شولتس وشتاينماير ينددان بالعنف السياسي بغض النظر عن مصدره
٢ يونيو ٢٠٢٤
في الذكرى السنوية لاغتيال رئيس حكومة كاسل الألمانية فالتر لوبكه، وعقب اعتداءات على سياسيين مؤخرا، ندد مستشار ألمانيا أولاف شولتس ورئيسها فرانك فالتر شتاينماير بالعنف السياسي سواء كان يساريا أو يمينيا أو بدوافع إسلاموية.
إعلان
في رسالة فيديو نشرت على الإنترنت اليوم الأحد (الثاني من يونيو/حزيران 2024) ناشد المستشار الألماني أولاف شولتس مواطني بلاده التصدي للكراهية والعنف ، وقال إن : "الشخص الذي يهين آخرين أو يهددهم أو يحط من قدرهم، يجب أن يواجه اعتراضا في كل مكان، سواء على الإنترنت أو في النقاشات العامة أو في المكتب (مكان العمل)".
وأضاف: "ليس من السهل دائما التدخل في مثل هذه المواقف، لكن هذا هو السبيل الوحيد لمواجهة الكراهية التي تسمم القلوب وتخيم على العقول."
وجاء حديث شولتس بمناسبة حلول الذكرى السنوية لاغتيال رئيس حكومة مدينة كاسل الألمانية فالتر لوبكه. وكذلك في ذكرى الهجوم الذي شنته خلية "إن إس يو" النازية الجديدة بقنبلة مسمارية في مدينة كولونيا.
ووصف شولتس الحدثين اللذين وقعا في كل من كاسل وكولونيا بأنهما "جريمتان مروعتان"، وقال إن "من المهم بالنسبة لي التذكير بهما ولاسيما الآن."
وأشار إلى تزايد العداوات والتعديات والإهانات في الوقت الحالي، وذكر أن السلطات الأمنية سجلت أكثر من 60 ألف جريمة ذات دوافع سياسية في عام 2023، و "هذا رقم قياسي جديد ومحزن". وطالب بمحاسبة الجناة و"معاقبتهم بسرعة وبشكل ملموس".
وشهدت ألمانيا مؤخرا عدة أحداث عنف سياسي واعتداءات على سياسيين، وفي هذا السياق أكد المستشار الألماني اليوم خلال منتدى اقتصادي في باد سارو في براندنبورغ، بأن " العنف غير مقبول " بصرف النظر عن الجهة الموجه ضدها " وتوعد باتخاذ إجراءات من يلجأ للعنف "بغض النظر عما إذا كان يساريًا متطرفًا، أو يمينيًا متطرفًا، أو بدافع إسلاموي".
من جانبه قال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، خلال فعالية ذكرى اغتيال رئيس حكومة كاسل السابق فالتر لوبكه، إن عملية اغتيال لوبكه هي تذكير "كيف يمكن للكلمات أن تحرض على الكراهية وكيف يمكن أن تتحول هذه الكراهية إلى عنف ". وأضاف أما حوالي ألف شخص شاركوا في الفعالية "العنف المتطرف - بغض النظر عما إذا كان يساريًا متطرفًا أو يمينيًا متطرفًا أو عنفًا إسلاميًا - العنف المتطرف يقتل ويسعى إلى تدمير الديمقراطية ".
يذكر أنه قبل خمس سنوات بالضبط أطلق المتطرف اليميني "شتيفان إي." النار على رئيس حكومة كاسل آنذاك، السياسي المحافظ المدافع عن اللاجئين فالتر لوبكه فأرداه قتيلا.
وفي التاسع من حزيران/يونيو عام 2994، قام كل من أوفه موندلوس وأوفه بونهارت وهما عضوان في خلية "إن إس يو NSU" اليمينية المتطرفة بتفجير قنبلة مملوءة بالمسامير في شارع كويبشتراسه في منطقة مولهايم في كولن (كولونيا). وأدى الانفجار إلى إصابة 22 شخصا، بعضهم كانت إصاباته خطيرة.
وارتكبت خلية "إن إس يو" اليمينية المتطرفة ، عددا من الجرائم وهي قتل تسعة أفراد منحدرين من أصول تركية ويونانية، وشنّ هجوم مميت على أفراد الشرطة، وتنفيذ هجوم تفجيري على متجر تابع لأسرة إيرانية في كولن، وتفجير قنبلة مسامير شديدة الانفجار في نفس المدينة، وارتكاب عدة جرائم سطو مسلح، وذلك خلال الفترة من 2000 و2007.
ع.ج.م/أ.ح (د ب أ)
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)