شويبله يطالب أردوغان بموقف واضح تجاه "التشبيه بالنازيين"
٧ مارس ٢٠١٧
ندد وزير المالية الألماني بتشبيهات الرئيس التركي أردوغان بين السلطات الألمانية الحالية وبين النازية، وقال أمام الصحفيين في برلين: "سيكون من الذكاء لو عثر أردوغان بأسرع ما يمكن على طريق يمحو به هذه التصريحات".
إعلان
طالب وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بموقف واضح من تصريحاته الأحد الماضي، التي شبه فيها أفعال السلطات الألمانية الحالية بـ"الممارسات النازية"، وذلك بعد إلغاء فعاليات ترويجية لوزراء أتراك في ألمانيا.
وقال شويبله أمام صحفيين أجانب اليوم الثلاثاء (السابع من آذار/ مارس) في برلين:"سيكون من الذكاء لو عثر أردوغان بأسرع ما يمكن على طريق يمحو به هذه التصريحات". وتابع شويبله المنتمي إلى حزب المستشارة أنغيلا ميركل المسيحي الديمقراطي، أن الكل له مصلحة في عدم الدخول في سباق للتصعيد "لكننا لا يمكننا أن نقبل بأن يتم الحديث عن ألمانيا بمثل هذه الطريقة".
ووصف الوزير الألماني تركيا بأنها شريك مهم تماما بالنسبة لألمانيا وأوروبا "ولدينا مصلحة في تركيا مستقرة ومزدهرة". لكنه أشار إلى أنه يجري متابعة التطورات هناك بقلق كبير، وحذر من أن التصعيد الحالي يجعل التعاون مع تركيا "أكثر صعوبة".
وأعرب شويبله عن اعتقاده بأن الساسة الأتراك يتحملون مسؤولية كبيرة بتسببهم في زيادة صعوبة التعايش بين الناس في ألمانيا، ورأى أن اللهجة الخطابية عمل غير مسئول بالنسبة للتعايش السلمي بين الناس في ألمانيا وبالنسبة للتعاون مع تركيا.
ع.أ.ج، ص ش (د ب ا)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.