شولتس يطالب بوتين بـ"سحب كامل" القوات الروسية من أوكرانيا
١٣ سبتمبر ٢٠٢٢
دعا المستشار الألماني أولاف شولتس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إصدار أمر بـ"سحب كامل" القوات الروسية من أوكرانيا، وشدد خلال مكالمة هاتفية مع بوتين على "إيجاد حلّ دبلوماسي في أسرع وقت ممكن".
إعلان
أعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت مساء اليوم الثلاثاء (13 سبتمبر/ أيلول 2022) عن إجراء اتصال هاتفي بين المستشار أولاف شولتس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وذلك لأول مرة منذ أسابيع عديدة.
وقال المتحدث إن المستشار شولتس حثّ الرئيس الروسي على "إيجاد حلّ دبلوماسي في أسرع وقت ممكن بالاستناد إلى وقف إطلاق النار، وسحب كامل للقوات الروسية واحترام وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها".
كذلك طلب المستشار من بوتين "معاملة المقاتلين الأسرى وفقا للقانون الإنساني الدولي ولا سيما اتفاقيات جنيف وضمان وصول اللجنة الدولية للصليب الأحمر من دون عقبات" كما ذكر البيان الصادر عن المستشارية.
وتابع المتحدث أن شولتس أكد خلال المحادثة، التي استمرت 90 دقيقة، على "ضرورة ضمان سلامة محطة زابوريجيا للطاقة النووية" في أوكرانيا، وطالب في هذا السياق "بتجنب أي تصعيد والتنفيذ الفوري للإجراءات التي أوصى بها تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وحث بوتين على الاستمرار في التنفيذ الكامل لاتفاق الحبوب الذي تدعمه الأمم المتحدة.
وذكر هيبشترايت في البيان "أكد المستشار الاتحادي على أن أي خطوات روسية أخرى لضم (مناطق) لن تمر بدون رد ولن يُعترف بها تحت أي ظرف من الظروف". وأضاف أن شولتس وبوتين اتفقا على الاستمرار في البقاء على اتصال.
من جانبه أكد الكرملين إجراء الاتصال اليوم، وذكر أن بوتين لفت انتباه شولتس خلال الاتصال إلى "الانتهاكات الصارخة" التي يرتكبها الأوكرانيون للقانون الدولي الإنساني، مشيرا إلى أن بوتين قال إن الجيش الأوكراني يقصف مدنا في إقليم الدونباس ويقتل مدنيين هناك.
وفيما يتعلق بملف توريدات الغاز، قال الكرملين إن بوتين أكد أن روسيا مورد موثوق به مضيفا أن العقوبات الغربية أعاقت الصيانة الدورية لخط نورد ستريم1 .
تجدر الإشارة إلى أن برلين أعلنت مرارا أنها تعتبر هذا السبب هو مجرد ذريعة لوقف توريدات الغاز الروسي عبر الخط.
وفيما يتعلق بمحطة زابوريجيا النووية قال تابع بوتين ـ وفق الكرملين ـ أن الأوكرانيين يتحملون المسؤولية عن الخطر الذي يهدد محطة زابوريجيا النووية بسبب استمرار قصفهم للمحطة.
وكانت آخر مرة أجرى فيها شولتس اتصالا هاتفيا مع بوتين في نهاية أيار/مايو الماضي، وجرى الاتصال آنذاك بمشاركة الرئيس الفرنسي
إيمانويل ماكرون. ومنذ ذلك الحين وقعت تطورات كثيرة في منطقة الحرب.
كانت روسيا شنت حربها على أوكرانيا في أواخر شباط/فبراير الماضي وتصدت الجمهورية السوفيتية السابقة للهجوم الروسي مستعينة بالدعم الغربي وتمكنت القوات الأوكرانية في الأيام الماضية من استعادة مناطق واسعة كانت القوات الروسية قد احتلتها.
