احتفل العالم اليوم بعيد العمال الذي يصادف الفاتح من مايو/ أذار من كل عام، وقد اتسمت المسيرات السنوية لهذا العام بطابع عنيف في العديد من الدول، ففي ألمانيا فرقت الشرطة بين مشاركين في مظاهرات يمينية ويسارية في ولايات سكسونيا وتورينغن وشمال الراين- فيستفاليا من خلال الاستعانة بقوات كبيرة.

وبحسب بيانات رسمية، اتبع نحو 1100 شخص نداء اتحاد "نهضة ضد العنصرية" في مدينة كمنيتس بولاية سكسونيا شرقي ألمانيا. وكان حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي المعارض أعلن عن تجمع يضم نحو 500 شخص، إلا أنه جاء عدد أقل من ذلك كثيرا.

وفي مدينة بلاون بولاية سكسونيا أيضا فصلت الشرطة بين مئات المتظاهرين المعارضين للتيار اليميني وبين مسيرة لحزب الطريق الثالث اليميني. وفي مدينة دريسدن بولاية سكسونيا أيضا، أراد الحزب الوطني الديمقراطي اليميني المتطرف حشد 300 إلى 400 شخص في الشوارع بالتعاون مع منظمة الشباب التابعة له، ولكن لم يشارك سوى 150 إلى 200 شخص فقط.

عنف وغاز مسيل للدموع

أما في باريس فقد أطلقت الشرطة الفرنسية الغاز المسيل للدموع لإبعاد المحتجين في وسط باريس اليوم الأربعاء حيث استغل الآلاف المسيرة سنوية لعيد العمال للاحتجاج على سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون. وشاركت نقابات عمالية ومحتجون من حركة "السترات الصفراء" في احتجاجات في أنحاء فرنسا بعد أيام من طرح ماكرون اقتراحات سياسة تشمل تخفيضات ضريبية تبلغ قيمتها نحو خمسة مليارات يورو (5.58 مليار يورو).

وكانت الشرطة الفرنسية قد حذرت من اشتباكات محتملة في عيد العمال مع جماعات فوضوية تنتمي لليسار المتطرف معروفة بجماعات بلاك بلوك بعد دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي للمتطرفين بالخروج إلى الشوارع.

إضراب العمال في عيدهم العالمي

وبالتزامن مع عيد العمال، فقد نفذت نقابات عمالية يونانية اليوم إضرابات أصابت أجزاء من نظام النقل الوطني بالشلل. وتسبب الاحتجاج في تعطل كافة العبارات من وإلى الجزر الموجودة في بحر إيجه. كما جرى تعطيل خدمات السكك الحديدية اليوم، بالتزامن مع احتجاجات عمالية حول العالم.ونظمت نقابات عمالية مسيرات في مدن متفرقة في أنحاء البلاد للمطالبة بتحسين الأجور وللتنديد بارتفاع معدلات البطالة.

اعتقالات

 فيما أوقفت الشرطة التركية عشرات الاشخاص اثر محاولتهم تنظيم مسيرة في الأول من أيار/مايو لمناسبة عيد العمال في وسط مدينة اسطنبول في تحد لحظر مفروض على التظاهر. واعتقلت السلطات 127 شخصا في طريقهم لتنظيم تظاهرة غير مرخصة في ميدان تقسيم، الذي يشكل موقعا تقليديا للتظاهر في المدينة، على ما أفادت شرطة إسطنبول التي وضعت حواجز على الطرق المجاورة للميدان بما في ذلك شارع الاستقلال المزدحم.

التغير المناخي يزاحم المطالب العمالية

أما في الدنمارك فقد كانت الاحتفالات بعيد العمال مناسبة لتسليط الضوء على قضايا المناخ ورفع المعاشات، خاصة وأن البلاد تشهد حملات انتخابية هذه الأيام، فقد ركزت ميت فريدريكسن زعيمة حزب "الديمقراطيين الاشتراكيين" المعارض في خطاب نقلته الإذاعة الوطنية أنه "إذا شكلنا الحكومة بعد الانتخابات المقبلة، سنغير الاتجاه.

سنطرح مشروع قانون بشأن المناخ بأهداف ملزمة". وأضافت فريدريكسن "أعزائي الأطفال والشباب، ليست فقط مسؤوليتكم لإنقاذ كوكب الأرض. إنها مسؤوليتنا حقا". كما أثارت أيضا فريدركسن قضية تغيير قوانين المعاش للسماح بأعمار مختلفة للمعاشات حتى يتسنى للأشخاص الذين يعانون من "الإنهاك" بالتقاعد في وقت مبكر.

ي.ب/ أ.ح (ا ف ب، رويترز، د ب أ)