرودر في مذكراته السياسية بعين ناقدة إلى موقف الرئيس الأمريكي بوش و"تأثير الدين على سياسته"، فهو لا يتقبل تصريحات الرئيس الأمريكي التي تحتوي على أقاويل دينية وكأن عملية اتخاذ القرارات السياسية تتمخض عن صلواته، على حد تعبيره. ووفق رأي شرودر تمثل هذه التصريحات تناقضا واضحا مع مبادئ الديمقراطية والعلمانية. ويقول شرودر في مذكراته: "إننا ننتقد معظم الدول الإسلامية بسبب عدم فصل الدين عن الدولة فيها، ولكننا لا نلاحظ أن المسيحيين المتعصبين في الولايات المتحدة الأمريكية يتجهون بتفسيرهم للإنجيل إلى نفس ذلك الاتجاه".

والجدير بالذكر أن وسائل الإعلام قد ركزت خلال فترة حكم شرودر على علاقته الفاترة مع الرئيس الأمريكي جورج بوش، ولكن شرودر يؤكد أن طابعا إيجابيا كان يغلب على هذه العلاقة، فقد كان الرئيس الأمريكي -على حد تعبير شرودر- يتناقش معه بشكل منفتح، بالرغم من اختلاف وجهات نظرهما حول كثير من القضايا. وبالطبع تأتي حرب العراق على رأس قائمة تلك القضايا، لأن موقف شرودر تجاه الحرب على العراق شكل علامة مميزة في التاريخ السياسي الألماني، إذ أنه رفض الحرب بصورة قاطعة منذرا بولادة سياسة ألمانية خارجية مستقلة عن وصاية "الأخ الأمريكي الكبير".

نقد لاذع لقدرات ميركل القيادية

شرودر وميركل خلال مناظرة تلفزيونيةصورة من: AP

غير أن الضجة التي أثارتها هذه المذكرات تعود أولاً وأخيرا إلى النقد اللاذع، الذي وجهه شرودر للمستشارة الحالية أنجيلا ميركل، فهو انتقد قدراتها القيادية وقال إن "الجلوس في صفوف المعارضة يختلف كل الاختلاف عن تولي منصب قيادة ثالث أكبر قوة اقتصادية في العالم، اولذي يشمل اتخاذ مواقف متعلقة بالسياسة الخارجية والقيام بإصلاحات داخلية بعيدة المدى."

كما حذر المستشار السابق، الذي يعد شخصية إشكالية تتمتع بهالة إعلامية جذابة تميل إلى "شخصنة" العمل السياسي، من أن السياسة المتبعة حاليا من قبل حكومة ميركل "ستقضي على الاستقلالية التي اكتسبتها ألمانيا في عهده فيما يتعلق بسياستها الخارجية."

وكان من البديهي أن تثير هذه التصريحات الواضحة ردود فعل عنيفة من ممثلي الحزب المسيحي الديمقراطي. فردا على انتقاد شرودر للائتلاف الحاكم قول رئيس الكتلة البرلمانية للحزب المسيحي الديمقراطي فولكر كاودر: "من الواضح أن شرودر لم يستطع أن يتحمل صدمة خسارته، ولذلك ينتقد لخليفته في منصب المستشارية وحكومتها التي تضم كذلك أعضاء حزبه". وخلافا لما هو معهود على الساحة السياسية لم يترك شرودر متسعا كافيا من الوقت بين اعتزاله العمل السياسي ونشر مذكراته، وهو ما قوبل باستياء من رفاقه في العمل السياسي من داخل حزبه وكذلك من خارجه، لأن إصدار مذكراته في هذا التوقيت بالذات يثير شكوكا حول دوافعه الحقيقية، الذي يعتقد بعض المراقبين للسياسة الألمانية أنها شخصية بحتة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW