شولتس يصر على تنفيذ التطعيم الإلزامي في قطاعي الرعاية والصحة
٩ فبراير ٢٠٢٢
حسما للجدل أعرب المستشار الألماني شولتس عن إصراره على تنفيذ قانون التطعيم الإلزامي للعاملين في قطاعي الرعاية والصحة. يأتي ذلك ردا على مطالب بتعليق تنفيذ هذا القانون الذي سبق أن أقره البرلمان الاتحادي ومجلس الولايات.
إعلان
نقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية، فولفغانغ بوشنر، عن المستشار الألماني أولاف شولتس إصراره على أن تنفذ الولايات التطعيم الإجباري ضد كورونا للعاملين في دور الرعاية والمستشفيات الذي تم إقراره من قبل البرلمان الاتحادي ومجلس الولايات في العاشر من كانون الأول/ديسمبر الماضي.
ووفقا للمتحدث قال شولتس اليوم الأربعاء (التاسع من فبراير/شباط 2022):" نفترض أنه سيتم الالتزام بالقوانين " لافتا إلى أن هذه "واحدة من مزايا النظام القانوني الألماني". وأشار بوشنر في هذا السياق إلى القاعدة القانونية السارية التي أقرها البرلمان ومجلس الولايات، وقال إن الولايات ناشدت الحكومة الاتحادية صراحة تطبيق هذا التطعيم الإجباري كحماية إضافية للشرائح المعرضة للخطر، وأردف أن الولايات هي المسؤولة عن التنفيذ.
وكشف المتحدث أن الحكومة الاتحادية أرسلت مجددا بإشارة مفادها أنها على استعداد لإجراء محادثات "من أجل ضمان توفير نهج موحد وعملي" في تطبيق هذه اللائحة.
وكانت ولاية بافاريا أعلنت أنها ستعلق تنفيذ هذا التطعيم فعليا، كما حذا حذوها ولايات يقود حزب المستشارة السابقة أنغيلا ميركل المسيحي الديمقراطي حكوماتها.
وتنص لائحة التطعيم الإجباري على إلزام العاملين في دور الرعاية والمستشفيات بأن يقوموا في موعد أقصاه 15 آذار/مارس المقبل بتقديم ما يثبت حصولهم على تطعيم كورونا أو تعافيهم من مرض كوفيدـ 19 أو تقديم شهادة طبية تفيد بتعذر أخذهم للقاح.
ويجب على جهات العمل إخطار مكاتب الصحة في حال عدم تقديم أي من هذه الإثباتات وعندئذ يمكن لمكاتب الصحة أن تمنع العاملين الذين لم يقدموا هذه الإثباتات من دخول أماكن عملهم.
يذكر أن تقارير صحفية تحدثت عن أن المحكمة الدستورية الاتحادية تلقت 74 شكوى دستورية من نحو 300 مدعٍ ضد التطعيم الإجباري في قطاع الصحة والتمريض، وفق بوابة "فوكوس أون لاين" الإخبارية الأسبوع المنصرم.
واستباقا لتنفيذ قانون التطعيم الإجباري سجل نحو 25 ألف شخص من القطاع الصحي والاجتماعي أنفسهم في كانون الأول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير الماضيين ضمن قوائم الباحثين عن عمل وذلك، وهو عدد أعلى من المعتاد، حسب ما كشفت الوكالة الاتحادية للعمل في ألمانيا في الأول من الشهر الجاري.
وحسب المتحدث باسم الوكالة فإن الأشخاص الذين يسجلون أنفسهم ضمن قوائم الباحثين عن العمل هم أشخاص يبلغون الوكالة أنهم مهددون بفقدان عملهم لكنهم لا يزالون يعملون في وظائفهم.
ع.ج.م.أ.ح (د ب أ)
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
موجة جديدة من كورونا في ألمانيا تدق ناقوس الخطر. مخاوف واسعة من عودة الإغلاق العام كحل أخير وارتفاع نسبة الوفيات والضغط على النظام الصحي، لكن مع ذلك تظهر ألمانيا أنها قد تعلمت بعض الدروس من الأشهر السابقة.
صورة من: Daniel Bockwoldt/dpa/picture alliance
أرقام قياسية للإصابات الجديدة
دخلت ألمانيا "الموجة الرابعة" من جائحة كورونا بأرقام قياسية، بلغت الخميس 11 نوفمبر/ تشرين الثاني حوالي 50.196 ألف إصابة و235 حالة وفاة. ولم تسجل ألمانيا على الإطلاق رقماً مماثلاً في الإصابات منذ بداية الجائحة، لكن أرقام الوفيات تظل نسبياً أقلّ مما سجل نهاية عام 2020، ما يؤكد الاستنتاجات بكون التطعيم لا يمنع من الإصابة بالفيروس، لكنه يخفض أرقام الإصابات الحرجة وبالتالي أرقام الوفيات.
صورة من: Rüdiger Wölk/imago images
موجة بدون صرامة المواجهة
ألمانيا لا تخطط هذه المرة لإجراءات صارمة كما فعلت ما بين نهاية 2020 وبداية 2021. فقد سمحت عدة مدن بإقامة احتفالات الكرنفال، كما لا توجد خطط لإغلاق عام ولا لتشديد القيود. وسبق لوزير الصحة ينس شبان أن أيد إنهاء إجراءات الوضع الوبائي الموحدة على الصعيد الفيدرالي نهاية نوفمبر 2021، ما يتيح رفع عدد من الإجراءات كارتداء الكمامات، لكن القرار قد لا يصادق عليه البرلمان بسبب ارتفاع الإصابات مجددا.
