"شكرا قيصر": ألمانيا تُقدّم التكريم الأخير لفرانتس بكنباور
١٩ يناير ٢٠٢٤
شارك سياسيون ورياضيون في مراسم تأبين الأسطورة الألمانية فرانتس بكنباور أحد أعظم لاعبي كرة القدم. واستقبل ملعب "أليانز أرينا" المشاركين بحفل موسيقي مع وضع أكاليل الزهور على أرض الملعب.
إعلان
قدّمت ألمانيا تكريماً أخيراً للأسطورة فرانتس بكنباور الجمعة (19 يناير/ كانون الثاني 2024) على ملعب "أليانز أرينا" معقل بايرن ميونيخ لكرة القدم، وذلك بعد 12 يوماً على وفاته في السابع من كانون الثاني/ يناير عن 78 عاماً. ووريَ "القيصر" بكنباور الثرى قبل سبعة أيام في ميونيخ في مراسم خاصة صغيرة، فيما أقيم حفل تكريمي الجمعة مفتوح للجماهير والمشجّعين لتقديم العزاء تحت سماءٍ بافارية زرقاء.
وتجمّع نحو 20 ألف مشجّع إلى جانب نجوم كرة القدم الأوروبية وسياسيين ألمان من بينهم المستشار أولاف شولتس والرئيس فرانك فالتر شتاينماير. وجلس السويسري جاني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) إلى جانب رئيس الاتحاد الأوروبي (ويفا) السلوفيني ألكسندر تشيفيرين ورئيس الاتحاد الألماني بيرند نويندورف.
وحضر خوان لابورتا رئيس برشلونة الإسباني، ,القطري ناصر الخليفي رئيس باريس سان جرمان الفرنسي، وخوسيه مارتينيس بيرّي الرئيس الشرفي لريال مدريد الإسباني في المدرجات. وقدّم بول برايتنر بطل مونديال 1974، ولوتار ماتيوس بطل مونديال 1990، وباستيان شفاينشتايغر بطل مونديال 2014، العزاء على أرض الملعب.
ووُضعت ورود على شكل الرقم 5 الذي اشتُهر به بكنباور، على أرض ملعب "أليانز أرينا"، إلى جانب أكاليل من الزهور مقدّمة من أكبر الأندية في العالم من بينها ليفربول الإنكليزي وبرشلونة. ونعى أولي هونيس "صديقٍ عظيم" لعب بجانبه في بايرن وعمل كإداري معه لاحقاً في النادي الأسطوري.
وقال "عزيزي فرانتس، لقد توفيت قبل 12 يوماً. ولأكن صادقاً، أفتقدك بشدّة". وأضاف "أرقد بسلام، سلامٌ لم تتمكّن للأسف من الاستمتاع به في السنوات الماضية بالطريقة التي تستحقها". وقال هونيس "أليانز أرينا"، أجمل ملعب في العالم، لم يكن ليُبنى من دون فرانتس". وكان ملعب "أليانز أرينا" مكاناً مناسباً لوداعه من قبل الجمهور.
ووُلد بكنباور في ميونيخ عام 1945 وانضم إلى الفرق العمرية لبايرن عام 1959 في طريقه لقيادته إلى الصعود لدوري الدرجة الأولى عام 1965 وذلك لأول مرة في تاريخ النادي الذي بات معه من الأعظم في القارة الأوروبية.
وقاد ألمانيا الغربية سابقا للفوز بلقب كأس العالم 1974 على أرضها عندما تغلّبت على هولندا 2-1 في نهائي ميونيخ، ثم قاد كمدرب الفريق الذي فاز على الأرجنتين 1-0 في روما لرفع الكأس في إيطاليا 1990. وحصل بكنباور على لقب أفضل لاعب أوروبي لعامي 1972 و1976.
وشارك في 424 مباراة في الدوري الألماني، وسجل 44 هدفاً، بما في ذلك خلال 13 عاماً مع بايرن الذي قاده لإحراز لقب الدوري أربع مرات، قبل انضمامه الى هامبورغ ونيويورك كوزموس الأميركي حيث أنهى مسيرته كلاعب في عام 1983.
ع.ش/ف.ي (أ ف ب، د ب أ)
"كان من أعظم لاعبي ألمانيا".. رحيل "الأسطورة" فرانز بكنباور
كانت شهرته تجوب العالم بأسلوبه الأنيق والحازم في آن واحد، وهو من أبرز الذين نجحوا كلاعبين ومدربين. فرانز بكنباور "القيصر" الألماني يودع دنيانا بعمر ناهز 78 عاما، مخلفا وراءة ميراثا كرويا لا يمكن لألمانيا أن تنساه.
صورة من: Werek/dpa/picture alliance
"توفي في سلام محاطا بأسرته"
صدمة عمت ألمانيا وعشاق الكرة عموما بعدما أعلنت أسرة الأسطورة فرانز بكنباور، أحد أبرز نجوم كرة القدم الألمانية والعالمية، وفاة "قيصر" الكرة الألمانية عن عمر يناهز 78 عاما. وتوفي بكنباور الأحد (7 يناير/ كانون الثاني 2024) غير أن أسرته لم تعلن الخبر إلا في اليوم التالي. وقالت أسرته في بيان: "بحزن شديد نعلن أن الزوج والأب فرانز بكنباور توفي في سلام أثناء نومه بالأمس الأحد محاطا بأسرته".
صورة من: SvenSimon/picture alliance
المستشار شولتس: كان أحد أعظم اللاعبين
ونعى المستشار الألماني أولاف شولتس بكنباور وقال عبر منصة (إكس): "كان فرانز بكنباور أحد أعظم لاعبي كرة القدم في ألمانيا والقيصر بالنسبة للكثيرين بسبب الحماس الذي أثاره في نفوس أجيال تجاه كرة القدم الألمانية. سنفتقده. تعازينا لأسرته وأصدقائه". وخاض بكنباور 103 مباريات مع ألمانيا الغربية وفاز ببطولة أوروبا في 1972 ثم بكأس العالم على أرضه عام 1974. ونال بكنباور جائزة أفضل لاعب أوروبي في العام مرتين.
صورة من: imago/WEREK
ماتيوس: سأفتقده - سنفتقده جميعا
وأعرب لوتار ماتيوس، عميد لاعبي العالم السابق الفائز بكأس العالم 1990 عن صدمته من وفاة بكنباور وقال: "وفاته خسارة لكرة القدم ولألمانيا ككل. لقد كان واحدًا من أعظم اللاعبين كلاعب ومدرب، ولكن أيضًا خارج الملعب". وأضاف ماتيوس: "كان فرانز شخصية بارزة ليس فقط في كرة القدم، وكان يتمتع باعتراف عالمي. كل من عرفه يعرف كم كان فرانز شخصًا عظيمًا وكريمًا. لقد رحل عنا صديق جيد. سأفتقده – سنفتقده جميعًا!".
صورة من: Wolfgang Eilmes/dpa/picture alliance
النجاح الذي حققه بكنباور أثبت أنه ماهر في ميادين عديدة. في اللعب وحتى في الإدارة، وأكبر دليل على ذلك الإنجازات الرائعة التي قدمها عندما كان لاعبا ومدربا، وحتى عندما تولى مهام إدارية وقيادية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Peer Grimm
ولد بكنباور في مدينة ميونيخ في 11.09.1945. ونال على العديد من الجوائز، حيث حصل أربعة مرات على لقب البوندسليغا مع فريق بايرن ميونيخ، ومرة مع فريق هامبورغ، بالإضافة إلى حصوله على لقب بطولة الولايات المتحدة الأميركية لثلاث مرات مع فريق كوزموس نيويورك. فاز بكنباور مع المانشافت ببطولة كأس الأمم الأوروبية 1972، وبطولة كأس العالم 1974.
صورة من: imago/WEREK
لمع نجم بكنباور في مجال الدعاية والإعلان وتهافتت عليه شركات التسويق من مشروب الحساء ومرورا بالاسطوانات الموسيقية وانتهاء بشركات الهواتف المحمولة. كما أصبحت طريقته في الكلام ذات لكنة مميزة.
وبقدر ما تخطت اناقة بكنباور الحدود، فإن هيبته على أرضية الملعب كانت واضحة. تمريراته الكروية وأسلوبه في اللعب جعلت منه مشهورا. وفي عام 1974 قاد بيكنباور المنتخب الألماني إلى الحصول على كأس العالم.
صورة من: AP
"إذا كان يعمل فإنه يعمل" هذا الشعار قد يلخص حكمة بكنباور في الحياة. في عام 1977 اشتهر بأنه "الليبرو"، وهو خط الدفاع الأخير قبل حارس المرمى، وتم ظهور مجسمات له وأطلق عليه المشجعون والإعلام لقب القيصر.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb/Werek
في عام 1990 استطاع بكنباور بصفته مدربا للمانشافات أن يقود فريقه إلى الفوز بكأس العالم ضد الأرجنتين، لتحصل ألمانيا على اللقب للمرة الثالثة. قبلها بأربع سنوات التقى الفريقان الألماني والأرجنتيني في التصفيات النهائية وانتهت بفوز الأرجنتين على ألمانيا وهو الأمر الذي دفع ببكنباور إلى التصميم على الفوز لاحقا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Hellmann
بعد النجاح الذي حققه في بطولة كأس العالم، إعتزل بكنباور تدريب المنتخب الألماني. وتولى تدريب فريق نادي أوليمبيك مارسيليا الفرنسي، وقاده إلى الفوز ببطولة دوري الدرجة الأولى الفرنسي لكرة القدم عام1991. وعاد القيصر بعد ذلك إلى بايرن ميونيخ مدربا، ثم رئيسا للنادي حتى عام 2009، ورئيسا فخريا له إلى يومنا هذا.
صورة من: Paul Mazurek/Getty Images
وبقيت الكرة هي عالم بكنباور الخاص. حيث شغل من عام 1998وحتى 2010 منصب نائب رئيس الإتحاد الألماني لكرة القدم. ثم رئيس اللجنة المنظمة لمونديال ألمانيا 2006، التي اعتبرت من أكثر دورات البطولة العالمية تنظيما.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
وعلى الرغم من أن بكنباور كان "محظوظا" في حياته الكروية، لكن حياته الخاصة كانت مختلفة تماما، إذ فشل في علاقاته الزوجية مرتين، وتزوج للمرة الثالثة عندما كان في الخمسين، وأنجب من زوجته هايدي طفلين. كما توفي ابنه شتيفان في الـ 31 من تموز/يوليو الماضي عن عمر ناهز الـ 46 عاما، بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Wolfgang Kumm
أكثر من 50 جائزة رياضية أعطيت لفرانز بكنباور على مدار نصف قرن مضى. وتكريما لإنجازاته الرياضية تم وضع صورته على أحد الطوابع البريدية في العام 2006.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Settnik
ويبدو أن اسم القيصر لا ينحصر باللاعب فقط، بل يتخطى ذلك إلى اسم أكلته المفضلة (كايزر شمارن) Kaiserschmarn، والتي تعتبر إحدى أكلات المطبخ البافاري الذي يعشقه بكنباور..
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd Settnik
ويظل بكنباور ألمع شخصية رياضية في ألمانيا، لذلك يحاول الكثير من الفنانين الألمان تقليده مثل الممثل الكوميدي ماتسه كنوب الذي يقلده باتقان. في الصورة كنوب بمناسبة عيد ميلاد قيصر الكرة الألمانية السبعون.
صورة من: picture-alliance/augenklick/firo Sportphoto
كانت وجهات نظر وقرارات بكنباور موضع تساؤل في بعض الأحيان، إذ صوت لصالح روسيا لاستضافة بطولة لكأس العالم 2018، وبعد ذلك وقع عقدا مع شركة روسية منتجة للغاز، ولأسباب ضريبية على الأرجح نقل سكنه إلى النمسا منذ العام 1982.