شولتس يرى في تدريب الطيارين الأوكرانيين رسالة لموسكو
٢١ مايو ٢٠٢٣
التقى المستشار الألماني أولاف شولتس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مدينة هيروشيما اليابانية على هامش قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى. وأكد شولتس أن برنامج تدريب الطيارين الروس رسالة موجهة لموسكو.
إعلان
قال المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم الأحد (21 مايو/ أيار 2023) إن برامج لتدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 هي رسالة موجهة لموسكو حتى لا تتوقع نجاح غزوها لأوكرانيا حتى لو طال أمده. ولم تحصل كييف على تعهدات بإمدادها بهذه المقاتلات، لكن الرئيس الأمريكي جو بايدن وكبار المسؤولين الأمريكيين أبلغوا قادة مجموعة الدول السبع يوم الجمعة بأن واشنطن تدعم برامج التدريب المشتركة للطيارين الأوكرانيين على طائرات إف-16.
وتمثل مسألة حصول أوكرانيا على المقاتلات الحديثة واستخدامها تحديا لمجموعة السبع، التي تكثف تدريجيا من دعمها لكييف في الحرب الدائرة منذ 15 شهرا لكنها تخشى الذهاب بعيدا في استفزاز موسكو. ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو القول أمس السبت إن الدول الغربية ستواجه "مخاطر جسيمة" إذا زودت أوكرانيا بطائرات إف-16.
تزويد أوكرانيا بقدرات جوية قتالية
وقال شولتس للصحفيين قبل مغادرته قمة مجموعة السبع التي عقدت بمدينة هيروشيما اليابانية "تدريب الطيارين مشروع طويل... والولايات المتحدة لم تقرر ما الذي سيحدث في النهاية. المشروع يحمل رسالة لروسيا وهي أنه لا يمكنها التعويل على تحقيق النصر إذا راهنت على حرب طويلة".
بدوره قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن بلاده ستعمل مع هولندا وبلجيكا والدنمرك "لتزويد أوكرانيا بالقدرات الجوية القتالية التي تحتاجها". وذكر مسؤولون أمريكيون أن التدريب على الطائرات أمريكية الصنع سيجري في أوروبا وسيستغرق وقتا، وأشارت تقديراتهم إلى أن مرحلة التدريب والتسليم قد تحتاج إلى 18 شهرا على الأقل.
موسكو تعلن السيطرة على باخموت
في سياق متصل، أعلنت روسيا مساء السبت أنّها سيطرت بالكامل على مدينة باخموت، مركز القتال في شرق أوكرانيا، في حين أكّدت كييف أنّ القتال مستمرّ رغم إقرارها بأنّ الوضع "حرج". وقالت وزارة الدفاع الروسيّة إنّه "على أثر الأعمال الهجوميّة لوحدات فاغنر، بدعم من مدفعيّة وحدة "الجنوب" وطيرانها، اكتمل تحرير مدينة أرتيموفسك"، مُستخدمةً الاسم السوفياتي لباخموت. وقبل ذلك بساعات قليلة، كان يفغيني بريغوجين، رئيس فاغنر، قد أعلن السيطرة على مدينة باخموت.
وهنّأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء السبت مجموعة فاغنر وجيش بلاده بعد إعلانهما السيطرة على مدينة باخموت، حسب بيان للكرملين نقلته وكالات أنباء روسيّة.ونقلت وكالة "تاس" بيانًا للكرملين جاء فيه أنّ "بوتين هنّأ وحدات فاغنر الهجوميّة وكذلك جميع جنود وحدات القوّات المسلّحة الروسيّة الذين قدّموا لها الدعم اللازم لإتمام عمليّة تحرير أرتيموفسك". وفي حال تأكّدت السيطرة على باخموت، سيكون بوسع موسكو إعلان انتصار بعد سلسلة من النكسات العسكرية، وذلك قبل هجوم أوكراني مضادّ تُعدّ له كييف منذ أشهر.
زيلينسكي يلمح لخسارة باخموت
في المقابل، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على ما يبدو خسارة مدينة باخموت لصالح روسيا اليوم الأحد، إذ قال ردا على سؤال حول ما إذا كانت المدينة لا تزال تحت سيطرة كييف "أعتقد لا". وقال زيلينسكي قبيل لقاء مع نظيره الأمريكي جو بايدن في اليابان "أعتقد لا ... اليوم هي فقط في قلوبنا". من جهتها، أكدت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار على تلغرام أن القوات الأوكرانية لا تزال "تسيطر على بعض المنشآت الصناعية والبنى التحتية" والمباني السكنية في المنطقة، مقرّةً في الوقت نفسه بأنّ "الوضع حرج. من جهته أكد مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك عبر التلفزيون أنه "سيتم تحرير باخموت كما سائر الأراضي الأوكرانية".