صورة من: Henning Kaiser/dpa/picture alliance
بين قاعدة 3G وقاعدة 2G
سمحت ألمانيا باستئناف الكثير من الخدمات كدخول المطاعم والمقاهي وصالونات الحلاقة وأماكن الترفيه المغلقة وفق قاعدة 3G التي تعني ضرورة التطعيم، أو إثبات عدم الإصابة بالفيروس عبر كشف سريع، أو التعافي من الفيروس بعد الإصابة به. وبدأت مكاتب وإدارات كذلك باعتمادها، لكن عدة ولايات بدأت تعتمد قاعدة 2G التي تستثني الكشف السريع لأجل مواجهة الموجة الرابعة، ما أثار جدلاً كبيرا بين رافضي التطعيم.
صورة من: Ying Tang/NurPhoto/picture alliance
مجانية الكشف السريع
أتاحت ألمانيا بشكل مجاني اختبارات الكشف السريعة عن الفيروس لكل السكان، وكان الطلب عليها شديدا عند إطلاقها بسبب عدم تقدم حملة التطعيم حينها، لكن مع مرور الوقت، قررت السلطات إلغاء مجانيتها لدفع عدم المطعمين إلى الإسراع بذلك. لم تنجح الفكرة كثيراً، وعادت الحكومة الاتحادية للتفكير في إعادة المجانية، خصوصًا أن معهد روبرت كوخ أوصى بهذه الاختبارات حتى للمطعمين في حالة حضورهم للفعاليات الكبرى كالاحتفالات.
صورة من: Sean Gallup/Getty Images
حملة التطعيم لم تبلغ أهدافها
أرادت الحكومة الألمانية بلوغ نسبة تطعيم تصل لـ 75 بالمئة من العدد الإجمالي للسكان نهاية صيف 2021، غير أن الرقم لم يتجاوز إلى حدود شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 67,5 في المئة. نجحت ولايات في الاقتراب أو حتى تجاوز النسبة المستهدفة، خصوصا في شمال وغرب البلاد كبريمن (81.6 بالمئة)، لكن ولايات في الشرق لم تتجاوز حتى 60 بالمئة كسكسونيا (59.5 بالمئة)، ويعود ذلك لانتشار الحركات المنكرة لكورونا في هذه المناطق.
صورة من: Jens Schlueter/Getty Images
أوضاع المستشفيات تحت السيطرة
تفتخر ألمانيا بنظامها الصحي القادر على مواجهة الضغط، لكنها تعرّضت لاختبار قاسٍ خلال موجة كورونا الثانية بسبب الطلب الكبير على وحدات العناية المركزة الذي اقترب من 6 آلاف حالة في ديسمبر/ كانون الأول 2020. حاليا يبقى في الرقم ما بين 2000 و 3000 آلاف، وتخطط الحكومة الاتحادية لتوزيع الحالات الحرجة على مجموع التراب الألماني حتى لا يقع الضغط على ولاية لوحدها، خصوصا في الشرق.
صورة من: Waltraud Grubitzsch/dpa/picture alliance
جائحة في قلب الانتقال السياسي
الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال فقط في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة محتملة بقيادة أولاف شولتس. وُجهت انتقادات كبيرة لحكومة ميركل في التعامل مع الجائحة، خصوصا إثر بطء عملية التطعيم والتردد الكبير في اتخاذ القرارات والتراجع عنها. ويرغب شولتس بتجاوز هذه الأخطاء ووضع استراتيجية أقوى، لكن المشاورات المطولة لتشكيل الحكومة قد تؤثر على النقاش الخاص بكورونا.
صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
الجائحة غيرّت المشهد
أضحت الكمامات جزءا أساسيا من المشهد العام في البلد، كما اتخذت عدة مؤسسات إجراءات بتشجيع العمل من البيت أو تقليل نسبة حضور الموظفين في المكاتب. وأدت الجائحة إلى التفكير في تغيير نمط الحياة، خصوصا التباعد الاجتماعي مع التركيز على اللقاءات الافتراضية. كما أثرت الجائحة على النظام التعليمي بسبب اعتماد التعليم عن بعد وإغلاق المدارس في بعض الفترات، ما خلق مخاوف من تأثير ذلك على الأجيال الصاعدة.
صورة من: Sebastian Kahnert/dpa-Zentralbild/dpa/picture alliance
توقعات بتعافي الاقتصاد
تضررت قطاعات كثيرة من الجائحة وخسر ناس كثر أعمالهم وتراجع النمو الاقتصادي كما ارتفعت نسبة التضخم ومعدل إفلاس الشركات، لكن مع ذلك حافظت ألمانيا على ريادتها الاقتصادية في أوروبا، وأظهرت عدة مؤشرات إمكانية تعافي تدريجية للبلد. وتوقع معهد الاقتصاد الألماني أن يعود الوضع الاقتصادي إلى ما كان عليه قبل الأزمة، ابتداء من 2022، كما أن الوضع لم يصل في تدهوره إلى أزمة عام 2009 التي تم في النهاية تجاوزها.