شغب رأس السنة ببرلين- مشاركة مهاجرين تجدد الجدل حول الاندماج
٤ يناير ٢٠٢٣
الهجمات على الشرطة وعمال الإنقاذ ضمن أعمال عنف وشغب في ليلة رأس السنة بالعاصمة الألمانية برلين ومدن أخرى، لاتزال تثير صدمة في البلاد وتساؤلات حول أسبابها، وسط تجدد الجدل حول الاندماج، بسبب مشاركة مهاجرين في تلك الأحداث.
إعلان
لاتزال ألمانيا تحت وقع صدمة أحداث الشغب التي وقعت ليلة رأس السنة الجديدة (2023) في العاصمة برلين ومدن أخرى، والتي أصيب فيها 41 شرطيًا و15 من رجال الإطفاء على الأقل.
الإعلان عن جنسيات المشاغبين
وأعلنت الشرطة أنها أوقفت 145 شخصًا على خلفية الأحداث، غالبيتهم من الشباب أو المراهقين، لكنها أفرجت عنهم بعد تسجيل الإجراءات. وقالت السلطات إنها لاتزال تحقق في الإجراءات الجنائية والإدارية التي وصل عددها إلى 355 إجراء، وفيها تهم من بينها تكدير السلم العام وتعديات ومقاومة سلطات إنفاذ القانون ومهاجمة أطقم الإنقاذ وإلحاق إصابات بدنية خطيرة وتفجير مواد متفجرة.
رئيس نقابة الشرطة الألمانية راينر فينت قال لمجلة "فوكوس" إنه بعد ليلة رأس السنة "كان لدى العديد من خدمات الطوارئ انطباع بأن مجموعات الشباب من أصول مهاجرة كانت ممثلة تمثيلًا زائدًا في أعمال الشغب هذه". وطالبت النقابة بكشف جنسيات المشتبه بهم.
الشرطة من جهتها كشفت عن جنسيات المشتبه بهم، مشيرة إلى أن عدد جنسياتهم وصل إلى 18 جنسية مختلفة، منهم 45 شخصًا يحملون الجنسية الألمانية، و27 شخصًا يحملون الجنسية الأفغانية و21 شخصًا يحملون الجنسية السورية.
مشاركة عدد كبير نسبيًا من الشبان المهاجرين أو المنحدرين من الأصول المهاجرة في الأحداث جدد الجدل حول سياسة الهجرةوالاندماج في ألمانيا، وسط اتهامات من المعارضة لحكومة برلين بـ"التساهل مع "المخربين".
"اندماج فاشل"
زعيم المعارضة الألمانية ورئيس الحزب المسيحي الديمقراطي فريدريتش ميرتس قال لصحيفة ميركور البافارية: "إن المخربين، وكثيراً منهم من أصول مهاجرة، يتَحَدَّون، من خلال أعمال الشغب التي يقومون بها، الدولة التي يستخفون بها". أما رئيس وزراء ولاية بافاريا وزعيم الحزب المسيحي الاجتماعي ماركوس زودر فقال إن "برلين تسير للأسف باتجاه أن تصبح مدينة فوضى".
ومن جهته، ألقى رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي في البرلمان الألماني ينس شبان، اللوم جزئيًا على "الاندماج الفاشل"، وقال: "يتعلق الأمر أكثر بالهجرة غير المنظمة والاندماج الفاشل وعدم احترام الدولة".
مطالب عديدة!
وكانت عمدة برلين فرانسيسكا غيفي، المنتمية لحزب المستشار شولتس الاشتراكي الديمقراطي، قد دعت إلى نقاش على المستوى الاتحادي حول عواقب أحداث رأس السنة الجديدة.
ووسط هذا الجدل، تراوحت المطالبات بين فرض "عقوبات صارمة" على الأشخاص الذين يهاجمون الشرطة، كما دعا وزير داخلية بافاريا يوآخيم هيرمان، في تصريح له لـ"شبكة التحرير الألمانية" حيث قال: "يجب معاقبة مخربي رأس السنة الجديدة بشدة (...) وإذا لزم الأمر، فالسجن مناسب لهم".
أما رئيس حي نويكولن في برلين مارتن هيكل، فطالب بحظر عام على بيع الألعاب النارية. كما صرح لصحيفة "دي فيلت".
ومن جانبها دعت نقابة الشرطة (GdP) السياسيين إلى اتباع مناهج جديدة في سياسة الاندماج.
الألعاب النارية تضر بصحة الإنسان والبيئة
02:33
تحذيرات من التعميم بحق المهاجرين
لكن مفوضة الاندماج في الحكومة الألمانية ريم العبلي-رادوفان حذرت من وضع المهاجرين تحت الاشتباه العام بسبب أحداث رأس السنة. وقالت لمجموعة صحف "فونكه" الإعلامية: "علينا أن نحكم على الجناة بناءً على أفعالهم، وليس بناءً على أصولهم المشتبه بها، كما يفعل البعض الآن".
