شوستر يعبر عن خيبة أمله بسبب نقص التضامن مع يهود ألمانيا
١٧ ديسمبر ٢٠٢٣
صرح رئيس المجلس المركزي لليهود بألمانيا بأنه لا يتوقع تراجعاً في كم الأحكام المسبقة وأوجه العداء والكراهية ضد اليهود خلال الأعوام القادمة. بينما حث المستشار الألماني على الانفتاح والتعاطف مع مواطنيه من اليهود.
إعلان
قال رئيس المجلس المركزي لليهود، جوزف شوستر، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بالعاصمة برلين الأحد (17 كانون الأول/ديسمبر 2023): "ليس لديّ تصور المدينة الفاضلة لحياة دون معاداة سامية في ألمانيا".
وأشار إلى أن الرئيس الأسبق للمجلس إجناتس بوبيس قال باستسلام في نهاية فترة توليه المنصب إنه لم يحقق شيئاً، وقال: "عندما أنظر إلى الوراء إلى تسعة أعوام (ماضية)، أرى في الواقع زيادة في معاداة السامية على ما كانت عليه سابقاً"، وأوضح أنه يقصد ملاحظة زيادة دون أخذ أحداث السابع من أكتوبر وما تبعها من زيادة قوية في حوادث معاداة السامية في ألمانيا، بعين الاعتبار.
واستدرك شوستر: "ولكنني أعتقد أن عدد الأشخاص الذين لديهم فكر معادي للسامية لم يشهد زيادة، ولكن المعادين للسامية صاروا ببساطة أعلى صوتاً. أي أتوقع أننا خلال خمس سنوات سيكون لدينا رأي مماثل لما كان لدينا قبل السابع من أكتوبر. ستبقى معاداة السامية في ألمانيا على حالها تقريباً".
وأضاف أنه وفقاً لاستطلاعات رأي، كان خُمس المواطنين تقريباً في ألمانيا لديهم مشاعر استياء معادية لليهود خلال العقود الماضية، وقال: "لن يختفي ذلك، ولكن ما يبعث على السرور هو أن المعدل لم يرتفع أبداً".
وأعرب رئيس المجلس المركزي لليهود بألمانيا عن خيبة أمله بسبب نقص التضامن تجاه يهود ألمانيا، وقال: "ما نسمعه من مسؤولين، من جميع الأحزاب، يمثل تعاطفاً واضحاً وتضامناً مع إسرائيل دون قيد أو شرط. ولكن ما أفتقده هو التعبير عن رأي مطابق لذلك على نطاق عريض من المجتمع. فكنت أمل في مشاركة أكبر في المظاهرات الموالية لإسرائيل". واستدرك قائلاً: "هناك زيادة واضحة في عدد رسائل البريد الإلكتروني تتسم بالتشجيع والإيجابية - بكمية ووفرة لم أرها بهذا الشكل من قبل".
وجاءت هذه التصريحات من شوستر لـ (د.ب.أ) على هامش مؤتمر يوم المجتمع اليهودي في ألمانيا الذي ينتهي اليوم الأحد بالعاصمة برلين. وشمل المؤتمر الذي شارك فيه 1400 شخص تقريباً منذ يوم الخميس الماضي، نقاشات وورش عمل وصلوات.
يشار إلى أن المجتمع اليهودي بألمانيا يضم نحو 95 ألف شخص.
شولتس يحث على الانفتاح والتعاطف مع مواطنيه من اليهود
وفي المؤتمر، طالب المستشار الألماني أولاف شولتس بالانفتاح والتعاطف مع اليهود في ألمانيا اليوم السبت:" نحن جميعا علينا واجب أن نتخذ كل يوم قراراً صحيحا لصالح التعاطف والتضامن والأذن المفتوحة والقلب المفتوح" مشيراً إلى أن هذا هو أساس "مجتمعنا المفتوح". وأضاف السياسي الاشتراكي الديمقراطي أن "هذا يعني بداهة ألمانيا الحرة اليهودية وبنفس القدر ألمانيا المسيحية أو المسلمة والدينية أو غير الدينية والمتنوعة، سندافع عن ألمانيا هذه". جاء ذلك في نص الخطاب الذي يعتزم شولتس إلقاءه في أمسية المؤتمر وهو النص الذي تم توزيعه بشكل مسبق.
ألمانيا: عملية أمنية تشمل جمعيات موالية ل "حزب الله"
02:03
وفي سياق ذي صلة، وقعت الروابط اليهودية في الدول الناطقة بالألمانية، ألمانيا والنمسا وسويسرا، اتفاقية تعاون خلال فعالية يوم المجتمع اليهودي التي نظمها المجلس المركزي لليهود في العاصمة الألمانية برلين. وجاء في بيان صادر اليوم الأحد القول إن "الاتفاقية هي التزام حيال الحياة اليهودية الواثقة بالنفس والمتنوعة في المنطقة الناطقة بالألمانية، وتنص على تعزيز التعاون والتنسيق العابر للحدود لدعم الحياة اليهودية ومكافحة معاداة السامية".
وتم توقيع الاتفاقية بين المجلس المركزي لليهود في ألمانيا والجمعية الدينية الإسرائيلية في النمسا واتحاد الجاليات الإسرائيلية السويسرية. وقال رؤساء المنظمات الثلاث: "تكتسب هذه العلامة على التماسك والتعاون بين منظماتنا، أهمية خاصة بالذات في هذه الأوقات التي تتعرض فيها الحياة اليهودية في أوروبا للتهديد". وأضاف الرؤساء أنهم بتوقيع اتفاقية الصداقة يؤكدون على الالتزام حيال دولة إسرائيل كوطن للشعب اليهودي، كما أنهم يؤكدون على المساعي المبذولة لمكافحة معاداة السامية المتعلقة بإسرائيل والتضليل وحركات المقاطعة.
