شريك ميركل يطالبها بتعديل سياستها الخاصة باللاجئين
٢٧ فبراير ٢٠١٦
طالب الشريك الأصغر في التحالف المسيحي الذي تقوده المستشارة ميركل بالعدول عن سياساتها الراهنة بشأن اللاجئين، لاسيما تلك الرافضة لتحديد سقف أعلى للاجئين الذين تستقبلهم ألمانيا، وحذر من نفور الشعب الألماني على المدى الطويل.
إعلان
طالب هورست زيهوفر، زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي في ولاية بافاريا الألمانية، المستشارة أنغيلا ميركل بالعدول عن سياسة اللجوء التي تنتهجها حتى الآن.
وفي مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية، قال رئيس حكومة ولاية بافاريا: "كلما ازداد إدراكنا أن الحل الأوروبي لا يمضي قدماً، كلما أصبح علينا أن نعتمد بشكل أكبر على إجراءات وطنية". وتابع زيهوفر أن هذا يعني بالتحديد "الرقابة على حدودنا الوطنية ورد اللاجئين".
يذكر أن حزب زيهوفر المحافظ يشكل مع حزب ميركل المسيحي الديمقراطي ما يعرف بالتحالف المسيحي، وهو الشريك الأكبر في الائتلاف الحاكم بألمانيا.
قصص اللاجئين
همبر العيسى من سوريا
كان همبر يعمل طبيباً جراحاً في سوريا. ولأسباب لا يرغب في الخوض فيها اضُطر إلى مغادرة وطنه، وهو يأمل أن لا يكون فراقاً إلى الأبد. وهو يرغب في العودة إلى سوريا في أقرب فرصة ممكنة، ويؤسس هناك مركزاً طبياً.
مقدونيا
عبر طريق البلقان فر همبر إلى ألمانيا. وبعد وصوله إلى مقدونيا تابع إلى الحدود الصربية سيراً على الأقدام. وعندما كان يصل إلى مدينة ما، كان يتواصل مع عائلته عن طريق الإنترنت. والداه كانا قلقين عليه جداً.
كرواتيا
في كرواتيا حاول همبر مواصلة سفر إلى هنغاريا عن طريق القطار. استغرق الأمر يومين إلى أن تمكن من الحصول على مكان له في القطار.
الوصول أخيراً
ليس مسموح لهمبر العمل كطبيب في ألمانيا بعد. وهو يحاول استغلال الوقت بشكل مفيد، ويريد مواصلة تخصصه في ألمانيا. حالياً يعمل مترجماً في مركز طبي.
توبة شيرمحمدي من أفغانستان
ابنة الـ 16 ربيعاً توبة هربت من مدينة هيرات الأفغانية. في وطنها كانت تُشن هجمات تستهدف التلميذات، لمنع الفتيات من الذهاب إلى المدرسة. كانت توبة تريد الدراسة، والمشاركة في دورات التحضير للدراسة في الجامعة.
توبة وعائلتها
فرت توبة مع شقيقتيها وزوجيهما إلى ألمانيا. عن طريق إيران وتركيا واليونان ثم عبر طريق البلقان وصولاً إلى ألمانيا.
انتظار قبل مواصلة الرحلة
في معسكر لاستقبال اللاجئين في مقدونيا انتظرت توبة وأسرتها لفترة، ليواصل الجميع رحلتهم إلى صربيا.
توبة شيرمحمدي
تأمل توبة أن تتمكن من الدراسة في جامعات ألمانيا. ولكن قبل ذلك تريد تعلم اللغة الألمانية. هدفها أن تنعم بحياة مستقلة.
أحمد علوان وهبة علوان وصالح الزير من سوريا
كذلك أحمد (في الوسط) وزوجته هبة وصديقه صالح اضطروا أن يتركوا وطنهم سوريا. كان الصحافي أحمد يعمل لصالح عدة محطات تلفزيونية عربية، وكانت زوجته هبة تعمل مهندسة معمارية. أما صالح فكان على وشك التخرج مهندساً من الجامعة.
ريف إدلب، سوريا
أحمد وهبة وصالح من مدينة إدلب، في شمالي غرب سوريا، والتي تعرضت لقصف جوي هائل. وعندما استولت جماعات إسلامية على إدلب، أصبح العمل للصحافيين لا يطاق. وبعد أن تلقى أحمد تهديدات، قرر الفرار مع زوجته وصديقه.
جنى علوان
وكذلك ابنة العام الواحد جنى، اصطحبها أحمد وهبة في رحلة الهروب.
في الطريق إلى ألمانيا
سارت المجموعة (ككثيرين أيضاً) عبر طريق البلقان إلى ألمانيا. وما أن تتحسن الأوضاع في سوريا، يريدون العودة إلى ديارهم. يريد أحمد مزاولة مهنته من جديد، ويريد صالح إتمام دراسته، وتريد هبة، المهندسة المعمارية، المساعدة في إعادة إعمار وطنها.
12 صورة1 | 12
في الوقت نفسه، أكد زيهوفر أن على الرغم من استمرار إمكانية الحل الذي تفضله ميركل، والرامي إلى استقطاب لاجئين من تركيا وتوزيعهم على المستوى الأوروبي، إلا أنه يتخوف من تطور آخر، موضحاً: "عندما يستمر الحال كذلك، فإن الحد الأقصى الذي حددته أنا بـ200 ألف مهاجر سيكون قد تم الوصول إليه في مارس/ آذار المقبل، وسيكون هناك خطر من أن يصبح لدينا مليون لاجئ آخر قبل نهاية العام".
وحذر زيهوفر حزب ميركل من إغفال الواقع، إذ أنه "يمكن للمرء أن يهرب منه لوهلة لأنه لا ينسجم مع المفهوم السياسي، ولكن في هذه الحالة يمكن للشعب أن يتركنا".
وأوضح زيهوفر أنه يتعاون مع المستشارة بشكل جيد خلال الأشهر الماضية، مضيفاً أنه لا يرى بديلاً عن ميركل. إلا أنه لم يجب عن سؤال للمجلة حول ما إذا كان حزبه سيدعم ميركل عند ترشحها مرة أخرى لمنصب المستشار في حال استمرت على سياسة اللجوء الحالية.