يرى المستشار الألماني أولاف شولتس أن مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا "ما زالت بعيدة"، ومع ذلك حث على وضع "خطة مارشال" لإعادة بناء أوكرانيا. فيما كشفت وزيرة الدفاع الألمانية عن الأسلحة التي سُلمت لكييف.
إعلان
قال المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم الأربعاء (22 يونيو/حزيران 2022) في بيان للحكومة أم البرلمان (بونديستاغ) "ما زلنا بعيدين عن مفاوضات السلام (بين روسيا وأوكرانيا) لأن بوتين ما زال يعتقد أن بإمكانه إملاء السلام". ودعا شولتس، المنتمي للحزب الحزب الاشتراكي الديمقراطي، إلى "الاستمرار" في دعم كييف من خلال العقوبات و"تسليم الأسلحة".
وأشار شولتس إلى أن "أوكرانيا تحصل على الأسلحة التي تحتاج إليها بشكل خاص في المرحلة الحالية من الحرب"، وأكد أنّ بلاده ستورد الأسلحة " اليوم، وفي المستقبل". ورأى شولتس أن أوكرانيا لها كل الحق في أن تدافع عن نفسها في مواجهة روسيا، "ومن واجبنا كجيران أوروبيين وكمدافعين عن الحق والحرية وكأصدقاء وشركاء لأوكرانيا أن ندعمها في ذلك على أفضل نحو ممكن".
ووعد أوكرانيا بتقديم دعم طويل الأمد لإعادة الإعمار بعد الحرب "العدوانية الروسية"، إن هذه ستكون "مهمة للأجيال". ما نحتاجه هو "خطة مارشال" مماثلة لتلك التي في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، في إشارة إلى المبادرة الأمريكية التي قدمت بموجبها الولايات المتحدة مليارات لإعادة بناء أوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية.
وقال شولتس إنه دعا الرئيس الأوكراني إلى المشاركة في قمة مجموعة السبع التي تبدأ الأحد في جنوب ألمانيا من أجل "الاتفاق على خطة مارشال لأوكرانيا".
وذكّر المستشار الألماني أن بلاده ساهمت مع الاتحاد الأوروبي بالكثير من الأموال للمساعدات المدنية منذ بداية الحرب في أوكرانيا، مؤكدا لكننا لسنوات قادمة "سنحتاج إلى المزيد من المليارات" لإعادة الإعمار.
ورأى شولتس أن القانون التأسيسي للمجلس يؤكد بالضبط المبادئ التي ينتهكها بوتين على نحو صارخ وهي: نبذ العنف واحترام الحدود وسيادة الدول المستقلة، وقال شولتس إنه يجب تذكير بوتين بهذه الأمور بشكل دائم.
يذكر أن الناتو يلزم نفسه في القانون التأسيسي لمجلس الناتو-روسيا الصادر في 1997 بعدم النشر الدائم لـ"قوات قتالية كبيرة" في الأراضي الشرقية للحلف.
تسليم أول دفعة أسلحة ثقيلة لأوكرانيا
وفي سياق متصل أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت اليوم أن ألمانيا وهولندا سلمتا أوكرانيا ما مجموعه 12 مدفع هاوتزر 2000.
وخلال استجواب في البرلمان، أوضحت الوزيرة المنتمية إلى حزب المستشار الاشتراكي الديمقراطي، أن ألمانيا قدمت سبعة من هذه المدافع فيما قدمت هولندا خمسة مدافع، وأشارت إلى أن أوكرانيا يمكنها القتال بهذه المدافع الآن. وأضافت لامبرشت أن هذه الخطوة تمثل "إشارة مهمة لأن هذا بالضبط هو ما تحتاجه أوكرانيا الآن من أجل مواصلة خوض هذا القتال الشجاع بنجاح".
وتابعت لامبرشت أنه سيتم توريد أنظمة أسلحة أخرى ويجري التحضير كخطوة تالية ثلاثة أنظمة راجمات الصواريخ المتعددة مارس 2، مشيرة إلى أنه يمكن البدء في التدريب على هذا في حزيران/يونيو الجاري، "وبعد أن يتم هذا التدريب، عندئذ يمكن التوريد إلى أوكرانيا أيضا".
وأكدت أوكرانيا أمس الثلاثاء وصول أولى قطع المدفعية الثقيلة من ألمانيا والمتمثلة بـ 7 مدافع هاوتزر ذاتية الدفع، فيما دعا السفير الأوكراني لدى ألمانيا أندريه ميلنيك الحكومة الألمانية إلى تقديم مزيد من شحنات المساعدات العسكرية، وقال إن "الصناعة الدفاعية الألمانية مستعدة لإنتاج 100 مدفع هاوتزر لتسليمها لأوكرانيا خلال فترة وجيزة. نأمل بشدة أن يوافق المستشار أولاف شولتس ومجلس الأمن الألماني على الطلب ذي الصلة".
ع.ج.م/أ.ح (أ ف ب، د ب أ)
انطباعات رسامي كاريكاتير عالميين عن بوتين وحربه على أوكرانيا
أحدثت الحرب في أوكرانيا صدمة واضطرابا شديدين في العالم كله، وتفاعل معها رسامو الكاريكاتير من ألمانيا وإيطاليا وأستراليا وأفغانستان وغيرها، فكيف جاءت انطباعاتهم عن الرئيس الروسي وأوكرانيا ومواقف الدول الأخرى مثل الصين؟
قابض الأرواح يدلل "ربيبه"
"قابض الأرواح" أو "الموت" (حسب حدوتة الأخوين غريم "موت العرّاب") يحمل بوتين بين ذراعيه ويقوم بتغنيجه وإرضاعه. بالنسبة لرسام الكاريكاتير الإيطالي باولو لومباردي، وجدت الحرب ربيبها النموذجي في الرئيس الروسي. ويحوم الذباب الأزرق حول قابض الأرواح وبوتين انتظارا للضحايا القادمين.
جهاز الملاحة في يد الشيطان
الموت قابع خلف عجلة القيادة، والشيطان يقرأ خارطة الطريق. وكفريق لا يهزم يوجهان الرئيس الروسي مباشرة إلى الحرب العالمية الثالثة. لقد اشتعلت النار بالفعل في عيني بوتين. إنه وضع ميئوس منه حاليا لهذه الدرجة، وفق تفسير الرسام الهولندي تجيرد روياردس. لكن هل يمكن إعادة برمجة نظام الملاحة؟
تطور الأسلحة
كان هناك اعتقاد أن البشرية ربما تعلمت شيئًا جديدًا عبر آلاف السنين وأنها ستعيش معًا بسلام. لكن على العكس، لم يكن الفكر هو من تطور، وإنما جودة الأسلحة فقط، بحسب وجهة نظر الفنان الأوزبيكي محمود إشونكولوف. وبينما كان إنسان "النياندرتال" يلوح في المعركة بسلاحه الذي هو عبارة عن عظمة فخذ حيوان، فإن جندي اليوم مجهز بأسلحة دقيقة ذات تقنية فائقة.
حرب الأخبار المزيفة أيضا
لكن الحروب لم تعد تدار بالأسلحة التقليدية فقط، فالدعاية المغرضة "البروباغاندا" على جميع الجبهات هي أيضًا جزء منها. وسواء كان ذلك عبر تويتر أو فيسبوك أو إنستغرام، فإن شبكات التواصل الاجتماعي هي وسيلة مذهلة لنشر الأخبار المزيفة بين الناس، بحسب ما يعتقد الكوبي ميغيل موراليس. وأسوأ ما في الأمر هو أنه عادة لا يجري التحقق من صحة الحقائق المزعومة التي تنتشر في وسائل التواصل.
"روسيا الجائعة"
مثل أوكرانيا، كانت ليتوانيا ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي القوي حتى أعلنت استقلالها في عام 1990. لكن "الدول الشقيقة" السابقة تعرف المزاج الذي يحرك روسيا. ورسام الكاريكاتير كازيس كِستوتيس شياوليتيس ليس هو فقط من يخشى من أن يتمدد جوع بوتين ونهمه للسلطة إلى دول أخرى.
"الصرخة" .. لا للحرب
من خلال تجربة مؤلمة، يعرف الأفغان بأنفسهم ما تعنيه الحرب في بلد الإنسان ذاته. وفي رسمه الكاريكاتوري، استعار شهيد عتيق الله من الفنان النرويجي إدوارد مونش لوحته الشهيرة "الصرخة" التي تعود لعام 1893. هنا يُفهم الوجه المرعوب على أنه رد فعل على مشاهد المدن التي تعرضت للقصف في أوكرانيا.
آفاق المستقبل
للوهلة الأولى، هذا الكاريكاتير للرسام الروماني ماريان أفراميسكو يذكرنا أيضا بفنان مشهور، هو الهولندي إم. سي. إيشر، الذي كان يرسم أشياء تتعارض مع أي منطق ولا تحمل أي أفق. ويبدو أيضًا أن أوكرانيا ليس لديها أي آفاق في ضوء التفوق الروسي، لكن أوكرانيا أعطت العالم درسا أفضل.
الحب بدلا من الحرب
منذ أن غزا الجيش الروسي أوكرانيا، والناس في جميع أنحاء العالم تقوم بمظاهرات ضد الحرب العدوانية الوحشية، لكن بلا فائدة، بحسب الرسامة التركية منكشي جام. فلا الطغاة ولا الموت يسمحون لنشطاء السلام بالتأثير عليهم؛ وهذا ما أظهره التاريخ بما يكفي في كثير من الأحيان.
أوكرانيا تفضل الناتو
لفترة طويلة، كانت أوكرانيا قريبة من "الشعب الشقيق" في روسيا. لكن استقلال البلاد لم يعد يتناسب مع نظرة بوتين للعالم، فهو يعتبر أوكرانيا جزءً من إمبراطورية روسية كبرى. وبالنسبة إلى الرسام عامر من دولة الإمارات، فلا عجب أن أوكرانيا الصغيرة تتطلع بشغف إلى الناتو. لكن روسيا لا تريد أن تسمح لها بالسير وراء هذه الرغبة.
تهديد عالمي
من وجهة نظر الرسام التنزاني "بوبا"، هذه الحرب لا تتعلق فقط بأوكرانيا، وإنما تتعلق بالسلطة والقوة في العالم. فروسيا تهدد العالم الغربي بشن حرب نووية إذا استمر في التدخل. وهذا لا يحظى بالرضا من جانب الولايات المتحدة، التي يمكنها على الفور توجيه ضربة انتقامية. وهناك خوف في جميع أنحاء العالم من قيام شخص ما بالضغط على الزر الأحمر، الزر النووي.
التفاوض على طريقة بوتين
على المسرح الدبلوماسي، يحاول سياسيون غربيون عمل كل شيء من أجل إحضار الرئيس الروسي إلى طاولة المفاوضات. طاولة بوتين الطويلة، التي يجلس إليها على مسافة بعيدة من زواره الدوليين تسببت في إثارة الاستغراب في جميع أنحاء العالم. ومن وجهة نظر رسام الكاريكاتير الألماني أغوستينو تاله، فإن ما يهم بوتين النرجسي هو اعتقاده بأنه: يجب ألا تكون أوكرانيا موجودة.
الدكتور "أوكتوبوتين" يتحكم في الطاقة
في مفاوضاته مع الغرب، لدى الرئيس الروسي حجة قوية: العديد من الدول الأوروبية تعتمد على الغاز والنفط الروسيين. "دكتور أوكتوبوتين"، كما يراه رودريغو من ماكاو / الصين، له اليد العليا. فعلى الرغم من كل العقوبات، لا تزال ألمانيا ودول أخرى تحصل على الطاقة من روسيا، وبذلك تقوم بتمويل صندوق حرب بوتين.
لاجئون من الدرجة الأولى؟
بأعداد هائلة، فر الأوكرانيون من الحرب، وأوروبا ترحب بهم بأذرع مفتوحة، حيث يجدون ببساطة من يلوح لهم مرحبا عند الحدود. وعلى الرغم من كل التعاطف مع اللاجئين، يتساءل رسام الكاريكاتير الفلبيني "زاك" عما إذا كانت هناك معايير مزدوجة؟ وأنه يُسمح لهم بدخول البلاد بسبب لون بشرتهم الفاتح؟ لأن الاتحاد الأوروبي عادة ما يغلق حدوده بإحكام.
حسابات صينية
منذ سنوات وأستراليا تشعر بالتهديد من الصين، التي تسعى جاهدة للسيادة في جنوب المحيط الهادئ، وقد ألمحت مرارًا إلى نيتها في ضم تايوان. وفقًا لرسام الكاريكاتير الأسترالي "برولمان"، يراقب الباندا عن كثب ما إذا كان الدب الروسي سيبلع العسل الأوكراني، أم أن مستعمرة النحل ستقوم بطرده. وإذا لم ينجح الدب، فإن الباندا بإمكانه أن يجرب حظه في وعاء آخر. إعداد: سوزانه كوردس/ صلاح شرارة