ص. ش/ ع.ج.م (دب أ، رويترز، أ ف ب)
انطباعات رسامي كاريكاتير عالميين عن بوتين وحربه على أوكرانيا
أحدثت الحرب في أوكرانيا صدمة واضطرابا شديدين في العالم كله، وتفاعل معها رسامو الكاريكاتير من ألمانيا وإيطاليا وأستراليا وأفغانستان وغيرها، فكيف جاءت انطباعاتهم عن الرئيس الروسي وأوكرانيا ومواقف الدول الأخرى مثل الصين؟
قابض الأرواح يدلل "ربيبه"
"قابض الأرواح" أو "الموت" (حسب حدوتة الأخوين غريم "موت العرّاب") يحمل بوتين بين ذراعيه ويقوم بتغنيجه وإرضاعه. بالنسبة لرسام الكاريكاتير الإيطالي باولو لومباردي، وجدت الحرب ربيبها النموذجي في الرئيس الروسي. ويحوم الذباب الأزرق حول قابض الأرواح وبوتين انتظارا للضحايا القادمين.
جهاز الملاحة في يد الشيطان
الموت قابع خلف عجلة القيادة، والشيطان يقرأ خارطة الطريق. وكفريق لا يهزم يوجهان الرئيس الروسي مباشرة إلى الحرب العالمية الثالثة. لقد اشتعلت النار بالفعل في عيني بوتين. إنه وضع ميئوس منه حاليا لهذه الدرجة، وفق تفسير الرسام الهولندي تجيرد روياردس. لكن هل يمكن إعادة برمجة نظام الملاحة؟
تطور الأسلحة
كان هناك اعتقاد أن البشرية ربما تعلمت شيئًا جديدًا عبر آلاف السنين وأنها ستعيش معًا بسلام. لكن على العكس، لم يكن الفكر هو من تطور، وإنما جودة الأسلحة فقط، بحسب وجهة نظر الفنان الأوزبيكي محمود إشونكولوف. وبينما كان إنسان "النياندرتال" يلوح في المعركة بسلاحه الذي هو عبارة عن عظمة فخذ حيوان، فإن جندي اليوم مجهز بأسلحة دقيقة ذات تقنية فائقة.
حرب الأخبار المزيفة أيضا
لكن الحروب لم تعد تدار بالأسلحة التقليدية فقط، فالدعاية المغرضة "البروباغاندا" على جميع الجبهات هي أيضًا جزء منها. وسواء كان ذلك عبر تويتر أو فيسبوك أو إنستغرام، فإن شبكات التواصل الاجتماعي هي وسيلة مذهلة لنشر الأخبار المزيفة بين الناس، بحسب ما يعتقد الكوبي ميغيل موراليس. وأسوأ ما في الأمر هو أنه عادة لا يجري التحقق من صحة الحقائق المزعومة التي تنتشر في وسائل التواصل.
"روسيا الجائعة"
مثل أوكرانيا، كانت ليتوانيا ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي القوي حتى أعلنت استقلالها في عام 1990. لكن "الدول الشقيقة" السابقة تعرف المزاج الذي يحرك روسيا. ورسام الكاريكاتير كازيس كِستوتيس شياوليتيس ليس هو فقط من يخشى من أن يتمدد جوع بوتين ونهمه للسلطة إلى دول أخرى.
"الصرخة" .. لا للحرب
من خلال تجربة مؤلمة، يعرف الأفغان بأنفسهم ما تعنيه الحرب في بلد الإنسان ذاته. وفي رسمه الكاريكاتوري، استعار شهيد عتيق الله من الفنان النرويجي إدوارد مونش لوحته الشهيرة "الصرخة" التي تعود لعام 1893. هنا يُفهم الوجه المرعوب على أنه رد فعل على مشاهد المدن التي تعرضت للقصف في أوكرانيا.
آفاق المستقبل
للوهلة الأولى، هذا الكاريكاتير للرسام الروماني ماريان أفراميسكو يذكرنا أيضا بفنان مشهور، هو الهولندي إم. سي. إيشر، الذي كان يرسم أشياء تتعارض مع أي منطق ولا تحمل أي أفق. ويبدو أيضًا أن أوكرانيا ليس لديها أي آفاق في ضوء التفوق الروسي، لكن أوكرانيا أعطت العالم درسا أفضل.
