شولتس يعوّل على الانتخابات الأوروبية لمواجهة اليمين الشعبوي
٢٨ يناير ٢٠٢٤
يروج المستشار الألماني أولاف شولتس لمرشحة حزبه الاشتراكي الديمقراطي في انتخابات البرلمان الأوروبي كاتارينا بارلي. ويعتبر شولتس هذه الانتخابات فرصة لتوجيه ضربة لليمين الشعبوي وتقوية الأحزاب الديمقراطية.
إعلان
أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم الأحد (28 يناير/ كانون الثاني 2024) أنه يعول على "تصويت واضح ضداليمين الشعبوي" خلال الانتخابات البرلمانية الأوروبية المنتظرة في التاسع من حزيران/ يونيو القادم.
وقال شولتس اليوم الأحد خلال مؤتمر موفدي الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي ينتمي إليه: "الانتخابات الأوروبية تعد فرصة لفعل ذلك من خلال انتخاب أحزاب ديمقراطية وليسأحزابا يمينية".
وتعهد شولتس مجددا بمواصلة تضامن بلاده مع أوكرانيا في مواجهة روسيا، ودعا دول الاتحاد الأوروبي الأخرى لتوريد مزيد من الأسلحة إليها، وذلك قبل أيام قليلة من قمة الاتحاد الأوروبي المنتظرة في بروكسل.
وأشار المستشار الألماني إلى أن بلاده ستوفر خلال العام الجاري أكثر من نصف ما قدمته بقية دول الاتحاد الأوروبي الأخرى مجتمعة، بتقديم ما يزيد على سبع مليارات يورو.
واختار الحزب الاشتراكي الديمقراطي، اليوم بالفعل كاتارينا بارلي كمرشحة لخوض انتخابات البرلمان الأوروبي. ووصف شولتس بارلي اليوم بأنها "صوت قوي لأجل أوروبا".
انتخابات لمواجهة الشعبوية اليمينية
بدورها، دعت بارلي لمكافحة حاسمة ضد الشعبويين اليمينيين وضد غلاة المحافظين داخل الاتحاد الأوروبي. وقالت بارلي، التي اختارها الحزب بنسبة 98.66 خلال مؤتمره في برلين: "يعد ذلك قرارا للمسار" الذي يتم اتخاذه، وأشارت إلى أن هناك محافظين وليبراليين يسعون لاختزال أوروبا في مجرد سوق داخلية محضة ويسعون لتفكيك لوائح الحماية.
وتابعت بارلي أنه بالنظر إلى تصريحات صادرة من حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي المعارض: "آخرون يرغبون في الخروج من الاتحاد الأوروبي... ويودون بذلك وضع الاقتصاد الألماني في حالة يرثى لها خلال أقصر فترة زمنية".
يشار إلى أنه كان قد تم اختيار بارلي من قبل الحزب لخوض الانتخابات البرلمانية الأوروبية الأخيرة في عام 2019، وهي تشغل حاليا منصب نائبة رئيس البرلمان الأوروبي.
ويعتزم شولتس القيام بدور محوري بالمعركة الانتخابية القادمة في انتخابات البرلمان الأوروبي، حيث من المقرر أن يؤدي دورا مهما لأجل الحزب بجانب بارلي، بحسب تصريحات الأمين العام للحزب كيفين كونرت يوم الخميس الماضي، الذي أوضح أن كليهما سوف يكونا "سويا وجهي المعركة الانتخابية" قبل انتخابات البرلمان الأوروبي.
ع.ش/ أ.ح (د ب أ)
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)