قال المستشار الألماني الأسبق  غيرهارد شرودر، الذي قاد ألمانيا في الفترة من عام 1998 حتى عام 2005، إن حكومته كانت ترغب في إنهاء اعتماد البلاد على الطاقة النووية وكانت تحتاج إلى إمدادات الغاز الطبيعي الرخيص من روسيا.

لجنة تحقيق برلمانية تستجوب شرودر 

وواجه المستشار الأسبق انتقادات شديدة منذ أن ترك منصبه بعد أن خدم في مجالس إدارة شركات طاقة روسية كبرى. ومثل المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر كشاهد أمام لجنة تحقيق في برلمان  ولاية ميكلنبورغ-فوربومرن  الألمانية بشأن بناء خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2". ومن المقرر أن يمثل أمام اللجنة أيضا في وقت لاحق اليوم هيلغه براون، الذي شغل منصب رئيس ديوان المستشارية في عهد خليفة شرودر، أنغيلا ميركل.

اشتباه في تأثير روسي وتمويل مثير للجدل 

وتحقق اللجنة الخاصة بـ"نورد ستريم 2" في الملابسات المحيطة بمؤسسة حماية المناخ في ميكلنبورغ-فوربومرن، والتي تأسست مطلع عام 2021 في الولاية الواقعة شمال شرقي ألمانيا، وكان هدفها الرئيسي استكمال خط أنابيب بحر البلطيق "نورد ستريم 2" لنقل  الغاز الروسي، بعد تهديد الولايات المتحدة بفرض عقوبات على الشركات المشاركة في المشروع.

وبالإضافة إلى ذلك، تناولت المؤسسة قضايا تتعلق بتغير المناخ، وهي تواصل هذا النشاط حتى اليوم. ويرغب أعضاء برلمان الولاية في توضيح من الذي بادر بتأسيس المؤسسة، وما إذا كانت روسيا قد مارست أي نفوذ في هذا الصدد.

وبعد مغادرته الحياة السياسية، عمل شرودر لسنوات عديدة في شركات الطاقة الروسية، وتولى رئاسة مجلس إدارة شركة "نورد ستريم 2 إيه جي"، التي ساهمت بمبلغ 20 مليون يورو في مؤسسة حماية المناخ المثيرة للجدل. أما هيلغه براون فكان من أقرب المساعدين للمستشارة ميركل خلال مراحل التخطيط والموافقة والبناء لمشروع "نورد ستريم 2" وتأسيس المؤسسة المرتبطة به.

 

بولندا تغلق قضية تفجير خطوط نورد ستريم

وفي سياق متصل بنورد ستريم، منعت محكمة بولندية تسليم ألمانيا مواطنا بولنديا يشتبه بضلوعه في  الهجوم على خطوط أنابيب غاز نورد ستريم  عام 2022. وكان قد تم إلقاء القبض على المشتبه به (46 عاما)، الذي تم تحديد  هويته فقط باسم فولوديمير ز.، وفقا لقواعد الخصوصية المحلية، بالقرب من وارسو في 30 سبتمبر/أيلول بموجب مذكرة توقف ألمانية. ووصفه ممثلو الإدعاء الألمان بأنه غواص مدرب ويقولون إنه جزء من  مجموعة وضعت متفجرات على خطوط أنابيب  بالقرب من جزيرة بورنهولم الدنماركية قبل ثلاث سنوات.

ورفضت محكمة وارسو الجزئية تسليمه وأمرت بالإفراج عنه على الفور. وقال قاضي محكمة وارسو الإقليمية خلال جلسة استماع بحضور المشتبه به إن "طلب السلطات الألمانية بتسليمه (...) لا يستحق النظر فيه". وعلق رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك على القرار عبر منصة إكس قائلا إن "القضية أغلقت".

وذكر ممثلو الإدعاء البولنديون أنه عند إلقاء القبض عليه، كان فولوديمير ز.، مقيما في بولندا، حيث كان يعيش مع زوجته وأطفاله. وقالت زوجته لوسائل الإعلام البولندية إن زوجها بريء وإنهما كانا معا في بولندا وقت تفجير خطوط الأنابيب. ويتهم مكتب المدعي العام الاتحادي المشتبه به بالتسبب في تفجير عبوة متفجرة وتخريب مناهض للدستور.

وألحقت الانفجارات التي وقعت في الهجوم أضرارا بالغة بخطي الأنابيب لدرجة أنه تعذر نقل الغاز عبرهما. وسجلت الانفجارات بالقرب من جزيرة بورنهولم الدنماركية. وبعد فترة وجيزة، تم اكتشاف أربعة تسريبات في ثلاثة من خطوط الأنابيب الأربعة الإجمالية. وفي السابق، كان الغاز الطبيعي الروسي يتدفق عبر نورد ستريم 1 إلى ألمانيا، على الرغم من أنه لم يكن يعمل وقت الهجوم. أما نورد ستريم 2 فلم يكن يعمل بعد بسبب الحرب الروسية ضد أوكرانيا.

تحرير: صلاح شرارة