1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شهادة الدكتوراه: بين الضرورة العلمية والميزة الاجتماعية

١٨ أبريل ٢٠١١

أصبحت الآفاق العملية متوفرة دون الحاجة للحصول على شهادة الدكتوراه. كما يفضل أرباب العمل تشغيل أشخاص لا يحملون شهادات عالية إذا لم يكن ذلك ضرورياً. لذا يضطر العديد من الطلاب في التفكير في ضرورة الحصول على شهادة الدكتوراه.

هل يحتاج المرء بالضرورة لشهادة الدكتوراة؟صورة من: Fotolia/Gina Sanders

السؤال: هل أعد أطروحة دكتوراه أم لا؟ لا يمكن الإجابة عنه بسهولة دائماً، فخلال السنوات الأخيرة أصبحت الآفاق العملية متوفرة حتى دون الحصول على شهادة الدكتوراه، كما يوضح الدكتور فولفغانغ أدامتشاك، مسؤول الشؤون البحثية في جامعة كاسل الألمانية. ويرى أدامتشاك أن هذه الشهادة الأكاديمية "قد تكون إيجابية، لكنها ليست ضرورية. ففي السابق لم يكن من الممكن الحصول على عمل في قطاع الصناعة الكيميائية مثلاً، إذا لم تكن حاملا للقب الدكتوراه. أما الآن فقد أصبح الأمر مختلف، إذ لا يحتاج المرء الدكتوراه إلا إذا أراد أن يعمل في الجامعة وأن يصبح بروفيسوراً". أما في سوق العمل فمن الملاحظ أن أرباب العمل يفضلون تشغيل أشخاص لا يحملون شهادات أكاديمية عالية إذا لم يكن ذلك ضرورياً، حتى لا يضطروا لدفع أجور تناسب هذه الشهادات.

لماذا الدكتوراه؟

لم يكن من الممكن الحصول على عمل في قطاع الصناعة الكيميائية دون شهادة الدكتوراة. أما الآن فقد أصبح الأمر مختلفا.صورة من: picture-alliance / dpa/dpaweb

لهذا السبب يجد العديد من الطلاب الذين أنهوا دراستهم الجامعية صعوبات في اتخاذ قرار البداية في إعداد أطروحة دكتوراه. وهذا ما دفع بالجامعات الألمانية إلى تقديم خدمات استشارية لطلابها، لمساعدة على اتخاذ هذه القرار أو التخلي عنه. في جامعة كاسل يقدم الدكتور فولفغانغ أدامتشاك مثل هذه النصائح للطلاب. وبالنسبة له توجد ثلاثة دوافع رئيسية لبدء دراسة الدكتوراه، يبقى أولها تحسين الفرص الذاتية في الحصول على عمل يتطلب شهادة الدكتوراه. أما الدافع المنطقي الثاني فيتمثل في الرغبة في بدء مسيرة أكاديمية. في حين يتمثل "الدافع الثالث، وهو الأسمى بالنسبة لي، في الرغبة في إنجاز عمل علمي. ويعني: لدي سؤال علمي أريد الإجابة عنه من خلال البحث العلمي"، حسب قول فولفغانغ أدامتشاك.

في المقابل توجد العديد من الأسباب التي تدفع الطلاب لإتمام الدراسات العليا، والتي يعتبرها الدكتور أدامتشاك غير صحيحة. فمن الخطأ بالنسبة له أن يبدأ الطلاب في إنجاز أطروحة دكتوراه فقط لكونهم لم يجدوا بديلاً آخر في سوق العمل. إضافة إلى ذلك يُـفَـضل عدم خوض تجربة الدكتوراه دون استعداد مادي ومعنوي ودون معرفة الإمكانيات العلمية المتاحة في الجامعة المعنية. وخاصة ينصح الدكتور أدامتشاك الطلاب بالتحقيق من المقدرة العلمية للأساتذة المشرفين على رسالة الدكتوراه. فإذا افتقد هؤلاء الكفاءة العلمية فإن الدكتوراه قد لا تحظى بالقيمة المطلوبة.

"الطلاب الأجانب لهم ميزة أفضل"

لكن تبقى هناك مهن لا يمكن مزاولتها دون الحصول على شهادة الدكتوراة، كمهن الطب والتدريس الجامعي مثلا.صورة من: picture-alliance/ dpa

لكن مهمة أدامتشاك تنحصر في تقديم نصائح كهذه فقط. فهو لا يمكنه أن يثني أحداً عن دراسة الدكتوراه، كما يقول. ويضيف: "ما يمكنني عمله هو تقديم المعايير التي تفيد في اتخاذ القرار. أقول دائما: اختبر نفسك، إذا كنت تستطيع أن تقوم بعمل شاق وبهدف محدد وبشكل مستقل لمدة ثلاث أو أربع سنوات."

الخطوة الأولى تبدأ باختبار النفس إذن. وأول الشروط لبدء دراسة الدكتوراه بالنسبة للدكتور فولفغانغ أدامتشاك هي الاستعداد للبحث العلمي في أوساط علمية جديدة، حتى وإن اقتضى الأمر الانتقال إلى مدينة أو دولة أخرى. فمن قضى فترة دراسية في الخارج أثناء حياته الجامعية، يتوفر على الشروط الأساسية لعمل الدكتوراه، وهذا ما يميز الطلاب الأجانب. فهؤلاء سبق "وخرجوا من العش الذي كان يحميهم، ما يعني أنهم أظهروا استعدادهم، حتى في المراحل الأولى من مسيرتهم الدراسية، أن يرحلوا إلى دول كانت غريبة بالنسبة لهم."

وينصح الدكتور أدامتشاك الطلاب الأجانب، الذين يرغبون في إنجاز الدكتوراه في ألمانيا، باختيار أساتذتهم حسب أعمالهم العلمية التي عرفت طريقها إلى النشر. بعد ذلك يستحسن أن يتقدم الطلاب برسالة شخصية إلى هؤلاء الأساتذة يعرضون فيها نبذة عن سيرتهم الذاتية وكفاءاتهم العلمية، والأهم من ذلك، المجال الذي يرغبون إنجاز الدكتوراه فيه.

الكاتب: خالد الكوطيط

مراجعة: عماد م. غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW