شولتس: لن نتخذ مسارا منفردا في توريد دبابات قتالية لأوكرانيا
١٤ سبتمبر ٢٠٢٢
فيما طالبت وزيرة خارجيته باتخاذ قرارات سريعة حول تزويد أوكرانيا بدبابات قتالية، تمسك المستشارشولتس بموقفه الرافض لاتخاذ "قرارات ألمانية منفردة في هذا الشأن". زعيم المعارضة الألمانية اتهم شولتس بالتردد في دعم أوكرانيا.
إعلان
جدد المستشار الألماني أولاف شولتس موقف حكومته الرافض لاتخاذ مسارات منفردة فيما يتعلق بتوريد دبابات قتالية لأوكرانيا وأكد أن الائتلاف الحاكم في برلين بزعامته موحد فيما يتعلق بالموقف من تسليح أوكرانيا ومواصلة دعمها بالمدفعية ومضادات الطائرات.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الجورجي إراكلي غاريباشفيلي، قال شولتس في برلين اليوم الأربعاء (14 سبتمبر/ أيلول 2022) إن "ألمانيا من بين الدول التي قدمت أكبر دعم لأوكرانيا ماليا وإنسانيا وكذلك أيضا فيما يتعلق بتوريدات الأسلحة".
وأضاف شولتس أن الأسلحة الثقيلة التي تم توفيرها بالفعل "حاسمة لتطور الصراع في شرق أوكرانيا" وأدت إلى أن أوكرانيا "أصبحت قادرة على الدفاع عن أرضها على نحو ملحوظ للغاية"، وأردف: "ونحن سنواصل العمل على هذا المنوال".
وقال شولتس أول أمس الاثنين في برلين خلال الرد على سؤال حول الدبابات القتالية التي تطلبها الحكومة الأوكرانية: "نتمسك بالموقف الذي اتخذته الحكومة الألمانية منذ البداية، وسيظل هذا موقفنا في المستقبل أيضا، وهو عدم اتخاذا قرارات ألمانية منفردة في هذا الشأن".
وكانت السفارة الأمريكية في برلين قد حثت ألمانيا وحلفاء آخرين على تقديم "أكبر دعم ممكن" في المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وكتبت السفارة على تويتر: "نحن نقدر دعم ألمانيا العسكري لأوكرانيا وسنواصل التنسيق الوثيق مع برلين، وسياسة الولايات المتحدة لم تتغير".
ولا يزال من غير المعروف بعد ما إذا كان هناك تنسيق بخصوص مطلب أوكرانيا بالحصول على دبابات قتالية غربية وهو المطلب المطروح للنقاش العلني. وكتبت السفارة عن دعم أوكرانيا أن "القرار بشأن نوع المساعدات يقع في نهاية المطاف على عاتق كل دولة".
بيربوك تطالب بقرارات سريعة
من جانبها طالبت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك باتخاذ قرارات سريعة في الجدل الدائر حول توريد دبابات قتالية إلى أوكرانيا. وقالت عن رغبة أوكرانيا في الحصول على مثل هذه الدبابات: "إنه لا يمكن البت في هذا الأمر إلا بشكل جماعي داخل ائتلاف وعلى الصعيد الدولي".
وأضافت رئيسة الدبلوماسية الألمانية في تصريحات لصحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" الألمانية (عدد غدا الخميس): "في هذه المرحلة الحاسمة التي تمر بها أوكرانيا، أعتبر أن هذا قرار لا ينبغي إطالة فترة النظر فيه".
وتابعت بيربوك: "من الواضح أن صادراتنا من الأسلحة تساعد على نحو ملحوظ للغاية في إنقاذ أرواح بشرية، ومن ثم فإنه ينبغي على السياسة الخارجية التي تسترشد في توجهاتها بحقوق الإنسان أن تسأل نفسها عن الكيفية التي يمكن لنا بها أن نساعد في تحرير المزيد من القرى وإنقاذ الأرواح عن طريق توريد المزيد من الشحنات".
بيربوك: دعم ألمانيا لأوكرانيا يتجلى في عدة جوانب
00:39
وردت وزيرة الخارجية الألمانية بالإيجاب على سؤال حول ما إذا كان بمقدورها أن تفهم رغبة أوكرانيا في الحصول على دبابات "ليوبارد 2" الألمانية. ورأت بيربوك أن المساعدة الألمانية بالسلاح يجب أن تتحدد أولا بكيفية توريد المزيد من تلك المعدات "التي ساعدت بكفاءة"، أي معدات الدفاع الجوي والمدفعية وراجمات الصواريخ.
