تحولت قلعة وندسور الملكية إلى ساحة جدل سياسي، بعدما عرض محتجون صورا للضيف الزائر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى جانب جيفري إبستين. وبات ترامب أول رئيس أمريكي يقوم بزيارتي دولة إلى المملكة المتحدة.
عرض محتجون صور لدونالد ترامب إلى جانب جيفري إبستين على جدران قلعة وندسور الملكية.صورة من: Phil Noble/REUTERS
إعلان
ألقت السلطات البريطانية اليوم الأربعاء (17 سبتمبر/أيلول 2025) القبض على أربعة أشخاص بعد عرض صور للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى جانب جيفري إبستين، المدان بارتكاب جرائم جنسية، على جدران قلعة وندسور الملكية.
ووصل ترامب إلى بريطانيا في وقت متأخر من مساء الثلاثاء في زيارة دولة ثانية غير مسبوقة، وسيستقبله الملك تشارلز اليوم الأربعاء في احتفالية فخمة بقلعة وندسور غربي لندن.
ورفع محتجون لافتة ضخمة تحمل صورة ترامب وإبستين قرب القلعة، ثم عرضوا لاحقا عدة صور لهما على جدران أحد أبراجها.
وقالت الشرطة في بيان إنها ألقت القبض على أربعة بالغين للاشتباه في قيامهم باتصالات مشبوهة بهدف التسبب في ضرر، بعد "عرض غير مصرح به" في قلعة وندسور، وصفته بأنه تصرف يهدف إلى إثارة الرأي العام. وأفادت بأن الأربعة لا يزالون رهن الاحتجاز.
ووصل ترامب إلى بريطانيا في زيارة دولة ثانية غير مسبوقة سيستقبله خلالها الملك تشارلز في احتفالية فخمة بقلعة وندسور.صورة من: Alastair Grant/AP Photo/picture alliance
"شوكة سياسية"
وقالت كبيرة مفتشي الشرطة، فيليستي باركر، إن الشرطة "تتعامل مع أي نشاط غير مصرح به حول قلعة وندسور بجدية تامة".
إعلان
وأضافت "نجري تحقيقًا شاملًا بشأن الملابسات المحيطة بالواقعة، وسنعلن عن التطورات عندما نكون في وضع يسمح بذلك".
وكان ديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي قد نشروا في وقت سابق من الشهر الجاري رسالة تهنئة بعيد ميلاد، قيل إن ترامب كتبها إلى إبستين قبل أكثر من عشرين عامًا، لكن البيت الأبيض نفى صحتها.
وعُرضت صورة تلك الرسالة أيضا على القلعة، إلى جانب صور ضحايا إبستين ومقاطع إخبارية عن القضية وتقارير الشرطة.
وأدى نشر الرسالة إلى تجدد الاهتمام بقضية أصبحت شوكة سياسية في خاصرة الرئيس ترامب.
ورغم أنه حث أنصاره على الابتعاد عن الموضوع، ظلت الرغبة كبيرة في الحصول على تفاصيل حول جرائم إبستين ومن قد يكون على علم بها أو تورط معه فيها.
وكان ترامب صديقًا لإبستين قبل أن يصبح رئيسا، لكنه اختلف معه قبل سنوات من وفاته في السجن عام 2019.
فضيحة إبستين.. هل ينجو منها ترامب؟
16:16
This browser does not support the video element.
"عاش الملك!"
وأصبح ترامب، المعروف عنه إعجابه بالعائلة الملكية البريطانية، أول رئيس أمريكي يقوم بزيارتي دولة إلى المملكة المتحدة.
وسيكون الاستقبال العسكري المخصص لترامب هذا العام الأكبر في أي زيارة دولة خلال التاريخ المعاصر، ويفوق ما خصصته الملكة إليزابيث الثانية له خلال ولايته الأولى عام 2019.
وسيشهد ترامب أول عرض جوي مشترك لطائرات مقاتلة أمريكية وبريطانية في حدث من هذا النوع، وأكبر استعراض تكريمي في زيارة دولة، يضم 120 حصانًا و1300 جندي.
