شقيقة علاء عبد الفتاح لـDW: أخي مهدد بالموت في السجن
٨ نوفمبر ٢٠٢٢
منذ يوم الأحد الماضي والناشط المصري علاء عبد الفتاح مضرب حتى عن شرب الماء، احتجاجا على سجنه. DW تحدثت مع شقيقته سناء سيف، المتواجدة في قمة المناخ في شرم الشيخ للفت النظر إلى قضية علاء.
إعلان
منذ أكثر من مئتي يوم وهو مضرب عن الطعام. ومع بدء مؤتمر المناخ في شرم الشيخ، دخل المدون والناشط المصري المعروف علاء عبد الفتاح، يوم الأحد الماضي، في إضراب عن شرب الماء. وصارت حياته عرضة لخطر محدق.
وتضغط عدة جهات، منها مفوضة حقوق الإنسان في الحكومة الألمانية لويزا أمتسبيرغ، والحكومة البريطانية، من أجل إطلاق سراحه. ويعتبر المدون المعروف أحد أبرز وجوه ثورة يناير 2011 في مصر. وكان قد جرى تكريمه في عام 2005 من جانب DW ومنظمة "صحفيون بلا حدود".
وفي 2013 جرى اعتقال عبد الفتاح (41 عاما) خلال مشاركته في احتجاج ضد تشديد قانون التظاهر، ثم حكم عليه بالسجن. وبعد إخلاء سبيله في 2019، أعادت السلطات اعتقاله بعد أشهر قليلة. وحُكم عليه في العام الماضي مجددا بالسجن لمدة خمس سنوات. تتهمه السلطات القضائية بنشر معلومات مضللة، وهذه تهمة يتكرر إطلاقها ضد المعارضين.
DW حاورت شقيقته سناء سيف، والتي اعتقلت هي الأخرى مرتين منذ تولي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السلطة في 2013. وفي ديسمبر/ كانون أول 2021 أطلق سراحها، بعد سجن استمر 18 شهرا بسبب "نشر معلومات مضللة". وتتواجد حاليا في شرم الشيخ حيث يعقد مؤتمر المناخ العالمي، ومن هناك تحدثت مساء الثلاثاء (8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022) مع DW، وكان هذا الحوار:
DW: سيدة سناء سيف، كيف هو وضع أخيك الآن؟
سناء سيف: لا نعلم أي شيء. ليست لدينا أي معلومات. أمضت أمي طوال يوم الاثنين وهي منتظرة أمام السجن، محاولة الحصول على رسالة أو أي علامة بأن علاء مازال على قيد الحياة. طلبنا مساعدة الحكومة البريطانية (لكون علاء يحمل الجنسية البريطانية أيضا)، لأنه لا يسمح لنا بالوصول إليه. عادة نحصل كل أسبوع على رسالة منه، ولكن هذا الأسبوع لم نحصل عليها. والموعد التالي للزيارة سيكون يوم 16 نوفمبر/ تشرين الثاني، وهذا سيكون متأخرا. ستكون قد مرت عشرة أيام منذ شربه آخر كأس ماء. نناشد الحكومة البريطانية أن تساعدنا لكي نحصل بشكل يومي على دليل بأن علاء على قيد الحياة.
أي أنكم لا تتواصلون معه أبدا؟
كلا. لا تواصل.
"نحن خائفون"
كيف هو وضعك أنت ووضع عائلتك في ظل هذه الظروف؟
نبذل أفضل ما لدينا لإنقاذه. ولكننا أيضا في حالة رعب. أنا أشارك في مؤتمر المناخ الدولي في شرم الشيخ من أجل لفت الانتباه إلى حالة أخي. أختي في لندن تحاول المساعدة من هناك. ووالدتي في القاهرة، تحاول البقاء قريبة منه قدر الإمكان. ولكننا خائفون. أتصل بأمي بانتظام وأسألها: "هل من جديد؟ كلا؟ حسنا. لنواصل عملنا". لا أحد منا يريد تخيل أننا سنفقد علاء. ولكن أخي مهدد بالموت.
