شولتس: انسحاب القوات الروسية أساس لإحلال السلام بأوكرانيا
١٢ سبتمبر ٢٠٢٣
قلل المستشار الألماني أولاف شولتس من الآمال المعقودة على إمكانيات التوصل إلى حل سلمي سريع في أوكرانيا. كما أكد أن واجب الإنسانية يقتضي إيواء الفارين من الحرب والاضطهاد السياسي.
إعلان
أبدى المتشار الألماني اللمانيأولاف شولتس تشاؤمه إزا إمكانية التوصل لحل سلمي في الأفق القريب في أوكرانيا، معتبرا أن الانسحاب الروسي من هذا البلد شرط لتحقيق ذلك. في الوقت نفسه، أشار السياسي المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، اليوم (الثلاثاء 12 سبتمبر/ أيلول 2023) إلى النجاح في جلب دول مهمة للجلوس إلى الطاولة والعمل معا من أجل تعزيز مبادئ الحل السلمي، وقال "هذا الأمر له كلفته من الجهد والوقت. الوقت الذي لا نملكه في الواقع لأن روسيا تواصل القصف والتعذيب والقتل في أوكرانيا في تلك الأثناء".
وأعرب شولتس عن اعتقاده بأن أساس السلام يتمثل في "إدراك القيادة الروسية أن المهم هو انسحاب القوات، عندئذ ستتاح الفرصة لإجراء محادثات، وأنا على يقين بأن الحكومة الأوكرانية ستشارك فيها". ونفى المستشار الألماني صحة "روايات" أشارت إلى أنه كانت هناك بالفعل اتفاقات سلام مكتملة تم التفاوض عليها بين روسيا وأوكرانيا في ربيع 2022 بعد فترة وجيزة من اندلاع الحرب لكن الولايات المتحدة أو بريطانيا منعت هذا، وقال شولتس "لا، هذا ليس صحيحا". غير أن شولتس قال إن الجانبين كانا تحدثا معا "لكن كل ما كان من الممكن أن يكون تفاهما، تم إفساده لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان فقط يستغل الوقت لدفع قواته حول أوكرانيا بعد فشل الهجوم على العاصمة كييف ولبدء الهجوم على شرق أوكرانيا".ولفت شولتس إلى أن تلك المفاوضات لم تعد ناجحة لهذا السبب. ودافع شولتس مجددا عن توريد بلاده أسلحة إلى أوكرانياوقال "سنواصل دعم أوكرانيا في حقها في الدفاع عن نفسها طالما كان هذا ضروريا. لا أعتبر هذا الأمر ضروريا سياسيا واستراتيجيا وحسب بل إنه واجب يتعلق بأخلاقيات السلام". جاءت تصريحات شولتس خلال فعاليات اجتماع السلام الدولي لجماعة سانت إيغيديو والذي يحمل عنوان "الإقدام على السلام"، وكان بدأ في برلين أول أمس الأحد بمشاركة 1000 شخص من 33 دولة. كانت جماعة سانت إيجيديو تأسست في روما عام 1968وتطورت منذ ذلك التاريخ لتتحول إلى شبكة من المسيحيين العاديين (من خارج رجال الدين) تضم بضع عشرات آلاف الأتباع. وتنتهي فعاليات الاجتماع اليوم بعد أن شهد منتديات حوار مختلفة.
أهمية إيواء لاجئي الحروب
في سياق متصل، صرح المستشار بأنه يهتم بتوافر دعم اجتماعي لإيواء اللاجئين في بلاده. وقال إن من واجب الإنسانية إيواء الفارين من الحرب والاضطهاد السياسي " وفي الوقت نفسه علينا أن نعمل على ضمان استمرار القبول لهذا داخل مجتمعاتنا". وأكد شولتس على أهمية التصدي للذين يهونون من شأن هذه القضية و"رسامي الأبيض والأسود (يقصد أصحاب المواقف الحدية وتقسيم الناس إلى أعداء وأصدقاء) ومثيري المخاوف والشعبويين".
وردا على سؤال عن النهج المختلف في إيواء لاجئي الحرب القادمين من أوكرانيا مقارنة بغيرهم من طالبي الحماية، قال شولتس "لا توجد ممارسة مختلفة في دعم هؤلاء الفارين من أوكرانيا والآخرين". غير أن شولتس قال إن الشيء المختلف هو أن الأشخاص القادمين من أوكرانيا لديهم سبب واضح للجوء وهو الحرب الروسية على بلادهم "أما بالنسبة للاجئين الآخرين فعلينا أن نتثبت من سبب اللجوء في كل حالة على حدة" مشيرا إلى أن المهم هو أن يتم ذلك بسرعة. وأعرب عن اعتقاده بأنه تم تحقيق تقدم في هذا الأمر. وأوضح شولتس أن قرار السلطات المعنية باللجوء يصدر حاليا في فترة تتراوح بين 6 إلى 7 شهور بعد تقديم طلب اللجوء وقال إن هذه فترة تعتبر قصيرة نسبيا مقارنة بالمعايير الدولية.
ح.ز/ ع.ش (د.ب.أ)
قتال لم يقع مثله في أوروبا منذ 1945- محطات من الغزو الروسي لأوكرانيا
في نزاع لم تشهد له أوروبا مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية، تتواصل المعارك الشرسة بين الغزاة الروس وبين الأوكرانيين. وبحسب تقديرات يزيد عدد قتلى وجرحى الحرب في كلّ معسكر عن 150 ألف شخص.
صورة من: Zohra Bensemra/REUTERS
بوتين يناقض نفسه ويبدأ الهجوم على أوكرانيا
بعد شهور من التوتر والجهود الدبلوماسية لتجنب الحرب، بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فجر الخميس 24 شباط/ فبراير 2022، ما أسماه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا. وكان الكرملين قد سبق ونفى مراراً التقارير الغربية حول نية بوتين في غزو أوكرانيا. وقد بدأ الغزو واسع النطاق بضربات جوية في جميع أنحاء أوكرانيا، ودخلت القوات البرية من الشمال من بيلاروسيا حليفة موسكو، ومن الشرق والجنوب.
صورة من: Ukrainian Police Department Press Service/AP/picture alliance
نزوح ملايين الأوكرانيين هرباً من الحرب
مع بداية الهجمات الروسية بدأت موجة نزوح الأوكرانيين من مناطق القتال. ونزح نحو 5.9 مليون شخص داخلياً بسبب الحرب الروسية العام الماضي. كما فر الملايين إلى خارج أوكرانيا، وفقاً لتقرير مركز مراقبة النزوح الداخلي ومقره جنيف (الخميس 11 مايو/ أيار 2023). ومعظم النازحين هم من النساء والأطفال وكبار السن وغير القادرين على القتال.
صورة من: Andriy Dubchak/AP/picture alliance
محاولة فاشلة للسيطرة على العاصمة كييف
في غضون أيام، سيطرت القوات الروسية على ميناء بيرديانسك الرئيسي والعاصمة الإقليمية خيرسون القريبة من البحر الأسود، إضافة لعدة بلدات حول كييف في وسط شمال البلاد. لكن محاولتها السيطرة على كييف اصطدمت بمقاومة القوات الأوكرانية ومن ورائها الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي تحول إلى قائد حربي. وفي الثاني من نيسان/ أبريل 2022، أعلنت أوكرانيا تحرير منطقة كييف بأكملها بعد "الانسحاب السريع" للقوات الروسية.
صورة من: Emilio Morenatti/AP/picture alliance
كليتشكو من نزال الملاكمة إلى قتال المعارك
هب الأوكرانيون للدفاع عن بلادهم، فإضافة إلى القوات العسكرية كان هناك المتطوعون المدنيون من كافة الأطياف. هنا مثلاً بطل العالم السابق في الملاكمة فيتالي كليتشكو، عمدة كييف، وقد ارتدى سترة عسكرية خلال تواجده على الأرض لمشاركة أهل بلده في صد الغزو الروسي. كما تطوع أيضاً شقيقه الأصغر وبطل العالم السابق في الملاكمة فلاديمير كليتشكو للقتال. كما وظّف الشقيقان شهرتهما لكسب التعاطف العالمي مع قضية بلدهما.
صورة من: Sergei Supinsky/AFP
توالي العقوبات الغربية على روسيا
اتخذ الغرب، خصوصاً الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مسار فرض عقوبات على روسيا، سواء في استيراد البضائع والطاقة منها أو تصدير التكنولوجيا إليها أو مصادرة أموال رجال أعمال مرتبطين بالكرملين. وفي قمة مجموعة السبع في قصر إلماو في بافاريا الألمانية (يونيو/حزيران 2022)، اتخذت المجموعة، التي تضم ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وكندا وإيطاليا واليابان وبريطانيا، قرارات بتوسيع العقوبات على روسيا.
صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance
مساعدات عسكرية مكنت أوكرانيا من الصمود
وأعلنت دول غربية عديدة على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا تقديم مساعدات عسكرية بالمليارات لأوكرانيا. فقدمت واشنطن أسلحة ومعدات في 2022 بقيمة 22.9 مليار يورو، لتحتل بذلك المرتبة الأولى بين الدول الداعمة عسكريا لأوكرانيا، فيما حلت بريطانيا بالمركز الثاني خلال 2022 بمساعدات بقيمة 4.1 مليار يورو. أما ألمانيا فقدمت في العام نفسه 2.3 مليار يورو، لتحتل بذلك المرتبة الثالثة بين داعمي أوكرانيا عسكرياً.
صورة من: Polish Chancellery of Prime Ministry/Krystian Maj/AA/picture alliance
اتهامات بجرائم حرب مروعة في بوتشا
في بلدة بوتشا التي دمرتها المعارك، عُثر في الشوارع على جثث مدنيين أعدموا بدم بارد. لاحقاً عُثر على جثث مئات المدنيين حمل بعضها آثار تعذيب في مقابر جماعية في المدينة الصغيرة الواقعة على مشارف كييف. وأثارت صور هذه المجازر المنسوبة لروسيا استياء الغرب والأمم المتحدة وتعددت الاتهامات بارتكاب جرائم حرب، رغم نفي موسكو.
صورة من: Carol Guzy/Zuma Press/dpa/picture alliance
حصار ماريوبول وسقوط آزوفستال
في 21 أبريل/نيسان 2022، أعلن الكرملين دخول ماريوبول، الميناء الاستراتيجي على بحر آزوف. سمحت السيطرة على ماريوبول لروسيا بضمان التواصل بين قواتها من القرم والمناطق الانفصالية في دونباس. لكن حوالي ألفي مقاتل أوكراني واصلوا القتال متحصنين في متاهة مصنع آزوفستال تحت الأرض مع ألف مدني. قاوم المقاتلون حتى آخر طلقة. وقالت كييف إن 90% من ماريوبول دُمرت وقُتل فيها ما لا يقل عن 20 ألف شخص.
صورة من: Peter Kovalev/TASS/dpa/picture alliance
يوم تاريخي في خيرسون
في بداية سبتمبر/أيلول 2022، أعلن الجيش الأوكراني هجوماً مضاداً في الجنوب، لكنه حقق اختراقًاً خاطفًاً للخطوط الروسية في الشمال الشرقي وأرغم الجيش الروسي على الانسحاب من منطقة خاركيف. في أكتوبر/ تشرين الأول، بدأت موسكو بإجلاء السكان وإدارة الاحتلال من خيرسون. وفي 11 نوفمبر/تشرين الثاني بعد يومين من انسحاب القوات الروسية، استعادت كييف السيطرة على المدينة في "يوم تاريخي" كما وصفه الرئيس زيلينسكي.
صورة من: Bulent Kilic/AFP/Getty Images
مذكرة توقيف بحق بوتين وروسيا ترد
في مارس/ أذار 2023، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب على خلفية ترحيل أطفال أوكرانيين بشكل غير قانوني. وقالت كييف إنه تم ترحيل أكثر من 16 ألف طفل أوكراني إلى روسيا. وأصدرت المحكمة أيضاً مذكرة مماثلة بحق مفوضة حقوق الأطفال في روسيا ماريا لفوفا بيلوفا. وفي مايو/ أيار ردت روسيا بإصدار مذكرة توقيف بحق المدعي العام للمحكمة كريم أحمد خان، وهو بريطاني الجنسية.
صورة من: Rich Pedroncelli/AP Photo/picture alliance
الاستعداد لهجوم مضاد
في مواجهة طلبات زيلينسكي المتكررة وبعد فترة من المماطلة، قرر الأمريكيون والأوروبيون إرسال عشرات الدبابات الثقيلة من أجل تحسين قدرة الجيش الأوكراني على صد الهجمات. وفي 19 أبريل/ نيسان 2023، أعلنت كييف تلقيها أول منظومة دفاع جوي أمريكية من طراز باتريوت. في نهاية الشهر نفسه، أعلنت أوكرانيا أنها ستكون مستعدة قريباً لشن هجوم مضاد بهدف تحرير نحو 20% من أراضيها المحتلة، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.
صورة من: Susan Walsh/POOL/AFP/Getty Images
قتال طيلة شهور في باخموت
في يناير/ كانون الثاني 2023، عاد الجيش الروسي إلى شن هجمات لا سيما في دونباس، بدعم من مرتزقة مجموعة فاغنر المسلّحة ومئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين تمت تعبئتهم منذ أيلول/سبتمبر. احتدم القتال، خاصة حول باخموت، وهي مدينة في الشرق تحاول روسيا احتلالها منذ الصيف. وشهدت باخموت أطول المعارك وأكثرها فتكاً منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
صورة من: Muhammed Enes Yildirim/AA/picture alliance
تضارب بشأن سقوط باخموت
وأعلنت روسيا مساء السبت 19 مايو/ أيار 2023 استيلاءها على باخموت بالكامل، بعدما أعلن رئيس مجموعة فاغنر الروسية المسلحة يفغيني بريغوجين في نفس اليوم أن المجموعة ستسحب مقاتليها من المدينة اعتبارا من 25 مايو/ أيار وستسلم الدفاع عن المدينة إلى الجيش الروسي. في غضون ذلك، قالت كييف إنها لا تزال تقاتل في مناطق معينة معتبرة وضع مقاتليها "حرجاً". إعداد صلاح شرارة/خ.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ).