شولتس يتعهد بالرد بإجراءات انتقامية ضد رسوم ترامب الجمركية
١٠ فبراير ٢٠٢٥
أكد المستشار الألماني أن الاتحاد الأوروبي لا يزال ينتظر إخطارا رسميا بفرض الولايات المتحدة رسوما جمركية جديدة، لكنه قال إن أي خطوة من هذا القبيل ستُقابل بإجراءات انتقامية.
المستشار الألماني أولاف شولتس يتعهد بالرد على رسوم ترامب الجمركيةصورة من: Nadja Wohlleben/REUTERS
إعلان
قال المستشار الألماني أولاف شولتس لصحفيين، خلال فعالية انتخابية بشمال ألمانيا: "نظرا لعدم وجود أي شيء رسمي حتى الآن (فيما يتعلق بالرسوم الجمركية الأمريكية ضد الاتحاد الأوروبي)، لا يمكننا إلا أن نقول بحذر شديد، ولكن بوضوح كبير، إن على أي أحد يفرض رسوما جمركية أن يتوقع إجراءات مضادة".
واجتاز الرئيس الأمريكيدونالد ترامب الأحد (التاسع من فبراير/شباط 2025) مرحلة جديدة في الحرب التجارية التي باشرها منذ بدء ولايته، متعهدا بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة. وقال ترامب في الطائرة الرئاسية التي أقلته إلى نيو أورلينز لحضور مباراة نهائي دورة كرة القدم الأمريكية (سوبر بول) "سأعلن عن رسوم جمركية على الصلب الإثنين ... كل الصلب الذي يصل إلى الولايات المتحدة ستُفرض عليه رسوم جمركية بنسبة 25%". وأضاف أنه سيتخذ الإجراء ذاته بالنسبة لواردات الألمنيوم.
وسبق أن فرض ترامب خلال ولايته الأولى بين 2017 و2021 رسوما جمركية مشددة على الصلب والألمنيوم بهدف حماية الصناعة الأمريكية، منددا بمنافسة غير نزيهة من دول آسيوية وأوروبية. وقال ترامب الأحد أيضا إنه سيعلن "الثلاثاء أو الأربعاء" عن "رسوم جمركية متبادلة" حتى تكون الرسوم المفروضة على المنتجات القادمة إلى الولايات المتحدة مماثلة لتلك المفروضة على الصادرات الأمريكية. وقال "إذا فرضوا علينا رسوما بنسبة 130% ولم نفرض من جانبنا رسوما، فلن يبقى الوضع كما هو عليه".
رسوم ورسوم مضادة بين الولايات المتحدة والصين
02:57
This browser does not support the video element.
كما قال ترامب الجمعة خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا "يفرضون علينا رسوما جمركية، نفرض عليهم رسوما جمركية". وتقع هذه الرسوم في صلب سياسة ترامب الاقتصادية والدبلوماسية منذ تنصيبه في 20 كانون الثاني/ينير، وهو يعتبرها وسيلة لخفض العجز في الميزان التجاري الأمريكي ولانتزاع تنازلات من الدول المستهدفة في آن. وأثارت هذه التدابير ردود فعل مختلفة من شركاء الولايات المتحدة التجاريين، ما بين التعهد بالرد ومحاولة المهادنة.
من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الاقتصاد والمناخ الألمانية كوربينيان فاغنر أمام الصحافيين إن بلاده، أكبر قوة اقتصادية في أوروبا، "تراقب بقلق الإعلان عن الرسوم الجمركية الجديدة" و"تريد تجنب هذه الإجراءات قدر الإمكان".
وفي بيان منفصل، دعا وزير الاقتصاد والمناخ روبرت هابيك إلى "مواصلة مسار التعاون مع الولايات المتحدة، مما يعود بالفائدة على الطرفين". وقالت المفوضية الأوروبية الإثنين أنها لم تتلق "أي تبليغ" برسوم جمركية جديدة حتى الآن.
وفي انتظار تدابير ترامب، لم تسجل أي بلبلة الإثنين في الأسواق المالية سواء في أوروبا أو في آسيا فيما قدم رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا الجمعة ضمانات لترامب خلال لقائهما في واشنطن.
وستنعكس رسوم ترامب سلبا بصورة خاصة على كندا، أكبر مزود بالصلب والألمنيوم للولايات المتحدة، بحسب الأرقام الرسمية، كما تعتبر البرازيل والمكسيك وكوريا الجنوبية من كبار مزودي الولايات المتحدة بالصلب.
ف.ي/ع.ج.م (د ب ا، ا.ف.ب، رويترز)
هل تعلم أين تبدأ سلطات الرئيس الأمريكي وأين تنتهي؟
يمثل سيد البيت الأبيض أعلى سلطة سياسية على المستوى العالمي، هذا ما يعتقده كثيرون. لكن الأمر ليس بهذه البساطة. فسلطات الرئيس الأمريكي ليست مطلقة، إذ هناك آخرون يشاركونه القرار.
صورة من: Klaus Aßmann
هذا ما ينص عليه الدستور
يُنتخب الرئيس لأربع سنوات يمكن تمديدها في أقصى حد لفترة ثانية. هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة. وبذلك فهو يقود أيضاً الجهاز الحكومي المكون من نحو أربعة ملايين شخص تقريباً، بمن فيهم أعضاء القوات المسلحة. ومن واجبات الرئيس أن ينفذ القوانين التي يسنها الكونغرس. وبصفته أعلى رتبة دبلوماسية في الدولة يمكنه أن يستقبل سفراء الدول وبالتالي الاعتراف بتلك الدول.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة من خلال " التحقق والتوازن"
تتداخل السلطات الثلاث فيما بينها، وهي بذلك تحد من صلاحيات بعضها البعض. ويحق للرئيس العفو عن محكوم عليهم بالإعدام، ويسمي قضاة المحكمة العليا شريطة موافقة مجلس الشيوخ. كما يضطلع بتسمية وزراء إدارته والسفراء ولكن أيضاً بعد التشاور مع مجلس الشيوخ وشريطة موافقته. وبهذا يتحقق للسلطة التشريعية أحد سبل مراقبة السلطة التنفيذية.
صورة من: Klaus Aßmann
القوة الكامنة في "دولة الاتحاد"
يجب على الرئيس أن يبلغ الكونغرس بشؤون الدولة. وهو ما يفعله مرة كل عام في ما يسمى بـ "خطاب حالة الأمة". لا يحق للرئيس أن يقدم مشاريع قوانين للكونغرس ولكن بوسعه أن يبرز أهم المواضيع كما يراها من خلال الخطاب. فيمارس نوعاً من الضغط على الكونغرس أمام الرأي العام. ولكن هذا أكثر ما يمكنه فعله.
صورة من: Klaus Aßmann
يمكنه أن يرفض
عندما يعيد الرئيس مشروع قانون إلى الكونغرس دون التوقيع عليه يكون قد مارس حقه باستخدام حق الفيتو لرفض المشروع. وليس من حق الكونغرس أن يبطل هذا الفيتو إلا بأكثرية الثلثين في مجلسيه. وحسب المعلومات المستقاة من مجلس الشيوخ حدث هذا في تاريخ الولايات المتحدة مئة وإحدى عشرة مرة في أكثر من ألف وخمسمائة مرة اُستخدم فيها حق النقض، أي بنسبة سبعة في المئة.
صورة من: Klaus Aßmann
مناطق رمادية في تحديد السلطة
لا يوضح الدستور ولا توضح قرارات المحكمة العليا مدى سلطة الرئيس بشكل نهائي، إذ يمكن للرئيس أن يستخدم حق الفيتو مرة ثانية من خلال خدعة، حيث يقوم الرئيس في ظروف معينة بـ "وضع مشروع القانون في جيبه"، ويعني بذلك أنه يستخدم ما يعرف بـ "فيتو الجيب" فيصبح المشروع بذلك لاغيا ولا يحق للكونغرس إسقاط هذا الفيتو وقد تم استخدام هذه الحيلة الدستورية أكثر من ألف مرة في تاريخ الولايات المتحدة.
صورة من: Klaus Aßmann
إرشادات بطعم الأوامر
بإمكان الرئيس أن يرشد موظفي الحكومة إلى طريقة القيام بواجباتهم. وتعامل هذه الأوامر المسماة بـ "الأوامر التنفيذية" معاملة القوانين. وليس ضرورياً أن توافق عليها أي هيئة دستورية. ومع ذلك ليس بوسع الرئيس أن يفعل ما يحلو له، إذ بإمكان المحاكم أن تبطل مفعول هذه الأوامر أو بإمكان الكونغرس أن يسن قوانين تبطل مفعولها. وبإمكان الرئيس التالي أن يلغيها بكل بساطة.
صورة من: Klaus Aßmann
التحايل على الكونغرس...
من حق الرئيس التفاوض على اتفاقيات مع حكومات أخرى ويتوجب أن تحصل هذه على موافقة مجلس الشيوخ بثلثي أعضائه. ولتفويت الفرصة على مجلس الشيوخ لرفض الاتفاقيات يقوم الرئيس بإبرام اتفاق حكومي يُسمَى "اتفاقية تنفيذية" ولا تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ حينها. وتسري هذه الاتفاقيات ما دام الكونغرس لم يعترض عليها أو يسن قانوناً يبطل مفعولها.
صورة من: Klaus Aßmann
... حينها يجب التراجع
الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية ولكن قرار الحرب يعلنه الكونغرس. وليس من الواضح ما مدى إمكانية أن يزج الرئيس بالقوات في مواجهة مسلحة دون الحصول على موافقة الكونغرس. في حرب فيتنام رأى الكونغرس أنه قد تم تجاوز خط أحمر بدخول هذه الحرب وتدخل إثر ذلك قانونياً. هذا يعني أن الرئيس قادر على الاضطلاع بهذه الصلاحيات إلى أن يتدخل الكونغرس.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة النهائية
إذا ما استغل رئيس منصبه أو قام بعمل يعاقب عليه القانون، يمكن لمجلس النواب في هذه الحالة أن يشرع في إجراءات عزل الرئيس. وقد حدث ذلك حتى الآن ثلاث مرات دون أن تكلل أي منها بالنجاح. ولكن هناك إمكانية أقوى من ذلك لثني الرئيس عن قرار ما. الكونغرس هو المعني بالموافقة على الموازنة ويمكنه أيضاً أن يوقف تدفق المال. أوته شتاينفير/ و.أ