شورله..موهبة محبوسة في "قفص الاحتياطي"
١٠ يوليو ٢٠١٤ لم يكن أندريه شورله يتخيل أن مغامرته "الاحتياطية" في مونديال البرازيل 2014 ستقوده إلى المساهمة في الفوز التاريخي للمنتخب الألماني على نظيره البرازيلي بسبعة أهداف مقابل هدف واحد في الدور النصف النهائي لمونديال 2014. صحيح أن الهدفين اللذين سجلهما لاعب تشلسي الانجليزي البالغ من العمر 23 عاما في مرمى البرازيل مساء الثلاثاء (الثامن من تموز/يوليو 2014) وقعا بعد أن كانت النتيجة محسومة تماما لمصلحة بلاده كونها كانت متقدمة 5-صفر منذ الشوط الأول، إلا أن منتخب ألمانيا لم يكن ليتواجد في الدور نصف النهائي لولا الهدف المصيري الذي سجله هذا اللاعب في الشوط الإضافي الأول ضد الجزائر (2-1) في الدور الثاني.
اعترف شورله بأن الهدف الذي سجله بكعب قدمه ضد جاء بشيء من الحظ قائلا: "من الواضح أننا كنا نريد الفوز في المباراة، لكن منتخب الجزائر كان جيدا وضغط علينا منذ البداية وانا نجحت في تسجيل هدف مشابه في ماينس لذا استطيع القول إني قادر على التسجيل بهذه الطريقة، لكن بطبيعة الحال حالفني الحظ في الهدف". لم يخض شورله الذي انتقل الى تشلسي في صيف 2013 من باير ليفركوزن مقابل 21 مليون يورو، أي مباراة في نهائيات البرازيل كلاعب أساسي، لكنه نجح رغم ذلك من ترك لمسته بثلاثة اهداف وأمن لمنتخب بلاده سلاحا هجوميا إضافيا بإمكانه الاعتماد عليه في الأوقات الصعبة.
وعن الضغوط التي واجهها منتخب الماكينات قبل لقاء الديوك الفرنسية قال شورله: "نحن لا نذهب إلى كأس العالم لمجرد المشاركة، فعندما تملك فريقا فيه مجموعة مماثلة من اللاعبين فمن المؤكد أن جميع الناس في الوطن وفي جميع أنحاء العالم يتوقعون منا تحقيق شيء كبير وهذا الأمر يضعنا تحت الضغط، لكننا نملك طموحات كبيرة وهذا الشعور تضاعف بعد تأهلنا للدور ربع النهائي". وكان شورله مصيبا تماما في تحليله لوضع المنتخب الألماني الذي أبدع تحت الضغط وظهر في مباراة الثلاثاء في بيلو هوريزنتي كأنه يلعب على الملعب الاولمبي في برلين أو "اليانز ارينا" في ميونيخ وليس ضد البرازيل على أرضها وبين جماهيرها.
وعن مشاركته أمام البرازيل قال اللاعب الشاب:"أردت ببساطة المشاركة (ضد البرازيل) وكنت أعلم أني سأحصل على الفرص للتسجيل. هدفان في نصف نهائي كأس العالم..أمر مذهل تماما بالنسبة لي". يشكل شورله مصدر قلق كبير لخط دفاع الخصم وذلك بفضل سرعته الكبيرة في الجهة اليسرى وحسه التهديفي. كما يملك مؤهلات تجعله يتحول أيضا إلى رأس حربة. كل ذلك سمح لهذا اللاعب الموهوب بأن يصبح من العناصر المؤثرة جدا في المنتخب الألماني كونه يضفي حيوية كبيرة على خط هجوم المدرب يواخيم لوف.
ولم يصل لاعب ماينز السابق حتى الآن إلى مستوى إنجازات "الاحتياطي السوبر" الأصلي المهاجم النرويجي السابق أولي غونار سولسكيار الذي جعل هذا اللقب ماركة مسجلة باسمه خلال أيامه مع مانشستر يونايتد خصوصا في المباراة التاريخية ضد بايرن ميونيخ الألماني في نهائي دوري أبطال أوروبا لعام 1999 كما أنه لم يحقق إنجازا مماثلا لمواطنه أوليفر بيرهوف، المدير الحالي للمنتخب الألماني الذي قاد بلاده إلى لقبها الأخير عام 1996 في كأس أوروبا بعد دخوله كبديل أمام التشيك أو حتى لارس ريكن الذي قاد دورتموند للفوز على يوفنتوس الايطالي (2-1) في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1997 بتسجيله هدف الحسم بعد 10 ثوان على دخوله. لكن المؤكد هو أن اللاعب الشاب على المسار الصحيح خصوصا أنه لم يتجاوز الثالثة والعشرين من عمره كما أنه يخوض نهائيات كأس العالم بعد موسم متأرجح عاش خلاله لحظات صعبة لكنه بالتأكيد سينسى كل هذه اللحظات الصعبة حال تمكنت ألمانيا من إحراز اللقب العالمي والعودة بالكأس للمرة الرابعة في تاريخها والأولى منذ عام 1990.
ا ف/ ط.أ (أ ف ب)