شولتس لـDW: نحن بحاجة إلى سياسة جديدة تجاه شرق أوروبا
١٢ أغسطس ٢٠٢١
كيف سيتولى أولاف شولتس، كمستشار لألمانيا، إدارة ملفات مثل فيروس كورونا المستجد، واللاجئين، والتعامل مع روسيا؟ DW حاورت مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي وسألته حول تلك الملفات.
إعلان
يحتل الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يتزعمه أولاف شولتس المرتبة الثالثة في استطلاعات الرأي خلف ائتلاف الحزبين المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي، وحزب الخضر. لكن شولتس يبدو مصراً على المنافسة، إذ يقول: "أريد أن أصبح مستشاراً. هذا هو الهدف الأساسي"، وذلك في مقابلة مع رئيسة تحرير DW، مانويلا كاسبر كلاريدج، ومقدم البرامج جعفر عبد الكريم. كما أكد شولتس، الذي يشغل منصب نائب المستشارة الحالية ووزير المالية، على أحقيته في هذا المنصب ضمن الحكومة الألمانية المقبلة.
لكن من أجل تحقيق ذلك، يجب أن تستمر نتائج حزبه الاشتراكي الديمقراطي في استطلاعات الرأي، وصولاً إلى موعد إقامة الانتخابات الألمانية يوم 26 سبتمبر/ أيلول، في الصعود. فقط عندما يتمكن الاشتراكيون الديمقراطيون من تجاوز الخضر، سيكون شولتس قادراً على تشكيل الحكومة: "المهم هو أن يكون للمرء قواعد واضحة. من بين القواعد التي أحرص عليها كثيراً، مثلاً، هي اعترافي بمسؤولية ألمانيا في إطار الشراكة العابرة للأطلسي لحلف شمال الأطلسي (ناتو)".
حكومة مستبعدة مع اليسار
الاعتراف بهذه المسؤولية تجاه الناتو لم يذكرها شولتس دون سبب، فهو بذلك يقلّص بشكل كبير من خيارات تشكيل الحكومة القادمة. فبحسب الإحصاءات المبنية على نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة، فإن بالإمكان تشكيل حكومة ائتلافية تجمع أحزاب الاشتراكي الديمقراطي والخضر واليسار. لكن حزب اليسار ينظر إلى حلف الناتو كمفارقة تاريخية ويسعى إلى تفكيكه.
المهم في خيارات تشكيل الائتلافات الحاكمة بالنسبة لشولتش هو أن حزبه "لن يشكل ائتلافاً حاكماً مع حزب البديل من أجل ألمانيا على الإطلاق"، مضيفاً: "الأمر الثاني المهم في اعتقادي هو أننا قادرون على دفع ائتلاف الحزبي المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي إلى صفوف المعارضة".
توزيع التطعيم عالمياً
تنتظر الحكومة الألمانية المقبلة تحديات كثيرة، من أبرزها جائحة كورونا المستمرة. من المتوقع أنتنفق ألمانيا حوالي 400 مليار يورو حتى نهاية عام 2022من أجل التعامل مع الآثار الاقتصادية المترتبة على هذه الجائحة في ألمانيا، وبنجاح، حسب شولتس، الذي يقول: "نحن نرى أننا نمر الآن بمرحلة انتعاش".
لكن الأمر لا يبدو بهذه الإيجابية في كثير من دول العالم. فقد أدت الجائحة إلى مزيد من عدم المساواة في المجتمع. في هذا الصدد، يشدد شولتس على أن ألمانيا تتحمل مسؤولية تجاه العالم وأنها تتولى تلك المسؤولية، مشيراً إلى زيادة الإمكانيات المتاحة لإنتاج اللقاحات المضادة لكورونا "بحيث تكون هنالك كميات كافية من اللقاح متاحة". إضافة إلى ذلك، فإن ألمانيا خصصت مليارات من اليورو لدعم المؤسسات الدولية التي تعمل على توفير اللقاح للدول الأفقر حول العالم. ويتابع أولاف شولتس بالقول: "لا تنقصنا الرغبة في توفير المال".
