شرودر في واشنطن: لنا الحق في تبوّء مراكز قيادية
بعد فترة الجمود، بل التوتر التي شهدتها العلاقات بين "أوروبا العجوز"، على رأي وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى، لم يتوقع المراقبون أن تظهر ملامح الغبطة والسرور على وجه المستشار الألماني غيرهارد شرودر في المؤتمر الصحفي الذي جمعه بالرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش مساء أمس الاثنين (27.06.05) في العاصمة الأمريكية. فكل بلد بقي متمسكا بمواقفه المبدئية، سواء بخصوص إصلاح مؤسسات الأمم المتحدة والمساعي الألمانية الرامية إلى الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن أو بشأن الملف الإيراني أو الوضع في العراق. وإذا استثنينا تلخيص الرئيس الأمريكي موقف بلاده من انضمام ألمانيا إلى مجلس الأمن بالقول"لن نعارض انضمام أي دولة إلى مجلس الأمن"، فإنه يمكن القول إن الاشتراكي الديمقراطي سيرجع اليوم الثلاثاء إلى بلاده في ختام رحلته السابعة إلى واشنطن دون الحصول من الإدارة الأمريكية على تنازلات تسند ظهره على الجبهة الداخلية، في وقت اقترب فيه موعد إجراء الانتخابات البرلمانية الألمانية التي تشير استطلاعات الرأي بشأنها إلى أن شرودر وحزبه سيتكبدان فيها هزيمة نكراء.
بوش: "لن نقف في وجه أحد"
...... ففي حين أكد المستشار الألماني غيرهارد شرودر مجددا على رغبة بلاده في الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن، أعرب الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش أن بلاده لن تعارض حصول أية دولة على مقعد دائم في الهيئة الدولية. وبهذا لم يتمكن المستشار الألماني مجددا كسب الرئيس الأمريكي كشريك في مساعيه الرامية إلى لعب دور أكبر في المحافل الدولية. وأشار المسؤول الألماني في المؤتمر الصحفي إلى دور بلاده في المساهمة في استتباب الأمن في العراق وأفغانستان والبلقان، قائلا "إننا نقدم الكثير في هذه المناطق ولأننا نقدم ذلك، فإننا نعتقد أننا نملك الحق في المشاركة في اتخاذ القرارات في المراكز القيادية." أما الرئيس الأمريكي فقد قال بوضوح إن بلاده "لا تعارض انضمام أي دولة" لمجلس الأمن. وبخصوص الإصلاحات المزمع القيام بها في الأمم المتحدة فقد أجمع المسؤولان على ضرورة توسيع نطاق هذه الإصلاحات لتشمل مؤسسات الهيئة الدولية الأخرى. وقال شرودر إنه "يؤيد القيام بهذه الإصلاحات بأسرع وقت ممكن." تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا تنادي بضم ست دول أخرى إلى مجلس الأمن ليصبح عدد أعضاءه 11 عضوا. وبجانب ألمانيا واليابان والهند والبرازيل تؤيد برلين ضم دولتين إفريقيتين لمجلس الأمن. بالمقابل تعارض الولايات المتحدة توسيع المجلس، مكتفية بتأييد انضمام اليابان كدولة سادسة إلى مجلس الأمن.
شرودر: نعم لمواصلة المحادثات مع طهران
أما بخصوص الملف الإيراني والمحادثات المزمع عقدها في بداية أغسطس/آب المقبل بشأن ملف طهران النووي فقد قال المستشار الألماني في طريقه إلى واشنطن إن إيران "لها الحق في استخدام برنامجها النووي لأغراض سلمية رغم أن هذا لا يعجب البعض". وأثنى المسؤول الألماني في المؤتمر الصحفي أمس على هذه التصريحات بالقول إن الرئيس الإيراني الجديد يريد أيضا مواصلة المحادثات مع اللجنة الثلاثية الأوروبية بخصوص برنامج بلاده النووي. ووفقا لمصادر حكومية ألمانية فإن اللجنة المكونة من وزراء خارجية كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والتي تشرف على المباحثات مع القيادة الإيرانية بخصوص برنامجها النووي أعلنت أنها "ستعرض على الحكومة الإيرانية برنامجا اقتصاديا متكاملا سيتم بموجبه حل المشكلة الأساسية التي تعاني منها البلاد وهي البطالة عن العمل." أما الرئيس الأمريكي فقد وصف جميع المساعي الإيرانية الرامية إلى تطوير برنامجها النووي أنها "غير مقبولة". وبخصوص الانتخابات الإيرانية الأخيرة قال بوش إن هذه الانتخابات "بعيدة كل البعد عن الحرية والإنصاف."
تقرير: ناصر جبارة