شولتس يرحب بنتائج انتخابات فرنسا ويشيد بالعلاقات مع باريس
٨ يوليو ٢٠٢٤
أعرب المستشار الألماني عن ارتياحه لنتائج الانتخابات الفرنسية، مؤكدا على أهمية دور فرنسا الأوروبي وعلاقاتها الوثيقة مع ألمانيا. فيما حذر مسؤول برلماني ألماني من خطر اليسار المتطرف وزعيمه ميلانشون المناهض لألمانيا.
إعلان
بعد الانتكاسة التي مني بها اليمين المتطرف في الانتخابات البرلمانية المبكرة في فرنسا، شعرت ألمانيا بارتياح. وقال المستشار أولاف شولتس اليوم الاثنين في نورنبرغ: "أنا والحكومة الاتحادية بأكملها نشعر بالارتياح". بالنسبة للرئيس إيمانويل ماكرون، كان الأمر سيكون بمثابة "تحدٍ كبير" لو كان "حزب يميني شعبوي" سيقود الحكومة.
وشدد شولتس على الأهمية الخاصة للعلاقات الألمانية الفرنسية من أجل أوروبا مسالمة وحرة. وأعرب عن أمله في أن ينجح ماكرون في "تشكيل حكومة بناءة". وقال المستشار الألماني: "لا غنى عن فرنسا للمهام الرئيسية المقبلة على مستوى الاتحاد الأوروبي، وهي مواصلة تطوير الاتحاد وقبول الأعضاء الجدد. "هذا ممكن فقط مع فرنسا".
ووصف المتحدث باسم الحكومة ستيفن هيبشترايت مزاج الحكومة الفيدرالية في ضوء نتائج الانتخابات بالإشارة إلى أن "هناك ارتياح لأن الأشياء التي كنا نخشى حدوثها لم تحدث". في إشارة منه إلى الفوز الانتخابي الذي تنبأت به استطلاعات الرأي لحزب التجمع الوطني الشعبوي اليميني، والذي انتهى بشكل مفاجئ إلى المركز الثالث فقط.
تحدي كبير لفرنسا
وأعرب نائب المستشار الألماني روبرت هابيك عن ارتياحه لنتائج الانتخابات البرلمانية في فرنسا. وقال هابيك، الذي يشغل أيضا منصب وزير الاقتصاد، في مستهل عطلته الصيفية في شتوتغارت، إنه لم يحدث تقدم لليمين. وذكر هابيك أنه على الرغم من أن تشكيل الحكومة أصبح معقدا جدا الآن، فإنه يرى أنه من الجيد للغاية أن تتعاون أحزاب الوسط ويسار الوسط والطيف اليساري لمنع فرنسا من الانجراف نحو القومية، مشيرا إلى أن نتيجة الانتخابات مشجعة.
وقال هابيك، المنتمي لحزب الخضر، إن هذا سيمثل الآن تحديا هائلا - خاصة بالنسبة لفرنسا نفسها، وكذلك أيضا بالنسبة لأوروبا، التي تمر حاليا بمرحلة إعادة تنظيم بعد انتخابات البرلمان الأوروبي، وبالنسبة للعلاقات الألمانية-الفرنسية، معربا عن أمله في أن تجد فرنسا بسرعة الموقف الذي تحتاجه أوروبا في هذا الوقت العصيب، مؤكدا أن الأمر لن ينجح بدون فرنسا.
ورغم نجاح التحالف اليساري في الانتخابات البرلمانية الفرنسية، لا يرى رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني، ميشائيل روت، مدعاة لوقف التحذير من خطر الشعبويين. وقال روت في تصريحات للنسخة الإلكترونية لصحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية اليوم الاثنين (8 تموز: يوليو 2024) "لقد تم إيقاف مسيرة القوميين اليمينيين والمتطرفين اليمينيين. هذا إنجاز عظيم للفرنسيين... لكن لا يزال من السابق لأوانه وقف التحذير، لأن الشعبويين القوميين من اليمين واليسار أصبحوا أقوى من أي وقت مضى. وتيار الوسط أضعف من أي وقت مضى. وبذلك فشل إيمانويل ماكرون فشلا ذريعا".
التحذير من خطر ميلنشون
وحققتالجبهة الشعبية الجديدةاليسارية مفاجأة وحلت في المقدمة بعد الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية الفرنسية، مع تراجع اليمين المتطرف إلى المركز الثالث، حسبما توقعت محطتا "تي أف 1" و"فرانس 2" بعد إغلاق مراكز الاقتراع أمس الأحد. وجاء تحالف الرئيس إيمانويل ماكرونالوسطي في المرتبة الثانية. وإذا كانت التوقعات صحيحة، فمن غير المرجح أن يحقق أي معسكر أغلبية مطلقة من 289 مقعدا.