أما المتحدث باسم السياسة القانونية لحزب الخضر في البوندستاغ، هيلغه ليمبورغ، فانتقدت الاتحاد المسيحي، متهمًا إياه باستخدام "أحكام مسبقة عنصرية" عوضًا عن عرض حلول. وقال ليمبورغ لصحيفة تاغسشبيغل: "من الواضح أن الهجمات في ليلة رأس السنة (كانت) ظاهرة على المستوى الاتحادي وليست مقتصرة على برلين"، وأضاف: "إن تراجع احترام ممثلي الدولة وتراجع الموانع بشأن العنف لا يقتصران على مجموعات سكانية معينة".
وأوضح هيلغه ليمبورغ أن محاولة بعض سياسيي الاتحاد المسيحي بالتركيز على المشاكل "هي مناورة انتخابية في ضوء اقتراب موعد انتخابات الولاية". ومن المقرر إجراء انتخابات ولاية برلين في 12 شباط/ فبراير المقبل، بعد أن قررت المحكمة الدستورية في الولاية إلغاء نتائج انتخابات الولاية التي عقدت في أيلول/ سبتمبر 2021، بسبب العديد من الثغرات و"أوجه القصور المنهجية الشديدة".
ماذا يقول الخبراء؟
رئيس معهد بحوث الصراع والعنف في جامعة بيليفيلد، أندرياس زيك حذّر من إلقاء المسؤولية على الأشخاص ذوي الأصول المهاجرة في الهجمات على ضباط الشرطة وعمال الإنقاذ ليلة رأس السنة. وقال لـ"شبكة التحرير الألمانية": "كون ليلة رأس السنة الجديدة كانت عنيفة للغاية هو جزء من زيادة العنف في المجتمع ككل".
من جانبه، قال عالم النفس الاجتماعي أولريش فاغنر إن للعنف أسبابًا مختلفة. وأوضح فاغنر لإذاعة "برلين براندنبورغ إنفو" (rbb-Inforadio): "في حالة المشتبه بهم من أصول مهاجرة، فإن التفسير المحتمل هو أن الاندماج والمشاركة في المجتمع لم ينجحا بعد"، مرجعًا ذلك إلى نقص جودة عروض المشاركة الاجتماعية.
أما بحسب عالم النفس أحمد منصور فإن المسألة تتعلق بثقافة الشباب، ويوضح في حديث لموقع "تاغس شاو الألماني" أن "المشتبه بهم هم أشخاص يفهمون رجولتهم بطريقة تجعلهم على استعداد لاستخدام العنف"!
مسؤولة الاندماج في منطقة نويكولن في برلين، غونر ياسمين بالجي، من جهتها، قالت لإذاعة "دويتشلاند فونك" إنه في المناطق الكبيرة بالمدينة "التي تعاني من مشاكل اجتماعية صعبة يمكن ملاحظة أن لدينا أطفالًا وشبابًا يكبرون مع العنف المنزلي كجزء من الحياة اليومية"، وأضافت: "على الرغم من أن هؤلاء الشباب هم أقلية في هذه الأحياء، فإن شخصًا واحدًا يكفي لترويع منزل بأكمله!".
م.ع.ح/ ص.ش
ألمانيا - محطات في تاريخ العنف اليميني المتطرف
أحدثها جريمة قتل مروعة في مدينة هاناو يُشتبه بأن دافعها عنصري. منذ عام 1990 بلغ عدد ضحايا اليمين المتطرف 198 شخصا أغلبهم من أصول أجنبية. ملف الصور هذا يلقي نظرة على جرائم هذا اليمين وأنشطته خلال ثلاثة عقود.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
أول ضحايا اليمين المتطرف انغولي
يعد الأنغولي آمادو أنتونيو كيوا من أول ضحايا عنف اليمين المتطرف في ألمانيا، وقد هاجمته مجموعة من النازيين الجديد في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 1990، وقتله المهاجمون ومثلوا بجثته.
صورة من: Amadeu Antonio Stiftung
ضحايا أتراك في هجوم بمدينة مولن
مبنى في مدينة مولن شمال ألمانيا، تعرض لهجوم نفذه النازيون الجدد في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 1993، وأسفر إحراق البناء عن مصرع 3 أشخاص من أصول تركية، والبمنى كان يسكنه بشكل أساسي مهاجرون أتراك إلى ألمانيا.
صورة من: AP
الخلية النازية السرية في 1996
يمينيون راديكاليون بمدينة أيرفورت. لأكثر من 10 سنوات ينشطون في إطار ما يسمي بالخلية النازية السرية انطلاقا من مدينة تسفيكاو بشرق ألمانيا. ومن بين المتهمين بجرائم متنوعة أوفه موندلوز وأوفه بونهارت ومانفريد لودر (صورة ملتقطة للثلاثة في عام 1996)
صورة من: privat/dapd
هجمات اليمين المتطرف طالت حتى المراقص
صورة تظهر 3 من ضحايا هجوم اليمين المتطرف، حيث هاجم ذوو الرؤوس الحليقة مرقصاً للديسكو في ألمانيا في 19 كانون الثاني/ يناير 2003، وقتلوا طعنا 3 شبان يظهرون في الصورة.
