ظهر المستشار الألماني شولتس مرتديا عصابة عين سوداء فوق عينه اليمنى وذلك بعد سقوطه أثناء الركض وإصابته في وجهه مطلع الأسبوع الجاري. وتعامل شولتس مع الإصابة بروح الدعابة وكتب: "من لديه هذه الإصابة... أنتظر الميمز بلهفة".
إعلان
وظهر المستشار أولاف شولتس على موقع "إكس" (تويتر سابقاً) اليوم الاثنين (الرابع من أيلول/سبتمبر 2023) وذلك لأول مرة بعد الحادثة التي وقعت له أول أمس السبت. وإلى جانب العصابة السوداء، أوضحت الصورة التي نُشِرت على الموقع وجود سحجات حول العين اليمنى والأنف والذقن.
وتعامل شولتس مع الإصابات بروح الدعابة وكتب: "من لديه هذه الإصابة...أنتظر الميمز بلهفة". والمقصود بتعبير ميمز هو صور منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي غالباً ما تحوي تعليقات فكاهية.
في الوقت نفسه، أوضح شولتس أن الإصابة لم تؤثر عليه بشكل قوي وأضاف: "شكراً للأمنيات الطيبة. (الإصابة) تبدو أسوأ مما هي عليه".
من جانبه، قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت إن حالة المستشار جيدة "كان في حالة مزاجية جيدة للغاية صباح اليوم، لكنه لا يزال يبدو متضرراً بعض الشيء"، وصرح بأنه تم نشر الصورة "حتى يتمكن الجميع من أن يعتادوا الكيفية التي سيبدو عليها خلال الأسبوع أو الأسبوعين المقبلين".
كان شولتس (65 عاماً) سقط أثناء ممارسة رياضة الركض ولهذا السبب ألغى مشاركته في فعالية انتخابية لوزيرة الداخلية نانسي فيزر في ولاية هيسن أمس الأحد.
وكتبت صحيفة "بيلد" أنه يُعْتَقد أن الحادثة وقعت على الخط الرئيسي الذي يمارس فيه المستشار رياضة الركض بجوار مسكنه في مدينة بوتسدام حيث تعثر ولم يتمكن من أن يسند نفسه في الوقت المناسب ولهذا السبب وقع على وجهه. ويرافق شولتس خلال ممارسة الركض حراس شخصيون قدموا له العون على الفور.
ويعتزم شولتس حضور مواعيد رسمية اليوم حيث سيحضر حفل الاستقبال السنوي لمؤتمر الأساقفة الألمان في المساء وحضور الاحتفال الصيفي لصحيفة حزبه الاشتراكي الديمقراطي، وهي صحيفة "فورفيرتس" (إلى الأمام) كما أن من المحتمل أيضاً أن يحضر قبل هذين الموعدين اجتماعاً للكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي.
وسيشارك شولتس غداً الثلاثاء في افتتاح معرض ميونخ الدولي للسيارات وسيلقي كلمة أمام البرلمان خلال مناقشة الموازنة بعد غد الأربعاء.
يذكر أن أولاف شولتس يحاول ممارسة الرياضة مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً كما كتب على صفحته الإلكترونية كنائب في البرلمان. ويحب شولتس أيضاً أن يمارس التجديف إذا سمح بذلك جدول مواعيده المزدحم.
وأحياناً يتجول مع زوجته بريتا إرنست في العطلة ويركب الدراجات من وقت لآخر. لكنه بدأ ممارسة الرياضة متأخراً حيث يقول: "أيام المدرسة كنت أكره الرياضة أما اليوم فأنا أمارس الركض كلما أمكن".
خ.س/أ.ح (د ب أ)
بالصور- أولاف شولتس الاشتراكي "الرصين" يصبح مستشارا لألمانيا
من كان يتصور أن الرجل الذي لم يستطع الفوز برئاسة حزبه الاشتراكي قادر على أن يعيد المستشارية للحزب بعد 16 عاماً تحت حكم المحافظين بقيادة ميركل؟! أولاف شولتس فعلها! ومبدأه هو: الرصانة والإصرار! هنا لمحة عن حياته.
صورة من: HANNIBAL HANSCHKE/REUTERS
أولاف الشاب
ولد أولاف شولتس في أوسنابروك في 14 حزيران/ يونيو 1958، وكان والده تاجراً ووالدته ربّة منزل. وانضم إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي في عام 1975 في سن السابعة عشرة. آنذاك كان شعره طويلاً، كما كان يعرف بارتداء جواكت صوفية ويشارك في عدد كبير من المظاهرات السلمية.
صورة من: Gladstone/Wikipedia
تحولات
شق أولاف شولتس طريقه في درب السياسة بإصرار ودأب. وتغير الرجل بشكل ملحوظ في مسيرته. شغل منصب نائب رئيس منظمة الشباب في الحزب وقاد حملة في الثمانينيات من أجل "اشتراكية راديكالية للتغلب على الاقتصاد الرأسمالي". في الصورة شولتس يعرض أمام الكاميرا دفتر عضويته بالحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD).
صورة من: Bodo Marks/dpa/picture alliance
نضوج في مجال الاقتصاد!
بالتوازي مع نشاطه الحزبي، كان شولتس يتابع دراساته في القانون. وأسس عام 1985، مكتب محاماة متخصصاً في قانون العمل في هامبورغ. ومن خلال عمله تعلم شولتس، آليات عمل الاقتصاد والشركات الخاصة، ما ترك آثراً على شخصيته.
صورة من: Thilo Rückeis/dpa/picture-alliance
البداية الفعلية مع شرودر
انطلقت مسيرته فعلياً عندما وصل الاشتراكي الديمقراطي غيرهارد شرودر إلى المستشارية في انتخابات 1998. وانتُخب شولتس عام 1998 عضواً في البوندستاغ (البرلمان الألماني) وأصبح أميناً عاماً للحزب في 2002. وفي عام 2005، انقسم اليسار الألماني بسبب تحرير سوق العمل، وهو ما سرّع هزيمة شرودر أمام أنغيلا ميركل. لكن شولتس أعاد المستشارية إلى الاشتراكيين بعد 16 عاماً من حكم المحافظين بقيادة ميركل.
صورة من: Roland Weihrauch/dpa/dpaweb/picture-alliance
"رجل آلي"!
يلقي خطبه بنبرة رتيبة أكسبته لقب "شولتسومات" (أي شولتس الآلي)، ما يثير انزعاجه. وقال في معرض الدفاع عن نفسه: إنه "يضحك أكثر مما يعتقد الناس". وصرّح قبل فترة قصيرة لجريدة "دي تسايت" الألمانية: "أنا رصين وبراغماتي وحازم. لكن ما دفعني إلى العمل السياسي، هو المشاعر"، داعياً إلى "مجتمع عادل".
صورة من: Bernd Thissen/dpa/picture alliance
"نسخة متحورة" من ميركل!
في 2018 ومع توليه وزاره المالية، أصبح شولتس نائباً لميركل. ويقال إن عينه كانت على المستشارية منذ ذلك الوقت. ويستلهم شولتس من أسلوب ميركل، حتى أنه يقلّدها في الإيماءات، خصوصاً إيماءة يدها الشهيرة، إلى درجة أن صحيفة "تاغس تسايتونغ" اليسارية وصفته بأنه نسخة "متحوّرة" من ميركل!
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Niefeld
لمعان في زمن كورونا
في 2018، خلف شولتس، المسيحي الديموقراطي فولفغانغ شويبله، وتولى وزارة المالية وواصل النهج المالي الصارم لهذا الأخير. لكن بعد بدء جائحة كورونا لم يتردد شولتس في الخروج عن بنود الميزانية معتمداً السخاء في الإنفاق، وشعاره أن ألمانيا بإمكانها مواجهة الوباء من الناحية المالية. وبذلك عرف كيف يستفيد من الجائحة لوضع نفسه في قلب المشهد ومقدمته.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Brandt
المنقذ!
خسر شولتس معركته على رئاسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في عام 2019، لأنه لم ينجح في كسب قلوب أنصار الحزب، فقد رغب الحزب آنذاك في قيادة ذات توجهات يسارية صريحة. ورغم ذلك ظل الحصان الوحيد الذي يمكن لحزبه الرهان عليه للفوز بالمستشارية. وبخلاف التوقعات وقتها، تمكن من الفوز بسبب الطريقة الرصينة التي خاض بها حملته الانتخابية.
صورة من: Hannibal Hanschke/REUTERS
حياته الخاصة
أولاف شولتس (63 عاما) متزوج منذ عام 1998 من السياسية الاشتراكية الديمقراطية بريتا إرنست (60 عاما). ويقول عنها إنها "حب حياته". ويقيم الزوجان في بوتسدام بالقرب من برلين. وتشغل زوجته منصب وزيرة التعليم في ولاية براندنبورغ. وليس لديهما أطفال. ولشولتس شقيقان هما ينس (62 عاما) وهو طبيب كبير والآخر إنغو (60 عاما) وهو صاحب شركة متخصصة في تقنية المعلومات.
صورة من: dapd
فضائح!
تعرض شولتس للعديد من الهزات في مسيرته السياسية، ومنها مزاعم متعلقة بفضائح مالية كبيرة مثل فضيحتي "وايركارد" و"كوم إكس". لكن حتى لجان التحقيق البرلمانية لم تتمكن من إثبات أي شيء عليه. كما أنه تعرض لانتقادات كبيرة بسبب أعمال الشغب التي شهدتها مدينة هامبورغ في 2017 عندما كان رئيسا لحكومتها. لكن كل ذلك لم يجعل ثقته بنفسه تهتز.
صورة من: Michele Tantussi/AP Photo/picture alliance
ملفات شائكة
تنتظر شولتس ملفات سياسية شائكة، ناهيك عن إدارة حكومة ائتلافية غير مسبوقة من ثلاثة أحزاب (مع الخضر والليبرالي). وصحيح أن الانسجام كان كبيراً أثناء محادثات تشكيل الائتلاف الحكومي، غير أن الخلافات ستظهر لاحقاً بالتأكيد، خصوصاً وأن الحزب الليبرالي المحافظ جزء من حكومة "إشارة المرور" وبيده وزارات مهمة مثل المالية والنقل. إعداد: محيي الدين حسين / ص.ش