وقال روت إن مشروع ماكرون السياسي ينص على عدم السماح لليسار أو اليمين بتقرير مستقبل البلاد وأوروبا، بل للوسط، وأضاف: "في الواقع، لقد مزق ماكرون الوسط السياسي". ودعا روت الأحزاب المعتدلة إلى التعاون، وقال: "سيكون من الجيد أن تتضافر القوى المؤيدة لأوروبا والملتزمة بالديمقراطية الليبرالية ... عندها يمكن إيقاف الشعبويين والقوميين. لكن مقابل ذلك سيتعين دفع ثمن أعلى. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الأحزاب المعتدلة في فرنسا مستعدة لدفع هذا الثمن. سيتعين على الجميع القفز إلى نهر عريض للغاية".
وحذر السياسي المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي من أن يضطلع أيقونة اليسار القديم جان-لوك ميلانشون بدور مهم في السياسة الفرنسية، وقال: "ميلانشون مناهض لألمانيا بكل معنى الكلمة. إنه لا يختلف كثيرا عن السيدة لوبان في خطاباته المناهضة لألمانيا وأوروبا...ليس هناك سبب للثقة بميلانشون. إنه أيديولوجي مناهض لأوروبا ومتهور".
سعي اليمين المتطرف للسلطة وتأثير ذلك على فرنسا والعالم
03:05
موسكو تتابع تشكيل الحكومة الفرنسية
قال الكرملين اليوم الاثنين إنه يرى أنه لا توجد لدى فرنسا إرادة سياسية قوية لاستعادة العلاقات مع موسكو، وأضاف أنه سيتابع عن كثب تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة.
ولم يفلح حزب التجمع الوطني اليمينيالمتطرف بزعامة مارين لوبان المشكك في جدوى الاتحاد الأوروبي والذي يتهمه معارضوه بالتساهل أكثر من اللازم مع روسيا في الفوز بالانتخابات الفرنسية المبكرة التي جرت جولتها الثانية أمس الأحد وتصدر نتائجها تحالف يساري. وانتهت الانتخابات إلى برلمان معلق.
ع.ج/ ح.ز (د ب أ، رويترز)
ألمانيا وفرنسا .. صداقة خاصة شهدت الكثير من المنعطفات
بعد 62 عاما على توقيع اتفاقية الإليزيه حول الصداقة الألمانية الفرنسية يراد الآن الانتقال بهذه العلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى. لكن الأمور لم تكن دائما سهلة في العلاقة بين البلدين.
صورة من: AP
تجاوز آلام الحرب العالمية الثانية
كانت فرحة أوروبية عارمة عندما زار في 1962 الرئيس الفرنسي شارل ديغول المستشار الألماني كونراد آديناور في بون. وبعد نصف سنة من هذه الزيارة وقع الزعيمان اتفاقية الإليزيه لتعزيز الصداقة الألمانية الفرنسية.
صورة من: picture-alliance/dpa
صداقة رجلين
كانت العلاقة بين المستشار الألماني هلموت شميت والرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان مميزة في سبعينات القرن الماضي. وزار جسكار شميت في منزله في هامبورغ، واشتكى من "التدخين المتواصل" للمستشار الألماني. جسكار يتحدث بطلاقة الألمانية، وشميت الراحل كان يتأسف لكونه لا يتحدث الفرنسية.
صورة من: picture-alliance/dpa
توأمة المدن
يوجد حوالي 2000 توأمة بين المدن الألمانية والفرنسية، وبعضها أقدم من اتفاقية الإليزيه. وهذه التوأمة بين مدينة رونيبورغ في ولاية تورنغن شرقي ألمانيا ومدينة هوتفيل-لومني الفرنسية أصبحت ممكنة فقط بعد الوحدة الألمانية. والتوأمة بين المدن تدعم الحياة المدرسية والثقافية والمهنية بين البلدين.
صورة من: DW
مصافحة تاريخية
لحظة بهجة ألمانية فرنسية: 1984 يتصافح الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران والمستشار الألماني هلموت كول خلال احتفال بذكرى ضحايا الحربين العالميتين في فردان. وأصبحت هذه الصورة فيما بعد رمزا للمصالحة الألمانية الفرنسية.