لكن مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي يشدد على ضورة "توفير المال فوراً" من أجل دعم حملات التلقيح: "يجب أن يتم تنظيم ذلك من قبل من تقع عليهم المسؤولية في المجال الدولي، والدول التي يُعتمد عليها من أجل توفير اللقاحات للمواطنات والمواطنين في الجزء الجنوبي من العالم". لكن هذا الأمر ليس مفروغاً منه، بحسب شولتس: "أشعر بقلق كبير حالياً لأن هذا الأمر ليس منظماً بشكل جيد، وبالتالي قد لا ينجح".
ترحيل طالبي اللجوء المجرمين
تحدٍ آخر للحكومة المقبلة هو التعامل مع اللاجئين. لدى أولاف شولتس في هذا الصدد رأي واضح: "هنالك قوانين واضحة حول من يحق له طلب الحماية في بلادنا، وهم من تتوفر عندهم أسباب كافية للجوء". ويضيف شولتس أن ليس كل لاجئ يمكنه البقاء في ألمانيا، لاسيما مرتكبي الجرائم: "من ارتكبوا جرائم كبيرة لا يمكنه أن يعتمد على أنه سيبقى هنا".
حالياً لا يرى شولتس أي أسباب لترحيل أكثر من 800 ألف لاجئ سوري الموجودين في ألمانيا. وبالنسبة لهذه المجموعة من اللاجئين، فإن "أهم واجب" هو توفير الأسباب اللازمة كي يشاركوا في الحياة في ألمانيا: يجب أن يحصل كل منهم على تأهيل جيد وعلى وظيفة، ويجب أن ينتهز كل الإمكانيات المتاحة للاندماج في المجتمع.
إتاحة الفرص في الدول المضيفة
ألمانيا، بالنسبة لشولتس، لا تتحمل مسؤولية تجاه اللاجئين على أراضيها فقط، إذ يقول: "من وجهة نظري، فإننا نتحمل مسؤولية أيضاً تجاه اللاجئين الذين وجدوا الحماية في دول أخرى، وفي كثير من الأحيان في دول ذات أنظمة حكم ليست بالشكل المناسب من وجهة نظرنا في ألمانيا، ولكنها مبدئياً توفر لهم الأمن والأمان".
ويعتقد شولتس أن الدول المضيفة في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية يجب أن تتوفر لديها إمكانيات دمج اللاجئين في المجتمع، وأن على ألمانيا "أن تشعر بمسؤولية مشتركة" تجاه توفير هذه الإمكانيات: "لا يمكننا التركيز دوماً على مقولة إن المشاكل تصبح شديدة عندما يطرق اللاجئون أبوابنا".
سياسة شرقية جديدة
الملف الروسي كان أحد مواضيع المقابلة مع DW، فكيف سيتعامل أولاف شولتس المستشار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟ يرد شولتس بأن هنالك دوماً محادثات عُقدت في روسيا. لكن من "الصحيح" بالنسبة للأمن المشترك أن "تتحرك ألمانيا بالتزامن مع دول أخرى"، مضيفاً أن على أوروبا وروسيا العودة إلى المعايير التي وضعها مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا في اتفاقية هلسنكي: "ومن ضمن تلك المعايير تصريح واضح واعتراف جماعي بأن الحدود في أوروبا لا يجب على الإطلاق أن تتغير بالقوة".
ويتابع شولتس بالقول: "نحن بحاجة إلى سياسة جديدة مع الشرق"، وأن على روسيا أن تتقبل "سيادة القانون، وليس قانون القوة".
زابينه كينكارتز/ ي.أ
15 عاماً على دفة القيادة ـ محطات في مسيرة المستشارة ميركل
كأول امرأة في تاريخ بلادها تشغل أنغيلا ميركل منصب مستشارة ألمانيا منذ عام 2005. قادت أربع حكومات، وأدارت أزمات صعبة بحنكة سياسية وجدارة أبهرت العالم، وهي اليوم أشهر قادة العالم. محطات في مسيرة ميركل السياسية.
"تلميذة كول"
كان المستشار الألماني الأسبق، هيلموت كول، يطلق على أنغيلا ميركل، لقب "تلميذة". لم تخرج ميركل من عباءته إلا بعد فترة طويلة في عام 2001، عندما كان الحزب المسيحي الديمقراطي CDU في المعارضة، وكانت ميركل زعيمة الحزب، غير أن فرصتها الكبيرة لم تأت إلا عام 2005.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Altwein
بداية متعثرة
بفارق ضئيل فاز الاتحاد المسيحي الديموقراطي وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي CSU على الحزب الاشتراكي الديمقراطي SPD بقيادة المستشار غيرهارد شرودر في انتخابات عام 2005. سجل الحزب المسيحي الديمقراطي بقيادة المرشحة لمنصب المستشارة، أنغيلا ميركل أسوأ نتيجة له منذ عام 1949. هذه الظروف كانت لا تبدو جيدة في بداية مشوار أي مستشار جديد، لكن ميركل سرعان ما ثبتت أقدامها بين كبار الساسة.
صورة من: dpa
أول مستشارة في تاريخ ألمانيا
في نهاية المطاف، أتفق التحالف الاتحاد المسيحي مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي تشكيل تحالف كبير. شرودر هنأ المستشارة الجديدة أنغيلا ميركل، التي تم انتخابها في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2005 من قبل البرلمان الألماني كأول مستشارة امرأة في تاريخ ألمانيا، وأصغر سياسية، والأولى من ألمانيا الشرقية سابقا، وأول عالمة فزياء في هذا المنصب.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Reiss
الهيمنة على المشهد السياسي
تمكنت ميركل من الهيمنة على الساحة السياسة بسرعة. في قمة مجموعة الثماني في عام 2007، استقبلت رؤساء دول وحكومات أهم سبع دول صناعية وروسيا في منتجع هيليغيندام على بحر البلطيق، ومازحت الرئيس الأمريكي آنذاك، جورج بوش (إلى اليسار) والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. من الناحية الجيوسياسية، فقد كانت أجواء عالم السياسية في هذه الفترة أفضل بكثير مما هي عليه اليوم.
صورة من: AP
لعبة الألوان والسياسة
مظهر وأزياء المستشارة، ملفتة للنظر أيضاً، فهي دائما ما تطل بسترات ذات ألون معينة وعادة ما يظل لون البناطيل التي ترتديها غامق اللون، وما يتغير هو لون السترة فقط. بسبب تغير الألوان هذا، يعتقد الخبراء أنهم يستطيعون معرفة الحالة المزاجية للمستشارة أو الرسالة التي تحاول نقلها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schreiber
الأكثر شعبية داخل الاتحاد الأوروبي
في بداية الأزمة المالية، صعدت شعبية ميركل بسرعة وتحولت إلى رقم واحد بلا منازع في الاتحاد الأوروبي. هنا في خريف عام 2008، تظهر ميركل بابتسامة لطيفة أمام اثنين من مفتولي العضلات على المسرح الأوروبي، الرئيس الفرنسي آنذاك، نيكولا ساركوزي (في المقدمة) ورئيس الوزراء الإيطالي في ذلك الحين، سيلفيو برلسكوني.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Cerles
التعامل مع الأزمة المالية
عندما ازدادت ديون العديد من الدول الأوروبية، وأصبحت العملة الموحدة في خطر، وافقت ميركل على مساعدات مكثفة، لكنها في المقابل طالبت بإجراءات تقشفية في البلدان المعنية، ما أثار نقمة على ميركل هناك أعاد الذكريات المرة، خاصة في اليونان، حيث قارنت الصحف اليونانية تعاملها بالاحتلال النازي إبان الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Panagiotou
منبر الشعب
هي متحدثة متمكنة، حب الظهور لا يعنيها كثيراً، غالباً ما تبدو صلبة، وحازمة في سياستها، لكن أسلوبها الرصين والواقعي والمتواضع يروق للكثيرين، وإلا لما كانت ستستطيع أن تدير الأمور في بلادها كل هذه السنوات.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gentsch
"ماما ميركل"