وقال بريغوجين إن مجموعة فاغنر ستسحب مقاتليها من المدينة اعتبارا من 25 أيار/ مايو وستسلم الدفاع عن المدينة إلى الجيش الروسي، واضعا مقاتليه في تصرف موسكو لعمليات مقبلة. وتكبد الطرفان خسائر فادحة في باخموت، المدينة التي كان يسكنها حوالى 70 ألف نسمة قبل الهجوم الروسي، وباتت اليوم مدمرة بمعظمها جراء المعارك.
ح.ز/ ع.غ (أ.ف.ب / رويترز /د.ب.أ)
في صور.. باخموت مدينة تنزف ..حصن أوكرانيا المنيع أمام روسيا
تحتدم المعارك حول وسط مدينة باخموت شرق أوكرانيا مع تبادل أوكرانيا وروسيا التصريحات بخوض معارك ضارية. الجولة المصورة تسرد قصة المدينة الاستراتيجية منذ بداية الحرب.
صورة من: Libkos/AP/picture alliance
معارك ضارية
مع احتدام المعارك في باخموت شرق أوكرانيا، تبادلت أوكرانيا وروسيا التصريحات بإيقاع خسائر فادحة في صفوف الطرف الآخر..فما قصة المدينة؟ ولماذا تعد حصن أوكرانيا المنيع أمام الروس؟
صورة من: Narciso Contreras/Anadolu Agency/picture alliance
مدينة قبل الكارثة
تعود هذه الصورة إلى ربيع العام الماضي وترمز إلى العائلة والطفولة في باخموت. بيد أنه في مايو / آيار الماضي، اقتربت المعارك من المدينة وتعرضت لهجمات بالمدفعية وغارات جوية من قبل القوات الروسية ما خلف دمارا كبيرا لحق بالكثير من المباني.
صورة من: JORGE SILVA/REUTERS
"فقدنا كل شيء"
تعرضت التجمعات السكنية في شرق باخموت للقصف الروسي للمرة الأولى في ربيع العام الماضي. وبسبب المعارك، نزح الكثير من سكان باخموت ومنهم السيدة هالينا التي قالت للصحافيين وهي تقف أمام منزلها المدمر " لقد شُرّدنا وفقدنا كل شيء وجرى تدمير كل شيء ولا مجال للعودة".
صورة من: Aris Messinis/AFP/Getty Images
عناق أمام أنقاض المدارس
استهدفت الهجمات الروسية المدارس في باخموت. وفي يوليو / تموز الماضي، تعرضت مدرسة للتدمير، لكن لحسن الحظ لم يسفر القصف عن سقوط ضحايا. وأمام أنقاض المدرسة، تبادلت معلمتان العناق وسط حالة من الأسى.
صورة من: Diego Herrera Carcedo/AA/picture alliance
المباني التاريخية لم تسلم من القصف
خلال القصف الروسي، تعرضت الكثير من البنايات التاريخية في باخموت للتدمير مثل قصر الثقافة وبناية تعود إلى القرن التاسع عشر ومدرسة ثانوية عريقة خاصة بالفتيات. وجرى تدمير الكثير من المباني الحديثة التي تعد أبرز ملامح باخموت.
صورة من: Dimitar Dilkoff/AFP/Getty Images
النزوح عن باخموت
مع اشتداد المعارك، بقى قرابة أربعة آلاف شخص من باخموت بحلول السابع من مارس / آذار الجاري فيما كان يصل تعداد سكان المدينة قبل الحرب إلى 73 ألفا. وكان ألكسندر هافريس من بين السكان الذين قرروا النزوح عن باخموت حيث توجه وعائلته إلى العاصمة كييف بحثا عن الأمان.
صورة من: Metin Aktas/AA/picture alliance
هدنة هشة
غادر أكثر من 90 في المائة من سكان باخموت والمناطق المحيطة بها. لكن من اضطر إلى البقاء معظمهم مرضى وكبار السن واجهوا ظروفا مأساوية إذ لا يوجد سوى صيدلية واحدة ومحلات تجارية قليلة تفتح أبوابها لساعات قليلة خلال أوقات الهدنة. وعلى وقع ذلك، قدمت منظمات إغاثة ومتطوعون مساعدات إنسانية لمن بقي في باخموت.
صورة من: ANATOLII STEPANOV/AFP/Getty Images
حياة تحت القصف
رغم اشتداد المعارك، اضطر البعض للبقاء داخل باخموت ومنهم هذه السيدة الحامل وزوجها حيث التقطت هذه الصورة لهما أواخر يناير / كانون الثاني الماضي أمام أحد الملاجئ في المدينة. ويحتاج من يريد الدخول إلى باخموت للحصول على تصريح.
صورة من: Raphael Lafargue/abaca/picture alliance
حالة خوف مستمرة
بسبب الهجمات الروسية المتواصلة، يضطر الكثير من سكان باخموت إلى الاختباء داخل الملاجئ خاصة كبار السن ومنهم السيدة المسنة فالينتينا بوندانيركو البالغة من العمر 79 عاما التي لا تستطيع النظر من شرفة منزلها لفترات طويلة خوفا على حياتها.
صورة من: Daniel Carde/Zumapress/picture alliance
الحياة اليومية في القبو
رغم مغادرة أفراد الأسرة إلى أوروبا، إلا أن نينا وزوجها قررا البقاء في باخموت. وفي ذلك، قالت نينا "لقد اعتدنا على سماع صوت دوي الانفجارات". وأكدت نينا أنها وزوجها لن يغادرا المدينة ما دام الجيش الأوكراني موجودا في باخموت.
صورة من: Oleksandra Indukhova/DW
تدهور الوضع الإنساني
تفاقم الوضع الإنساني في باخموت مع بدء القوات الروسية هجومها في الأول من أغسطس / آب الماضي. وعلى وقع ذلك، تعرضت شبكات الكهرباء والهواتف المحمولة للتدمير بسبب القصف فيما بات الحصول على مواد غذائية أمرا صعبا حتى أن بعض المتطوعين أصيبوا في الهجمات.
صورة من: Diego Herrera Carcedo/AA/picture alliance
هجمات بالمدفعية الثقيلة
أبرز المعارك حول باخموت دارت بين وحدات المدفعية. وحسب تقديرات الجيش الأوكراني فإنه جرى استخدام المدفعية والذخيرة الثقيلة خلال المعارك. وتعرضت باخموت لهجمات من مجموعة "فاغنر" الروسية. ورغم ذلك، يبدي الجيش الأوكراني مقاومة باسلة.
صورة من: Bulent Kilic/AFP/Getty Images
علم أوكرانيا.. من باخموت إلى الكونغرس الأمريكي
تفقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 20 من ديسمبر / كانون الأول الجنود الأوكرانيين في باخموت. وقد أخذ معه علما أوكرانيا يحمل توقيعات الجنود الأوكرانيين الذين يحاربون في باخموت. وبعد يومين، زار واشنطن حيث قام بإهداء العلم إلى رئيس مجلس النواب الأمريكي آنذاك نانسي بيلوسي.
صورة من: Carolyn Kaster/AP Photo/picture alliance
علاج المصابين على جبهات القتال
تواجه الأطقم الطبية التابعة للجيش الأوكراني ظروفا صعبة حيث تضطر إلى علاج المصابين على جبهات القتال. وتعمل هذه الأطقم على إنقاذ المصابين رغم نقص الإسعافات والإمدادات الطبية. ولا يتوقف الأمر على ذلك، بل تعمل هذه الأطقم على ضمان نقل الحالات الحرجة إلى المناطق الآمنة.
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP Photo/picture alliance
مدينة تحت الأنقاض
بسبب القصف واحتدام المعارك، تعرضت 80 في المائة من المنازل في باخموت للتدمير، وفقا للسلطات الأوكرانية. هذه الصورة التقطت في أواخر ديسمبر / كانون الأول الماضي وتظهر تصاعد الأدخنة من المباني المدمرة.
صورة من: Libkos/AP/picture alliance
دمار هائل
في يناير/ كانون الأول الماضي، التقطت الأقمار الاصطناعية صورا لمدينة باخموت تظهر حجم الدمار الذي لحق بها. وجاء في التعليق: "ظلت المدينة مركزا لمعارك طاحنة بين الوحدات الروسية والأوكرانية خلال الأشهر الماضية وتكشف هذه الصور حجم الدمار الذي لحق بالبنايات والبنية التحتية في باخموت".
صورة من: Maxar Technologies/picture alliance/AP
مدينة أشباح
تضررت معظم مباني مدينة باخموت كثيرا بسبب التدمير حيث انهارت الأسقف وجدران المنازل ولم تنجو من القصف إلا واجهات الأبنية. وتظهر هذه الصورة التي التقطت من طائرة مسيرة في 13 من فبراير / شباط الماضي حجم الدمار الذي لحق بالمدينة والتي تحولت إلى ما يشبه مدينة أشباح فيما تغطي الثلوج الأنقاض.
صورة من: AP Photo/picture alliance
الدفاع عن "قلعة باخموت"
مع اشتداد المعارك، تعهد زيلينسكي بالدفاع عن "قلعة باخموت" وهو الأسم الذي أطلقه على المدينة حيث هدد "بتدمير" القوات الروسية التي تطوق المدينة. ورغم ذلك، لم يستبعد مسؤولو حلف "الناتو" احتمال سقوط باخموت في أيدي الروس. دميترو كانيفسكي/ م.ع/ م.أ.م