تعهد المستشار الألماني أولاف شولتس بمواجهة "أقلية من المتطرفين" المناهضين للقاحات المضادة لكوفيد-19، بعد تهديدات بالقتل استهدفت زعيمًا إقليميًا. كما وجه تحذيراً لروسيا من مغبة اجتياج أوكرانيا
إعلان
خلال خطابه الأول أمام البرلمان الألماني (البوندستاغ)، حذّر المستشار الألماني أولاف شولتس من أن روسيا ستدفع "ثمنًا باهظًا" إذا اجتاحت أوكرانيا.
وقال شولتس: "في هذه الأيام، نراقب بقلق بالغ الوضع الأمني على الحدود الروسية الأوكرانية". وأضاف "سنناقش ذلك بشكل مكثف في المجلس الأوروبي وقمة الشراكة الشرقية" للاتحاد الأوروبي المنعقدة بعد ظهر الأربعاء.
وتابع: "اسمحوا لي، إذا لم يفهم الجميع ذلك بعد، أن أكرّر ما قالته سلفي (أنغيلا ميركل): كلّ انتهاك لوحدة الأراضي سيكون له ثمن، ثمن باهظ"، فيما تزداد المخاوف من اجتياح موسكو لأوكرانيا.
ويشهد شرق أوكرانيا منذ عام 2014 حربًا بين الانفصاليين الموالين لروسيا الذين يُعتبر الكرملين داعمهم العسكري رغم نفيه ذلك، وقوات كييف. وبدأ النزاع بعد ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم وأسفر مذاك عن أكثر من 13 ألف قتيل.
في الأسابيع الأخيرة، ارتفع مستوى التوتر فجأة، إذ تتّهم الدول الغربية الكرملين بالتحضير لغزو أوكرانيا. وهو ما ينفيه الكرملين.
تعهدات بمواجهة "منكري اللقاحات"
كما تعهد المستشار الألماني بتعبئة وسائل الدولة في مواجهة "أقلية من المتطرفين" المناهضين للقاحات المضادة لكوفيد-19، بعد تهديدات بالقتل من جانب هذه الحركة استهدفت سياسيا محليا وعدة مظاهرات.
وقال شولتس أمام البرلمان إن "ما هو موجود اليوم أيضا في ألمانيا هو إنكار الواقع وقصص المؤامرة السخيفة والمعلومات المضللة المتعمدة والتطرف العنيف"، متوعداً برد "عبر استخدام جميع وسائل دولة القانون الديموقراطية".
وأضاف "لنكن واضحين: أقلية متطرفة صغيرة في بلدنا لم تبتعد عن العلم والعقلانية والعقل فحسب بل عن مجتمعنا وديموقراطيتنا ودولتنا أيضاً"، مؤكدا أنه "نحترم الاعتراضات الجادة ونصغي ونسعى للنقاش ونحن منفتحون على النقد والمعارضة".
وتشهد ألمانيا منذ بداية الوباء تعبئة كبيرة ضد القيود الصحية.
حملة أمنية مكثفة
وعلى صعيد متصل شنت الشرطة الألمانية عملية واسعة بعد تهديدات بالقتل ضد مسؤول كبير في إحدى الولايات، بينما تخشى السلطات أن يفضي مزيد من تشدد للتيار المعارض لفرض قيود ضد كورونا، إلى إرهاب.
وتدخلت الشرطة الجنائية لمنطقة ساكسونيا صباح الأربعاء في شرق ألمانيا، تساندها قوات التدخل الخاصة، في أماكن عدة في مدينة دريسدن بعد التهديدات لرئيس حكومة الولاية، أطلقت عبر حساب لمناهضين للقاح المضاد لكورونا على تطبيق تلغرام.
وتشكل هذه المنطقة من شرق ألمانيا معقلا للتيار المناهض للقيود المفروضة لمكافحة كوفيد-19 في البلاد، ولليمين القومي أيضاً الذي تقول السلطات أنه يقود الحركة.
وجرت الحملة بعد اختراق صحفيين من شبكة "تسي دي اف" العامة مجموعة في تطبيق المراسلات المشفرة تلغرام، أطلقت على حد قولهم تهديدات بقتل ميشائيل كريتشمر رئيس حكومة الولاية الذي يؤيّد التلقيح ضد كوفيد-19.
وقالت الشرطة في بيان إن "تصريحات بعض أعضاء المجموعة توحي باحتمال حيازتهم أسلحة حقيقية وأقواس ونشابات". ولم توضح ما إذا كان قامت باعتقالات.
وتدعو الرسائل الصوتية إلى الاعتراض "بالسلاح إذا لزم الأمر"، على الإجراءات المطبقة مستهدفة خصوصا المسؤولين السياسيين ولا سيما كريتشمر. وقالت شرطة ساكسونيا في تغريدة على تويتر الأربعاء أنها تشتبه الآن في "التحضير لجريمة عنف خطيرة تهدد الدولة" . وساكسونيا هي إحدى المناطق الأكثر تضرراً من الانتشار الحالي للفيروس ومعدل تطعيم فيها أقل من المعدل الوطني.
ع.ج./ا.ف. (أ ف ب)
في صور.. أرقام صادمة لوفيات كورونا في ألمانيا
تجاوزت حصيلة الوفيات في ألمانيا جراء الإصابة بفيروس كورونا حاجز الـ 100 ألف حالة، والأرقام القيساية تواصل تصاعدها المقلق لتبلغ لأول مرة 70 ألف إصابة لليوم الواحد.
صورة من: Jan Woitas/dpa/picture alliance
حصيلة مؤسفة
بسبب كورونا فقد هذا الرجل زوجتة التي يزور قبرها في مقبرة بمدينة بون. والمتوفاة هي ضمن 100 ألف حالة وفاة في البلاد على صلة بوباء كورونا. ومرة أخرى تعاود أعداد الوفيات ارتفاعها تماشيا مع ارتفاع الإصابات منذ بداية الخريف. في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول بلغت الوفيات 66 حالة، لكن في 21 من الشهر الموالي، سجلت 200 حالة في ذلك اليوم، وفق معهد روبرت كوخ الألماني لمكافحة الأوبئة.
صورة من: Ute Grabowsky/photothek/imago images
الإنذار الأخير
على هذا التابوت كتبت عبارة "احذر العدوى"، في إشارة إلى أن الشخص المتوفى كان مصاباً بكورونا. وهي رسالة لباقي العاملين في شركة دفن الموتى لاتخاذ الاحتياطات اللازمة. ومازال غير الملقحين أكثر عرضة لمسار خطير لمرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا. لكن أعداد المصابين بين الملقحين بدورها في ازدياد.
صورة من: Robert Michael/dpa/picture alliance
قلق على المسنين
في الأيام الأخيرة شهدت دور رعاية المسنين انتشاراً للإصابات رغم تلقي غالبية نزلاء هذه المنشآت للقاحات كاملة. من ثمّ أضحت الفحوصات الدورية إجراء ضروريا بهدف حصر الإصابات. في الوقت ذاته يحتدم النقاش في ألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية حول جعل اللقاح إلزاميا للعاملين في هذا القطاع.
صورة من: Jens Kalaene/dpa/picture alliance
.. وعلى الصغار أيضا!
في دور الحضانة والمدارس الألمانية تحولت فحوصات كورونا إلى إجراء يومي اعتاد عليه الأطفال. فلا مكان في البلاد يتم فحصه بهذا القدر من الاستمرارية والصرامة كما يحصل في المدارس ودور الحضانة. بيد أن نسبة الإصابة لدى الفئة العمرية ما بين الخامسة والرابعة عشر هي الأعلى على الإطلاق.
صورة من: Christian Charisius/dpa/picture alliance
ضغط شديد على أقسام العناية المشددة
هذا الطبيب في إحدى أقسام العناية المركّزة في مدينة لايبزيغ يعالج رجلاً تدهورت حالته بسبب كوفيد-19. وإذ طالبت هيئة الأطباء الألمان باتخاذ تدابير سريعة، فإنها لم تستبعد إغلاقا شاملا جديدا لتخفيف الضغط على أقسام العناية المركزة. وبالفعل أعلنت مستشفيات ولاية ساكسونيا أنها لم تعد قادرة على استقبال مرضى جدد.
صورة من: Jan Woitas/dpa/picture alliance
معيار جديد لرصد الحالة الوبائية
أدخلت السلطات الألمانية مستوى نسب ملء المستشفيات ضمن القياسات المعتمدة لرصد تطور الحالة الوبائية للبلاد. يضاف إلى ذلك أن مرضى كوفيد في الموجة الرابعة من الحالات الخطرة، هم أقل سنّاً مقارنة بذات الحالات في موجات الوباء السابقة. ما يعني أن مدة بقائهم في المستشفيات تكون أطول.
صورة من: Robert Michael/dpa/picture alliance
الفيروس في كل مكان
هذا المشهد في محطة القطارات في هامبورغ والذي يظهر جليّاً التجمعات الحاصلة في المنشآت العمومية وفي وسائل المواصلات العامة، ما هو إلا مثال عما تشهده أماكن عديدة. ولهذا يطالب الكثيرون باعتماد صريح على ما بات يعرف بـ"3G" على الأقل. أي إما أن يكون الفرد معافاً أو ملقحا أو خاليا من المرض وفق فحص سلبي. ومن لم يحترم القواعد يدفع غرامة مالية بقيمة 150 يورو.
صورة من: Eibner/imago images
بيتي هو مكتبي
من يسمح له العمل من المنزل، عليه القيام بذلك. فلابد من التقليل قدر الإمكان من الاتصالات المباشرة بين الناس، وفق المسؤولين.
صورة من: Imago/S. Midzor
أسواق عيد الميلاد
أسواق عيد الميلاد فُتحت من جديد في عدد من المدن الألمانية وتحت إجراءات احترازية مشددة. لكن في ولاية بافاريا حيث الإصابات شديدة الارتفاع تمّ إلغاؤها. ليس هذا فحسب، بل عاد الإغلاق الشامل في بعض مناطق الولاية والتي سجلت معدل وباء بلغ ألفاً بين كل مائة ألف إصابة.
صورة من: Philipp von Ditfurth/dpa/picture alliance
أخذ اللقاح في سيارتك الخاصة
لأن ألمانيا لم تحقق بعد النسبة المرجوة من التلقيح والتي تعادل 75 بالمائة على الأقل، تعتزم الحكومة الاتحادية إعادة فتح مراكز التلقيح وفتح أخرى في مآرب للسيارات تكون وسط المدينة وبالتالي يكون الوصول إليها سهلا على الناس في سبيل تشجيعهم على تلقي اللقاح. هذه المراكز ستستخدم أيضا لتوزيع الجرعة التنشيطية للقاحات كورونا.
صورة من: Fabian Sommer/dpa/picture alliance
الجرعة الثالثة
أطلقت الحكومة الألمانية توصيات بتلقي الجرعة الثالثة من اللقاح بالنسبة للجميع، معللة ذلك بتراجع مستوى المناعة في مدة أقصاها ستة أشهر. وهناك إقبال شديد على هذه الجرعة في عدد من المراكز ما بات ملحّاً توفير أماكن أخرى لذلك.
صورة من: Julian Stratenschulte/dpa/picture alliance