صورة من: DW/A. Grunau
الأجانب هدف دائم لخلية "إن إس يو"
قتلت خلية "إن إس يو" اليمينية المتطرفة عشرة أشخاص على الأقل من عام 2000 إلى 2007. تسعة من الضحايا من أصول أجنبية، كانوا يعيشون كلهم في ألمانيا. كما قتلت المجموعة الارهابية شرطية ألمانية. وقد قُتل الضحايا بدم بارد.
صورة من: picture-alliance/dpa
مسجد في لايبزغ تعرض لهجوم اليمين المتطرف
مجهولون يلقون براس خنزير في باحة مسجد بمدينة لايبزغ في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013. ويُحسب إضرام الحرائق في مآوي اللاجئين أو في البنايات المخصصة لإيواء اللاجئين أحداث - وإن لم تقتصر على ولايات شرق ألمانيا - على اليمين المتطرف وعلى كارهي الأجانب بصفة عامة واللاجئين بصفة خاصة.
صورة من: picture-alliance/dpa
عنف اليمين أكثر نشاطا في شرق ألمانيا
في عام 2014 سجل 47 اعتداء ذي دوافع عنصرية في شرقي ألمانيا، على الرغم من عدد السكان فيها لا يشكل سوى 17 بالمائة من إجمالي سكان البلاد. صورة لعنصر من حليقي الرؤوس في برلين عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
اليمين المتطرف يرفض اللاجئين
كثيرا ما شهدت مدن شرق ألمانيا احتجاجات متكررة ضد اللاجئين وتنديد بالمستشارة ميركل التي يتهمونها بفتح الأبواب على مصراعيها أمام "من هب ودب" دون أن تعير اهتماما لمخاوفهم ومشاكلهم. الصورة من تظاهرات في مدينة فرايتال ضد اقامة مراكز ايواء اللاجئين عام 2015.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
المشاعل من شعارات اليمين المتطرف
عناصر من اليمين المتطرف يستعرضون قوتهم في مدينة ماغديبورغ في 16 يناير 2015، وذلك في مناسبة لاحياء ذكرى قيام الحرب العالمية الثانية. وتسجل مدن شرق المانيا على وجه الخصوص ارتفاعا متسارعا في عدد الموالين لحركات اليمين المتطرف والنازيين الجدد.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Schlueter
المتهم بمهاجمة المرشحة لمنصب عمدة كولونيا
صورة من عام 2016، لعنصر من اليمين المتطرف ألقي القبض عليه بعد مهاجمته المرشحة لمنصب عمدة كولونيا هنريتا ريكر قبل يوم من انتخابها. الصورة تظهر المتهم وهو يدخل صالة المحكمة في دوسلدورف في 29 نيسان 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Vennenbernd
اليهود مازالوا هدفاً للنازيين الجدد
أوفه أوتسي اوبالا صاحب المطعم اليهودي في مدينة كيمنيتس، يصف للصحفيين ما جرى في هجوم نفذته مجموعة من المقنعين المعادين لليهود والسامية، ويكشف عن اصابته في كتفه بحجر رماه به المهاجمون المقنعون في (27 آب / اغسطس 2018).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
الصليب المعقوف ما زال شعارهم
محموعة من النازيين الجدد يرفعون الصليب المعقوف وقد توهج فيه اللهيب في نيسان/ ابريل 2018. الصورة من طقوس خاصة جرت في منطقة لم يعلن عنها تمجيدا للحزب النازي.
صورة من: Reuters/G. Nakamura
اغتيال فالتر لوبكه
في الثاني من يونيو/ حزيران 2019 عُثِرَ على جثة فالتر لوبكه، رئيس المجلس المحلي لبلدية مدينة كاسل، في شرفة منزله مقتولا برصاصة في رأسه. ووجه الادعاء العام تهمة قتل لوبكه، لشتيفان إي. وداعمه المشتبه به ماركوس إتش.، وشتيفان معروف في السابق بأنه من النازيين الجدد. وكان لوبكه المتنمتي لحزب المستشارة ميركل من مؤيدي قضايا اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Pförtner
معبد يهودي كهدف ليميني متطرف
سكان مدينة هاله الألمانية (شرق) يرفعون شعار:"سكان هاله ضد اليمين - الاتحاد من أجل الشجاعة الأخلاقية"، احتجاجا على جريمة وقعت في مدينتهم في 09.10.2019 عندما كان 52 شخصا يحتفلون بيوم الغفران داخل المعبد اليهودي بالمدينة، وحاول شتيفان ب. وهو شاب يميني متطرف (28 عاما) اقتحام المعبد، ولكنه فشل فأطلق النار على امرأة وشاب وجدهما في طريقه وقتلهما. وكان يعتقد أن "المرأة مسلمة" وفق تصريحه أمام المحكمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
هجمات بمدينة هاناو على مقاهي الشيشه
شهدت مدينة هاناو بولاية هسن مقتل 9 أشخاص في موقعين مختلفين ليلة 19 شباط/ فبراير 2020، ثم عثرت الشرطة بعد الجريمة بساعات على جثة المشتبه بأنه مطلق النار على الأشخاص التسعة وعلى على جثة والدته في مسكنه. إعداد م.أ.م / م.س