ويتوقع أن تلاقي هذه المراسم استحسان ترامب، الذي كتب هذا العام على منصات التواصل الاجتماعي "عاش الملك!" في حديثه عن نفسه، قبل أن ينشر البيت الأبيض غلافا زائفا لمجلة يظهر فيه ترامب وهو يضع تاجا على رأسه.
وأعرب ترامب قبيل مغادرته واشنطن عن سعادته بـ"الشرف العظيم" الذي حظي به للقيام بزيارة دولة ثانية إلى المملكة المتحدة.
وأكد من لندن أن "الكثير من الأمور هنا تمنحني سعادة"، علمًا أن والدته تتحدر من اسكتلندا، وهو يملك مضمارين للغولف في المملكة المتحدة.
بات ترامب أول رئيس أمريكي يقوم بزيارتي دولة إلى المملكة المتحدةصورة من: Phil Noble/REUTERS
30 مليار دولار
ووصف ترامب العاهل البريطاني، البالغ من العمر 76 عامًا والذي لا يزال يتلقى العلاج من السرطان، بأنه "صديقي".
إلا أن مراسم الترحيب الملكية تأتي مناقضة للمزاج العام حيال ترامب في بريطانيا، حيث تُظهر استطلاعات الرأي أنه لا يحظى بشعبية.
وتزامنا مع الزيارة، أعلنت شركة الأدوية البريطانية "غلاكسو سميث كلاين" استثمار 30 مليار دولار في الولايات المتحدة على مدى خمس سنوات.
تحرير: حسن زنيند
قانون التمرد والحرس الوطني ـ سجل حافل بصراعات السلطة في أمريكا
قرر دونالد ترامب نشر الحرس الوطني لإنهاء المظاهرات في لوس أنجلوس، ما أثار خلافات مع حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم ، الذي رفض القرار في تكرار لوقائع مشابهة سابقة. فما تاريخ الخلافات بشأن الحرس الوطني وقانون التمرد؟
صورة من: Eric Thayer/AP/picture alliance
مظاهرات ضد سياسات الهجرة
كانت عمليات الاعتقال بحق مهاجرين غير نظاميين من قبل ضباط إدارة الهجرة والجمارك وعناصر إنفاذ القانون الفيدراليين، بمثابة شرارة موجة الاحتجاجات في لوس أنجلوس. واندلعت اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة منذ السادس من يونيو/حزيران الجاري. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والرصاص المطاطي لتفريق الحشود، بينما رد المتظاهرون بإلقاء الحجارة والألعاب النارية.
صورة من: Apu Gomes/Getty Images
الحقوق للجميع
ويُنظر إلى المداهمات التي قامت بها دائرة الهجرة والجمارك باعتبارها جزءا من جهود إدارة ترامب لتنفيذ قوانين الهجرة، التي يقول معارضوه إنها تستهدف المهاجرين من أصل لاتيني. ويطالب المتظاهرون بالإفراج عن المعتقلين. ودعت رئيسة المكسيك، كلاوديا شينباوم، إلى عدم معاملة المهاجرين كـ"مجرمين".
صورة من: Eric Thayer/AP/dpa/picture alliance
تشديد سياسات الهجرة
منذ عودة ترامب إلى منصبه في يناير/ كانون الثاني، ازدادت موجة الاعتقالات التي تنفذها دائرة الهجرة والجمارك بشكل ملحوظ، حيث تجاوزت مئة ألف، وفقا لتقرير شبكة "سي بي إس" الأسبوع الماضي. وقد أثارت الاعتقالات ردود فعل غاضبة على مستوى البلاد، حيث أُلقي القبض على الكثير من المحتجين في لوس أنجلوس.
صورة من: Barbara Davidson/REUTERS
إصابة مراسلة أسترالية
ومع تصاعد الاشتباكات، لاقى مقطع مصوّر يُظهر إصابة المراسلة الأسترالية، لورين توماسي، بالرصاص المطاطي الذي أطلقته الشرطة خلال تغطيتها للمظاهرات، انتشارا واسعا. وقالت قناة "ناين نيوز" الأسترالية إن المراسلة توماسي أُصيبت بجروح، لكنها لم تُصب بأذى بالغ.
صورة من: 9news Australia/AAP/dpa/picture alliance
معركة قانونية
أمر الرئيس ترامب بنشر نحو ألفي جندي من الحرس الوطني في لوس أنجلوس لدعم عناصر الهجرة والجمارك، حيث قال البيت الأبيض إن الخطوة تهدف إلى "التصدي للفوضى". بيد أن الأساس القانوني لنشر الحرس الوطني محل نزاع. ووصف حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، هذه الخطوة بأنها "تحريض متعمد"، معلنا رفع دعوى قضائية ضد إدارة ترامب.
صورة من: Frederic J. Brown/AFP
كوارث طبيعية واضطرابات مدنية
عادةً ما يتم نشر قوات الحرس الوطني في أعقاب كوارث طبيعية أو اضطرابات مدنية. ويمنح قانون "مكافحة التمرد" الرئيس الأمريكي سلطة نشر قوات من الحرس الوطني لمساعدة الشرطة المحلية في إنفاذ القانون في أوقات التمرد أو الاضطرابات. وغالبا ما يتم النشر بموافقة سلطات الولاية والسلطات المحلية.
صورة من: Daniel Cole/REUTERS
قانون مكافحة التمرد
نشر ترامب عناصر الحرس الوطني في لوس أنجلوس دون موافقة حاكم الولاية أو بموجب طلب منه، في واقعة هي الأولى منذ عقود. فما أبرز استخدامات قانون مكافحة التمرد؟
صورة من: Eric Thayer/AP/picture alliance
1957.. مدرسة ليتل روك وتدخل الجيش
في عام 1957، قام الرئيس دوايت أيزنهاور بإضفاء الطابع الفيدرالي على الحرس الوطني في أركنساس. وأرسل قوات لمرافقة تسعة طلاب سود إلى مدرسة "ليتل روك" المركزية الثانوية، ردا على استخدام حاكم الولاية آنذاك، أورفال فوبس، الحرس الوطني لمنع الطلاب من دخول المدرسة التي كانت تمارس "تمييزا عنصريا".
صورة من: ASSOCIATED PRESS/picture alliance
1965.. حركة سيلما وحق التصويت
عقب عنف الشرطة ضد متظاهرين مؤيدين لحقوق التصويت عام 1965، تجاوز الرئيس ليندون جونسون حاكم ولاية ألاباما، الذي كان يؤيد الفصل العنصري، وأرسل قوات الحرس الوطني لدعم المتظاهرين الذين خرجوا في مسيرة من مدينة سيلما إلى عاصمة الولاية، مونتغمري. وبقيادة مارتن لوثر كينغ الابن، أصبحت المسيرة حدثا بارزا في حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة.
صورة من: UPI/picture alliance
1968..اغتيال مارتن لوثر كينغ
اُغتيل مارتن لوثر كينغ، بطل النضال من أجل الحقوق المدنية للسود الأمريكيين، في الرابع من أبريل/ نيسان 1968. وأثار اغتياله اضطرابات مدنية وأعمال شغب في أكثر من مئة مدينة في أنحاء البلاد. وردًا على ذلك، فعّل الرئيس جونسون قانون "مكافحة التمرد" لاستعادة النظام في العاصمة واشنطن، بما في ذلك نشر قوات فيدرالية لقمع الاضطرابات، متجاوزًا بذلك سلطة الولاية على الحرس الوطني.
صورة من: akg-images/picture alliance
1992..مظاهرات في لوس أنجلوس
في عام 1992، فعّل الرئيس جورج بوش الأب قانون "مكافحة التمرد"، حيث أمر بنشر قوات الحرس الوطني في لوس أنجلوس بعد أيام من الاضطرابات. واندلعت احتجاجات عارمة عقب تبرئة ضباط شرطة اعتدوا على راكب دراجة نارية أسود يُدعى رودني كينغ. وأسفرت أعمال العنف عن مقتل 60 شخصًا وإصابة أكثر من ألفي شخص.
صورة من: Nick Ut/AP&picture alliance
2020..احتجاجات جورج فلويد
خلال ولايته الأولى، فكّر ترامب في تفعيل قانون "مكافحة التمرد" لإنهاء الاحتجاجات التي عمّت البلاد عقب مقتل رجل أسود يُدعى جورج فلويد على يد الشرطة في مدينة مينيابوليس. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات، أقدم حكام بعض الولايات على نشر قوات الحرس الوطني للسيطرة على الاضطرابات.