1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شيراك يحقق نجاحات دولية رغم إخفاقاته الأوروبية

١٢ مارس ٢٠٠٧

سعى الرئيس جاك شيراك طوال مسيرته السياسية إلى إعلاء صوت فرنسا من خلال نجاحات دولية عديدة، لاسيما من خلال رفضه المشاركة في الحرب على العراق، لكنه سيبقى أيضا الزعيم الذي عطل دفع المحرك الفرنسي في أوروبا.

الرئيس الفرنسي سيترك سجلا سياسيا حافلا بالإنجازات والنكساتصورة من: AP

انتقدت معظم الصحف الألمانية حصيلة الرئيس الفرنسي جاك شيراك خلال تربعه على رأس السلطة السياسية في فرنسا. وتساءلت صحيفة "برلينر تسايتونغ" الألمانية " عن الذي فعله هذا الرجل بامكاناته، معتبرة أن "جاك شيراك يترك البلاد في الحالة التي تسلمها بها عام 1995". وعبرت الأسبوعية الألمانية البارزة "در شبيغل" عن رأي مماثل فكتبت في موقعها على الانترنت "لن يبقى الكثير من شيراك الذي ساهم على مدى أربعين عاما في صياغة السياسة الفرنسية. النصائح التي وجهها مساء الأحد الى شعبه لم يعمل هو نفسه بها". وبين المآخذ الكبرى على شيراك الرفض الفرنسي للدستور الأوروبي في استفتاء نظم في عهده. فقد تطرقت "دي فيلت" هي الأخرى إلى الفشل "الذريع" الذي سجله الاستفتاء على الدستور الاوروبي في فرنسا معتبرة أنه "أفقد شيراك اعتباره في الخارج أيضا". في حين رأت صحيفة "سودويتشي تسايتونغ" في مقالة على موقعها الالكتروني أن الرفض الفرنسي للدستور الاوروبي "يعتبر من نقاط الفشل الكبرى في عهده". وكتبت "فاينانشل تايمز" بهذا الصدد "ان شيراك ينتقد بصورة خاصة لفشله في إحداث تغييرات في فرنسا ودعوته الى استفتاء على الدستور الأوروبي عام 2005 وفشله في تسويق هذه الفكرة لدى الناخبين الذي صوتوا بالرفض".

نجـــــاح دولـــــي

رفض شيراك المشاركة في الحرب على العراق عمق الخلافات الفرنسية الأمريكيةصورة من: AP

شيراك الذي دشن ولايته الأولى عام 1995 باستئناف التجارب النووية في جنوب المحيط الهادىء مثيرا استياء كبيرا، تحول في نهاية رئاسته الى محام يدافع عن الكرة الأرضية من الخطر وإلى أحد دعاة التضامن مع الدول الفقيرة. وزار شيراك إفريقيا على الأقل مرة في السنة ما يدل على تعاطفه مع هذه القارة التي دافع عنها في كافة المنتديات بدون أن يمنعه ذلك من انتقاد بعض الأنظمة التعسفية هناك. وترك شيراك بصماته على الساحة الدولية عبر بعض الحوادث المثيرة مثل فورة الغضب التي انتابته في 1996 أمام رجال الشرطة الإسرائيلية في مدينة القدس القديمة أو معاتبته غير الدبلوماسية لدول شيوعية سابقة في أوروبا الشرقية لانحيازها لواشنطن عام 2003. وحاول الخليفة الرابع للجنرال ديغول خصوصا إدراج عمله في إطار مبادىء مؤسس الجمهورية الخامسة في فرنسا ببعض القناعات القوية مثل "فرنسا تتمتع بنظرة مستقلة الى العالم". وترجم ذلك من خلال مواجهة المعارضة الأمريكية لمشاريع تطوير نظام أوروبي للدفاع، أو من خلال مكافحة هيمنة هوليوود الثقافية أو الدعوة إلى قيام عالم متعدد الأقطاب لمواجهة "النزعة الأحادية".

