شولتس يكثف جهوده لإطلاق الرهائن لدى حماس ويلتقي أمير قطر
١٢ أكتوبر ٢٠٢٣
رغم انتقادات عدد من قادة المعارضة ووسائل الإعلام، التقى المستشار شولتس أمير قطر في برلين. شولتس أكد على أنه سيستخدم "جميع اتصالاته" مع قادة المنطقة لوقف التصعيد وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة.
إعلان
طلب المستشار الألماني أولاف شولتس من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني العمل من أجل إطلاق سراح الأشخاص المحتجزين لدى حركة حماس، بأسرع ما يمكن.
وفي أعقاب محادثات أجراها الزعيمان في برلين، الخميس (12 أكتوبر/ تشرين الأول 2023)، أعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت أن المستشار أكد أن "حماس تتحمل المسؤولية الكاملة عن سلامة الرهائن".
وفي وقت سابق اليوم توجه شولتس لمنتقدي مثل هذه الاتصالات قائلا أمام البرلمان الاتحادي (البوندستاغ)، إنّه "سيكون من غير المسؤول عدم استخدام جميع الاتصالات التي يمكن أن تساعد" في ظلّ "هذا الوضع المأساوي ونحن نقوم بذلك بالتنسيق مع إسرائيل ولأجل الأشخاص الذين اختطفتهم حماس".
وكان بذلك يبرّر لقاءه مع أمير قطر، في وقت أثار الدور المتنامي للدوحة باعتبارها المورد الرئيسي الجديد للغاز إلى ألمانيا، انقساماً في الساحة السياسة الألمانية بسبب العلاقة الوثيقة التي تربط الأخيرة بحماس والمساعدات المالية التي قدمتها لها.
يشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى أنها منظمة إرهابية. كما أعلن المستشار شولتس في بيانه الحكومي أنه سيتم حظر جميع أنشطة حماس في ألمانيا.
وكانت وزارة الخارجية القطرية حملت إسرائيل وحدها مسؤولية " الانتهاكات المستمرة بحق الشعب الفلسطيني"، وذلك في معرض تعليقها على الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل مطلع الأسبوع الجاري، ورد إسرائيل العنيف عليه.
وأفادت حماس بأن دولة قطر تحاول التوسط من أجل تبادل أسرى إسرائيليين موجودين لدى الحركة مقابل فلسطينيين في سجون إسرائيل. وكانت حركة حماس أسرت نحو 150 شخصا، بينهم خمسة ألمان، عندما شنت هجومها يوم السبت الماضي ونقلتهم إلى قطاع غزة.
وذكر هيبشترايت أن شولتس أكد خلال المحادثات مع الأمير تميم أثناء مأدبة غداء أن ألمانيا تقف بشكل لا يتزعزع إلى جانب إسرائيل وأنه "يدين الهجوم الإرهابي بأشد العبارات"، وأضاف أن "إسرائيل لها الحق الذي يكفله القانون الدولي في الدفاع عن نفسها وعن مواطنيها".
جهود مكثفة لإطلاق سراح الرهائن
واستكمالا لهذه الجهود أجرى المستشار الألماني اتصالا هاتفيا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان . وأفاد بيان أصدره المكتب الرئاسي التركي بأن أردوغان أخطر شولتس أن تركيا مستعدة لاتخاذ أي مبادرة "بما في ذلك الوساطة" من أجل التوصل إلى حل سريع للصراع.
وأضاف البيان أن أنقرة تبذل جهودا من أجل إنهاء الأزمة "في أقرب وقت ممكن" وأنها تبحث سبل للتوصل إلى "حلول للأزمة الإنسانية".
وكان مصدر رئاسي تركي صرح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في وقت سابق اليوم بأن أردوغان أطلق مفاوضات للمساعدة في إطلاق سراح المدنيين الذين أسرتهم حماس.
وقال شولتس أيضا إنه سوف يستقبل الأسبوع القادم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي يقوم بدور خاص في العلاقات الإسرائيلية-الفلسطينية.
وكان الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الإسرائيلي اسحق هرتسوغ مساء أمس. وفي أعقاب الاتصال ذكر المكتب الرئاسي الألماني أن شتاينماير تحدث مع هرتسوغ عن المحادثات التي سيجريها الأمير تميم في برلين وعن اللقاء المقبل مع العاهل الأردني.
وكان هذا هو ثاني اتصال هاتفي بين الرئيس الألماني ونظيره الإسرائيلي منذ يوم السبت الماضي.
ف.ي/ أ.ح/ س.ك (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
حصيلة ثقيلة جراء الهجوم على إسرائيل.. انقسام عربي وإدانة غربية
"يوم قاسٍ" عاشته إسرائيل حسب قياداتها بعد تنفيذ حماس هجوما كبيرا أدى لمقتل وأسر المئات، غالبيتهم مدنيين. نتنياهو توعد بالرد، والغرب أعلن دعمه الكامل لإسرائيل. في المقابل اتسمت مواقف البلدان العربية والإسلامية بالانقسام.
صورة من: Ilia yefimovich/dpa/picture alliance
هجوم مفاجئ من حماس
في خطوة مباغتة، قامت حركة حماس، يوم السبت 07 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بهجوم كبير على إسرائيل عبر إطلاق وابل من الصواريخ في اتجاه بلدات ومدن إسرائيلية، فضلاً عن اختراق عدد من المسلحين للسياج الحدودي الذي أقامته إسرائيل حول غزة. وقتل عدد كبير من المدنيين وعناصر من جهازي الشرطة والجيش، فضلاً عن أسر العشرات، في الهجوم الإرهابي.
صورة من: Ilia yefimovich/dpa/picture alliance
حصيلة القتلى في ارتفاع وجلهم مدنيين
الهجوم الصادم اعتبرته واشنطن "أسوأ هجوم تتعرّض له إسرائيل منذ 1973". تجاوزت حصيلة القتلى الإسرائيليين 700 شخص، بينهم 73 عسكرياً فضلا عن مئات الجرحى. القتال استمر داخل مدن إسرائيلية محاذية لغزة لليوم الثالث تواليا، ما دفع إسرائيل إلى إخلاء جميع سكان غلاف غزة، معلنة أنها في "حالة حرب".
صورة من: Menahem Kahana/AFP/Getty Images
إسرائيل تتوعد بالرد
أطلقت حماس، المصنفة حركة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، اسم "طوفان الأقصى" على هجومها قائلة إنه جاء ردا على "العدوان الإسرائيلي" في القدس. في المقابل أطلقت إسرائيل عملية "السيوف الحديدية"، واستدعت 300 ألف جندي احتياط، وقصفت المئات من الأهداف في قطاع غزة. كما أعلنت الحكومة الإسرائيلية فرض حصار مطبق على القطاع.
صورة من: dpa
المأساة كذلك في غزة
في الجانب الفلسطيني، الوضع الإنساني كذلك في غاية الصعوبة، وزارة الصحة في غزة أكدت وقوع حوالي 500 قتيل ومئات الجرحى جراء القصف الإسرائيلي، فيما أكدت الأمم المتحدة نزوح 123 ألف شخص داخل القطاع الذي يعاني مسبقا من تدهور الخدمات الأساسية، كما سقط قتلى فلسطينيون في الضفة الغربية في مواجهات مع القوات الإسرائيلية.
صورة من: Ibraheem Abu Mustafa/REUTERS
الغرب يدعم إسرائيل
ألمانيا أكدت وقوفها إلى جانب إسرائيل وقالت إنه من حق هذه الأخيرة الدفاع عن نفسها أمام "الهجمات الهمجية"، لكنها حذرت من تطور الصراع. الولايات المتحدة أعلنت تقديم "دعم إضافي" لحليفتها إسرائيل وتحريك حاملة طائرات إلى شرق المتوسط، كما أدان الاتحاد الأوروبي الهجمات وأبدى تضامنه مع إسرائيل. وتصنف كل هذه الأطراف حماس حركة إرهابية.
صورة من: LIESA JOHANNSSEN/REUTERS
انقسام عربي
الإمارات وصفت هجوم حماس بـ"التصعيد الخطير" وأكدت "استياءها إزاء تقارير اختطاف المدنيين الإسرائيليين". المغرب أدان استهداف المدنيين من أي جهة كانت لكنه أشار إلى تحذيره السابق من "تداعيات الانسداد السياسي على السلام". وحذرت مصر من تداعيات "التصعيد" لكنها دعت المجتمع الدولي لحث إسرائيل "على وقف اعتداءاتها"، فيما أكدت قطر انخراطها في محادثات وساطة مع حماس ومسؤولين إسرائيليين تشمل تبادلا محتملا للأسرى.
صورة من: Reuters/M. A. El Ghany
ماذا بشأن السعودية وإيران وتركيا؟
توجهت أيضا الأنظار لموقف السعودية التي يتردد أنها مقبلة على التطبيع مع إسرائيل. الرياض طالبت بوقف التصعيد، لكنها ذكرت "تحذيراتها من انفجار الأوضاع نتيجة الاحتلال". إيران وقفت بوضوح إلى جانب حماس لكنها نفت ضلوعها في الهجوم ردا على اتهامات إسرائيلية وأمريكية، فيما دعت تركيا التي تحسنت علاقاتها بإسرائيل مؤخراً، إلى "دعم السلام" و"عدم الإضرار بالمدنيين".