أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم الأربعاء (الثاني من فبراير/شباط)، أنّه سيزور موسكو "قريباً" لبحث الأزمة الأوكرانية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يتّهمه الغرب بحشد قوات على حدود بلاده مع أوكرانيا استعداداً لغزوها.

وفي مقابلة مع القناة الثانية بالتلفزيون الألماني (ZDF)، قال السياسي المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي: "هذا أمر مقرر. وسيحدث قريبا"، دون أن يذكر موعدا محددا للقاء. 

يذكر أن شولتس متهم بالتعامل بشكل متحفظ في الأزمة الأوكرانية. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصل ببوتين مرتين خلال الأيام الماضية، كما تحدث مع الرئيس الروسي أيضا كل من رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.

ولم يحدد شولتس متى تحدث آخر مرة هاتفيا مع بوتين واكتفى بقوله:" بالطبع تحدثت أنا أيضا مع الرئيس الروسي". وبحسب البيانات الرسمية الصادرة عن الحكومة الألمانية، فإن شولتس أجرى اتصالا هاتفيا وحيدا مع بوتين منذ توليه منصب المستشارية، وكان هذا 
الاتصال في الحادي والعشرين من كانون الأول/ديسمبر الماضي.

وفي رد على سؤال من وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) حول ما إذا كانت هناك محادثات أخرى غير هذه المكالمة الهاتفية، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية اليوم: "ليس لدينا في الوقت الراهن ما نعلنه بخلاف المواعيد المعلنة رسميا". 

وقال شولتس للقناة الثانية قائلا: "في الوقت الراهن سأذهب إلى الولايات المتّحدة" في السابع من الشهر الجاري، "وقريباً سأذهب أيضاً إلى موسكو لإجراء مباحثات" تتعلّق بالأزمة الأوكرانية. ولم يحدّد المستشار الألماني موعد توجهه إلى موسكو بالضبط، مكتفياً بالقول إنّ موعد الزيارة "تمّ تحديده وستحصل قريباً".

وأضاف المستشار الألماني: "سوف أتحدث قريبا (مع بوتين) في موسكو في القضايا الضرورية. هناك حاجة لتنسيق السياسات بشأن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي". وقال شولتس عن الزيارة إنها مخططة وسوف تتم قريبا"، مشيرا إلى أن التفاصيل ستعلن في الوقت المناسب.

وشدّد الزعيم الاشتراكي الديموقراطي على أنّه "ينبغي أن تكون هناك سياسة منسّقة في ما يتعلّق بالاتّحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي" حول هذه الأزمة. وأضاف "الوضع دقيق للغاية ولا يمكننا أن نتجاهل أنّ عدداً كبيراً من الجنود محتشدون على الحدود الأوكرانية، وهذا ما يجعل تدخّلا عسكريا كهذا ممكناً" من جانب روسيا ضدّ جارتها أوكرانيا.

ورد شولتس على الانتقادات المتزايدة لبلاده، المتّهمة بانتهاج سياسة تصالحية مفرطة حيال الكرملين برفضها خصوصا تزويد أوكرانيا أسلحة، مجدّداً التأكيد أنّ روسيا ستدفع "ثمناً باهظاً للغاية" إذا ما شنّت قواتها هجوماً على أوكرانيا.

وقال إنّ "حلفاءنا يعرفون جيّداً ما نقدّمه"، مشدّداً على أنّ ألمانيا هي الدولة التي "قدّمت أكبر قدر من المساعدات لأوكرانيا في السنوات الأخيرة، بما يقرب من ملياري يورو" من الدعم الاقتصادي. كما نفى أن يكون قد وقع تحت تأثير المستشار الأسبق الاشتراكي الديموقراطي غيرهارد شرودر.

وحشدت روسيا أكثر من 100 ألف عسكري على حدودها مع أوكرانيا، في تحرّك اعتبره الغرب تحضيراً لغزو وشيك، محذّراً موسكو من أنّ أيّ توغّل لقواتها في الجمهورية السوفياتية السابقة سيُقابل "بعواقب شديدة".

ف.ي/أ.ح (ا.ف.ب، رويترز)