شولتس يشبه النظام الإيراني بالدكتاتورية العسكرية بالأرجنتين
٢٩ يناير ٢٠٢٣
أحيا المستشار أولاف شولتس ذكرى آلاف الضحايا الذين سقطوا في الأرجنتين إبان حكم الديكتاتورية العسكرية بين 1976 و1983. وشبه شولتس طريقة تعامل هذه الديكتاتورية مع الضحايا بتعامل النظام الإيراني مع المتظاهرين المناوئين له.
إعلان
خلال زيارته لنصب ضحايا الديكتاتورية العسكرية في منطقة ريو دي لا بلاتا في العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس، قال المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم الأحد (29 يناير/ كانون الثاني 2023) إنه يجد نفسه مضطرا إلى أن "يفكر بشكل مباشر في الشباب الذين يتعرضون للقتل في إيران الآن عندما يعملون من أجل حريتهم ومن أجل حياة أفضل".
يذكر أن عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم إبان فترة حكم الديكتاتورية العسكرية في الأرجنتين يتراوح وفقا لتقديرات بين 7000 و30 ألف شخص، بعضهم قُتِل خلال الرحلات الجوية المعروفة برحلات الموت حيث كان يتم إلقاؤهم من الطائرات فوق منطقة ريو دي لا بلاتا. والتقى شولتس أيضا في النصب التذكاري مع ناجين من هذه الحقبة.
وقال شولتس إن "حقيقة أن الديكتاتورية تجلب معها المعاناة البشرية والاضطهاد والموت هي أمر اتضح هنا على نحو جلي للغاية تماما كما نراه حاليا في كل مكان في العالم". وأشار إلى أن ما حدث آنذاك في الأرجنتين، هو بمثابة تحذير من اعتبار الحرية من الأشياء المفروغ منها "فمن واجبنا أن نعمل على ضمان تجاوز هذه الفترات".
ونشرت منظمة هيومان رايتش ووتش اليوم تقريرا أفاد بأن ما لا يقل عن 527 شخصا لقوا حتفهم في الاحتجاجات المناوئة للنظام التي تشهدها إيران منذ أكثر من أربعة شهور.
تصميم على إبرام "سريع" لاتفاقية التجارة الحرة
وعلى هامش زيارة شولتس أعلنت الأرجنتين وألمانيا أنهما مصمّمتان على إبرام "سريع" لاتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ودول أميركا الجنوبية ضمن مجموعة ميركوسور.
وقال شولتس في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديس "هدفنا التوصّل أخيراً إلى إبرام سريع" للاتفاقية مع ميركوسور، الاتحاد الجمركي بين البرازيل والأرجنتين وأوروغواي وباراغواي، التي تحمل "أهمية خاصة".
من جهته، أشار فرنانديس إلى أن الأرجنتين والبرازيل تريدان "وضع اللمسات الأخيرة على هذه الاتفاقية بشكل نهائي"، وذلك بعدما كان تحدّث مع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا. وأضاف أنه "مع وصول لولا، نحن في ظروف أفضل" لإبرام الاتفاق.
ولم يتم التصديق على اتفاقية التجارة الحرة التي جرى توقيعها في العام 2019، خصوصاً بسبب المخاوف بشأن السياسة البيئية للرئيس البرازيلي اليميني المتطرّف السابق جايير بولسونارو.
وقال شولتس إنّ ألمانيا، الشريك التجاري الرئيسي للأرجنتين في الاتحاد الأوروبي، تريد أن تصبح "شريكها الاستراتيجي" و"تستفيد من حقولها للمواد الخام" بما فيه "منفعة لكلا البلدين"، مشيراً خصوصاً إلى الإمكانات الأرجنتينية على صعيد الغاز والليثيوم.
ويعتزم المستشار التوجه بعد ظهر اليوم (بالتوقيت المحلي الأرجنتيني) إلى تشيلي وهي ثاني محطة له في جولته في أمريكا اللاتينية التي تستغرق أربعة أيام وسيختتمها في البرازيل.
ع.ش/ أ.ح (د ب أ، أ ف ب)
الأبناء المفقودون: مئة عام من الحداد
جثث في مقابر عسكرية جماعية رسمت معنى جديداً للحداد، أكانت المحرقة أو فيتنام أو الحرب الأهلية في الأرجنتين أو بوسنة أو 9/11. معرض "الأبناء الضائعون" في قاعة الفنون في مدينة بون يوضح ثقافة الحداد التي خطتها الحروب بدمائها.
صورة من: picture-alliance/dpa
حرب الدول الصناعية الناشئة
كبيرة كانت الآثار السلبية للحرب العالمية الأولى، فلأول مرة تمكنت الدول الصناعية من إنتاج الأسلحة بكميات كبيرة كأي منتج صناعي آخر. ناهيك عن الغاز السام، فهنا يترقب الجنود الألمان هجوماً غازياً عليهم. إلا أن الحمامة الطائرة تنبئهم بفوزهم ببعض من الوقت قبيل حلول الهجوم.
صورة من: DW
أموات بلا وجوه
لم يتوانَ الحلفاء عن استخدام أسلحة بقوتها الفتاكة تمحي تشوه وجوه الضحايا بشكل يصعب التعرف عليهم بعد اندثار فرص التعرف عليهم في أراض بعيدة عن الوطن. يوضح المعرض في بون طبيعة الثقافة الجديدة للحداد على الموتى البالغ عددهم 10 ملايين إبان الحرب العالمية الأولى.
صورة من: DW
أموات بلا أسماء
هنا في مقبرة العظام داخل الصرح التذكاري في مدينة فيردون الفرنسية تشابكت رفات 130.000 جندي فرنسي وألماني. سخرية الأقدار شاءت أن تترابط أجسادهم أمواتاً رغم شدة كراهيتهم لبعضهم أحياءً.
صورة من: DW
رثاء الأبناء
لم يبلغ بيتر كولفيتس سوى الثامنة عشرة من عمره حين سقط في الإقليم الفلامندي في بلجيكا في أكتوبر 1914. والدته الفنانة كاتي كولفيتس لم تنفك تبكي ولدها في أعمالها الفنية حتى وفاتها عام 1945.
صورة من: DW/P. Henriksen
أين نبكيهم؟
ليس لضحايا الحرب العالمية الأولى قبور يبكي عليها أهاليهم، فجل ما بقي منهم كان اسمهم. من هنا بدأت فكرة ضرحة الشهداء للتذكير بهم. في الصورة نرى ضريح بيتر كولفيتس في فلادسلو البلجيكية.
صورة من: DW/P. Henriksen
أبناء مفقودون
كان رودي يارد كيبلينغ أحد أهم الكتاب البريطانيين في مطلع القرن العشرين، فنال جائزة نوبل للأدب في عام 1907. وحين اندلعت الحرب دفع الوالد بابنه جون على المشاركة فيها وهو ما تندم عليه طيلة عمره، حيث اعلن عن فقدانه في 1915 ولم تلتق عينا الأب بجسد ابنه بعدها أبداً.
صورة من: DW/P. Henriksen
لم يبق سوى أسماؤهم
ضريح شهداء الحرب العالمية الأولى التذكاري في مقبرة تاين كوت في إيبر البلجيكية. دموع رابطة قبور الحرب حفرت على كافة الأضرحة المركزية العبارة ذاتها: "اسمك سيخلد للأبد"
صورة من: Kunst-und Ausstellungshalle der Bundesrepublik Deutschland
مواقع للحداد
أحد ابرز مميزات ثقافة الحداد المرتبطة بالحرب العالمية الأولى هي تقديس الأسماء وتخليدها. اللوحة اليمنى تبين النصب التذكاري لضحايا المحرقة في باريس والثانية للنصب التذكاري المدعو "نقطة التجمع" في وارسو، حيث كانت تنطلق منها القطارات المتجهة إلى معسكرات الاعتقال.
صورة من: DW/P. Henriksen
كي لا ننسى
58 ألف اسم لضحايا حرب فيتنام مدون على الصرح التذكاري الصخري الأملس. يذكر أن عدد ضحايا الحرب الفيتنامية (1964- 1975) الفعلي بالملايين.
صورة من: picture-alliance/dpa
معرفة الأقدار كخطوة أولى للحداد
اختفى آلاف السياسيين المعارضيين خلال فترة حكم المجلس العسكري في الأرجنتين بين عامي 1976 إلى 1983. وتتظاهر حتى يومنا هذا امهاتهم كل خميس أمام القصر الرئاسي في أهم ساحة في بوينوس آيرس "بلازا دي مايو"، مطالبات بالإعلان عن مصير أبنائهم.
صورة من: picture-alliance/abaca
مجزرة سربرنيتشا
تظهر الصورة فريق التحقيق التابع لمحكمة جرائم الحرب للأمم المتحدة أثناء عملية إخراج جثث عشرات الضحايا المسلمين. ففي عام 1995 قتل الصرب حوالي 8 آلاف شاب و رجل من البوسنة و دفنوهم في قبور جماعية.
صورة من: Odd Andersen/AFP/Getty Images
أموات بلا قبور
نصف ضحايا تفجيرات 11 سبتمبر/أيلول اختفوا بلا أثر. حفظاً للضحايا من النسيان وتخليداُ لهم وتضامناً مع أهاليهم شيد صرح لهم.