صورة من: ullstein bild/Sven Simon
هيئة الشبيبة الألمانية الفرنسية
ديغول وآديناور ركزا اهتمامهما منذ البداية على الشبيبة من البلدين التي وجب عليها التعارف والتعلم من بعضها البعض. الشاب الألماني نيكولاس غوتكنيشت والفرنسي باتريك بولسفور قاما في 2016 برعاية شباب عند إحياء ذكرى الحرب العالمية الأولى. ومنذ 1963 قامت هيئة الشباب بربط التواصل بين تسعة ملايين من الشباب الفرنسيين والألمان.
صورة من: DW/B. Wesel
الفرقة الألمانية – الفرنسية
الأعداء السابقون يشكلون اليوم وحدة عسكرية مشتركة. واُنشأت هذه الوحدة في 1989 وتم إدماجها في الفيلق الأوروبي في 1993. وعملياتها الرئيسية كانت في البلقان وأفغانستان ومالي.
صورة من: picture-alliance/dpa
العلاقات بين أنغيلا وفرانسوا
من الناحية السياسية لم يكونا قريبين من بعضهما البعض: المسيحية الديمقراطية أنغيلا ميركل والاشتراكي فرانسوا أولاند، خاصة خلال أزمة الديون الحكومية الأوروبية عندما كانت ميركل تضغط من أجل التقشف، فيما دعا أولاند إلى برامج إصلاح اقتصادية. وبالرغم من ذلك وجد الاثنان قاعدة مشتركة، وذلك من أجل تحمل المسؤولية السياسية تجاه أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa
تصادم ألماني فرنسي
لقد عانى الفرنسيون لفترة طويلة لأن ألمانيا هي الشريك الاقتصادي الأقوى. لكن في عام 2017 حدث العكس، إذ استحوذت شركة السيارات الفرنسية "بيجو القابضة" التي تضم بيجو وسيتروين على شركة صناعة السيارات أوبل الألمانية الأصل. ومنذ ذلك حين يخشى الكثير من العمال لدى أوبل في ألمانيا من فقدان وظائفهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Rumpenhorst
تقريبا متزوجين؟
في ذكرى مرور مائة عام على انتهاء الحرب العالمية الأولى التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في مدينة كومبيين، حيث وقع وقف إطلاق النار في عام 1918. مشهد يبقى في الذاكرة: شاهدة عيان اعتقدت بأن ميركل هي زوجة ماكرون. إلا أن الصداقة الألمانية الفرنسية ليست وثيقة بعد إلى هذه الدرجة.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
مبادرة فرنسية ألمانية تاريخية
وُصفت المبادرة الفرنسية الألمانية للتعافي الأوروبي في مواجهة أزمة جائحة كورونا بأنها تاريخية وغير مسبوقة، وكان قد قدمها الرئيس ماكرون والمستشارة ميركل في 18 مايو أيار2020، وقد خلقت ديناميكية جديدة على الصعيد الأوروبي. فقد تبنتها المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي وتم على أساسها اعتماد خطة إنعاش أوروبية بقيمة 750 مليار يورو، تشمل 390 مليار يورو كإعانات للدول الأعضاء والقطاعات الممولة بقرض أوروبي.
صورة من: Jean-Christophe Verhaegen/AFP/Getty Images
علاقات محورية لا تخلو من تباينات
يُنظر منذ وقت طويل إلى العلاقة بين باريس وبرلين على أنها القوة الدافعة في صناعة السياسة الأوروبية. لكن خلافات طفت على السطح منذ عام 2022، خصوصا بعد خروج المستشارة السابقة أنغيلا ميركل من المشهد السياسي الألماني، على الرغم من أن الرئيس إيمانويل ماكرون والمستشار أولاف شولتس بذلا مؤخراً جهوداً لتحسين التعاون بين البلدين وتبديد الخلافات خصوصا في ملفات الدفاع وحرب أوكرانيا وقضايا تجارية وصناعية.
صورة من: Thibault Camus/AFP
أول زيارة دولة منذ ربع قرن
تعتبر زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس إيمانويل ماكرون (26-28 مايو أيار 2024) إلى ألمانيا الأولى من نوعها منذ حوالي ربع قرن إذ تعود آخر زيارة دولة قام بها رئيس فرنسي إلى ألمانيا إلى عام 2000 من قبل الرئيس الأسبق جاك شيراك. تعد فترة طويلة بالنسبة لبلدين مترابطين بشكل وثيق ولهما دور محوري في الإتحاد الأوروبي. لكن رغم هذا الانقطاع الطويل تجتمع حكومتا البلدين بشكل منتظم كل بضعة أشهر.