1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شوماخر من أسطورة الى منافس خائب

٢٧ أغسطس ٢٠١٠

بعدما قرر ميشائيل شوماخر العودة إلى عالم الفورمولا وان، اعتقد الجميع بأن الأخير سيسد الطريق أمام جيل السائقين الشباب، منهيا جل السباقات لصالحه، لكن، وبعد انقضاء نصف الموسم تهاوى تمثال شوماخر، فتحول الأخير الى منافس خائب.

سائق ميرسيدس جي بي، ميشائيل شوماخر بطل العالم سبع مرات.صورة من: AP

لم يحظ أي بطل سابق في عالم "الفورمولا وان" بمثل الاهتمام الإعلامي الكبير الذي حظي به الألماني ميشائيل شوماخر، حين كشف عن قرار عودته إلى حلبات السباق بعد اعتزال دام ثلاث سنوات. وقد فجرت هذه العودة موجة من الحماسة بين عشاق السائق الألماني، رافقتها تغطية إعلامية كبيرة لبطل العالم سبع مرات وهو يعرض سيارته الجديدة عقب التعاقد لمدة ثلاث سنوات مع فريق مرسيدس جي بي نهاية العام الماضي.

في حين توعدت مرسيدس منافسيها، بالاستحواذ على ألقاب السباقات معتمدة في ذلك على خبرة أنجح سائقي الفورمولا وان على الإطلاق. غير أنه وبعد أن انقضى نصف الموسم، لم يفز فريق مرسيدس جي بي بأي سباق، ولم يصعد شوماخر إلى منصة التتويج ولو لمرة واحدة مكتفيا برصيد شحيح من النقاط، يبلغ ثماني وثلاثين نقطة، أي بفارق 123 نقطة عن متصدر الترتيب العام، سائق ريد بول، الأسترالي مارك ويبر.

نتائج متواضعة

سيباستيان فيتل، السائق الألماني الملقب بشوماخر الجديد عند فوزه بسباق جائزة إسبانيا الكبرى، وهو الآن يحتل المركز الثالث على قائمة الترتيب العام.صورة من: picture alliance/dpa

أخفق شوماخر إلى غاية الآن في استعادة بعض انتصاراته، ولم يتجاوز خلال الموسم الحالي، المركز التاسع على قائمة الترتيب العام الذي من المحتمل أن يذهب في نهاية المطاف إلى مواطنه أدريان سوتيل من فريق إينديا فورس. وحتى سباق جائزة ألمانيا الكبرى الذي كان يعد حكرا على شوماخر، أنهاه الأخير من المركز التاسع فقط.

كل هذه المؤشرات تدل على أن الموسم الحالي ضاع من أيدي المخضرم شوماخر، وأن المعادلة حسمت لصالح الشباب على غرار مارك ويبر والألماني سيباستيان فيتل وغيرهما. وعلى الرغم من ذلك، لا زال رئيس فريق مرسيدس جي بي، نوربرت هاوغ، يردد أن السائق الأسطورة بحاجة فقط إلى سيارة "تؤهله للفوز". الشيء ذاته، ذهب إليه مدير أعمال الفريق نيك فراي، الذي "لم يسجل حتى الآن أي فرق بين أداء شوماخر وبين زميله نيكو روزبارغ صاحب المركز السابع".

بيد أن روزبيرغ يتمتع برصيد يبلغ أربع وتسعين نقطة كما أنه احتل المركز الثالث في سباق جائزة ماليزيا الكبرى، الجولة الثالثة من بطولة العالم. وذلك ما لم يحققه زميله الأربعيني هذا الموسم.

شوماخر بدوره عبر عن "رضاه" عن مستواه. وهي تصريحات تثير دهشة واستغراب المحللين، لأن السائق الألماني جعل اللقب هدفا أولا ووحيدا لمشاركته هذا الموسم في سباقات الفورمولا وان، ولأن تصريحاته تلك تخالف ما عرف عنه من "عقيدة الانتصار" و"الطموح الجامح" حسب وصف سابق للصحافة الإيطالية. فهل يعني ذلك، أن شوماخر بدأ يسعى إلى تخفيف وطأة الضغوط الملقاة عليه، خاصة وأن رئيس شركة مرسيدس العملاقة، ديتر تسيتشه، كان واضحا وحازما عندما حث أعضاء الفريق على "الفوز... ثم الفوز" عند انطلاق الموسم!.

قدوة الماضي

شوماخر ونيكو روزبيرغ في الخامس والعشرين من يناير من العام الجاري، غداة عرض سيارة ميرسيدس للموسم 2010.صورة من: AP

إن نظرة الاحترام والخشية التي كان يوجهها السائقون الشباب للأسطورة شوماخر قد اختفت بعد جائزة ألمانيا الكبرى -على أقصى تقدير- ، ولم يعد البطل، صاحب الأرقام القياسية من الألقاب، يوضع في مصاف المنافسين وإنما المشاركين فقط.

الأمر الذي دفع مطارده أدريان سوتيل إلى القول وبكل جرأة "إن زمن شوماخر قد ولى"، مؤكدا أن السائق الأربعيني فقدَ بحكم سنه "قوة التركيز ورد الفعل لقطع أجزاء المائة اللازمة لحسم السباقات". وبطبيعة الحال كان شوماخر يمثل قدوة كبيرة للسائق المغمور الذي يبلغ سبعة وعشرين عاما، لكن سوتيل يأمل حاليا بأن يحتل مركز بطل العالم، المركز التاسع عقب جائزة بلجيكا الكبرى نهاية شهر أغسطس/ آب.

وفي حقيقة الأمر، يتمتع سوتيل بفرص كبيرة للحاق بمنافسه وتجاوز فارق النقاط الثلاث، نظرا للعقوبة التي أقرها الاتحاد الدولي بحق ميشائيل شوماخر، بإرجاعه عشرة مراكز إلى الخلف في السباق المقبل على حلبة سبا فرانكورشان في جائزة بلجيكا. وذلك على خلفية إعاقته للبرازيلي روبنز باريكيلو في سباق المجر.

ورغم كل الكبوات التي اعترضت طريق ميشائيل شوماخر الموسم الحالي، إلا أنه أكد "أنه غير نادم على قرار العودة"، لأن أمامه "سنتين إضافيتين لتحقيق أهدافه". وكان ذلك الدافع الرئيسي وراء توقيعه مع فريق مرسيدس عقدا لمدة ثلاث سنوات. أما عشاق شوماخر، فهم لا يشككون على الإطلاق في نجاحه مستقبلا، كما يعتبرونه "الأكثر موهبة وقوة" مقارنه بعدد كبير من سائقي الفورمولا وان هذا الموسم، كما يأمنون بأنه ولو كان "بحوزة شوماخر سيارة ريد بول، لسيطر على جميع السباقات".

وفاق بنكيران

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW