صاروخ "حوثي" يشعل حربا كلامية جديدة بين السعودية وإيران
٦ نوفمبر ٢٠١٧
صعدت السعودية لهجتها تجاه إيران متهمة إياها بالمسؤولية عن قيام الحوثيين بإطلاق صاروخ بالستي على مطار الملك خالد الدولي بالرياض. وجاء الرد الإيراني سريعا إذ اتهمت طهران الرياض بتحميلها المسؤولية عن "حروبها العدائية".
إعلان
وجهت السعودية الاثنين (السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر 2017) تحذيرا إلى إيران من أنها لن تسمح بما وصفتها بـ "تعديات" على أمنها الوطني، وذلك في إشارة إلى صاروخ بالستي أطلقه الحوثيون على مطار الملك خالد الدولي يوم السبت الماضي.
ورد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قائلا إن السعودية تحمل إيران المسؤولية عن عواقب ما وصفها بـ "حروبها العدائية"، وذلك في إشارة إلى تدخلها العسكري في اليمن. كما "رفضت" طهران ما وصفتها بـ "الاتهامات غير المسؤولة والاستفزازية" التي أطلقتها الرياض ضدها بخصوص الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون.
ورفض الناطق باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي في بيان اتهامات التحالف الذي تقوده السعودية واصفا اياها بانها "مجحفة وغير مسؤولة ومخربة واستفزازية". وتحدث قاسمي عن "جرائم الحرب والاعتداءات السعودية بحق الشعب اليمني على مدى عدة سنوات" معتبرا أن إطلاق الصاروخ هو "رد مستقل ويعود سببه إلى الاعتداءات السعودية وليس إلى إجراءات أو تحريك من أي دولة أخرى".
وكان التحالف العسكري، الذي تقوده السعودية، قد اتهم إيران بالمسؤولية عن الصاروخ البالستي قائلا في بيان إنه "ثبت ضلوع النظام الإيراني في إنتاج هذه الصواريخ وتهريبها إلى الميليشيات الحوثية في اليمن، بهدف الاعتداء على المملكة وشعبها ومصالحها الحيوية".
وكتب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عدة تغريدات بهذا الشأن على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". وقال في إحداها: "التدخلات الإيرانية في المنطقة تضر بأمن دول الجوار وتؤثر على الأمن والسلم الدوليين، لن نسمح بأي تعديات على أمننا الوطني".
وأضاف الجبير في تغريدة أخرى أن بلاده تحتفظ لنفسها بحق الرد بالشكل والوقت المناسبين على ما وصفها بـ "تصرفات النظام الإيراني العدائية". وختم الجبير كلامه بالقول: "نؤكد أن لا تسامح مع الإرهاب ورعاته"، وذلك في إشارة إلى المليشيات الحوثية وإيران.
وفي وقت يتصاعد التوتر بين الرياض وطهران، اتهم وزير الخارجية السعودي في تغريداته إيران في الاستمرار فيما وصفه بـ "ترويع الآمنين وقتل الأطفال وانتهاك القانون الدولي". كما اتهم الجبير الحوثيين بأنهم "أداة إرهابية لتدمير اليمن".
ومساء السبت، أعلنت السعودية أن قواتها اعترضت فوق مطار الملك خالد الدولي بالرياض صاروخا بالستيا أطلقه الحوثيون في اليمن باتجاه العاصمة. وسارعت الرياض اللي تحميل طهران المسؤولية في إطار دعمها للحوثيين بالسلاح والمال، وهددت بالرد ليس على المتمردين فحسب، وإنما على ايران أيضا.
أ.ح/ح.ع.ح (أ ف ب، رويترز)
ويتواصل انقسام اليمن.. حلفاء الأمس أعداء اليوم!
بينما يتعرض تحالف صالح- الحوثيين لأزمة تقوض الخلافات كذلك المعسكر الذي تدعمه الرياض، بقيادة هادي، بعد إنشاء سلطة موازية له في عدن بقيادة عيدروس الزبيدي، لتشتعل من جديد دعوات إلى الانفصال في أوساط الحراك الجنوبي.
صورة من: Reuters
من العاصمة السعودية الرياض، رفضت حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي "رفضا قاطعا" تشكيل سلطة موازية في جنوب اليمن المستقل سابقا. وكان مسؤولون يمنيون قد شكلوا الخميس (11 مايو/أيار 2017) سلطة موازية تدير جنوب البلاد برئاسة عيدروس الزبيدي، بعدما باتوا معارضين للرئيس هادي، الذي يقيم في الرياض منذ أكثر من عامين بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
وعلى غرار ما فعله الحوثيون في صنعاء شكل عيدروس الزبيدي في عدن مجلسا من 26 عضوا، بينهم خمسة محافظين ووزيران في حكومة هادي. والغريب أيضا أن الحوثيين رفضوا المجلس الجديد، ووصفه الناطق باسمهم محمد عبد السلام بأنه "تهديد للوحدة اليمنية" وجزء من "مخطط استعماري".
صورة من: Reuters/F. Salman
وكان هادي قد أقال الزبيدي في 27 نيسان/ أبريل مع وزير الدولة هاني بن بريك، وهو شخصية أخرى في الحراك الجنوبي، المجموعة الانفصالية التي تدعو إلى استقلال الجنوب أو إقامة حكم فدرالي فيه. وأشعلت الإقالات ردود فعل غاضبة في جنوب اليمن حيث خرج آلاف المتظاهرين في الرابع من أيار/ مايو إلى شوارع عدن تنديدا بهادي وتأييدا للزبيدي.
صورة من: Reuters/F. Salman
أنصار الحوثيين ومؤيدو الرئيس السابق على عبد الله صالح في مظاهرة في العاصمة صنعاء في آواخر مارس/ آذار بمناسبة مرور عامين على التدخل العسكرى من جانب التحالف الذي تقوده السعودية، لكن يبدو أن هؤلاء انقسموا الآن أيضا والسبب هو صالح.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Huwais
الرئيس السابق، دخل منذ عام 2014 في تحالف مع الحوثيين، بعدما انقلبوا على هادي. غير أن معسكر صالح شن حملة على الحوثيين بعدما دعا عبد الملك الحوثي في آذار/ مارس إلى محاربة من وصفهم بـ"الطابور الخامس" وهو ما فسره مراقبون بأنه إشارة إلى أنصار صالح. ومن ناحيته، قال الصحفي المؤيد لصالح، محمد أنعم، إن "صالح لا يستطيع فك ارتباطه مع الحوثيين، وستكون مغامرة خطيرة عليه إذا فعل ذلك، لأنهم مسيطرون على الأوضاع".
صورة من: picture alliance/epa/Y. Arhab
صالح أعاد في مايو/ أيار 2017 إطلاق دعوته للحوار مع السعوديين قائلا "سنحاور أصحاب الشأن، المملكة العربية السعودية" في الرياض أو منطقة خميس مشيط الحدودية أو حتى في مسقط. فيما أبدت المملكة ارتياحها لابتعاد صالح عن الحوثيين المدعومين من إيران، وهو ما ألمح إليه ولي ولي العهد السعودي بقوله "صالح تحت سيطرة وحراسة الحوثيين (...) وإذا خرج من صنعاء إلى منطقة أخرى فسيكون موقفه مختلفا".
صورة من: Reuters/Mohamed al-Sayaghi
ووسط التحالفات والانقسامات يبقى اليمن وأهله وخصوصا الأطفال أكبر خاسر في بلد كان يطمح إلى الديمقراطية عندما خرج شبابه في مظاهرات ضد حكم صالح عام 2011، واليوم أصبح اليمن مهددا بعدم البقاء ككتلة واحدة. إعداد: صلاح شرارة