1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صالح يناور من جديد والمبادرة الخليجية في مهب الريح

٢٢ مايو ٢٠١١

رفض الرئيس اليمني علي عبد الله صالح التوقيع على المبادرة الخليجية للمرة الثالثة ما قد يدفع دول مجلس التعاون لسحب وساطتها، أي عملياً إعلان فشل أي وساطة لحل الأزمة اليمنية واستمرار تدهور الوضع السياسي والأمني في البلاد.

هل تستمر الوساطة الخليجية بعد رفض صالح؟صورة من: AP

أثبت الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مرة أخرى بأنه مناور كبير. فبعد أن سرب معاونوه أنه سيوقع على المبادرة الخليجية هذه المرة، وبعد أن حبس الجميع أنفاسهم بانتظار لحظة التوقيع، أطل صالح على شاشة التلفزة اليمنية معلنا امتناعه عن القيام بذلك. وهكذا تكون المبادرة الخليجية قد دخلت في نفق مظلم بعد أن تفاءل الجميع بأنها ستضع حدا للأزمة في اليمن وإنهاء أكثر من أربعة شهور من الانتفاضة الشعبية التي تطالب بتنحيه واستبداله بحكومة ديمقراطية.

واشترط صالح على المعارضة القدوم إلى القصر الجمهوري لتوقيع المبادرة أمامه، باعتباره "الشرعية الدستورية"، مضيفاً أن حضور المعارضة إلى القصر الرئاسي ضروري، لاسيما وأنها ستكون جزءاً من حكومة الوحدة الوطنية التي سيتم تشكيلها بحسب مضمون المبادرة.

إلا أن مصادر في المعارضة اليمنية قالت إن أحزاب اللقاء المشترك لن توقع في القصر الجمهوري، خاصة وأنها كانت قد وقعت على المبادرة الخليجية بشكل منفرد، وبحضور الوسيط الخليجي عبد اللطيف الزياني، أمين عام دول مجلس التعاون.

ويرى الكاتب والصحفي اليمني سعيد الصوفي، في حديث مع دويتشه فيله، أن رد فعل الرئيس اليمني كان متوقعاً، وأن "اشتراطه على المعارضة المجيء إلى القصر الجمهوري ليس إلا محاولة لإثبات أنه قادر على فرض ما يريد على المعارضة". هذا وكان علي عبد الله صالح قد حذر المعارضة من أن عدم الانصياع لطلبه هذا سيجرّ البلاد إلى حرب أهلية، محملها مسؤولية "الدماء التي سفكت وستسفك إن ركبوا حماقاتهم".

استمرار الرفض قد يؤدي لسحب الوساطة

شروط مشروعة أم محاولة لانتزاع مكاسب أخيرة قبل الرحيل؟صورة من: AP

ويؤكد الصوفي أن تصريحات الرئيس صالح هذه محاولة للحصول على مكاسب أخيرة "تجنبه أي انشقاق في صفوف حزب المؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم الذي يقوده)، خصوصاً وأن قيادات الحزب قد وقعت على نسخة سابقة من المبادرة الخليجية، وهذا من شأنه أن يسبب انقسامات في صفوف الحزب".

هذا ويشار إلى أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليج اجتمعوا مساء اليوم (22 أيار/ مايو 2011) لبحث الوضع في اليمن، إذ يتوقع مراقبون أن يفضي هذا الاجتماع إلى سحب الوساطة الخليجية، وذلك رداً على رفض الرئيس صالح توقيع المبادرة، ومحاصرة مئات من المسلحين الموالين له مقر السفارة الإماراتية في صنعاء، التي كان يجتمع فيها عدد من الدبلوماسيين العرب والغربيين. وكان الوسيط الخليجي عبد اللطيف الزياني قد غادر صنعاء بعد إجلائه بواسطة مروحية من مبنى السفارة.

وقدم صالح الشرط تلو الآخر ليوقع على النسخ السابقة من المبادرة، التي وافقت المعارضة على جميعها. وفي هذا السياق يوضح الكاتب والصحفي سعيد الصوفي أن المعارضة لم يبق لها شيء لتقدمه إلى صالح، خاصة "وأنها قدمت الكثير من التنازلات التي لا يقبل الشارع اليمني ببعضها، لكن الرئيس صالح يلجأ إلى افتعال المشاكل لفرض الأمر الواقع. لكن يبدو أنه في اللحظات الأخيرة (من حكمه)، إذ بدأ بعض المسلحين الموالين له بالانتشار على الطريق بين صنعاء وتعز، وإيقاف السيارات وإطلاق النار عليها"، في إشارة إلى محاولة صالح منع المعارضة من الوصول إلى القصر الجمهوري للتوقيع، لو كانت مستعدة للاستجابة لشروطه.

ياسر أبو معيلق

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW