شولتس: ألمانيا تبني أكبر جيش تقليدي أوروبي في إطار الناتو
٢٩ يونيو ٢٠٢٢
أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس أنّ بلاده ستمتلك أكبر جيش تقليدي أوروبي في حلف الناتو بفضل الأموال الضخمة التي قرّرت برلين استثمارها لتعزيز قدراتها العسكرية، كما وعد أوكرانيا في قمة الناتو بمزيد من توريدات الأسلحة.
إعلان
في مقابلة أجرتها معه شبكة "إيه أر دي" التلفزيونية العامة الثلاثاء (28 يونيو/حزريان 2022) عقب انتهاء قمة مجموعة السبع ، قال المستشار الألماني أولاف شولتس إنّ ألمانيا هي اليوم، إلى جانب الولايات المتّحدة، "بالتأكيد أكبر مساهم" في حلف شمال الأطلسي . وأضاف أنّه "يجري حالياً بناء أكبر جيش تقليدي في أوروبا في إطار حلف شمال الأطلسي، وهذا أمر مهمّ للقدرات الدفاعية لحلف الأطلسي بأسره".
وقررت ألمانيا بعد انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا إنشاء صندوق استثنائي بقيمة 100 مليار يورو لتحديث جيشها . وفي هذا السياق أوضح شولتس "سننفق في المتوسط ما بين 70 و80 مليار يورو سنوياً على الدفاع"، مشدّداً على أنّ هذه الاستثمارات الضخمة ستجعل من ألمانيا "الدولة الأكثر استثماراً" في هذا المجال.
ولفت زعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي إلى أنّ بلاده التي تمتلك أكبر اقتصاد في القارة الأوروبية تهدف من وراء هذه الاستثمارات إلى ضمان الدفاع عن أراضيها والوفاء بالتزاماتها تجاه حلف الأطلسي.
والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي ملزمة بتخصيص 2% على الأقلّ من إجمالي ناتجها المحلّي لموازنتها الدفاعية، لكنّ هذا الهدف نادراً ما التزم به العديد من الأعضاء.
ومنذ انتهت الحرب الباردة قلّصت ألمانيا بقوة حجم جيشها، إذ انخفض عديده من قرابة نصف مليون عسكري عندما أعيد توحيد البلاد في 1990 إلى 200 ألف عسكري فقط اليوم.
من جانبهم يستعد قادة حلف شمال الأطلسي اليوم الأربعاء، للتوقيع على حزمة دعم كبير لأعضاء الحلف في أوروبا الشرقية لإظهار موقف موحد لمواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا. وأعلن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ أمس الثلاثاء، في بداية قمة الحلف في مدريد، أن القرار يمثل "تحولا جوهريا في الردع والدفاع" في سياسة الحلف.
وردد ستولتنبرغ تصريحات سابقة قبل القمة وصفت فيها هذه الخطوة بأنها "أكبر إصلاح شامل لردعنا ودفاعنا الجماعي منذ الحرب الباردة".
ويستعد الحلف للموافقة على نشر المزيد من المعدات بالقرب من روسيا - ومن بينها الأسلحة الثقيلة وزيادة أعداد القوات في مجموعات الناتو متعددة الجنسيات في أوروبا الشرقية؛ وتوسيع حجم قوات الرد السريع من 40 ألفا إلى 300 ألف جندي.
وعود بمساعدات "عاجلة"
من ناحية أخرى وعد شولتس أوكرانيا بمزيد من توريدات الأسلحة. وقال خلال قمة الناتو في مدريد إن بلاده "ستوفر الأسلحة التي تحتاج إليها أوكرانيا بصورة عاجلة" وذلك إلى جانب المساعدات الإنسانية
والمالية. وأضاف شولتس أن " الرسالة هي أننا سنواصل هذا الأمر طالما كان ذلك ضروريا وبالكثافة اللازمة حتى تتمكن أوكرانيا من الدفاع عن نفسها".
كانت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت أعلنت في مدريد أمس الثلاثاء أن بلادها ستزود أوكرانيا بثلاثة مدافع هاوتزر 2000 أخرى.وكانت أوكرانيا حصلت بالفعل على سبع قطع من هذه المدفعية الثقيلة التي
يصل مداها إلى 40 كيلومترا من مخزونات الجيش الألماني.
ع.ج.م/إ.ف (أ ف ب، دب أ)
في صور: الطائرات الحربية الألمانية ـ جدل لا ينتهي
لم تكن ألمانيا موفقة دائما في صفقات اقتناء الطائرات الحربية. وتسعى وزارة الدفاع الألمانية الآن لشراء طائرات عسكرية أمريكية لحل هذه المشكلة. ولكن الخلافات اندلعت مجددا بين المعنيين بهذا الملف.
صورة من: picture-alliance/dpa/Luftwaffe
البحث عن بديل لتورنادو
منذ أربعين عاماً يستخدم الجيش الألماني المقاتلة "تورنادو"، وهي مقاتلة متعددة المهام وجاهزة لاستخدامات متخصصة في الوقت نفسه. مثل هذه المقاتلات لديها القدرة على رصد وحدات الرادار المعادية، كما أنها تساعد القوات بفضل قدرتها على حمل الأسلحة النووية الأمريكية المخزنة في ألمانيا. ولكن أجَل استعمال هذه الطائرات سينتهي على أقصى تقدير اعتباراً من عام 2030.
صورة من: picture-alliance/dpa/Luftwaffe
نموذج أوروبي؟
يسعى الشركاء الآخرون لألمانيا في حلف الناتو للتخلص من مقاتلات تورنادو بحلول عام 2024. غير أن ألمانيا تفضل الاحتفاظ بالمقاتلة لمدة أطول، لكنها تريد اعتباراً من 2025 البدء في استبدال بعضها. والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هو البديل المناسب؟ الساسة الألمان يفضلون إيجاد حل أوروبي مثل المقاتلة "يوروفايتر".
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/N. Economou
ألمانيا لن تستغني عن التكنولوجيا الأمريكية
تعمل المقاتلة "يوروفايتر" ضمن أسطول السلاح الجوي الألماني بالفعل. وتخطط وزيرة الدفاع الألمانية لاستبدال مقاتلات تورنادو بثلاثة وتسعين مقاتلة من طراز يوروفايتر. غير أن الخيار الأوروبي لا يكفي الوزيرة أنغريت كرامب كارنباور، فهي تريد أيضاً شراء 45 مقاتلة من طراز إف-18 الأمريكية من انتاج شركة "بوينغ"، وتصف هذه الطائرة الحربية التي بدأ انتاجها عام 1970 بأنها تمثل "تقنية لمرحلة عبور ".
صورة من: picture.alliance/Günther Ortmann
التأهب لحرب نووية محتملة!
أثيرت من جديد مسألة التسلح النووي. وزارة الدفاع الألمانية أكدت أن حصول المقاتلة الأمريكية إف-18 على الاعتمادات الرسمية المطلوبة من الهيئات الأمريكية سيكون أسرع بكثير من يوروفايتر. لكن شركة إيرباص المنتجة ليوروفايتر على قناعة بحصولها على شهادة الاعتماد الخاصة بالقدرة على حمل أسلحة نووية بحلول 2030.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Matthews
جدل جديد حول المظلة النووية لألمانيا
هنا في القاعدة العسكرية الأمريكية بوشل بولاية راينلاند- بفالتس يتم على الأرجح تخزين أسلحة نووية أمريكية. ورغم الاحتجاجات، إلا أن وزارة الدفاع الألمانية لا تريد التخلي عن المظلة النووية الأمريكية، ففي حالة الطوارئ سيتعين على الطيارين الألمان نقل هذه الأسلحة النووية إلى هدفها. مثل هذه المشاركة تسمح لألمانيا أن تلعب دوراً مؤثراً في الخطط النووية لحلف الناتو، إلا ان الأصوات المنتقدة تتعالى.
صورة من: Getty Images/T. Lohnes
تنافس أوروبي أمريكي
الخلاف على شراء المقاتلات الحربية الأمريكية له تاريخ طويل في الجيش الألماني. فبعد فترة وجيزة من تأسيسه في 1955، كانت هناك نقاشات حادة حول إمكانية شراء مقاتلات أمريكية أو الاستعانة بنموذج أوروبي مشترك مع الفرنسيين. وزير الدفاع في ذلك الوقت فرانس جوزيف شتراوس (يقف في الصورة عام 1961 على متن طائرة حربية إيطالية من طراز فياتG91) كان يفضل التعاون مع فرنسا.
صورة من: picture-alliance/AP
اقتناء غير موفق للمقاتلة "ستارفايت"
في نهاية الأمر حصلت قيادات في قوات الطيران بالجيش الألماني على نموذجها المفضل وهو المقاتلة الأمريكية ستارفايتر من انتاج شركة لوكهيد. غير أن هذه المقاتلة ثبت لاحقاً أنها مليئة بالأعطال، حيث وقعت العديد من الحوادث في الفترة بين 1962 و1984. وعلى الرغم من عدم مشاركة هذه المقاتلة في أي عمليات حربية، إلا أن حوادث تحطمها أسفرت عن مقتل أكثر من مائة طيار ألماني.
صورة من: imago/StockTrek Images/T. Ziegenthaler
المقاتلة الألمانية الفرنسية "الفا جيت"
جاء التعاون الألماني الفرنسي بعد ذلك بفترة، حيث طور الجانبان المقاتلة "ألفا جيت" التي تعرضت بسرعة لانتقادات بسبب تكاليفها الهائلة وعيوبها الفنية. ورغم ذلك استخدمها الجيش الألماني في الفترة مما بين 1979 وبداية التسعينات.
صورة من: picture-alliance/dpa
المحاولة التالية: المقاتلة ييغر 90
طورت ألمانيا بالتعاون مع بريطانيا وإسبانيا وإيطاليا المطاردة ييغر 90 في 1983. لكن المطالب بأداء مهام إضافية والتأخير في الإنتاج جعل من ييغر 90 أكبر عملية تسليح مكلفة في تاريخ الدولة الألمانية. فقد كلفت الطائرة الواحدة حوالي 33 مليون يورو.
صورة من: Imago Images
المقاتلة يوروفايتر ..بديل لكنه أعلى كلفة
بعد سنوات من التأخير بدأت في أبريل/ نيسان 2004 مرحلة التطوير الجديد لمقاتلة يوروفايتر. وبدلاً من 33 مليون يورو للمقاتلة الواحدة وصلت التكلفة إلى 93.5 مليون يورو، وانخفض العدد من إجمالي لـ250 طائرة إلى 140 طائرة فقط، حربية من هذا النوع كان الجيش الألماني يريد استخدامها. أما فرنسا ففضلت الاعتماد على مقاتلاتها من طراز رافال من انتاج شركة داسو.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
جيل جديد يحل المشاكل المتراكمة؟
تسعى ألمانيا وإسبانيا وفرنسا إلى تطوير جيل جديد من المقاتلات تحت مسمي Future Combat Air System (FCAS) حتى عام 2040. الشركتان المتنافستان داسو وإيرباص ستشاركان معاً في تطوير هذه المقاتلات، لكن حتى الآن لا يتوفر سوى اتفاق إطاري ومخططات على الورق. الشيء المؤكد هو أن هذا المشروع سيكون بدوره باهظ التكلفة. إعداد: أندرياس نول/ س.ح