في مرحلة ما اطلق عليها لقب "ماما ميركل". وطبعا ليس المقصود الأم بل أم الأمة، إنه نوع من السخرية أو المحبة وهو تقليد قديم. إذ لم يعد هذا الوصف يستخدم من قبل الصغار اليوم. الأم تعطي الاهتمام والعناية، ما يبدد الخوف. أما الجانب السلبي لهذا الوصف، هو أن الأطفال يبقون دائماً أطفالًا ولا يحب الجميع هذا.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Anspach
"يمكننا فعل ذلك"
أكثر ما اشتهرت به أنغيلا ميركل، هو جملتها الشهيرة "يمكننا فعل ذلك"، التي قالتها إبان موجة اللاجئين.، عندما أبقت الحدود مفتوحة أمام اللاجئين والمهاجرين في عامي 2015 و2016. لذلك اعتبرها البعض بمثابة قديسة لكن البعض الآخر أنتقدها بشدة. الانقسام في تقييم سياستها تجاه اللاجئين ما يزال قائما حتى اليوم.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
"شخصية العام" 2015
في عام 2015 ، أطلقت مجلة "تايم" على ميركل لقب "شخصية العام" وحتى "مستشارة العالم الحر"، بسبب قدرتها على الإدارة في المواقف الصعبة، بدءاً من تعاملها مع الأزمة المالية العالمية ومروراً بأزمة اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Time Magazine
ملهمة النساء
ميركل هي أول امرأة في المستشارية، لكنها لم تجعل من ذلك قضية سياسية كبرى لها، غير أنه بفضل دعمها كان لبعض النساء مسيرة مهنية بارزة في الحكومة الألمانية. من أبزر الأسماء النسائية البارزة في المشهد السياسي الحالي: أنغريت كرامب كارينباور (رئيسة الاتحاد الديمقراطي المسيحي ووزيرة الدفاع)، و أورزولا فون دير لاين (رئيسة المفوضية الأوروبية)، وجوليا كلوكنر (وزيرة الزراعة).
صورة من: picture-alliance/M. Schreiber
المصلحة الوطنية
ميركل متحفظة ولا تظهر آراءها السياسية أو الشخصية بشأن رؤساء الدول والحكومات، وفي أغلب الأحيان تعبر عن آراء غامضة للغاية. هي تحرص في تعاملها على ما تقتضيه المصلحة الوطنية.
صورة من: picture-alliance/C. Hartmann
الغرور ليس من صفاتها
تعلم كم يبلغ ثمن لتر من الحليب!. حتى بعد سنوات من توليها منصب المستشارة، لم يغر ذلك شيئاً من أنغيلا ميركل. هنا في عام 2014 زارت أحد المحلات التجارية في برلين مع ضيفها المسؤول الصيني لي كه تشيانغ. لكنها شوهدت أيضا وهي تتسوق وحدها، كربة منزل.
صورة من: picture alliance/dpa/L.Schulze
سر حركة اليد المقبوضة
اشتهرت ميركل بحركة اليد المقبوضة، ولا أحد يعلم ما الذي تخفيه تلك الحركة. هي نفسها تقول إن الحركة تساعدها في الحفاظ على الجزء العلوي من جسمها مستقيماً ولا توجد رسالة أخرى من وراءها. على أي حال، استخدم الحزب المسيحي الديمقراطي حركة اليد على هذا الملصق الضخم خلال الحملة الانتخابية الألمانية لعام 2013 للتعبير عن الثقة والهدوء.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Simon
حياة ميركل الخاصة
لا يُعرف سوى القليل عن حياة ميركل الخاصة. إنها لا تكشف الكثير عنها، وربما لا يهتم الناس بذلك. نعلم، على سبيل المثال، أن ميركل وزوجها يواخيم زاور، العالم الفيزيائي أيضاً (في الصورة) يقضيان كل سنة إجازة عيد الفصح في جزيرة إيشيا الإيطالية، لكن هذا لم يكن ممكنا هذا العام بسبب الجائحة.
صورة من: picture-alliance/ANSA/R. Olimpio
إدارة أزمة كورونا
لقد غير الوباء الكثير في ألمانيا، ليس فقط طقوس إجازة المستشارة. ولطالما تعرضت سياسة ميركل الجادة والموضوعية للانتقادات، لكن تعاملها مع الوباء قد سجل أيضاً أرقاماً قياسية جديدة في شعبيتها.
صورة من: Johanna Geron/Reuters
قرب الوداع
أعلنت ميركل قبل عامين عن عدم رغبتها الترشح لولاية خامسة في انتخابات خريف عام 2021، لكنها حتى ذلك الحين تريد البقاء في المنصب. في حالة استمرارها في المنصب، كانت ميركل ستقترب من الحكم لما يقرب من 16 عاماً وبمدة أقصر بقليل من هيلموت كول، صاحب الرقم القياسي السابق في المستشارية.