فيديو يظهر تدمير داعش لمدينة نمرود الأثرية في العراق
١٢ أبريل ٢٠١٥
نشر تنظيم "الدولة الإسلامية" شريطا مصورا يظره عناصره وهم يدمرون مدينة نمرود الآشورية الأثرية في شمال العراق التي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، قبل أن يعمد إلى تفخيخها وتفجيرها بالكامل وتسويتها بالأرض.
إعلان
أظهر شريط فيديو يصور عملية تدمير مدينة نمرود الأثرية الآشورية في العراق، تداولته حسابات الكترونية مؤيدة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، عناصر التنظيم وهم يستخدمون مطرقات وآلات ثقيلة لتدمير ألواح حجرية ضخمة، واختتم بمشهد انفجار كبير تليه لقطات للمدينة وقد سويت بالأرض.
وكانت السلطات العراقية أعلنت في الخامس من آذار/مارس الفائت، أن التنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة في شمال البلاد وغربها، جرف المدينة الأثرية الواقعة عند ضفاف نهر دجلة على مسافة نحو 30 كلم جنوب الموصل (شمال)، أولى المناطق التي سيطر عليها الجهاديون في هجومهم الكاسح في حزيران/يونيو 2014.
وأظهرت مشاهد من الشريط البالغة مدته نحو سبع دقائق، عناصر من التنظيم يستخدمون مطرقات يدوية وآلات ثقب كهربائية وآلات لقص الحديد وجرافات، لتدمير ألواح اثرية ضخمة وجدران حجرية. كما أظهرت لقطات عناصر آخرين وهم يقومون بملء براميل من الحديد، بمسحوق رمادي اللون يرجح أنه مادة متفجرة، وذلك في غرفة تملأ جدرانها لوحات تمثل الآلهة الاشوريين. وتبدو لاحقا براميل عدة مرصوفة جنبا إلى جنب وقد وصلت ببعضها البعض، قبل أن يظهر الشريط انفجارا ضخما أدى إلى قذف كميات هائلة من التراب عاليا، تبعه مشاهد لدمار كامل. ويقول أحد العناصر في نهاية الشريط "كلما تمكنا من بقعة أرض أزلنا معالم الشرك منها".
وسبق للتنظيم تدمير آثار عدة في شمال العراق. وبحسب خبراء الآثار، فإن تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق، يعتمد على تهريب الآثار وبيعها كإحدى مصادر تمويله، ويقوم بتدمير الآثار الكبيرة والثقيلة التي لا قدرة له على نقلها.
"داعش" تواصل تدمير التراث الحضاري للشرق
صورة من: picture-alliance/dpa/IS/Internet
قامت عناصر داعش السبت 7 مارس/ آذار بتدمير مدينة الحضر الأثرية بشمال العراق. ونددت اليونسكو بالـ"الاستراتيجية المروعة للتطهير الثقافي التي تجري حالياً في العراق."
صورة من: picture-alliance/N. Tondini/Robert Harding
نشأت مملكة الحضر في القرن الثاني الميلادي ودامت حوالي مائة عام. واشتهرت بهندستها المعمارية وفنونها وصناعاتها، كما كان بها نقوش منحوته وتماثيل.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Tips Images
مدينة "النمرود" هو الاسم الحديث للمدينة الآشورية الواقعة على بعد 30 كيلومتر جنوب شرق الموصل، التي كانت تسمى أيضا كالح وكالخو وتأسست في 13 قبل الميلاد. والآن دمرها داعش.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Baldwin
قالت الحكومة العراقية الأسبوع الماضي إن مقاتلي "داعش" نهبوا النمرود ودمروها بالجرافات. وكانت المدينة عاصمة للدولة الآشورية الحديثة في القرن الـ 9 قبل الميلاد.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Tips Images
وكان التنظيم المتطرف قد نشر قبل أسبوع من تدميره لمدينة النمرود فيديو يبين تدميره للآثار والتماثيل الآشورية الموجودة في متحف مدينة الموصل بشمال العراق.
صورة من: picture-alliance/dpa/Quelle: Islamischer Staat/Internet
وأظهر التسجيل بالفيديو مقاتلي التنظيم وهم يدمرون في متحف الموصل القطع الأثرية كبيرة الحجم المصنوعة من الحجارة لكن لا أحد يعلم ماذا فعلوا بالتحف الصغيرة الغالية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Quelle: Islamischer Staat/Internet
لم تقم داعش بتدمير الآثار الآشورية فقط، وإنما سبق ذلك تدميرهم لآثار إسلامية مثل مرقد النبي يونس في الموصل في يوليو/ تموز 2014. والصورة هنا من عام 1999.
صورة من: cc-by-sa-Roland Unger
تدمير الأضرحة ليس مقصورا على داعش فقط وإنما قام به مقاتلون في مالي في عام 2012. حيث دمروا أضرحة إسلامية في تومبكتو موضوعة على لائحة التراث العالمي.
صورة من: Getty Images
ووصل التدمير والحرق إلى مكتبة تمبكتو التي تحوي آلاف المخطوطات الإسلامية القيمة التي تعود للقرن 13 الميلادي. واتهمت حكومة مالي التنظيمات الجهادية بحرقها.
صورة من: DW/P. Breu
وكانت حركة طالبان الأفغانية قد سبقت كل هؤلاء في مارس عام 2001 ودمرت تمثالي بوذا في باميان، اللذين يعودان إلى القرن الـ6 الميلادي، مستخدمة مدفعية ومدافع مضادة للطائرات.
صورة من: Mohammad Kazemian
كما قال متشددون في مصر بعد ثورة يناير إنهم عازمون على هدم الآثار الفرعونية. وكان أحد المتصوفين قد كسر أنف أبوالهول الشهير في القرون الوسطي، بحسب رواية المقريزي.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
11 صورة1 | 11
وتعد مدينة نمرود درة الحضارة الآشورية وموطنا لكنز يعد من أهم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين. وتعتبر المدينة من أبرز المواقع الأثرية في العراق، وهي ضمن المواقع المرشحة للإدراج على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونيسكو" للتراث العالمي.
وبدأ ذكر المدينة من قبل علماء الآثار في العام 1820، وجرت عمليات استكشافها والتنقيب عنها في العقود اللاحقة، من قبل علماء أجانب. وتعرضت المدينة للنهب إبان الاحتلال الأمريكي للعراق في العام 2003.
تجدر الإشارة إلى أن التنظيم نشر الأسبوع الماضي، شريطا آخر يظهر قيام عناصره بتدمير مدينة الحضر الأثرية في شمال العراق، المدرجة على لائحة التراث العالمي.