خ.س/م.س/ز.أ.ب (د ب أ)
في صور.. الهجمات على الكنس اليهودية في ألمانيا
محاولة الهجوم الأخيرة على كنيس يهودي في هاله بشرق البلاد ليست الأولى من نوعها في ألمانيا. إذ حتى بعد أهوال الحقبة النازية، مايزال الأفراد والنصب التذكارية وأماكن العبادة اليهودية هدفاً لهجمات معادية للسامية.
صورة من: Imago Images/S. Schellhorn
كولونيا، 1959: الصليب المعقوف وخطاب الكراهية
في أيلول/سبتمبر 1959، قام رجلان من الحزب النازي الألماني، برسم الصليب المعقوف وكتابة شعار "الألمان يطالبون بخروج اليهود"، على جدران الكنيس في كولونيا. انتشر بعد ذلك عبر ألمانيا رسومات وشعارات جدارية ضد السامية، تمكنت الشرطة من اعتقال الجناة، وقام البرلمان بتمرير قانون ضد "تحريض الناس"، والذي لازال حبراً على ورق.
صورة من: picture-alliance/Arco Images/Joko
لوبيك 1994: أول حريق متعمد على معبد منذ عقود
أصيب العالم بالصدمة بعد إحراق كنيس يهودي شمال لوبيك في آذار/مارس 1994، في هجوم يعتبر الأول من نوعه منذ عقود. تم في النهاية إدانة أربعة أشخاص من اليمين المتطرف. في اليوم التالي للحريق، تجمع 4000 شخص في الشارع، حاملين شعارات "لوبيك تحبس أنفاسها"، ولكن في العام 1995 تعرض ذات الكنيس إلى هجوم آخر.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Büttner
إيسن 2000: إلقاء حجارة داخل كنيس قديم
قام أكثر من 100 فلسطيني من لبنان، بإلقاء الحجارة على كنيس قديم في إيسن بغرب ألمانيا في تشرين الأول/أكتوبر 2000. جاء الحادث بعد مظاهرة ضد "العنف في الشرق الأوسط". أصيب خلال الهجوم شرطي ألماني، فيما نفى نائب رئيس الوفد العام لفلسطين في ألمانيا(الممثلية الفلسطينية) محمود علاء الدين تورطه.
صورة من: picture-alliance/B. Boensch
دوسلدورف 2000: حريق متعمد وحجارة
قام شاب فلسطيني، 19 عاماً، وآخر مغربي، 20 عاماً، بتخريب كنيس يهودي جديد في دوسلدورف باستخدام الحجارة ومواد حارقة في تشرين الأول/أكتوبر 2000، "انتقاماً" من اليهود وإسرائيل. وصرح المستشار الألماني، آنذاك، جيرهارد شرودير :"يجب أن يثور الناس ضد معاداة السامية". وعلى إثر الحادث قامت السلطات الفيدرالية وعدة مؤسسات غير ربحية بإطلاق حملات ضد التطرف.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ماينز 2010: هجوم بقنبلة مولوتوف بعد وقت قصير من افتتاح كنيس
بعد وقت قصير من افتتاح كنيس في ماينز، قام متطرفون بإحراق الكنيس الجديد في 30 تشرين الأول/أكتوبر 2010. المبنى المدهش، من تصميم المعماري مانويل هيرز، أنشئ فوق كنيس قديم تم إحراقه على يد النازيين عام 1938.
صورة من: picture-alliance/akg/Bildarchiv Steffens
فوبرتال 2014: مواد حارقة
في يوليو 2014، ألقى ثلاثة شبان فلسطينيين مواد حارقة بالقرب من الباب الأمامي لكنيس في فوبرتال. إلا أن المحكمة أقرت بعدم وجود "دليل قاطع" على معاداة السامية. أثار القرار الجدل بشكل واسع، وتسبب بموجة غضب وسط الجالية اليهودية في ألمانيا ووسائل الإعلام الأجنبية. وعليه أعلن رئيس الجالية اليهودية فوبرتال أن الحكم "دعوة لمزيد من الجرائم".
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Seidel
برلين 2019: مهاجم وسكين
تسلق رجل وفي حوزته سكينًا حاجزًا يقع في المعبد اليهودي الجديد في برلين مساء يوم السبت 4 تشرين الأول/أكتوبر 2019، وذلك خلال الفترة المقدسة بين عطلتي "رأس السنة" ويوم كيبور. استطاع رجال الأمن السيطرة على المهاجم، الذي ظلت دوافعه غير واضحة. وقامت الشرطة لاحقاً بإطلاق سراحه، وهو قرار وصفه زعماء يهود بأنه "فشل" في تحقيق العدالة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Avers
هاله 2019: إطلاق نار في يوم الغفران
تجمع حوالي 80 شخصًا في الكنيس بعد ظهر الأربعاء للمشاركة في مراسم يوم الغفران، والذي يعتبر أقدس يوم في التقويم اليهودي. وبحسب ما ورد، حاول المهاجم المزعوم إطلاق النار على المعبد، ولكن لم يتمكن من المرور عبر باب الأمان. قتل اثنين من المارة وأصيب آخرين بإطلاق النار. وقد تمكنت الشرطة من إلقاء القبض على الفاعل، ليثبت لاحقاً أن لديه سجلا من الخطاب اليميني المتطرف ومعاداة السامية وكراهية النساء.