فشل على الصعيد الأوروبي

لكن شيراك لم يشهد النجاحات نفسها على الصعيد الاوروبي. فبعد تحوله لمناصر برغماتي للاتحاد الأوروبي خسر رهانه في المصادقة على الدستور الأوروبي في مايو/آيار 2005. وعطلت فرنسا برفضها الدستور الاوروبي في استفتاء شعبي دينامكية أوروبية كانت أصلا متأثرة بفشل قمة نيس جنوب فرنسا التي أخفقت في تحقيق أهدافها وتحريك المؤسسات الأوروبية خلال توليها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي عام 2000. وفقد الثنائي الفرنسي الألماني الذي تحول الى معسكرين متناقضين، قدرته على لعب دور محرك في أوروبا. وفي مؤشر على تآكل نفوذ فرنسا، اجتمعت كبرى الدول الأوروبية في نهاية كانون الثاني/يناير للمرة الأولى بدونها لإعداد مستقبل مشترك. وسيبقى من أعظم إنجازات رئاسته الوقوف في وجه الاجتياح الاميركي في العراق عام 2003 عندما ارتدى حلة "داعية السلام" وقاد جبهة مناهضة للحرب ضد الرئيس جورج بوش. وارتفعت شعبيته إلى درجات غير مسبوقة في فرنسا حيث ساند موقفه ثلاثة أرباع الفرنسيين وفي عدد من دول الجنوب وخصوصا في العالم العربي مثل الجزائر حيث استُقبل كبطل خلال زيارته سنة 2003. لكن تلك السياسة تسببت أيضا بأحد أكبر الخلافات في تاريخ العلاقات الفرنسية الأميركية المشوبة أصلا بسوء التفاهم.

اهتمام شيرك بلبنان ينظوي أيضا على اهتمام خاص بالعالم العربيصورة من: AP

واتخذ بعد ذلك الرئيس الفرنسي على غرار جورج بوش الابن، من النظام السوري وبشار الأسد خصما لإنهاء الوصاية السورية على لبنان التي كان يكن لها اهتماما خاصا. وهذا الهدف تعزز بعد اغتيال صديقه الشخصي رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005. وبفضل اتصالاته الكثيرة مع كبار قادة العالم، أثمرت جهوده التي كانت حاسمة في صيف 2006 على فرض قوة سلام دولية قوية في جنوب لبنان.

شيراك والشرق الأوسط

تقوم علاقات جاك شيراك في المنطقة على صداقات متينة مع عدد كبير من كبار شخصياتها وقادتها منهم الرئيس المصري حسني مبارك وعاهل المغرب الراحل الحسن الثاني الذي استمرت صداقة الرئيس الفرنسي به 25 عاما وهو ما زال يتردد على هذا البلد بانتظام لتمضية عطلة الشتاء. كما كانت تربطه مع مؤسس الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد الذي توفي عام 2004 أيضا صداقة حميمة، فضلا عن شبكة علاقات وثيقة مع قادة السعودية.

وأطلق شيراك "السياسة العربية والمتوسطية" لفرنسا في خطاب ألقاه في القاهرة في نيسان/أبريل 1996. بيد أن الصحافيين اريك ايشيمان وكريستوف بولتانسكي اللذين الفا كتاب "شيراك العرب" واللذين ينتقدان "التغيير المتواصل في مواقفه"، يعتبرون ان "فكرة سياسة عربية لفرنسا كاللتي سعى جاك شيراك لتطبيقها تبقى موضع شبهة -مبررة- بأنها مجرد محاولة لاستعادة عظمة غابرة". غير أن التاريخ سيحفظ عن شيراك بالمقام الاول انه الرئيس الذي رفض ان يتبع الأميركيين في حربهم على العراق عام 2003 خلافا لسلفه فرنسوا ميتران الذي ساهم بفرقة عسكرية صغيرة في حرب الخليج الأولى عام 1991.

وكان الرئيس الفرنسي واثقا من ان الحرب ستزعزع استقرار المنطقة وكلف وزير خارجيته آنذاك دومينيك دو فيلبان مهمة خوض المعركة الدبلوماسية في الأمم المتحدة، فيما لوح هو بحق الفيتو وسعى لتشكيل جبهة رفض. وألقى هذا الموقف الفرنسي بظلاله على العلاقات الاميركية الفرنسية لسنوات عدة، غير أنه أكسب بالتأكيد شيراك هالة كبيرة في بلدان كثيرة.

دويتشه فيله+ وكالات (ط.أ)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW