شولتس في خطابه بمناسبة العام الجديد: "علينا أن نتغير"
٣١ ديسمبر ٢٠٢٣
في ضوء الأزمات والصراعات التي يشهدها العالم، دعا المستشار الألماني شولتس مواطنيه إلى مزيد من الاستعداد للتغيير وللاتفاق على حلول وسط، مؤكدا أنه لا ينبغي لأحد أن يخاف من المستقبل، كما جاء في خطابه بمناسبة العام الجديد.
إعلان
أبدى المستشار الألماني أولاف شولتس تفاؤله بأن بلاده قادرة على مواجهة التحديات الحالية. وقال المستشار، في خطابه التلفزيوني التقليدي بمناسبة العام الجديد: "يمكننا التغلب على الرياح المعاكسة".
وأضاف أنّ الرؤية التي ينبغي أن نهتدي بها في ألمانيا، هي أننا بحاجة إلى جهود الجميع وأنّ كل شخص مطلوب. أي أننا نحتاج إلى العاملين في كل الحقول: من كبيرة الباحثين إلى الممرضة التي تهتم بكبار السن. الأمر نفسه ينطبق على الشرطية وعامل توصيل الطرود والمتقاعدين بنفس قدر حاجتنا للمتدربين الشباب.
وتابع شولتس و"إذا أوضحنا لأنفسنا هذا الأمر وإذا تعاملنا مع بعضنا بهذا الاحترام، فلن نكون في حاجة إلى الخوف من المستقبل".
وأشار المستشار الألماني إلى الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا، معربا عن تفهمه لقلق المواطنين، وقال: "لم تكد جائحة كورونا تقترب من نهايتها، حتى بدأت روسيا في شن حرب لا هوادة فيها في وسط أوروبا".
وتابع شولتس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قام بعد فترة وجيزة بغلق صنبور الغاز، ثم حدث "الهجوم الإرهابي الوحشي" من جانب حركة حماس على إسرائيل في الخريف، وقال: "لقد أصبح عالمنا أكثر اضطرابا وقسوة. إنه يتغير بسرعة مذهلة".
الديمقراطية تجعلنا أقوياء
ورأى شولتس أن على ألمانيا أن تتغير لهذا السبب، وقال إن هذا الأمر "يثير أيضا حالة من عدم الرضا لدى البعض، وأنا أراعي هذا، وفي الوقت نفسه، أعرف أننا في ألمانيا سنجتاز هذا".
وتابع المستشار: "ديمقراطيتنا أيضا تجعلنا أقوياء". وفي شرق ألمانيا، حارب النساء والرجال الشجعان قبل 35 عاما من أجل تحقيق ذلك، وقد أصبح هذا "ذخرا ثمينا" بالنسبة للجميع الآن. وكانت هذه الديمقراطية تتضمن دائما مناقشات حول الطريق الصحيح.
وشدد على أنه "لن يتحسن شيء إذا تحدثنا عن بعضنا، بدلا من التحدث مع بعضنا. وما يجعلنا أقوياء هو استعدادنا للتوصل إلى حلول وسط"، وكذلك "التزامنا تجاه بعضنا".
وأوضح رئيس الحكومة الألمانية أن بعض السيناريوهات المخيفة فشلت في العام الماضي. وذكر على سبيل المثال أن "التضخم انخفض. والأجور ومعاشات التقاعد آخذة في الارتفاع. ومنشآت تخزين الغاز ممتلئة عن آخرها خلال هذا الشتاء".
وأعلن شولتس اعتزامه الاستثمار بقوة في المستقبل، وقال: "لأن من يتنقل بالقطار حاليا أو يقف في ازدحام مروري أمام جسر متهالك، سيلاحظ أن بلادنا تعرضت للاستنزاف على مدار فترة طويلة للغاية. لهذا سنستثمر الآن في طرق منظمة وسكك حديدية أفضل".