الحب بدلا من الحرب
منذ أن غزا الجيش الروسي أوكرانيا، والناس في جميع أنحاء العالم تقوم بمظاهرات ضد الحرب العدوانية الوحشية، لكن بلا فائدة، بحسب الرسامة التركية منكشي جام. فلا الطغاة ولا الموت يسمحون لنشطاء السلام بالتأثير عليهم؛ وهذا ما أظهره التاريخ بما يكفي في كثير من الأحيان.
أوكرانيا تفضل الناتو
لفترة طويلة، كانت أوكرانيا قريبة من "الشعب الشقيق" في روسيا. لكن استقلال البلاد لم يعد يتناسب مع نظرة بوتين للعالم، فهو يعتبر أوكرانيا جزءً من إمبراطورية روسية كبرى. وبالنسبة إلى الرسام عامر من دولة الإمارات، فلا عجب أن أوكرانيا الصغيرة تتطلع بشغف إلى الناتو. لكن روسيا لا تريد أن تسمح لها بالسير وراء هذه الرغبة.
تهديد عالمي
من وجهة نظر الرسام التنزاني "بوبا"، هذه الحرب لا تتعلق فقط بأوكرانيا، وإنما تتعلق بالسلطة والقوة في العالم. فروسيا تهدد العالم الغربي بشن حرب نووية إذا استمر في التدخل. وهذا لا يحظى بالرضا من جانب الولايات المتحدة، التي يمكنها على الفور توجيه ضربة انتقامية. وهناك خوف في جميع أنحاء العالم من قيام شخص ما بالضغط على الزر الأحمر، الزر النووي.
التفاوض على طريقة بوتين
على المسرح الدبلوماسي، يحاول سياسيون غربيون عمل كل شيء من أجل إحضار الرئيس الروسي إلى طاولة المفاوضات. طاولة بوتين الطويلة، التي يجلس إليها على مسافة بعيدة من زواره الدوليين تسببت في إثارة الاستغراب في جميع أنحاء العالم. ومن وجهة نظر رسام الكاريكاتير الألماني أغوستينو تاله، فإن ما يهم بوتين النرجسي هو اعتقاده بأنه: يجب ألا تكون أوكرانيا موجودة.
الدكتور "أوكتوبوتين" يتحكم في الطاقة
في مفاوضاته مع الغرب، لدى الرئيس الروسي حجة قوية: العديد من الدول الأوروبية تعتمد على الغاز والنفط الروسيين. "دكتور أوكتوبوتين"، كما يراه رودريغو من ماكاو / الصين، له اليد العليا. فعلى الرغم من كل العقوبات، لا تزال ألمانيا ودول أخرى تحصل على الطاقة من روسيا، وبذلك تقوم بتمويل صندوق حرب بوتين.
لاجئون من الدرجة الأولى؟
بأعداد هائلة، فر الأوكرانيون من الحرب، وأوروبا ترحب بهم بأذرع مفتوحة، حيث يجدون ببساطة من يلوح لهم مرحبا عند الحدود. وعلى الرغم من كل التعاطف مع اللاجئين، يتساءل رسام الكاريكاتير الفلبيني "زاك" عما إذا كانت هناك معايير مزدوجة؟ وأنه يُسمح لهم بدخول البلاد بسبب لون بشرتهم الفاتح؟ لأن الاتحاد الأوروبي عادة ما يغلق حدوده بإحكام.
حسابات صينية
منذ سنوات وأستراليا تشعر بالتهديد من الصين، التي تسعى جاهدة للسيادة في جنوب المحيط الهادئ، وقد ألمحت مرارًا إلى نيتها في ضم تايوان. وفقًا لرسام الكاريكاتير الأسترالي "برولمان"، يراقب الباندا عن كثب ما إذا كان الدب الروسي سيبلع العسل الأوكراني، أم أن مستعمرة النحل ستقوم بطرده. وإذا لم ينجح الدب، فإن الباندا بإمكانه أن يجرب حظه في وعاء آخر. إعداد: سوزانه كوردس/ صلاح شرارة