وقالت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر إنه يجب ثانيا تعزيز أعمال الصيانة وتوريد الذخيرة، وصرحت بأنها تعتزم مناقشة قطاع صناعة السلاح حول ما إذا كان من الممكن إنشاء خطوط إنتاج ذاتية للذخيرة الناقصة على سبيل المثال ذخيرة الدبابات المضادة للطائرات غيبارد.
زعيم المعارضة يتهم حكومة شولتس بالتردد
ومن جهته، اتهم زعيم المعارضة في ألمانيا، فريدريش ميرتس، حكومة المستشار شولتس بـ "التردد غير الضروري" في الجدل الدائر حول توريد دبابات قتالية لأوكرانيا.
وقال رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي في تصريحات للقناة الثانية في التلفزيون الألماني (ZDF) إنه لو كان بيده الأمر لكان أصدر تصريح بتصدير دبابات من طراز "ماردر" المتاحة حاليا في مصانع الأسلحة الألمانية ولا يستخدمها الجيش الألماني.
تجدر الإشارة إلى أن الأصوات المطالبة بتسليم دبابات قتالية ألمانية من طراز "ليوبارد 2" لأوكرانيا تعالت في عطلة نهاية الأسبوع في ضوء الانسحاب الجزئي للقوات الروسية من الأراضي الأوكرانية المحتلة.
ص.ش/ أ.ح (د ب أ، رويترز)
انطباعات رسامي كاريكاتير عالميين عن بوتين وحربه على أوكرانيا
أحدثت الحرب في أوكرانيا صدمة واضطرابا شديدين في العالم كله، وتفاعل معها رسامو الكاريكاتير من ألمانيا وإيطاليا وأستراليا وأفغانستان وغيرها، فكيف جاءت انطباعاتهم عن الرئيس الروسي وأوكرانيا ومواقف الدول الأخرى مثل الصين؟
قابض الأرواح يدلل "ربيبه"
"قابض الأرواح" أو "الموت" (حسب حدوتة الأخوين غريم "موت العرّاب") يحمل بوتين بين ذراعيه ويقوم بتغنيجه وإرضاعه. بالنسبة لرسام الكاريكاتير الإيطالي باولو لومباردي، وجدت الحرب ربيبها النموذجي في الرئيس الروسي. ويحوم الذباب الأزرق حول قابض الأرواح وبوتين انتظارا للضحايا القادمين.
جهاز الملاحة في يد الشيطان
الموت قابع خلف عجلة القيادة، والشيطان يقرأ خارطة الطريق. وكفريق لا يهزم يوجهان الرئيس الروسي مباشرة إلى الحرب العالمية الثالثة. لقد اشتعلت النار بالفعل في عيني بوتين. إنه وضع ميئوس منه حاليا لهذه الدرجة، وفق تفسير الرسام الهولندي تجيرد روياردس. لكن هل يمكن إعادة برمجة نظام الملاحة؟
تطور الأسلحة
كان هناك اعتقاد أن البشرية ربما تعلمت شيئًا جديدًا عبر آلاف السنين وأنها ستعيش معًا بسلام. لكن على العكس، لم يكن الفكر هو من تطور، وإنما جودة الأسلحة فقط، بحسب وجهة نظر الفنان الأوزبيكي محمود إشونكولوف. وبينما كان إنسان "النياندرتال" يلوح في المعركة بسلاحه الذي هو عبارة عن عظمة فخذ حيوان، فإن جندي اليوم مجهز بأسلحة دقيقة ذات تقنية فائقة.
حرب الأخبار المزيفة أيضا
لكن الحروب لم تعد تدار بالأسلحة التقليدية فقط، فالدعاية المغرضة "البروباغاندا" على جميع الجبهات هي أيضًا جزء منها. وسواء كان ذلك عبر تويتر أو فيسبوك أو إنستغرام، فإن شبكات التواصل الاجتماعي هي وسيلة مذهلة لنشر الأخبار المزيفة بين الناس، بحسب ما يعتقد الكوبي ميغيل موراليس. وأسوأ ما في الأمر هو أنه عادة لا يجري التحقق من صحة الحقائق المزعومة التي تنتشر في وسائل التواصل.
"روسيا الجائعة"
مثل أوكرانيا، كانت ليتوانيا ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي القوي حتى أعلنت استقلالها في عام 1990. لكن "الدول الشقيقة" السابقة تعرف المزاج الذي يحرك روسيا. ورسام الكاريكاتير كازيس كِستوتيس شياوليتيس ليس هو فقط من يخشى من أن يتمدد جوع بوتين ونهمه للسلطة إلى دول أخرى.
"الصرخة" .. لا للحرب
من خلال تجربة مؤلمة، يعرف الأفغان بأنفسهم ما تعنيه الحرب في بلد الإنسان ذاته. وفي رسمه الكاريكاتوري، استعار شهيد عتيق الله من الفنان النرويجي إدوارد مونش لوحته الشهيرة "الصرخة" التي تعود لعام 1893. هنا يُفهم الوجه المرعوب على أنه رد فعل على مشاهد المدن التي تعرضت للقصف في أوكرانيا.
آفاق المستقبل
للوهلة الأولى، هذا الكاريكاتير للرسام الروماني ماريان أفراميسكو يذكرنا أيضا بفنان مشهور، هو الهولندي إم. سي. إيشر، الذي كان يرسم أشياء تتعارض مع أي منطق ولا تحمل أي أفق. ويبدو أيضًا أن أوكرانيا ليس لديها أي آفاق في ضوء التفوق الروسي، لكن أوكرانيا أعطت العالم درسا أفضل.
الحب بدلا من الحرب
منذ أن غزا الجيش الروسي أوكرانيا، والناس في جميع أنحاء العالم تقوم بمظاهرات ضد الحرب العدوانية الوحشية، لكن بلا فائدة، بحسب الرسامة التركية منكشي جام. فلا الطغاة ولا الموت يسمحون لنشطاء السلام بالتأثير عليهم؛ وهذا ما أظهره التاريخ بما يكفي في كثير من الأحيان.
أوكرانيا تفضل الناتو
لفترة طويلة، كانت أوكرانيا قريبة من "الشعب الشقيق" في روسيا. لكن استقلال البلاد لم يعد يتناسب مع نظرة بوتين للعالم، فهو يعتبر أوكرانيا جزءً من إمبراطورية روسية كبرى. وبالنسبة إلى الرسام عامر من دولة الإمارات، فلا عجب أن أوكرانيا الصغيرة تتطلع بشغف إلى الناتو. لكن روسيا لا تريد أن تسمح لها بالسير وراء هذه الرغبة.
تهديد عالمي
من وجهة نظر الرسام التنزاني "بوبا"، هذه الحرب لا تتعلق فقط بأوكرانيا، وإنما تتعلق بالسلطة والقوة في العالم. فروسيا تهدد العالم الغربي بشن حرب نووية إذا استمر في التدخل. وهذا لا يحظى بالرضا من جانب الولايات المتحدة، التي يمكنها على الفور توجيه ضربة انتقامية. وهناك خوف في جميع أنحاء العالم من قيام شخص ما بالضغط على الزر الأحمر، الزر النووي.
التفاوض على طريقة بوتين
على المسرح الدبلوماسي، يحاول سياسيون غربيون عمل كل شيء من أجل إحضار الرئيس الروسي إلى طاولة المفاوضات. طاولة بوتين الطويلة، التي يجلس إليها على مسافة بعيدة من زواره الدوليين تسببت في إثارة الاستغراب في جميع أنحاء العالم. ومن وجهة نظر رسام الكاريكاتير الألماني أغوستينو تاله، فإن ما يهم بوتين النرجسي هو اعتقاده بأنه: يجب ألا تكون أوكرانيا موجودة.
الدكتور "أوكتوبوتين" يتحكم في الطاقة
في مفاوضاته مع الغرب، لدى الرئيس الروسي حجة قوية: العديد من الدول الأوروبية تعتمد على الغاز والنفط الروسيين. "دكتور أوكتوبوتين"، كما يراه رودريغو من ماكاو / الصين، له اليد العليا. فعلى الرغم من كل العقوبات، لا تزال ألمانيا ودول أخرى تحصل على الطاقة من روسيا، وبذلك تقوم بتمويل صندوق حرب بوتين.
لاجئون من الدرجة الأولى؟
بأعداد هائلة، فر الأوكرانيون من الحرب، وأوروبا ترحب بهم بأذرع مفتوحة، حيث يجدون ببساطة من يلوح لهم مرحبا عند الحدود. وعلى الرغم من كل التعاطف مع اللاجئين، يتساءل رسام الكاريكاتير الفلبيني "زاك" عما إذا كانت هناك معايير مزدوجة؟ وأنه يُسمح لهم بدخول البلاد بسبب لون بشرتهم الفاتح؟ لأن الاتحاد الأوروبي عادة ما يغلق حدوده بإحكام.
حسابات صينية
منذ سنوات وأستراليا تشعر بالتهديد من الصين، التي تسعى جاهدة للسيادة في جنوب المحيط الهادئ، وقد ألمحت مرارًا إلى نيتها في ضم تايوان. وفقًا لرسام الكاريكاتير الأسترالي "برولمان"، يراقب الباندا عن كثب ما إذا كان الدب الروسي سيبلع العسل الأوكراني، أم أن مستعمرة النحل ستقوم بطرده. وإذا لم ينجح الدب، فإن الباندا بإمكانه أن يجرب حظه في وعاء آخر. إعداد: سوزانه كوردس/ صلاح شرارة