ولكنه اعترف، في الوقت نفسه، بأن الاستثمارات في السكك الحديدية والطرق وتحول الطاقة والاقتصاد "لم تصبح أسهل"، وذلك في ضوء الحكم الصادر عن المحكمة الدستورية الاتحادية بخصوص الميزانية، وقال: "لن نتمكن من تنفيذ كل المشاريع التي كنا نخطط لها".
وكانت المحكمة الدستورية الاتحادية قضت في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ببطلان إعادة تخصيص 60 مليار يورو في ميزانية 2021 حيث كانت تمت الموافقة على اقتراض هذه الأموال لاستخدامها بالأساس لمكافحة كورونا، وأرادت برلين استخدامها لاحقا في حماية المناخ وتحديث الاقتصاد.
وفي الوقت نفسه، قرر قضاة المحكمة بعدم جواز احتفاظ الدولة بقروض طوارئ لسنوات لاحقة.
الالتزام باتحاد أوروبي قوي
وأعلن شولتس بشكل قاطع التزامه بالعمل من أجل اتحاد أوروبي قوي. واعتبر الاتفاق بشأن نظام اللجوء الأوروبي المشترك الجديد بمثابة نجاح. وقد أدت الضوابط الحدودية القوية بالفعل إلى "انخفاض ملحوظ في عدد الأشخاص الذين يعبرون هذه الحدود".
وشدد على أهمية أن يكون الاتحاد الأوروبي قويا، وذلك بالنظر إلى "الحرب الروسية في شرق قارتنا"، والصراع المسلح في الشرق الأوسط، وفي الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخريف المقبل، "والتي قد تكون لها تأثيرات بعيدة المدى، بالنسبة لنا أيضا هنا في أوروبا".
ف.ي/أ.ح (DW، د.ب.ا)
في صور: أبرز معالم الحي الحكومي في برلين
في 19 و20 آب/ أغسطس فتحت الحكومة الاتحادية والوزرات أبوابها للزوار خلال ما بات يعرف بـ "يوم الباب المفتوح". DW تأخذكم في هذه الجولة المصورة نتعرف من خلالها على أهم معالم الحي الحكومي في العاصمة الألمانية برلين.
صورة من: picture-alliance/DUMONT Bildarchiv/S. Lubenow
مبنى الرايخستاغ
المبنى التاريخي للرايخستاغ هو شاهدٌ صامت على تاريخ برلين المضطرب. تم بناؤه في الفترة من عام 1884 إلى 1894 بناء على تصميم المهندس المعماري بول فالو على طراز النهضة الجديدة. في هذا المبنى انعقدت جلسات برلمان الإمبراطورية الألمانية، ولاحقاً اجتمع هنا برلمانيو جمهورية فايمار. منذ عام 1999 عاد المبنى مقراً لبرلمان جمهورية ألمانيا الاتحادية.
صورة من: Christian Beier/chromorange/picture-alliance
القبة الزجاجية لمبنى الرايخستاغ
أحد أبرز معالم مبنى الرايخستاغ هو القبة الزجاجية التي تم تصميمها من قبل المهندس الشهير نورمان فوستر. في داخل القبة يتجه الزوار بشكل دائري صعوداً على شكل حلزوني إلى قمة القبة ما يتيح إطلالة بانورامية على مدينة برلين. والقبة الزجاجية ترمز للشفافية وتسمح بشكل رمزي بمراقبة الشعب للبرلمانيين من الأعلى وهم يخوضون النقاشات ويسنون القوانين.
صورة من: imago images/imagebroker
قصر بيلفو
تم بناء قصر بيلفو في نهاية القرن الثامن عشر وهو منذ عام 1994 مقر رئيس الجمهورية الاتحادي. وتعني كلمة "بيلفو" بالفرنسية "الإطلالة الجميلة". والطراز المعماري للقصر أثار الجدل بين المؤرخين: هل القصر على طراز الباروك أم الطراز الكلاسيكي. وفي الوقت الحاضر يُصنف القصر المؤلف من ثلاثة أجنحة وطابقين على أنه من الطراز الكلاسيكي المبكر.
صورة من: picture-alliance/dpa/L. Schulze
مقر المستشارية
بالقرب من مبنى الرايخستاغ يقع مقر المستشارية. المبنى الحديث والأنيق يجسّد رسالة واضحة: الشفافية. وقد تم تصميمه من قبل المهندسين المعماريين أكسل شولتس وشارلوت فرانك. ومقر المستشارية الذي تم الانتهاء من بنائه في عام 2001 يستخدمه اليوم أولاف شولتس للقيام بمهامه بعد أن شغله في البداية غيرهارد شرودر ثم أنغيلا ميركل.
صورة من: Winfried Rothermel/picture alliance
دار باول لوبه
دار باول لوبه هي مقر لجان البرلمان الألمانية. المبنى المتخم بالفنون الحديثة يبدو من الأعلى كمشط مزدوج. جسر مشاة مزدوج يربطه بمبنى ماري إليزابيث لودرز على الضفة الأخرى لنهر شبري - رمز بصري لإعادة توحيد ألمانيا.
صورة من: Stefan Ziese/imageBROKER/picture alliance
دار يعقوب كايزر
دار يعقوب كايزر هو أكبر مباني البرلمان الألماني بـ 1745 مكتباً، ويقع بالقرب من مبنى الرايخستاغ. يطل المبنى على نهر شبري، حيث صمم الفنان الإسرائيلي داني كارافان جداراً زجاجياً كتب عليه المواد التسع عشرة الأولى من القانون الأساسي (الدستور الألماني).
صورة من: Wolfgang Minich/picture alliance
ساحة شبري
أحد أجمل الأماكن في الحي الحكومي في برلين هو ساحة شبري المقابلة لدار باول لوبه ودار ماري إليزابيث لودرز. ويمكن للزوار أن يستريحوا خلال النهار على درجات ضفاف نهر شبري، وفي فصل الصيف تظهر شاشة كبيرة في المساء: فيلم لمدة 30 دقيقة عن تاريخ الرايخستاغ والديمقراطية في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Skolimowska
وزارة الدفاع
استخدمت مجموعة المباني على قناة لاندفير منذ عهد الإمبراطورية الألمانية من قبل عدة إدارات عسكرية. وأثناء حكم النازيين، اجتمعت هنا مجموعة مقاومة من الجيش الألماني حاولت بلا جدوى إنهاء حكم النازية من خلال محاولة اغتيال لأدولف هتلر في 20 تموز/يوليو 1944. وفي الوزارة أقيم نصب لتخليد تلك المقاومة.
صورة من: picture-alliance/Arco Images
نصب المقاومة الألمانية
يُذكِّر تمثال شاب عارٍ بيديه المُربوطتين في الفناء الداخلي لوزارة الدفاع بمحاولة الاغتيال الفاشلة لأدولف هتلر. تم توسيع منطقة النصب عدة مرات لإظهار مقاومة مجموعة 20 تموز/يوليو وغيرها من المجموعات والأفراد للنظام النازي.
صورة من: picture-alliance/Arco Images/Schoening
وزارة المالية
من بين المباني الوزارية البالغ عددها 14 وزارة، تُعتبر وزارة المالية الاتحادية أكثرها تاريخيةً. تم بناؤها في عام 1935 باعتبارها وزارة الطيران تحت إشراف هيرمان غورينغ، وهي كانت أول بناء كبير تم إنشاؤه من قبل النازيين. وفي المبنى أعلن عن تأسيس جمهورية ألمانيا الديمقراطية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 1949. جدارية "بناء الجمهورية" التي تعود إلى عام 1953 صممت للتذكير بتلك اللحظة التاريخية الفاصلة.