شهرزاد وحكاياتها في معرض تاريخي تحتضنه بريمن
٢٧ أبريل ٢٠٠٧أبرز ما يلفت النظر في معرض "ألف ليلة وليلة" الذي يقام في مدينة بريمن الألمانية حتى نهاية يوليو تموز القادم، هو الزاوية التي خصصها للتصورات عن مفهوم الجنة لدى الإسلام واليهودية والمسيحية والبوذية والحضارة الفرعونية القديمة والفروق بينها.
جميع الأديان تعد بالجنة
وتوضح العروض في هذا السياق أنه وفقاً للديانة اليهودية فإن كل اليهود سيدخلون الجنة، لأنهم يهوداً، وتحمل المسيحية أيضاً نفس المفهوم، إذ تقول بأن أي شخص مسيحي سيدخل الجنة لأنه مسيحي وطاهر النفس، أما الإسلام فيقول بأن الجنة من نصيب الإنسان في الآخرة إذا كان عمله صالحاً، ومن أجل التدليل على ذلك يمكن للمرء مشاهدة نصوص من القرآن والتلمود والإنجيل، إضافة إلى بعض الرسوم والمنحوتات التي تفسر معنى الجنة عند هذه الديانات وعند البوذية والفرعونية القديمة أيضاً.
ولم تغب الصبغة التجارية عن التصورات المتعلقة بالجنة في المعرض، فهو يضم أيضاً عرضاً لإعلانات أدخلت فيها الشركات بعض رموز الجنة المتعارف عليها عند الديانات المختلفة، وكيف أن هذه الشركات استغلت هذه الرموز من أجل الترويج لبضائعها.
عروض عربية
ومن أبرز العروض أيضاً خزائن زجاجية تحتوي على الأسلحة والأواني والحلي القديمة التي كانت تُستخدم قبل مئات السنين، وفيما يتعلق بالتاريخ العربي هناك عرض جميل لكرسي فخم كان يستخدمه كبار التجار العرب في العصور الوسطى، إضافةً إلى عروض متنوعة لملابس وخرائط وكتب تعود إلى تلك العصور.
ألف ليلة وليلة بالألمانية منذ القرن التاسع عشر
ويحمل المعرض أسم المجموعة القصصية ألف ليلة وليلة. وقد وضع على مدخله مجسم لراويتها شهرزاد. الجدير ذكره أن المجموعة حظيت باهتمام واسع في الغرب، وتمت ترجمتها إلى لغاته منذ مئات السنين. ففي ألمانيا مثلا ظهرت أول الترجمات في عام 1794. وقد ظهر تأثيرها لاحقاً على أعمال العديد من الأدباء الأوروبيين والألمان وفي مقدمتهم العبقري غوته. ومن الكتاب الألمان الذين تأثروا بها فيلهام هاوف (1802-1827)، فبعد قراءته لترجمتها كتب قصصاً أطلق على أبطالها أسماء عربية كفاطمة وسعيد. وقد حاول من خلالها تقليد عنصر التشويق، فكانت أول قصص مجموعته التي أطلق عليها أسم القافلة تحمل عناوين مثل القلق الخفي وحكاية السفينة الشجية.
أمنية أسعد