"لا أثق بالحكومة"
هل لديكم أمل بأنه يمكن إنقاذه؟ هل التضامن الدولي مفيد؟
التضامن يقويني ويمنحني الأمل: وسائل الإعلام والنشطاء وحاملو جائزة نوبل، الذين طالبوا في رسالة بإخلاء سبيله. كل هذا يمنحني الأمل. إنه أمر يصعب تصوره، ألا يساعدنا كل هذا القدر من التضامن العالمي على إنقاذه. ولكن مع ذلك، أنا حذرة أيضا. أنا لا أثق بالحكومة. لا أثق بالسياسيين. النظام في مصر لا يراعي شيئا. لقد سبق وأن قتلوا أشخاصا في الماضي. قبل أقل من شهر توفي سجين آخر، كتبعة لإضرابه عن الطعام. لن يكون هذا الحادث الأول ولا الأخير من نوعه. ولكني أتذكر بأننا محظوظون بسبب اهتمام كثير من الناس بقضية علاء ونشاطهم من أجله وحديثهم عنه. ربما يجعله ذلك في أمان.
ولكن الوقت يضيق؟
نعم، ولذلك أناشدكم: ساعدوا علاء! ليس فقط لأنه بريء وأمضى تسع سنوات في محنة شديدة، وإنما لأن حالته تشير إلى الوضع العام في مصر أيضا. التقديرات تشير إلى وجود 60 ألف معتقل سياسي في مصر.
أخوك قرر الامتناع عن شرب الماء. لماذا اتخذ هذا القرار المتطرف؟
سُئلت هذا السؤال عدة مرات. لماذا اتخذ مثل هذا القرار؟ نعم إنه قرار متطرف. ولكن ما نعانيه نحن هو متطرف أيضا. إنه يعاني ما مجموعه تسع سنوات في السجن، مع أمله أن ينتهي هذا الجنون. سبق وأن أكمل محكومية العقوبة الأولى، وخرج من السجن. ولكنهم فتحوا قضية جديدة ضده. إنه أمر بلا نهاية. والآن هو يعرض حياته للخطر ليس لأنه يريد أن يموت، وإنما لأنه يريد أن يعيش. لا يريد أن يمضي حياته في السجن. لأن العيش في السجن لا يستحق أن نحيا من أجله. لذلك أود أن أشكر كل من يظهر تضامنه. وأرجوكم أن تواصلوا ذلك. فنحن لدينا فرصة واحدة فقط، بسبب وجود هذا التضامن الكبير. ولذلك أرجوكم ساندونا.
في ذكراها العاشرة.. أين رموز ثورة 25 يناير في مصر؟
بعد مرور عقد على اندلاع ثورة يناير في مصر، والتي أطاحت بنظام حسني مبارك، يتساءل المرء عن وجوه تلك الثورة ولماذا اختفت من المشهد السياسي في البلاد. فمن هي أبرز تلك الشخصيات، وماذا حل بها؟
صورة من: Getty Images/AFP/M. Khaled
وائل غنيم (40 عاماً)
مهندس حاسوب مصري، شغل منصب المدير الإقليمي لشركة غوغل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يعد أحد أبرز مفجري الثورة من خلال تأسيس صفحة "كلنا خالد سعيد"، التي لعبت دوراً رئيسياً في تعبئة الشباب المصري للتظاهر ضد نظام مبارك. يقيم منذ عام 2014 في الولايات المتحدة. وبعد غياب طويل، عاد إلى الظهور عام 2019 من خلال فيديوهات مثيرة للجدل ظهر فيها حليق الرأس والوجه تماماً وبدا فيها يائساً بسبب الأوضاع في بلده.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Elfiqi
ماهينور المصري (35 عاماً)
محامية مدافعة عن حقوق الإنسان. كانت من أوائل النشطاء الذين كشفوا عن وقائع مقتل خالد سعيد، وهو الحدث الذي أشعل ثورة يناير. حكم عليها بالسجن لمدة عام في 2013، ثم لعامين في 2014، ونالت جائزة "لودوفيك تراريو" الفرنسية الدولية في 2014. وفي أيلول/سبتمبر عام 2019 اعتقلت من قبل السلطات المصرية ولاتزال تقبع في السجن.
صورة من: picture alliance/AA/M. Mahmoud
علاء عبدالفتاح (39 عاماً)
مدون ومبرمج وناشط حقوقي مصري. يعد من أبرز وجوه ثورة يناير. عُرف بنشاطه عبر مدونة "دلو معلومات منال وعلاء" التي أطلقها مع زوجته عام 2004 لدعم الصحافة المحلية. اعتقل في عهد مبارك قبل اندلاع الثورة، كما تم توقيفه في عهد مرسي. وفي عهد السيسي اعتقل عام 2013 وحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات، لم يكد يخرج منه حتى أعتقل ثانية في عام 2019. ويقبع منذ ذلك الحين في سجن طرة، حيث يتعرض للتعذيب، بحسب العفو الدولية.
صورة من: CC BY-SA 2.5/Common Good
أحمد ماهر (40 عاماً)
ناشط سياسي ومهندس مصري. أسس حركة "6 أبريل" المعارضة التي كان لها دور رئيسي في تنظيم المظاهرات. وشغل منصب المنسق العام لها حتى عام 2013. اعتقل ثلاث مرات في عهد مبارك ومرة في عهد مرسي. وفي نهاية عام 2013 حكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات بتهمة "التحريض ومخالفة قانون التظاهر". وتم إطلاق سراحه عام 2017، مع المراقبة الشرطية لمدة ثلاث سنوات أخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa
إسراء عبدالفتاح (43 عاماً)
صحفية وناشطة مصرية، من أبرز الرموز النسائية لثورة يناير، وهي من مؤسسي حركة "6 إبريل" المعارضة الداعية للمظاهرات. اعتقلت عدة مرات قبل اندلاع الثورة، ثم أصبحت من أشد المعارضين لحكم الإخوان. وبعد الإطاحة بمرسي، ابتعدت عن النشاط السياسي، لتعود إلى دائرة الضوء مؤخراً بعد اعتقالها في 2019.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
أحمد دومة (35 عاماً)
صحفي وناشط سياسي مصري، ومتحدث سابق باسم "ائتلاف شباب الثورة"، إحدى الحركات الشبابية التي ظهرت بعد ثورة يناير. اُعتقل وسجن عدة مرات، في عهد مبارك وفي فترة حكم المجلس العسكري وفي عهد مرسي. أدين بالسجن المشدد 15 عاماً وبغرامة مالية قدرها ستة ملايين جنيه (330 ألف دولار) في قضية التعدي على مبان حكومية ومنها مبنى مجلس الوزراء.
صورة من: picture-alliance/dpa
أسماء محفوظ (35 عاماً)
ناشطة سياسية مصرية لمع نجمها إبان ثورة يناير. وهي عضو مؤسس في حركة 6 أبريل. في عام 2011، كانت أسماء ضمن خمسة من ناشطي الثورات العربية الذين فازوا بجائزة ساخاروف لحرية الفكر التي يمنحها الاتحاد الأوروبي. لاتزال أسماء تقيم في مصر، وتقول إنها ممنوعة من السفر منذ ست سنوات.
صورة من: picture-alliance/dpa
محمد البرادعي (78 عاماً)
دبلوماسي وسياسي حصل على جائزة نوبل للسلام 2005 بالمشاركة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال عمله مديرا لها. عاد إلى مصر في 2010 وأصبح رئيس الجبهة الوطنية للتغيير المعارضة التي شاركت في الدعوة لإسقاط نظام مبارك. في عام 2012 أسس حزب الدستور الذي انضوى تحت راية جبهة الإنقاذ الوطني التي شكلت المعارضة الرئيسية ضد مرسي. عُيِّن بعدها نائباً للرئيس المؤقت للشؤون الخارجية، لكنه استقال وغادر إلى فيينا.
صورة من: picture-alliance/dpa
محمد البلتاجي (58 عاماً)
طبيب مصري وعضو سابق في مجلس الشعب المصري وأحد قادة الإخوان البارزين. يصفه الإخوان بـ"القائد الميداني الأول" لثورة يناير، عبر مشاركته في المظاهرات. اعتقل بعد الإطاحة بمرسي، وصدرت بحقه عدة أحكام بينها الإعدام والمؤبد، ولايزال في السجن. إعداد: محيي الدين حسين